خلص باحثون في منطقة كورنوول البريطانية إلى أن طيوراً تتشبث بالبقاء مع صغارها وأشقائها وشركاء التزاوج، حتى في مواجهة مخاطرة الجوع، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وفي العلاقات بين البشر، تحمل أواصر القرابة أهمية كبرى، ويبدو أن الأمر ذاته ينطبق على الغربان، بعدما وجد علماء أنها على استعداد للتخلي عن الأصدقاء من أجل الحصول على الطعام. ومع ذلك، فإنها تتشبث بأفراد أسرتها، حتى وإن جابهت مخاطرة الشعور بالجوع.
وتوصلت دراسة جرت على مستعمرات غربان في غرب كورنوول، إلى أن الغربان الصغيرة تخلت عن أصدقائها القدامى ودخلت في علاقات صداقة أخرى جديدة، إذا رأت أن هذا قد يعينها على نيل مكافآت، لكنها تشبثت بأسرتها في السراء والضراء.
وخلال الدراسة، قدم العلماء لغربان برية ـ طيور اجتماعية للغاية ـ مهمة اعتُمد في إطارها الوصول إلى ديدان تشكل وجبة لذيذة للأفراد الذين تزورهم.
ومع أن الغربان سرعان ما تخلت عن أصدقائها واستبدلتهم للحصول على أفضل المكافآت، فإنها ظلت متمسكة بصغارها وأشقائها وشركائها في التزاوج (لدى الغربان شريك واحد تستمر معه مدى الحياة) بغض النظر عن النتائج.
تأتي هذه الدراسة في إطار ما يعرف بـ«مشروع غربان كورنوول» المستمر منذ عقد، وتسلط الضوء على كيفية إدارة بعض الحيوانات علاقاتها الاجتماعية.
وفي هذا الصدد، قال أليكس ثورنتون، بروفيسور التطور المعرفي لدى مركز البيئة والحفاظ عليها التابع لجامعة إكستر في كورنوول: «نتولى مراقبة مئات الغربان البرية، وكل منها مزود بواحدة من رقائق الإرسال والاستقبال في ساقه».
وأضاف: «في إطار هذه الدراسة، قسمنا الغربان عشوائياً إلى مجموعتين (أ) و(ب)، وقمنا ببرمجة المغذيات الآلية، بحيث توفر الديدان فقط عندما يزور أفراد مجموعة ما أقرانهم من داخل المجموعة نفسها فقط».
في المقابل، عندما كانت طيور من مجموعات مختلفة تصل معاً ـ «أ» و«ب» معاً ـ كانت أجهزة التغذية تبقى مغلقة. وحصلت الطيور القادمة بمفردها على حبوب، لكنها لم تنل الديدان المفضلة لديها. من جهته، قال جوش أربون، من جامعة بريستول: «تعيننا النتائج التي توصلنا إليها على فهم كيف تنشأ المجتمعات من قرارات فردية».
وجدير بالذكر أن «مشروع غربان كورنوول» بدأ عام 2012، ويجري داخل ثلاث مستعمرات للغربان، تضم أكثر من 2.500 طائر من الغربان البرية، مزودة برقيقة إرسال واستقبال في ساقها.
جرى نشر نتائج الدراسة في ورقة بحثية بعنوان «الغربان قد تعدل ارتباطاتها الاجتماعية انتقائياً مع الحفاظ على علاقاتها القيمة طويلة الأمد»، بدورية «نيتشر كومينيكيشنز».