محمد ثروت: حفل جدة منحني طاقة كبيرةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4552381-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AB%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D8%AD%D9%81%D9%84-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AD%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9
سيبقى حفل «ليلة من الزمن الجميل» الذي شهدته مدينة جدة الخميس الماضي على مسرح «بنش مارك» وجمع ثلاثة من كبار المطربين العرب هم: عفاف راضي، ومحمد ثروت، وميادة الحناوي، حفلاً استثنائياً، يسجل حضوره الدائم بشكل خاص في ذاكرة الفنان محمد ثروت، الذي أبكى الجمهور العربي معه، وهو يقاوم دموعه على المسرح بعدما فوجئ بنجله أحمد يقف بجواره، ويغني له «ابن أبويا»، بينما يتابع الجميع على الشاشة شريطاً مصوراً لرحلة الشاب مع مرضه الصعب، وبين دموع الفرح، وشجن اللحظة، وتصفيق الجمهور، عاش ثروت ليلة لا تُنسى.
وتحدث ثروت لـ«الشرق الأوسط» عن الحفل والجمهور ورحلة مرض ابنه والمفاجآت التي أذهلته في ليلة واحدة، وردود الفعل التي فاقت توقعاته، وخطواته المقبلة. تسكن صوته الفرحة وهو يزهو بالحفل: «كان الاستقبال رائعاً من الجمهور، ولم يكن بالمسرح مقعد فارغ، وهذا ليس غريباً على الجمهور السعودي الذي أعرفه من خلال لقاءاتي به، سواء في السعودية أو في مصر، فهو جمهور (سميَع) متابع، والفن عنده له أصول».
مضيفاً: «الكلام لا بد أن يكون معبراً وله معنى، وقد لمست إحساسهم الذي كان واضحاً في عيونهم وفي تفاعلهم، وشعرت بأنني وسط أهلي وناسي، الأمر الذي جعلني أرغب في أن أقدم أغنيات أكثر، لكن احتراماً مني لتوقيت برنامج الحفل والنقل على الهواء، حددت ما سأقدمه وألغيت بعضها حتى لا أتجاوز الوقت». ذكر ثروت أنه كان مقرراً أن يقدم «ديو» غنائياً مع نجله، لكنه فوجئ بصعوده على المسرح وغنائه له «ابن أبويا»، التي أثارت شجن الجمهور، وكما يقول: «هذه الأغنية كانت مفاجأة مذهلة، وجاء اقتراح تقديمها من المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، مثلما علمت بعد الحفل، حتى أنهم تعمدوا أن تكون أوقات بروفات أحمد في غير أوقاتي، وكان يخرج بزعم لقاء بعض أصدقائه، بينما كنت مشغولاً بالحفل والبروفات».
وعن دموعه التي أبكت الجمهور معه يستعيد تلك اللحظة، قال: «وأنا أشاهد الفيلم الذي أعده أحمد عن الشهور الثلاثة الماضية في رحلة المرض، وجدت نفسي وأنا أقف على المسرح أسترجع شريطاً بدأ منذ رحلة مرضه، وقد أثَر في كلام نجلي، كما كان تفاعل الجمهور عند دخوله المسرح من الأشياء المؤثرة بالنسبة لي، ولم أتمالك دموعي».
تفاصيل صعبة عاشها ثروت الأب في رحلة مرض نجله الذي أصيب بمتلازمة «ميلر فيشر»، يتحدث عنها بكثير من الرضا: «التفاصيل كانت كثيرة وقاسية، تحملتها أنا ووالدته وشقيقته، وتحملها هو أكثر منا، كان من الصعب أن أرى ابني وهو في كامل صحته وفجأة خلال ساعة زمن انهار كل شيء، فلم يستطع أن يقف أو يتحرك أو يرى، لكن الله سبحانه وتعالى قال (وبشر الصابرين)، وقد صبرنا ودعونا الله أن يمن عليه بالشفاء».
فوجئ ثروت بطلب المستشار تركي آل الشيخ لتقديمه أغنية وطنية يختتم بها فكانت أغنية «بلدي»: «فاجأني المستشار بطلب تقديم أغنية وطنية، وكانت أغنية (بلدي) التي تجاوب الجمهور بشكل كبير معها، ما يعكس الحب المتبادل بين مصر والسعودية، فكثير من المصريين يقيمون بالسعودية، والأشقاء السعوديين يوجدون في مصر، وهذا الأمر ينطبق على كل دولنا العربية».
ويرى ثروت أن الحفل الذي شارك به كان «بتركيبته غير عادي»، حسبما يقول: «كان من الصعب أن أجتمع وعفاف راضي وميادة الحناوي في أي حفل، وهنا أتوجه بالشكر لفكر المستشار تركى آل الشيخ الذي تمكن من جمعنا، لذا كان استقبال الجمهور كبيراً وعظيماً وحقق الحفل مشاهدات غير عادية، كما استمتع الجمهور بكل فقرة وبكل فنان، وهذا شيء أسعدني كثيراً».
التناغم بينه وبين الأوركسترا كان لافتاً، حيث قال: «فوجئت بالمايسترو هاني فرحات وهو مهتم بأدق التفاصيل ومنظم للغاية، كما أن تجهيزات شركة (بنش مارك) للحفل كإدارة مسرح وصوت وإضاءة تكاملت على أفضل ما يكون».
النجاح الكبير الذي حققه الحفل جعل ثروت يشعر بطاقة وحيوية: «إن شاء الله ستشهد الفترة المقبلة خطوات فنية عديدة لي ولأحمد، أتمنى أن تكون مصدر سعادة للناس لأنني أشعر بحماس وطاقة إيجابية كبيرة».
من أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب، مروراً بماجدة الرومي وكاظم الساهر، وصولاً إلى عمرو دياب. كيف أسهمَ نجوم الأغنية في إحياء اللغة العربية الفصحى؟
كريستين حبيب (بيروت)
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5094161-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%B3%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-10-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام، قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة تخلّلها عدد من النقاشات في جلسات حوارية وندوات وورش عمل غطّت مختلف المجالات الفكرية والثقافية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كانت حافلة بالجمال والإبداع والحضور الكبير لعشاق القصيدة النبطية ومحبي الكلمة العذبة.
ووفَّر المعرض، الذي نظمته «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية تحت شعار «جدة تقرأ»، قرابة 400 ألف عنوان معروض، في حين تجاوز عدد الكتب المبيعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دُور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة، وسط رغبة كثيرين من الزوار في أن يمتد المعرض لعدة أيام أخرى.
ورفع الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأدب والنشر والترجمة»، شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهاً بالحضور اللافت الذي شهده معرض جدة للكتاب، والذي يُعدّ ثالث معارض الكتاب، بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة لعام 2024.
جهود متواصلة
وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزاً وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؛ بهدف تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الدكتور علوان إلى أن السعودية باتت منارة الإبداع على المستويين العربي والدولي، بفضل تنوعها الثقافي والموروث الحضاري الثري الذي جعلها وجهة جاذبة للفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً النظر إلى أن وزارة الثقافة تسعى بشكل حثيث لتحويل المملكة إلى منصة رئيسية لصناعة النشر والتوزيع، من خلال توفير بيئة مثالية ومتطورة تلبي احتياجات القرّاء ودُور النشر على حدٍّ سواء.
وأعرب عن فخره بما وصلت إليه السعودية في مجال صناعة النشر، مشيداً بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكداً أن «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».
ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية
وأتاح المعرض عدداً من الورش العمل والندوات والأمسيات الشعرية، ومنها تلك التي تناولت جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية، وأشادت بالمبادرات الرائدة لـ«المجمع» في نشر اللغة العربية وآدابها عالمياً.
واستعرض الدكتور محمود إسماعيل تجربته في إدارة معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداده سلاسل تعليمية مميزة مثل «العربية للحياة»، و«القراءة الميسرة». وتناول أيضاً مشروع البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، مؤكداً دوره في تعزيز المصطلحات العلمية والتقنية باللغة العربية.
بدوره، قدَّم الدكتور عبد الله القرني نبذة عن تاريخ معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشيراً إلى دورها في تأهيل الطلاب من مختلف دول العالم للالتحاق بالجامعات، وأشاد ببرامجها المُحكَمة التي أسهمت في تخريج أجيال من الأكاديميين المتخصصين.
بينما تناولت ورشة عمل بعنوان «النظريات الأساسية في الموسيقى» مجموعة من القواعد والمبادئ التي تُشكل الأساس لفهم الموسيقى وبنائها، كما تناولت الأشكال الموسيقية، والحروف الموسيقية في المدرج، والمفاتيح التي تساعد على فهم بنية المقطوعات.
فكرة إصدار كتاب
وفي أمسية ملهمة، ضمن فعاليات المعرض، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «من أين تأتي الفكرة؟». قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وأوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة «جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام». وأكد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وشدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة. وقال: «دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة».
برنامج حافل للأطفال
قدّمت منطقة الأطفال برنامجاً حافلاً ولافتاً، للفئة العمرية الممتدة من 3 إلى 12 سنة، عبر 9 أركان؛ منها ما خُصص لرعاية الأطفال، وآخر لتقديم تجارب تفاعلية بمشاركة الأطفال؛ منها «الطاهي الصغير وتصميم الأزياء وبحر اللغة والرسوم المتحركة وحرفة وقصة والخط العربي»، وغيرها مما كان له الأثر الكبير في تنمية ثقافة الأطفال بمزج الأنشطة التعليمية بالترفيهية لخلق أجواء من المرح لدى الأطفال، وتعزيز حب القراءة والاطلاع لديهم منذ الصغر.
وجمع ركن «حرفة وقصة» في ركن الطفل بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة، حيث مثّل تجربة فريدة للأطفال تجمع بين الحِرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.
يتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. هذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.
تفاعل مع الأنشطة
وفي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضوراً لافتاً في المعرض، حيث توافدوا، خلال الفترات الصباحية، من مختلف المراحل الدراسية، مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.
«المانجا» تخطف الأنظار
جذب ركن «المانجا» والأنمي اهتماماً كبيراً من الطلاب، حيث قدَّمت دُور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. وجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزَّز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يُلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.
ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتماماً خاصاً بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.
20 فكرة ملهمة
وفي إطار المعرض، احتفل الكاتب عبد الله هزازي، في آخِر أيام المعرض، بتوقيع كتابه الجديد «عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية»، شهد حفل التوقيع حضوراً مميزاً من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.
ويُعدّ الكتاب دليلاً إبداعياً للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكاراً مبتكرة تسهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.
ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير، وكان المعرض قد استضاف أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحاً مقدِّماً تجربة لا تُنسى لعشاق الأدب والفنون.