لقاح فموي سريع المفعول مُرشح لمواجهة «كورونا»

اللقاح التجريبي الجديد يؤخذ عن طريق الفم (بابليك دومين)
اللقاح التجريبي الجديد يؤخذ عن طريق الفم (بابليك دومين)
TT

لقاح فموي سريع المفعول مُرشح لمواجهة «كورونا»

اللقاح التجريبي الجديد يؤخذ عن طريق الفم (بابليك دومين)
اللقاح التجريبي الجديد يؤخذ عن طريق الفم (بابليك دومين)

يدرس العلماء حالياً طرقاً جديدة لإمكانية إعطاء لقاحات «كوفيد-19» عن طريق الفم، وتحديداً عبر وضعها تحت اللسان، بدلاً من الحقن تحت الجلد، لتسهيل إدارة المرض ومكافحته.

وتكثر الأوعية الدموية في الأغشية المخاطية بمنطقة قاع الفم تحت اللسان، وتمتص خلايا الجهاز المناعي اللقاح وتنقله بسرعة إلى جميع أنحاء الجسم من دون إفساده، مقارنة بما لو دخل إلى المعدة.

وكشفت دراسة أجراها علماء في المعهد الطبي الحيوي باليابان، على الحيوانات، عن أن لقاحاً تجريبياً يؤخذ عن طريق الفم، أثبت نجاحاً في مواجهة فيروس «SARS-CoV-2» المسبب لـ«كوفيد-19» من دون آثار جانبية ملحوظة، ونشرت النتائج الأربعاء، في دورية «بيولوجي ميثودز آند بروتوكولز».

ووفق الدراسة، فإن أفضل طريقة لتحييد الفيروسات هي قبل أن تتمكن من الولوج داخل الخلايا البشرية، ولكنها تكون فقط على السطح الخارجي للخلايا الظهارية التي تبطن وتنتج المخاط في الرئتين والأنف والفم.

وتعمل فئة معينة من الأجسام المضادة المعروفة باسم «الغلوبولين المناعي A» في المخاط ويمكنها تعطيل الفيروسات، ومع ذلك فإن إنتاج أجسام محددة لفيروس معين يجب أن يتم تحفيزه أولاً عن طريق التطعيم، لأن السرعة في هذه العملية شأنها أن تمنع المرض بشكل أفضل.

ونظراً لأن فيروس كورونا، مثل الإنفلونزا، يصيب خلايا الشعب الهوائية، يعتقد الباحثون أنه من المهم تحفيز إفراز «الغلوبولين المناعي A» الخاص بمستضد الفيروس في الغشاء المخاطي وليس في الدم.

في الآونة الأخيرة، طوّر العلماء لقاحات تُعطى عبر طرق بديلة، مثل الأنف أو الفم، وتُعدّ هذه اللقاحات أكثر فاعلية في تحفيز «الغلوبيولين المناعي A» من تلك التي تُعطى عن طريق التطعيمات التقليدية تحت الجلد.

وعلى الرغم من أن الأطباء استخدموا لقاحات الأنف في العيادات، فإنهم وجدوا أنها تميل إلى إحداث آثار جانبية، مثل الصداع والحمى، على الجهاز العصبي المركزي أو الرئتين.

وفي الدراسة الجديدة، فحص الباحثون لقاحاً جديداً ضد «SARS-CoV-2» مصمماً لحثّ جهاز المناعة على إنتاج «الغلوبولين المناعي A» عن طريق الفم (تحت اللسان) في القرود.

وأثبتت النتائج أن هذه الطريقة نجحت، وأنتجت الحيوانات المستخدمة في اختبار الأجسام المضادة اللازمة ضد المرض من دون آثار جانبية ملحوظة.

وكشف الباحثون عن أن هذا يشير إلى أنه مع مزيد من البحث، قد تتمكن العيادات قريباً من تقديم لقاحات عن طريق الفم ضد فيروس كورونا، التي ستكون أكثر شعبية وأكثر نجاحاً ضد المرض.

ووفق الورقة البحثية، فإن اللقاح الجديد الذي يؤخذ تحت اللسان، كشف عن فاعلية معقولة وسلامة عالية من دون التأثير على الدماغ. وفي الرئيسيات والبشر والقرود، تتمتع المنطقة تحت اللسان بخصائص واسعة ويمكنها استقبال التطعيم بسهولة بدلاً من منطقة الأنف.

وعدّ الباحثون هذه النتائج إيجابية وتُعدّ مقدمة لإجراء مزيد من الدراسة في سلامة اللقاحات في المستقبل وفاعليتها.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».