3 دروس من تدريب السعادة الفنلندي

العديد من الفنلنديين يمشون وسط الطبيعة (أرشيفية - إ.ب.أ)
العديد من الفنلنديين يمشون وسط الطبيعة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

3 دروس من تدريب السعادة الفنلندي

العديد من الفنلنديين يمشون وسط الطبيعة (أرشيفية - إ.ب.أ)
العديد من الفنلنديين يمشون وسط الطبيعة (أرشيفية - إ.ب.أ)

تصنف فنلندا أكثر بلدان العالم سعادة للسنة السادسة على التوالي، وفقاً لمؤشر السعادة العالمي.

وتقول رينيه أونيك، في مقال نشره موقع «سي إن بي سي» الأميركي، إن قسم السياحة بفنلندا الذي يسمى «زيارة فنلندا» أعلن عن منحه لـ10 أفراد الفرصة لزيارتها والحصول على تدريب عن السعادة.

أعلن قسم «زيارة فنلندا» إنه تلقى نحو 150 ألف طلب من حول العالم لهذه المنحة، وحتى يستفيد العدد الأكبر من الناس، قرر القسم تقديم التدريب مجاناً عن بعد.

يفيد التعريف بالتدريب إنه «سيدفعك خطوة للأمام مع خمسة مدربين وفي 4 مواضيع رئيسية، هي: الطبيعة وأسلوب الحياة، والصحة والتوازن، التصميم والحياة اليومية، الطعام والرفاهية».

تضيف أونيك: «بحثاً عن ذاتي (الفنلندية) قررت حضور التدريب، وهذا ما تعلمته من كورس السعادة الفنلندي».

1- التواصل مع الطبيعة مهم لصحتك العقلية

كشخص يعيش في المدينة كنت أعتقد أن الاستفادة من التواصل مع الطبيعة مستحيل دون السفر مسافة طويلة، لكن التدريب علمني أن التواصل مع الطبيعة لا يحتاج بالضرورة التمشية في الغابة أو الإبحار في النهر، بل أن تكون في تناغم مع حواسك الخمس كلما كنت خارج المنزل حتى لو لهدف بسيط كإلقاء القمامة أو احتساء القهوة.

يجب أن تنتبه لجمال الطبيعة حولك، فنلندا لديها قانون يسمى «حق الفرد»، يمنح الناس الحق في قضاء الليل في الطبيعة بغض النظر عن صاحب الأرض، والعديد من الفنلنديين يقومون بالتخييم باستمرار، أو يركبون الدراجات ويمشون وسط الطبيعة.

وتقول ميكيلا كروتز، خلال التدريب: «مهما كان الوقت الذي ستقضيه في الطبيعة قليلاً فإنه سيساعد على تخفيف الضغط، وصفاء الذهن، ويمكنك من التواصل مع نفسك».

2- الرضا بما لديك

تقول أبريل رينيه، خلال التدريب: «عندما نركز في الحصول على المزيد، غالباً لا نجد ما يكفي لإشباعنا». وتضيف: «الكفاية هي التوازن والتناغم والاكتفاء، مبدأ الاكتفاء يعني أن ترضى بما يكفيك دون إفراط».

تؤكد رينيه: «هدفي هو تقدير اللحظة الحالية، بدلاً من التركيز على ما أشتهيه في المستقبل. أن أكون منفتحة على احتمالات جديدة بدلاً من حمل عبء فقط على أكتافي».

3- تصميم مساحتك يؤثر على صحتك العقلية

في أحد الدروس، استمعت لأستاذة التصميم، تانيا سينلمان-لانجينسكولد، تتحدث حول تأثير منازلنا والمساحات التي نزورها على شعورنا بالرفاهية.

تقول تانيا: «في فنلندا لدينا مثل يقول إن الرجل الفقير لا يمكنه تحمل الجودة المنخفضة». تانيا لا تعنى بالجودة المرتفعة الأشياء الغالية، فأحياناً بعض الأشياء قد تحمل قيمة مرتفعة لأننا صنعناها بأيدينا أو لأنها مصنوعة من مواد مستدامة وصديقة للبيئة.

نصائح تانيا سينلمان - لانجينسكولد لاستخدام التصميم في تحسين أسلوب حياتك:

اشترِ فقط الأغراض التي ستعيش لفترة طويلة.

اصنع أغراضاً جميلة وحاوط نفسك بها.

«أدخل الطبيعة» لمنزلك بأن تشتري نبتة أو أزهار.

وفكر كيف يمكن أن تصمم مساحتك الخاصة بحيث تكون مريحة وفعالة.



سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.