الغربان تتخلى عن الأصدقاء وتبقى مع الأسرة

حتى وإن جابهت مخاطرة الجوع

الغربان تتشبث بالبقاء مع صغارها وشركاء التزاوج (شايترستوك)
الغربان تتشبث بالبقاء مع صغارها وشركاء التزاوج (شايترستوك)
TT

الغربان تتخلى عن الأصدقاء وتبقى مع الأسرة

الغربان تتشبث بالبقاء مع صغارها وشركاء التزاوج (شايترستوك)
الغربان تتشبث بالبقاء مع صغارها وشركاء التزاوج (شايترستوك)

خلص باحثون في منطقة كورنوول البريطانية إلى أن طيوراً تتشبث بالبقاء مع صغارها وأشقائها وشركاء التزاوج، حتى في مواجهة مخاطرة الجوع، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وفي العلاقات بين البشر، تحمل أواصر القرابة أهمية كبرى، ويبدو أن الأمر ذاته ينطبق على الغربان، بعدما وجد علماء أنها على استعداد للتخلي عن الأصدقاء من أجل الحصول على الطعام. ومع ذلك، فإنها تتشبث بأفراد أسرتها، حتى وإن جابهت مخاطرة الشعور بالجوع.

وتوصلت دراسة جرت على مستعمرات غربان في غرب كورنوول، إلى أن الغربان الصغيرة تخلت عن أصدقائها القدامى ودخلت في علاقات صداقة أخرى جديدة، إذا رأت أن هذا قد يعينها على نيل مكافآت، لكنها تشبثت بأسرتها في السراء والضراء.

وخلال الدراسة، قدم العلماء لغربان برية ـ طيور اجتماعية للغاية ـ مهمة اعتُمد في إطارها الوصول إلى ديدان تشكل وجبة لذيذة للأفراد الذين تزورهم.

ومع أن الغربان سرعان ما تخلت عن أصدقائها واستبدلتهم للحصول على أفضل المكافآت، فإنها ظلت متمسكة بصغارها وأشقائها وشركائها في التزاوج (لدى الغربان شريك واحد تستمر معه مدى الحياة) بغض النظر عن النتائج.

تأتي هذه الدراسة في إطار ما يعرف بـ«مشروع غربان كورنوول» المستمر منذ عقد، وتسلط الضوء على كيفية إدارة بعض الحيوانات علاقاتها الاجتماعية.

وفي هذا الصدد، قال أليكس ثورنتون، بروفيسور التطور المعرفي لدى مركز البيئة والحفاظ عليها التابع لجامعة إكستر في كورنوول: «نتولى مراقبة مئات الغربان البرية، وكل منها مزود بواحدة من رقائق الإرسال والاستقبال في ساقه».

وأضاف: «في إطار هذه الدراسة، قسمنا الغربان عشوائياً إلى مجموعتين (أ) و(ب)، وقمنا ببرمجة المغذيات الآلية، بحيث توفر الديدان فقط عندما يزور أفراد مجموعة ما أقرانهم من داخل المجموعة نفسها فقط».

في المقابل، عندما كانت طيور من مجموعات مختلفة تصل معاً ـ «أ» و«ب» معاً ـ كانت أجهزة التغذية تبقى مغلقة. وحصلت الطيور القادمة بمفردها على حبوب، لكنها لم تنل الديدان المفضلة لديها. من جهته، قال جوش أربون، من جامعة بريستول: «تعيننا النتائج التي توصلنا إليها على فهم كيف تنشأ المجتمعات من قرارات فردية».

وجدير بالذكر أن «مشروع غربان كورنوول» بدأ عام 2012، ويجري داخل ثلاث مستعمرات للغربان، تضم أكثر من 2.500 طائر من الغربان البرية، مزودة برقيقة إرسال واستقبال في ساقها.

جرى نشر نتائج الدراسة في ورقة بحثية بعنوان «الغربان قد تعدل ارتباطاتها الاجتماعية انتقائياً مع الحفاظ على علاقاتها القيمة طويلة الأمد»، بدورية «نيتشر كومينيكيشنز».


مقالات ذات صلة

«ياغي»... أقوى إعصار يضرب الصين منذ 10 سنوات

آسيا العاصفة الاستوائية «ياغي» في مانيلا (أ.ف.ب)

«ياغي»... أقوى إعصار يضرب الصين منذ 10 سنوات

توجه الإعصار «ياغي»، الجمعة، نحو مقاطعة هاينان الصينية، حيث تستعد سلطات الصين لما يمكن أن يكون أقوى عاصفة تضرب الساحل الجنوبي للبلاد منذ عقد من الزمان.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
بيئة انخفاض منسوب المياه في بحيرة مورنوس الاصطناعية بعد الجفاف (أ.ف.ب)

​في اليونان... الجفاف يعيد إظهار قرية غمرتها المياه قبل عقود

عاودت مبانٍ مهجورة في قرية كاليو الغارقة وسط اليونان الظهور أخيراً بعد انخفاض مستوى بحيرة سدّ تشكّل خزان المياه الرئيسي لأثينا بسبب موجة جفاف تطال البلاد.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
بيئة حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

قررت فنلندا البدء في طمر الوقود النووي المستنفد في أول مقبرة جيولوجية بالعالم، حيث سيتم تخزينه لمدة 100 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
أوروبا 2023 أكثر السنوات سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجات الحرارة (إ.ب.أ)

أوروبا تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة الشهر المقبل بعد «صيف الموجات الحارة»

من المتوقَّع أن تشهد أوروبا ارتفاعاً في درجات الحرارة، مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، بشكل غير معتاد، بعد صيف من موجات الحر والجفاف في جنوب شرقي القارة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
بيئة قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)

دراسة: خفض التلوث في العالم قد يضيف سنتين إلى أعمارنا

كشفت دراسة جديدة عن أنه من الممكن إضافة نحو عامين إلى متوسط ​​عمر الفرد المتوقع إذا خفض العالم بشكل دائم التلوث المرتبط بالجسيمات الدقيقة لتلبية المعايير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترشيح متنزهين جيولوجيين سعوديين إلى قائمة «الجيوبارك العالمية»

يعد الترشيح خطوة مهمة نحو الاعتراف الدولي بهذه المواقع التي تحمل أهمية جيولوجية كبيرة (حساب الموقع على «إكس»)
يعد الترشيح خطوة مهمة نحو الاعتراف الدولي بهذه المواقع التي تحمل أهمية جيولوجية كبيرة (حساب الموقع على «إكس»)
TT

ترشيح متنزهين جيولوجيين سعوديين إلى قائمة «الجيوبارك العالمية»

يعد الترشيح خطوة مهمة نحو الاعتراف الدولي بهذه المواقع التي تحمل أهمية جيولوجية كبيرة (حساب الموقع على «إكس»)
يعد الترشيح خطوة مهمة نحو الاعتراف الدولي بهذه المواقع التي تحمل أهمية جيولوجية كبيرة (حساب الموقع على «إكس»)

حصل متنزهان جيولوجيان في السعودية على قبول انضمامهما إلى قائمة الجيوبارك العالمية التابعة لمنظمة اليونيسكو، في خطوة مهمة لتعزيز السياحة البيئية والإيكولوجية بالمنطقة، وبما يعكس دور المملكة في الحفاظ على التراث الجيولوجي، وتعزيز التنمية المستدامة.

وأعلن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، عن قبول المجلس التنسيقي لبرنامج الحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونيسكو، ترشح موقعي «شمال الرياض جيوبارك»، و«سلمى جيوبارك»، للانضمام إلى قائمة الجيوبارك العالمية التابعة لليونيسكو.

وقال الدكتور خالد العبد القادر، الرئيس التنفيذي للمركز، إن هذا الترشيح يتوج الجهود السعودية المبذولة في الحفاظ على البيئة والغطاء النباتي الفريد للمملكة، والإسهام بشكل مباشر في تحقيق أهداف برنامج 2030 للتنمية المستدامة، عبر مفهوم المتنزهات الجيولوجية.

يعزز الترشيح مكانة السعودية على خريطة السياحة الجيولوجية العالمية (حساب الموقع على «إكس»)

من جانبه، أكد أحمد البليهد، أمين عام اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، أهمية هذا الانضمام في تعزيز الوعي العالمي بالتراث الجيولوجي للمملكة، وتعزيز مكانتها ودورها الريادي عبر التعاون الدولي في مجال حماية المواقع الطبيعية وتنمية المجتمعات المحيطة بها.

ما عمل لجنة «الجيوبارك»؟

تركز لجنة الجيوبارك العالمية التابعة لليونيسكو، على المتنزهات والحدائق الطبيعية، التي تعد بيئة ملائمة للسياحة العلمية، وخلق تنمية محلية مستدامة، ويتم عملها من خلال إدارة المواقع والمناظر ذات الأهمية الجيولوجية العالمية، وما تنعم به من إرث جيولوجي بالترابط مع جوانب الإرث الطبيعي والثقافي.

وجاء الإعلان عن ترشيح الموقعين السعوديين في إطار الاجتماع التاسع للمجلس التنسيقي لبرنامج الحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونيسكو، الذي عُقد يومي 8 و9 سبتمبر (أيلول) الحالي في فيتنام.

جواهر سعودية مخفية بتكويناتها الصخرية الفريدة وتنوعها البيولوجي الغني (حساب الموقع على «إكس»)

ويتم اختيار المواقع المرشحة بناءً على معايير دقيقة تشمل إدارة المناطق الجيولوجية ذات الأهمية العالمية بأسلوب شامل يجمع بين الحماية والتعليم والتنمية المستدامة، مع التركيز على إشراك المجتمعات المحلية، حيث تمت دراسة 21 موقعاً مرشحاً خلال الجلسة التاسعة للمجلس وتمت الموافقة على ترشيح 15 موقعاً منها.

وبحسب البيان الصادر عن اليونيسكو، فإن العدد الإجمالي للحدائق الجيولوجية العالمية قد يصل إلى 228 موقعاً في 49 دولة حول العالم، في حال الاعتماد النهائي للمواقع الجديدة المرشحة.

ويعد هذا الترشيح خطوة مهمة نحو الاعتراف الدولي بهذه المواقع التي تحمل أهمية جيولوجية كبيرة، وتقديراً للجهود السعودية في الحفاظ على المواقع الجيولوجية ذات الأهمية العالمية وتطويرها، ما يعزز من مكانة المملكة على الساحة الدولية في مجالات الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.

يتيح الترشيح ربط السياحة البيئية بالتنمية المحلية (حساب الموقع على «إكس»)

وتأسست لجنة للجيوبارك التابعة لليونيسكو عام 2000، وتضم 140 موقعاً في 38 دولة حول العالم، معترفاً بها دولياً وتشمل المحميات والمتنزهات الطبيعية، والحدائق العامة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية والنائية، والحدائق النباتية، وتهدف من تضمينها في السجل العالمي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ووضع برنامج مراقبة ومتابعة متكامل لربط النظم الإيكولوجية والاجتماعية بالسمات الثقافية والتاريخية، وجعلها بنكاً للمعلومات تساعد في عمليات أخذ القرار.

وبترشيح موقعي «شمال الرياض جيوبارك»، و«سلمى جيوبارك»، تتهيأ السعودية للانضمام، لأول مرة إلى شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونيسكو، وذلك بعد الإعلان النهائي في المؤتمر العام لليونيسكو، والمتوقع أن يُعقد اجتماعه في مارس (آذار) 2025.

السعودية على خريطة السياحة الجيولوجية العالمية

يُعد «شمال الرياض» و«سلمى» من المواقع الجيولوجية ذات الأهمية العالمية، حيث تحتوي هذه المناطق على تنوع جيولوجي فريد يجمع بين التشكيلات الجيولوجية القديمة والمظاهر الطبيعية الخلابة التي تعكس تاريخاً جيولوجياً يمتد لملايين السنين.

أعجوبة طبيعية تنتظر استكشافها (حساب الموقع على «إكس»)

ويضم شمال الرياض الجيولوجي، مناظر طبيعية ساحرة وقيمة تراثية عالمية، ويتكون من طبوغرافية متنوعة وخلابة، وواحات وكثبان رملية، وسلاسل جبلية، ومملحات طبيعية، كما يضم على صعيد التراث التاريخي، أدوات حجرية لعصور الإنسان القديم، وقرى وقلاعاً تاريخية.

فيما تنطوي «سلمى جيوبارك» على جواهر سعودية مخفية، بتكويناتها الصخرية الفريدة وتنوعها البيولوجي الغني، وأعجوبة طبيعية تنتظر استكشافها، ويعزز هذا الترشيح مكانة السعودية على خريطة السياحة الجيولوجية العالمية، وذلك في إطار «رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة البيئية.

‏⁧‫وتلتزم السعودية من خلال هذه الخطوة، بالمساهمة في الجهود الدولية لحماية البيئة وتعزيز الوعي البيئي، حيث ستتيح هذه المواقع الفرصة للزوار المحليين والدوليين لاستكشاف التراث الجيولوجي الفريد للمملكة، وتعزيز الفهم العلمي والثقافي لأهمية الحفاظ على التنوع الجيولوجي.

الحدائق تتيح للمملكة فرصة تقديم نموذج رائد في إدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام (حساب الموقع على «إكس»)

إلى جانب ذلك، فإن هذه الحدائق تتيح للمملكة فرصة تقديم نموذج رائد في إدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام، من خلال ربط السياحة البيئية بالتنمية المحلية، وتوفير فرص العمل والتعليم للمجتمعات المحلية.

يعتمد هذا النموذج على التعاون بين القطاعات المختلفة، بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية، مما يعزز من تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني والدولي.