«هيئة الأدب» تنظم معتزلاً جديداً للكتابة وتطوير أدواتها في الفنون الأدبية

يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين (وزارة الثقافة)
يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين (وزارة الثقافة)
TT

«هيئة الأدب» تنظم معتزلاً جديداً للكتابة وتطوير أدواتها في الفنون الأدبية

يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين (وزارة الثقافة)
يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين (وزارة الثقافة)

يستضيف المعتزل الكتابي في كل رحلة كتابية مجموعة من المتميزين والكتّاب الواعدين في صنف أدبي معين، ويقدّم المعتزل بمشاركة ذوي التجارب الرصينة، وصفة مثالية لتطوير كل فن أدبي، وبيئة ملائمة للكتابة والإبداع والابتكار، يختلي فيها كل كاتب بقلمه وكلماته وأدوات تفكيره، فيما تساهم الطبيعة التي يعيش وسطها مجتمع المعتَزَل من الكتّاب في مساعدة الكاتب على حضور ذهنه واتّقاد أفكاره وتجديد سليقته، حيث تتحرّى الهيئة اختيار مناطق سعودية تتمتع بطبيعة بِكر وساحرة، تشجع إقباله على الكتابة والتأمل والابتكار وتجديد الأفكار.

وبدأت هيئة الأدب السعودية تنظيم معتزل جديد للكتابة في منطقة جازان، يشارك فيه مجموعة من الكتاب للاستثمار في بيئة العزلة والاعتكاف على تطوير أدوات الكتابة واختبار التجارب التأملية والكتابية، بما يسهّل رفع إنتاجيهم الأدبية في مجتمع كتابي مزدهر بالأفكار، وفضاء اجتماعي وبيئي يوفر المناخ لتطوير التجربة وبناء الأدوات.

تسعى هيئة الأدب إلى دعم الإنتاج السعودي والمؤلفين، والقيام بمهام إدارة قطاعات الأدب والنشر والترجمة وتنظيمها (وزارة الثقافة)

وتنظم الهيئة التابعة لوزارة الثقافة معتزلات للكتابة منذ عام 2019، تستضيف فيها مجموعة من الكتاب من حول العالم، لخوض رحلة للتحصيل الأدبي، وفتح نوافذ إلى عوالم جديدة من الفكر والإبداع، وتمكين التجربة الثقافية في السعودية وتصويرها في حصيلة المؤلفين في فنون مختلفة. وقد نظمت الهيئة نحو 10 معتزلات للكتابة، حتى الآن في مناطق مختلفة داخل السعودية، تنوعت في تضاريسها واتفقت في رسم الدهشة البصرية لديهم، وتمكين الكتاب والمؤلفين وحَمَلة القلم من الاستثمار في الفضاء الطبيعي لإثراء تجاربهم وفحص أفكارهم واجتراح إنتاجات مبتكرة.

وقد صمم المشروع لرفع معدل الإنتاج الأدبي وصقل مهارات الكُتّاب من خلال الوجود في بيئات ملهمة ومنعزلة، وتبادل الخبرات مع كتاب من ثقافات مختلفة محلية وعربية وعالمية، خلال مدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام، ويتضمّن برنامجه أوقاتاً مكرّسة للكتابة، وورش عمل، وحلقات نقاشية وزيارات ميدانيّة للتعرف على المنطقة، والاستلهام منها، يرافقهم خلالها مرشدٌ خبيـرٌ بأحد الأجناس الأدبية.

تطبّق هيئة الأدب الرسالة الإنسانية السامية، بكون الأدب لغة البشر قاطبة، وعده قاسماً إنسانياً مشتركاً (وزارة الثقافة)

تطوير المعتزل وإثراء التجربة

بعد انتهاء الموسم الأول من معتزلات الكتابة التي انطلقت عام 2019، استضافت هيئة الأدب والنشر والترجمة لقاءً لتحسين وتطوير برنامج معتزلات الكتابة وإقامات الكتّاب في السعودية، وأدلى عدد من الأدباء الذين سبق لهم المشاركة في معتزلاتٍ كتابية على المستويين المحلي والعالمي، بوجهات نظرهم في مسيرة البرنامج لتعزيز التواصل مع الكُتّاب، وإيجاد بيئة محفزة على الإنتاج الأدبي. وقد تم عقد حلقة حوارية ثرية، تسهم في التعرف على التحديات، واستقطاب الأفكار التطويرية للقطاع، إلى جانب دعم الإبداع الأدبي السعودي، وتمكين المواهب بالمعارف الإثرائية والمساعدة في الارتقاء بالتأليف الأدبي السعودي وتطويره وتنويعه. وتناول اللقاء أثر بيئة المُعتزل على أعمال المشاركين الأدبية، والتعرف على التجارب العالمية للكتّاب، والاستماع إلى مقترحات وأفكار الأدباء المشاركين في اللقاء لتحسين تجربة معتزلات الكتابة وإقامات الكتّاب، وتصنيفها، ومواقع إقامتها، وأعداد المشاركين فيها.

صمم المشروع لرفع معدل الإنتاج الأدبي وصقل مهارات الكُتّاب من خلال الوجود في بيئات ملهمة ومنعزلة وتبادل الخبرات (وزارة الثقافة)

مبادرات لتعزيز الإنتاج الأدبي

وتسعى هيئة الأدب إلى دعم المؤلفين والإنتاج السعودي، والقيام بمهام إدارة قطاعات الأدب والنشر والترجمة وتنظيمها بوصفها المرجع الرسمي لها في المملكة، والمساهمة في تحقيق تطلعات «رؤية 2030» و«الاستراتيجية الوطنية للثقافة» التي تسعى لجعل الثقافة نمطاً لحياة الفرد، وتفعيل دورها في النمو الاقتصادي، وتمكينها من تعزيز مكانة المملكة الدولية.

وأطلقت الهيئة حزمة من المبادرات والمشروعات للارتقاء بالنتاج الأدبي وصناعة النشر والنشاط الترجمي السعودي، وتحسين البيئة التشريعية والمُمكّنات الأساسية التي تنهض بمقومات الأدب والنشر والترجمة في السعودية، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الثلاث وتفعيل دور القطاع غير الربحي.

وبإقامتها هذا المعتزل، تدعم هيئة الأدب والنشر والترجمة الرسالة الإنسانية السامية، بكون الأدب لغة البشر قاطبة، وعدّه قاسماً إنسانياً مشتركاً، يتجاوز الحدود ويعبر الثقافات، وعلى هذا تعمل الهيئة على تأمين تجربة كتابية فريدة ومختلفة لضيوفها، في بيئة طبيعية مريحة، على مدى 7 أيام يتفرّغون فيها للكتابة، فلا يقطع عزلتهم شيء عدا الإلهام والاستكشاف والتأمل، تتضمنها رحلات سياحية إلى أبرز معالم المنطقة التي تستضيف المعتزل.


مقالات ذات صلة

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

تهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو واليابان في مختلف القطاعات الثقافية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
المشرق العربي مبنى مقر «اليونيسكو» في باريس (رويترز)

«اليونيسكو» تعزز مستوى حماية 34 موقعاً تراثياً في لبنان

أعلنت «اليونيسكو» أنها منحت عشرات المواقع التراثية المهددة بالغارات الإسرائيلية في لبنان «حماية مؤقتة معززة»، لتوفر لها بذلك مستوى أعلى من الحماية القانونية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية أعربت القنصلية الفرنسية في القدس في بيان عن «غضب» باريس من عمليات الهدم الإسرائيلية مشيرة إلى أنها دعمت المركز الثقافي المدمر (مقر جمعية البستان) «بأكثر من نصف مليون يورو» منذ عام 2019 (وفا)

فرنسا تطلب «تفسيراً» من السلطات الإسرائيلية بعد هدم مركز ثقافي في القدس

أكدت الخارجية الفرنسية، الجمعة، أن باريس طلبت «تفسيراً من السلطات الإسرائيلية»، بعد هدم مقر جمعية البستان الذي موّلته فرنسا في حي سلوان بالقدس الشرقية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».