خلا حفل افتتاح الدورة الثلاثين من مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي»، الذي احتضنه مساء الجمعة «المسرح الكبير» في دار الأوبرا المصرية؛ من نجوم الصف الأول للدراما المصرية، الذين حرص الكثير منهم أخيراً على حضور فعاليات مهرجان الدراما في العلمين.
وكانت اللجنة العليا قد اختارت الفنانة ليلى علوي ضمن المكرَّمين لتكون «عنصر الجذب الإعلامي الوحيد»، وفق وصف مسؤولي المهرجان، لكنها اعتذرت عن عدم التكريم بعد الانتقادات الحادة التي طالت هذا الاختيار بداعي ضعف علاقة علوي بالمسرح.
ومن جهته، أكد رئيس المهرجان سامح مهران، أنّ المسرح «قوة تدفع إلى التغيير الإيجابي على مستوى المجتمع والفكر والمعرفة»، مشيراً، في كلمته خلال الحفل، إلى أنّ «المسرح التجريبي لا يقوم على أيديولوجية موحّدة، أو وعي جماعي لدى الجمهور، بل يخاطب المتلقّي بكونه فرداً، ويذهب به نحو المستقبل».
وكان لافتاً استخدام التقنيات الحديثة في الافتتاح، مثل الذكاء الاصطناعي والهولوغرام، لإشاعة أجواء مبهرة من الخيال والفانتازيا.
تنوُّع العروض
ويراهن مسؤولو المهرجان على جودة العروض وتنوّعها لإنجاح الدورة الثلاثين التي شهدت جدلاً واسعاً وانتقادات قبيل انطلاقها بأيام.
وحضرت سميحة أيوب وسميرة عبد العزيز وسامح الصريطي ومحسن منصور ولقاء سويدان وحمدي الوزير، حفل الافتتاح، إضافة إلى الضيوف العرب، ومن بينهم نقيب الفنانين في العراق جبار جودي، والرئيس التنفيذي لـ«هيئة المسرح والفنون الأدائية» في السعودية سلطان البازعي (أحد المكرَّمين في المهرجان)، ورئيس «مهرجان الرياض للمسرح» عبد الإله السناني.
افتتحت مسرحية «تشارلي» التي تتناول جوانب من المسيرة الإنسانية والفنية في حياة نجم الكوميديا العالمي تشارلي شابلن (1889- 1977)، الدورة الجديدة من المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، وهي من إخراج أحمد البوهي، الذي أخرج أيضاً حفل الافتتاح؛ وبطولة الفنان محمد فهيم.
قدّم الحفل السيناريست مدحت العدل الذي عدّ التجريب «سرّ تطور الإنسانية لانطوائه على المغامرة والجرأة وصولاً إلى الأجمل»، مشيراً إلى أنّ المهرجان «يحمل ذكرى عزيزة على قلبه، وهي حصول شقيقه الفنان الراحل سامي العدل على جائزة (أفضل ممثل) فيه للمرة الأولى».
وأكد المنسّق العام للمهرجان محمد الشافعي لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «العدد الكبير الذي تقدّم للمُشاركة أتاح حرية الانتقاء، فشاهدت لجنتا العروض المصرية والعربية نحو 180 مسرحية لتختار من بينها 16 عملاً فقط»، مشيراً إلى أنّ «الموقف اختلف في العروض الدولية، إذ حالت لائحة المهرجان التي تنصّ على عدم الإسهام في تحمُّل تكلفة العروض الأجنبية، دون مشاركة عدد كبير».
وتضمّ الدورة الجديدة 19 عرضاً مسرحياً، منها 8 عروض عربية، مثل «الروبة» (تونس)، و«نوستالجيا» (الجزائر)، و«ملف 12» (العراق)، و«فنتولين العودة» (فلسطين)؛ إلى 8 عروض دولية، مثل «عطيل» (جورجيا)، و«الإلياذة» (اليونان)، و«نيكي باديري» (الكونغو – زامبيا- بلجيكا)، فضلاً على 3 عروض مصرية، هي: «الرجل الذي أكله الورق»، و«من أجل الجنة إيكاروس»، و«فريدا» المعروض خارج المسابقة الرسمية.
قائمة المكرَّمين
تضمّ قائمة المكرَّمين أصحاب تخصّصات لا يُلتَفت إليهم كثيراً، ولا ينالون حقهم في الضوء، مثل المدرّب الإنجليزي غايلز فورمان المتخصّص في فنون الرقص المسرحي، والناقد العراقي عواد علي صاحب المؤلّفات المهمة مثل «المألوف واللامألوف في المسرح العراقي»، و«شفرات الجسد»، ومصمّم الديكور المصري حازم شبل.
من المشاهد المؤثرة ذات البعد الإنساني التي تفاعل معها الحضور، لحظة الإعلان عن تكريم اسم الناقدة المسرحية المصرية الشابة رنا أبو العلا، التي رحلت بشكل مفاجئ قبل أيام بحادث سير، وتسلّمت والدتها درع التكريم.