نجوم الدوري السعودي... بعيداً عن الملاعب

نيمار يمثّل ويعزف... ورونالدو يجمع السيارات... وهندرسون يطهو الدجاج بالباستا

رونالدو ونيمار وهندرسون بعيداً عن الملاعب (إنستغرام)
رونالدو ونيمار وهندرسون بعيداً عن الملاعب (إنستغرام)
TT

نجوم الدوري السعودي... بعيداً عن الملاعب

رونالدو ونيمار وهندرسون بعيداً عن الملاعب (إنستغرام)
رونالدو ونيمار وهندرسون بعيداً عن الملاعب (إنستغرام)

لكلٍّ من نجوم كرة القدم المنضمّين إلى الدوري السعودي حكايته الخاصة، ولكلٍّ منهم كذلك اهتماماته وهواياته التي تسلّيه بعيداً عن دوران الطابة وضغط الملاعب. يُعرف عن النجم البرازيلي نيمار المنضمّ حديثاً إلى نادي الهلال، أنه من محبّي لعبة كرة السلّة، وغالباً ما يُرصَد داخل ملاعب الـ«NBA» وهو يشجّع فرقَه ولاعبيه المفضّلين، وعلى رأسهم ليبرون جيمس.

نيمار مع لاعب كرة السلّة الأميركي ليبرون جيمس (فيسبوك)

في المقابل، يتجنّب نيمار مشاهدة مباريات كرة القدم من خلال التلفزيون، ويستعيض عن ذلك بألعاب الفيديو، وبمتابعة الأفلام والمسلسلات. ولا يقتصر اهتمامه بالمسلسلات على المشاهدة؛ إذ كانت له إطلالة خاصة في مسلسل «كازا دي بابيل»؛ حيث لعب دور راهب برازيليّ.

خارج المباريات، نادراً ما يظهر نيمار من دون سمّاعات تغطّي أذنيه، فهو من عشّاق الموسيقى؛ خصوصاً الراب الأميركي والأغاني البرازيليّة التي يُعد سفيراً لها. فقد ظهر راقصاً على نغمات إحدى أغنيات بلاده داخل غرفة تبديل الملابس بعد واحدة من المباريات، كما كان له مرور في فيديو كليب أغنية برازيليّة معروفة. أما المفاجأة فكانت حين أطلّ عازفاً بانسجامٍ على البيانو.

لا ينخرط زميله نجم نادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو في أنشطة موسيقية، إلا أنه مستمع نهِم لأغاني الثمانينات. من بين الفنانين يحب كلاً من فيل كولنز، وألتون جون، وجورج مايكل، وريكي مارتن.

من الرياضات التي تحتلّ مكانة خاصة في حياة اللاعب البرتغالي بعد كرة القدم، قيادة الدراجات الهوائية والبيسبول. كما أنه يمضي أوقاتاً طويلة وهو يتمرّن في النادي، وفق ما تُظهر معظم صوره على صفحات التواصل الاجتماعي.

رحلة على الدراجات الهوائية لكريستيانو رونالدو وعائلته (إنستغرام)

وفي هواية أعلى كلفة من الدراجات الهوائية، يجمع رونالدو السيارات الفخمة؛ حيث يملك أكثر من 20 منهاً. كما أنه حقق نجاحاً في مجال الأعمال، بعد أن حصدت علامته التجاريّة الخاصة بالملابس والأحذية والعطور الرجاليّة «CR7» انتشاراً عالمياً. وهو يملك كذلك فندقاً ومجموعة من المطاعم في بلده.

لكن مما لا يعرفه كثيرون عن رونالدو، أنه يحمل هذا الاسم تيمُّناً بالرئيس الأميركي رونالد ريغان الذي كان والد رونالدو من أشدّ المعجبين به ممثلاً، قبل أن يصبح رئيساً. ومن المعلومات التي تعود إلى سنوات مراهقة نجم النصر، أنه خضع في سن الـ15 عاماً لجراحة قلبيّة، بسبب معاناته من عدم انتظام دقّات القلب.

يملك كريستيانو رونالدو مجموعة تضمّ أكثر من 20 سيارة فخمة (إنستغرام)

بالانتقال إلى نادي الاتفاق ونجمه الإنجليزي جوردان هندرسون، نجد أنه استقى شغف كرة القدم من والده. إضافة إلى عمله شرطيّاً، كان هندرسون الأب لاعباً هاوياً، الأمر الذي ألهمَ ابنَه. لاحقاً أصيب الوالد بسرطان الفم، وقد أثّرت تلك المعاناة في جوردان الذي اكتسب منها حسّ التحدّي والقتال. أما في كرة القدم، فاللاعبان ريان غيغز وديفيد بيكهام هما القدوة بالنسبة إليه.

اللاعب الإنجليزي جوردان هندرسون ووالده براين (إنستغرام)

العائلة أولويّة في حياة هندرسون، ومن بين الوشوم التي طُبعت على جسده: تواريخ ميلاد أولاده الثلاثة، إضافة إلى رسم لكأس دوري أبطال أوروبا (Champions League) وتاريخ فوز فريقه السابق ليفربول بالكأس.

بعيداً عن انشغالاته الكرويّة، يحب هندرسون الطهو. أما طبقه المفضّل فهو الدجاج مع الباستا وصلصة البيستو. وعلى الفطور غالباً ما يتناول البيض المخفوق مع التوت البرّي.

هندرسون مع أولاده إليكسا وجيمس وألبا (فيسبوك)

ليس الطبق المفضّل عند لاعب نادي الاتحاد نغولو كانتي ببساطة البيض المخفوق، فهو يفضّل الـ«ثيبوديين» الذي تعدّه والدته. هذا الطبق التقليدي الأفريقي مكوّن من السمك والأرزّ وصلصة الطماطم.

يتحدّر اللاعب الفرنسي من مالي، وقد نشأ وسط ظروف مادية صعبة؛ إذ كان والده يعمل في ورش البناء، أما الوالدة فكانت تنظّف المنازل.

نغولو كانتي ووالدته (فيسبوك)

كان كانتي في السابعة من عمره يوم فازت فرنسا بكأس العالم عام 1998، فقرّر حينها أن يحترف كرة القدم؛ غير أن البدايات كانت متعثّرة، فتعرّض للرفض من قبل أندية عدّة، كما كان عليه أن يتحمّل مسؤولية العائلة بعد أن خسر والده عندما كان في سن الـ11.

اضطرّ إلى دراسة المحاسبة تحسّباً لفشلٍ في مجال كرة القدم، إلا أن القدر كافأه فأصبح من أهمّ اللاعبين عالمياً، حتى أنّ زملاءه في المنتخب الفرنسي خصّوه بنشيد عقب الفوز بكأس العالم سنة 2018.

كما كانتي، خسر لاعب نادي الأهلي رياض محرز والده عندما كان مراهقاً، فقرّر أن يحقق حلم أبيه باحتراف كرة القدم. إلى روح الوالد الذي لعب في أندية جزائرية وفرنسية صغيرة، أهدى محرز الملعب الذي يحمل اسمه في بلدتهم الفرنسية.

يعرف زملاء محرز أنه لا يدخل أرض المباراة من دون أن يتناول فنجاناً من القهوة، ويعرفون عنه كذلك تعلّقه الكبير ببناته الثلاث.

لاعب الأهلي رياض محرز وبناته (إنستغرام)

كريم بنزيمة المنضمّ إلى نادي الاتّحاد يفاخر كذلك بأبوّته، ناشراً صوراً عدّة لأولاده، وهو أبٌ لأربعة. ومع أنه يشارك متابعيه تلك اللحظات الحميمة مع أطفاله، فإنه لا يتحدّث إلى الإعلام عن حياته الخاصة، ويبقيها بعيدة عن الأضواء، ويُعد صاحب شخصيّة هادئة ومتحفّظة.

كريم بنزيمة مع أولاده ميليا وإبراهيم ونوري (إنستغرام)

يأتي بنزيمة من عائلة كبيرة، ولديه 7 إخوة، من بينهم شقيقان يحترفان كرة القدم. تعب اللاعب الجزائري حتى وصل إلى ما وصل إليه، وهو لا ينسى النصيحة التي وجّهها إليه البطل الفرنسي زين الدين زيدان عام 2009، تزامناً مع انضمامه إلى ريال مدريد؛ حيث طلب منه أن يخسر من وزنه، الأمر الذي عاد عليه بفائدة كبيرة.

منذ ذلك الحين، انطلق بنزيمة في عالم الكرة، وحصد إنجازاتٍ عدّة، من بينها لقب «بنزيغول» (BenzeGoal)، نسبة إلى الأهداف الكثيرة التي يسدّدها.

بالانتقال إلى نادي الهلال -وأحد أبرز نجومه اللاعب الصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش- فكل الظروف هيّأته للتميّز في كرة القدم. كان والده لاعباً محترفاً في إسبانيا، أما والدته فاحترفت كرة السلّة. خلال طفولته، تأثّر بوالده وبزين الدين زيدان، متّخذاً لاحقاً رقم قميصه في نادي يوفنتوس «21».

إلى جانب كرة القدم، يلعب سافيتش كرة السلّة وكرة المضرب. وبعيداً عن الرياضة، يحب مشاهدة أفلام «الأكشن» والاستماع إلى الموسيقى الصربية التقليديّة.

سافيتش فائزاً بكأس أفضل لاعب في بطولة الملك سلمان للأندية العربية (إنستغرام)

تأثّر لاعب نادي النصر السنغالي ساديو ماني باللاعبَين الحجي ضيوف، ورونالدينيو. وقد منعته العائلة عن كرة القدم، فهرب في سن الـ15 إلى العاصمة داكار من أجل تحقيق حلمه.

بعيداً عن الملاعب، يحب ماني متابعة الأفلام والمسلسلات واقتناء السيارات. يتّبع نظام حياة صحّياً، فيتناول آخر وجبة عند السابعة والنصف مساءً ويخلد إلى النوم عند الـ11، بعد أن يكون قد اتصل بوالدته وشقيقاته وعمّه الذي يعتبره أباً له؛ بعدما فقد والده في سن الـ7.

ماني خلال إجازة عيد الأضحى في منزله بالسنغال (إنستغرام)

هوايات لاعب نادي الأهلي آلان سان ماكسيمان كثيرة، وهي لا تقتصر على الرقص الذي لا يبخل به على الجمهور، احتفالاً بتسجيل الأهداف.

ويحب الفرنسي سان ماكسيمان الموسيقى والموضة وأفلام ومسلسلات «المانجا» اليابانية. فيلمه المفضّل هو «كاراتي كيد» مع جاكي شان، ويقول إنه استوحى منه ربطات شعره وتسريحته المميزة.


مقالات ذات صلة

الشباب يغربل إدارة كرة القدم بعطيف وشراحيلي 

رياضة سعودية أحمد عطيف (برنامج دورينا غير)

الشباب يغربل إدارة كرة القدم بعطيف وشراحيلي 

أجرت إدارة نادي الشباب (الأحد) غربلة ادارية شاملة على صعيد الفريق الكروي في طريقها نحو تصحيح أوضاع فريق كرة القدم.

عبد العزيز الصميلة (الرياض)
رياضة سعودية جانب من تدريبات الأخضر (المنتخب السعودي)

قمة «لوسيل» العربية: السعودية لحسم الصدارة... والمغرب للتأهل

يتطلع المنتخب السعودي لتحقيق الفوز الثالث توالياً وحسم صدارة المجموعة الثانية، عندما يلتقي نظيره المغربي الساعي إلى التأهل، الاثنين، على «ملعب لوسيل» بالعاصمة.

فهد العيسى (الدوحة) علي العمري (الدوحة)
رياضة سعودية مباراة السعودية والمغرب في مونديال 1994 لاتزال عالقة في أذهان العرب (فيفا)

لماذا تبقى مباراة 1994 الأبرز في سجل لقاءات الأخضر وأسود الأطلس؟

تتشابك حكاية المواجهات بين المنتخبين السعودي والمغربي عبر أكثر من 6 عقود، ورغم أن عدد المباريات بينهما ليس كبيراً، فإنها كانت كافية لصناعة ندّية خاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية متى سينضم محمد صلاح لدوري «روشن»؟ (أ.ف.ب)

مسؤول بالدوري السعودي: لا توجد شكوك في أن محمد صلاح سيلعب في «روشن»

أكد مسؤول بارز في الدوري السعودي للمحترفين لصحيفة «التليغراف» البريطانية أنه «لا توجد أي شكوك» في أن محمد صلاح سيلعب في دوري «روشن» السعودي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية بن هاربورغ رئيس نادي الخلود (النادي)

بن هاربورغ للأندية السعودية: لا تبالغوا في دفع رواتب عالية لنجوم العالم

فجّر بن هاربورغ، رئيس نادي الخلود، مفاجأة بتصريحات جريئة وغير متوقعة بشأن استراتيجية التعاقدات في الدوري السعودي للمحترفين.

خالد العوني (الرس (السعودية))

غناء اليودلية والطبخ الإيطالي مرشحان للانضمام إلى تراث «اليونيسكو» الثقافي

أعضاء نادي اليودلينغ السويسري يؤدّون عرضاً في كنيسة بلومّيس بالتزامن مع بحث إدراج هذا الفن على قائمة التراث غير المادي لـ«اليونيسكو» (إ.ب.أ)
أعضاء نادي اليودلينغ السويسري يؤدّون عرضاً في كنيسة بلومّيس بالتزامن مع بحث إدراج هذا الفن على قائمة التراث غير المادي لـ«اليونيسكو» (إ.ب.أ)
TT

غناء اليودلية والطبخ الإيطالي مرشحان للانضمام إلى تراث «اليونيسكو» الثقافي

أعضاء نادي اليودلينغ السويسري يؤدّون عرضاً في كنيسة بلومّيس بالتزامن مع بحث إدراج هذا الفن على قائمة التراث غير المادي لـ«اليونيسكو» (إ.ب.أ)
أعضاء نادي اليودلينغ السويسري يؤدّون عرضاً في كنيسة بلومّيس بالتزامن مع بحث إدراج هذا الفن على قائمة التراث غير المادي لـ«اليونيسكو» (إ.ب.أ)

من المقرر أن يبدأ خبراء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) مداولاتهم في الهند، اليوم (الاثنين)، بشأن الممارسات والتقاليد التي يجب إعلانها كتراث ثقافي غير مادي، مع ترشح فن الغناء السويسري اليودلية والطبخ الإيطالي ضمن الترشيحات هذا العام.

وتم ترشيح ما مجموعه 66 عادة وحرفة من جميع أنحاء العالم لإدراجها في إحدى قوائم التراث الثقافي الثلاث للهيئة الثقافية والتعليمية التابعة للأمم المتحدة.

وتشمل الترشيحات أيضاً ثقافة حمامات السباحة في آيسلندا، و«ديبافالي» وهو مهرجان الأضواء الهندوسي المعروف باسم «ديوالي».

كما تم ترشيح تقليد العرائس الخشبية «رود ماريونيت» في بروكسل، وكذلك مهرجان جيفاتا، وهو مهرجان رأس السنة الجديدة الذي يحتفل به شعب ولايتا في إثيوبيا.

ولكي يجري الإعلان رسمياً عن ممارسة أو حرفة كتراث ثقافي غير مادي، يجب تناقلها من جيل إلى جيل والحفاظ عليها حية من مجتمع ما، من بين معايير أخرى.

وقال كريستوف وولف، نائب رئيس اللجنة الألمانية للمنظمة: «يمثل التراث الثقافي غير المادي المشاركة الثقافية والتنوع والحيوية».

وتُعقد الدورة العشرون للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في نيودلهي في الفترة من الاثنين إلى السبت.

وفي هذا العام، سيفحص الخبراء 11 ترشيحاً لقائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، و54 ترشيحاً للإدراج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، بالإضافة إلى اقتراح واحد لسجل ممارسات الصون الجيدة.


مصر لتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» وفق مواصفات عالمية

جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
TT

مصر لتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» وفق مواصفات عالمية

جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)

تواصل مصر خطتها لإحياء وتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، وفق أحدث المعايير العالمية والدولية، مع العمل على وصلهما ببعضهما البعض وافتتاحهما قريباً بإدارة من القطاع الخاص.

وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة تتابع باهتمام تنفيذ مشروع تطوير الحديقتين، انطلاقاً من أهميته في ظل الطابع التاريخي المميز لهما، وتتطلع لإعادة إحيائهما، والانتهاء من عملية التطوير وفق الخطة الزمنية المقررة، وإدارتهما وتشغيلهما على النحو الأمثل.

وقال مدبولي في بيان عقب اجتماع، الأحد، مع عدد من الوزراء والمسؤولين المعنيين بالمشروع: «هذا المشروع بمثابة حلم للحكومة نعمل جميعاً على تحقيقه، وهدفنا أن يرى النور قريباً، بإدارة محترفة من القطاع الخاص، تحافظ على ما يتم ضخه من استثمارات».

وشهد الاجتماع استعراض مراحل مشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورمان، حيث تمت الإشارة إلى اعتماد التصميمات وأعمال الترميم والتطوير من جانب المنظمات العالمية المُتخصصة، ونيل شهادات ثقة عالمية من جانبها، مع التعامل مع البيئة النباتية بأسلوب معالجة علمي، إلى جانب تدريب الكوادر العاملة بالحديقتين وفق أعلى المعايير العالمية، بما يواكب رؤية التطوير، ويضمن توافق التشغيل مع المعايير الدولية»، وفق تصريحات المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني.

ويتضمن مشروع تطوير «حديقة الحيوان بالجيزة» مساحة إجمالية تبلغ 86.43 فدان، ويبلغ إجمالي مساحة مشروع «حديقة الأورمان» 26.7 فدان، بمساحة إجمالية للحديقتين تصل إلى 112 فداناً، واستعرض الاجتماع عناصر ربط المشروعين معاً عبر إنشاء نفق يربط الحديقتين ضمن المنطقة الثالثة، بما يعزز سهولة الحركة، ويوفر تجربة زيارة متكاملة، وفق البيان.

وتضمنت مراحل التطوير فتح المجال لبدء أعمال تطوير السافانا الأفريقية والمنطقة الآسيوية، إلى جانب الانتهاء من أعمال ترميم الأماكن الأثرية والقيام بتجربة تشغيلية ليلية للمناطق الأثرية بعد تطويرها بواقع 8 أماكن أثرية.

التشغيل التجريبي للمناطق الأثرية ليلاً بعد تطويرها (حديقة الحيوان بالجيزة)

وأشار البيان إلى أن مستشاري مشروع الإحياء والتطوير؛ وممثلي الشركة المُشغلة للحديقتين، عرضوا خلال الاجتماع مقترحاً للعودة للتسمية الأصلية لتكونا «جنينة الحيوان»، و«جنينة الأورمان»؛ حرصاً على التمسك بهويتهما لدى جموع المواطنين من روادهما منذ عقود، كما أكدوا أن إدارة الحديقتين وتشغيلهما سيكون وفق خطة تضمن اتباع أحدث النظم والأساليب المُطبقة في ضوء المعايير العالمية.

وتم تأكيد ارتفاع نسب الإنجاز في الجوانب التراثية والهندسية والفنية بمشروع تطوير الحديقتين، حيث شملت أعمال الترميم عدداً من المنشآت التاريخية، أبرزها القصر الملكي والبوابة القديمة والكشك الياباني.

وحقق المشروع تقدماً في الاعتمادات الدولية من جهات مثل الاتحاد الأوروبي لحدائق الحيوان (EAZA) والاتحاد العالمي (WAZA) والاتحاد الأفريقي (PAAZA)، وفق بيان مجلس الوزراء المصري.

وترى الدكتور فاتن صلاح سليمان المتخصصة في التراث والعمارة أن «حديقة الحيوان بالجيزة من أكبر حدائق الحيوان في الشرق الأوسط وأعرق حدائق الحيوان على مستوى العالم، حيث تأسست في عهد الخديو إسماعيل، وافتُتحت في عصر الخديو محمد توفيق، وكان بها في بداية افتتاحها أكثر من 175 نوعاً من الحيوانات النادرة من بيئات مختلفة حول العالم، كما كان تصميمها من أجمل التصميمات في العالم وقتها، وكانت متصلة بحديقة الأورمان وقت إنشائها».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «حديقة الأورمان من أهم الحدائق النباتية في العالم، وكانت جزءاً من القصر الخاص بالخديو إسماعيل، وكانت مخصصة لمد القصر بالفواكه والخضراوات، وصممها مهندسون فرنسيون»، وأشارت إلى أن كلمة أورمان بالأساس هي كلمة تركية تعني الغابة أو الأحراش، وعدت مشروع تطوير الحديقتين «من أهم المشروعات القائمة حالياً والتي من شأنها أن تعيد لهما طابعهما التراثي القديم، وهو من المشروعات الواعدة التي من شأنها أن تغير كثيراً في شكل الحدائق المصرية» وأشادت بفكرة العودة إلى الاسمين القديمين للحديقتين وهما «جنينة الحيوان» و«جنينة الأورمان»، لافتة إلى تغيير الصورة الاستثمارية للحديقتين بعد التطوير لوجود مناطق ترفيهية وكافيهات ومناطق لأنشطة متنوعة.


نادين لبكي: السينما هاجس داخلي… وأفلامي تولد من أسئلة لا تهدأ

نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
TT

نادين لبكي: السينما هاجس داخلي… وأفلامي تولد من أسئلة لا تهدأ

نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

قالت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي إن العمل الفني لا يولد مصادفة، بل يأتي من تلك الرجفة الداخلية التي يخلّفها هاجس ما، أو من أسئلة لا تتوقف عن الإلحاح حتى تتحوّل إلى قصة.

وبدت نادين في جلستها الحوارية بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، الأحد، التي أدارها أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي والكلاسيكي بالمهرجان، كأنها تفتح كتاباً شخصياً، تقلب صفحاته بهدوء وثقة، وتعيد ترتيب ذكرياتها وتجاربها لتشرح كيف تُصنع الأفلام. فمنذ اللحظة الأولى لحديثها، شددت على أن الصدق هو ما يميّز الفيلم؛ ليس صدق رؤيتها وحدها، بل صدق كل مَن يقف خلف الكاميرا وأمامها.

وأكدت أن الشغف والهوس هما ما يسبقان الولادة الفعلية لأي فكرة؛ فقبل أن تصوغ أولى كلمات السيناريو، تكون قد أمضت زمناً في مواجهة فكرة لا تريد مغادرة ذهنها. شيئاً فشيئاً يبدأ هذا الهاجس بالتشكّل والتحول إلى موضوع محدد يصبح البوصلة التي تضبط كل التفاصيل الأخرى. قد تتغير القصة، وقد يتبدّل مسار الفيلم، لكن الفكرة الجوهرية، ذلك السؤال الملحّ، تبقى العنصر الثابت الذي يجب بلوغه في النهاية.

وتسترجع نادين لحظة ولادة فيلم «هلّأ لوين؟»، فتعود إلى حرب 2008، حين كانت مع طفلها في شوارع بدت كأنها على وشك الانزلاق إلى حرب أهلية جديدة. وتروي كيف تسلّل إليها الخوف عندما تخيّلت ابنها شاباً يحمل السلاح، وكيف تحوّلت تلك اللحظة إلى بذرة فيلم كامل.

نادين لبكي خلال «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

وفي «كفرناحوم» حدث شيء مشابه، إذ تقول إنها كانت ترى الأطفال في الشوارع، وتنصت إلى قصصهم، وتراقب نظرتهم إلى العالم وإلى الناس الذين يمرّون أمامهم كأنهم عابرون بلا أثر. من هنا بدأت الفكرة، ثم امتدّ المشروع إلى 5 سنوات من البحث الميداني، أمضت خلالها ساعات طويلة في محاولة فهم القوانين، والحياة اليومية، والدوافع الإنسانية التي تحكم هذه البقع المهمَّشة.

وتؤكد نادين أن مرحلة الكتابة ليست مجرد صياغة نص، بل لحظة مشاركة وتجربة مشتركة، فالعلاقة بين فريق الكتابة بالنسبة إليها أساسية. وتشير إلى أنها تحب العمل مع أشخاص يتقاسمون معها الرؤية والمبادئ نفسها. أحياناً يكتبون أسبوعين متواصلين، ثم يتوقفون شهوراً قبل أن يعودوا للعمل من جديد، بلا مواعيد نهائية صارمة، لأن القصة، كما تقول، هي التي تحدد إيقاعها وزمنها، لا العكس.

وعندما تنتقل إلى الحديث عن اختيار الممثلين، تكشف أن العملية تستغرق وقتاً طويلاً، لأن أغلب أبطال أفلامها ليسوا محترفين. ففي «كفرناحوم» مثلاً، كان من المستحيل بالنسبة إليها أن تطلب من ممثل محترف أن ينقل ذلك القدر من الألم الحقيقي، لذلك اتجهت إلى أشخاص عاشوا التجارب نفسها أو عايشوا مَن مرّ بها. وتؤكد أنها مفتونة بالطبيعة الإنسانية، وأن فهم الناس ودوافعهم هو بوابة الإبداع لديها؛ فهي لا تفكر في النتيجة في أثناء التصوير، بل في التجربة نفسها، وفي اللحظة التي يُصنع فيها المشهد.

نادين لبكي عقب الجلسة الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

وتتوقف نادين أيضاً عند تجربتها التمثيلية في فيلم «وحشتيني»، كاشفة أنه من أكثر الأعمال التي أثّرت فيها على مستوى شخصي، وأنها سعدت بالعمل مع النجمة الفرنسية فاني أردان. وترى أن التمثيل هذه المرة جعلها تعيش السينما من زاوية مختلفة، فهي تؤمن ـ كما تقول ـ بنُبل السينما وقدرتها على تغيير الإنسان وطريقة تفكيره ونظرته إلى الأشياء، وهو ما يشجعها على الاستمرار في خوض تجارب سينمائية تركّز على السلوك الإنساني، مع سعي دائم لفهم الدوافع غير المتوقعة للأفراد أحياناً.

وتشير إلى أن المدرسة الإيرانية في إدارة الممثلين كانت ذات تأثير كبير في تكوينها الفني. ورغم غياب صناعة سينمائية حقيقية في لبنان عندما بدأت مسيرتها الإخراجية، فإنها تعلّمت عبر الإعلانات والفيديو كليبات، وصنعت طريقها بنفسها من عمل إلى آخر، لعدم وجود فرصة الوقوف إلى جانب مخرجين كبار. وقد عدت ذلك واحداً من أصعب التحديات التي واجهتها.

وأكدت أن فيلمها الجديد، الذي تعمل عليه حالياً، مرتبط بفكرة مركزية، وسيُصوَّر في أكثر من بلد، ويأتي ضمن هاجسها الأكبر، قصة المرأة وتجاربها. ولأن أفكارها تولد غالباً من معايشة ممتدة لقضايا تحيط بها يومياً، تقول: «نعيش زمناً تختلط فيه المفاهيم بين الصواب والخطأ، ولا نجد مرجعاً سوى مبادئنا الشخصية»، مؤكدة أنها تستند في اختياراتها الفنية إلى ما تؤمن به فقط.

وفي ختام حديثها، تتوقف عند شراكتها مع زوجها الموسيقي خالد مزنَّر، وتصفها بأنها واحدة من أهم ركائز تجربتها، موضحة أن رحلتهما في العمل على الموسيقى تبدأ منذ لحظة ولادة الفكرة. وأحياناً يختلفان بشدة، ويتجادلان حول الموسيقى أو الإيقاع أو الإحساس المطلوب، لكنهما يصلان في النهاية إلى صيغة فنية تجمع رؤيتهما، وترى نفسها محظوظة بأنها ترافق شخصاً موهوباً فنياً وإنسانياً.