تصدر الفيلم السعودي «راس براس» قائمة أعلى الأفلام مشاهدة في السعودية على شبكة «نتفليكس»، منذ بداية عرضه يوم الأربعاء الماضي. «راس براس» هو فيلم بنكهة مغرقة بالتفاصيل المحليّة، ومزيج ما بين اللهجات الشعبية والشبابية.
يتحدث مخرج الفيلم مالك نجر لـ«الشرق الأوسط» عن فكرة العمل، قائلاً: «في البداية لم تكن لديّ نيّة إخراج هذا الفيلم إلى أن كلمني جاسم بوحجي (المنتج المنفذ) وعرض عليّ الأمر، وذلك على الرغم من أنه ليست لديّ تجارب سابقة في (اللايف أكشن)، لكنه شعر أني سأكون قادراً على إخراج هذا الفيلم».
ويوضح نجر أن «راس براس» ضم أكثر من 170 ممثلاً وعاملاً، واستغرق تحضيره 3 أشهر ونصف الشهر، مع 32 يوم تصوير، وعمليات ما بعد الإنتاج تطلبت 4 أشهر.
وتدور قصة «راس براس» حول سائق أجرة بسيط يقوم عن طريق الخطأ بنقل زعيم عصابة متقاعد، لتبدأ حينها مغامرة مصيرية جامحة داخل بلدة «بذيخة» المخيفة، ولكن بطابع كوميدي.
فيلم «ويسترن سباغيتي»
بسؤال المخرج إن كان بالإمكان اعتبار أن «راس براس» هو أول فيلم سعودي من نوع «ويسترن سباغيتي» (أفلام الغرب الأميركي)، يجيب: «لا نستطيع قول ذلك؛ لأنه من فئة مختلفة تماماً، ولكن نعم هو يأخذ مواد كثيرة من أفلام (الويسترن سباغيتي)، وهذا التأثير لا يقتصر على القصة فحسب، ولكن حتى من حيث التقنيات المستخدمة، بما فيها (الساوندتراك) - الموسيقى التصويرية - فهي أيضاً على طريقة (الويسترن سباغيتي)».
يتناول المخرج في حديثه بلدة «بذيخة» المليئة بالغرابة في الفيلم، قائلاً: «هي منطقة يغيب عنها القانون، وهي ثيمة متكررة في أفلام (الويسترن سباغيتي)». وبسؤاله عن كيفية خلق هذه الرؤية السينمائية الفنتازية لهذه البلدة الكئيبة والفوضوية، يقول: «عندما كنا نفكر بشكل (بذيخة)، أردنا أن نعكس للمشاهد شعوراً بأنها ليست بلدة سعودية اعتيادية، وأن نُظهرها للناس وكأنها منطقة منسيّة لا أحد يعلم عنها».
يصف نجر «بذيخة» بأنها بلدة متوارية عن الأنظار، وكذلك هي مكان موحش لا يعلم عنه أحد، ويتابع: «لأننا تخيلنا ذلك في أذهاننا، رأينا أنه بالضرورة أن تبدو (بذيخة) بشكل وألوان تساعد على إيصال هذا الشعور»، موضحاً أن العامل الوحيد الذي يُظهر أن البلدة سعودية هو كونها عالقة في حقبة السبعينات من القرن الماضي، مستعيناً برؤية فنية لبلدان أميركية وهندية، مما يعني أنه خلط عدة نماذج مع بعضها ليخرج بشكل «بذيخة» التي أثرت على ساكنيها ونمط حياتهم.
ما وراء كواليس «بذيخة»
ويكشف مالك نجر أن فيلم «راس براس» تم تصويره بالكامل في مدينة أبوظبي الإماراتية، وعن سبب ذلك يقول: «احتجنا إلى مساحة كبيرة نبني بها بلدة (بذيخة)، ووجدنا منطقة في أبوظبي تبدو نصف جاهزة لذلك، فشعرنا أنه من الأفضل اقتصادياً أن نستعين بهذه المنطقة بدلاً من بناء مكان بالكامل».
يشير المخرج إلى أنه استخدم عدسات واسعة جداً لنقل شخصية بلدة «بذيخة»، بحيث يرى المشاهد المكان بالكامل وليس الشخصيات فقط، إضافة إلى الجهد الكبير المبذول على تصميم المكان، متابعاً: «هناك كوادر بنيناها كانت على مستوى عالٍ جداً من الدقة بالمقارنة مع الأفلام السعودية الأخرى، وهذا كان شيئاً ضرورياً إن كنا نريد أن يشعر المشاهد فعلاً بأننا أخذناه إلى عالم موازٍ في هذه البلدة المهجورة والمنسيّة».
الأعلى مشاهدة على «نتفليكس»
يرجع نجر السبب في تصدّر الفيلم قائمة مشاهدات الأفلام في السعودية فور نزوله؛ لكون الفيلم يأتي من طاقم عمل السلسلة الشهيرة «مسامير»، وهو ما أعطى الجمهور دافعاً وحافزاً لمشاهدة الفيلم منذ اليوم الأول، إلى جانب إشارته لوجود أسماء شابة وجاذبة في طاقم التمثيل مثل: عبد العزيز الشهري، وعادل رضوان، وزياد العمري. ويردف: «أرى أن هؤلاء الشباب كانوا بمثابة الوجوه التسويقية للفيلم».
"راس براس" يحتل المركز الأول في أكثر الأفلام مشاهدة على نتفليكس في السعودية اليوم، فخور بزملائي وسعيد بأن تعبهم أثمر، وشكرا لكل من شاهده. https://t.co/vHKehgbPQq
— Malik Nejer مالك نجر (@MkNejer) August 4, 2023
وعن روح «مسامير» الطاغية في «راس براس»، يقول نجر: «هذا أمر طبيعي، سواء شئنا أو أبينا، فإن (مسامير) له أسلوب، وأسلوب المخرج لا يتغير، صحيح أن هناك بعض الاختلاف، لكن الكثير من طريقة عمل المخرج يحمله معه في مختلف مشاريعه»، مؤكداً أن كثيراً من بصمات «مسامير» ظهر في فيلمه الأخير «راس براس».
حقائق
170
«راس براس» ضم أكثر من 170 ممثلاً وعاملاً، واستغرق تحضيره 3 أشهر ونصف الشهر، مع 32 يوم تصوير، وعمليات ما بعد الإنتاج تطلبت 4 أشهر.