دار «أسولاين» تخلّد تاريخ العلا وجاذبية حاضرها

أصدرت كتاباً يعكس بيئتها الطبيعية وواقعها النابض بالحياة

العلا غنيّة بالمواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة (أ.ف.ب)
العلا غنيّة بالمواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة (أ.ف.ب)
TT

دار «أسولاين» تخلّد تاريخ العلا وجاذبية حاضرها

العلا غنيّة بالمواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة (أ.ف.ب)
العلا غنيّة بالمواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة (أ.ف.ب)

صدر عن دار النشر «أسولاين» كتاب «العلا إيفر»، الذي يعكس تاريخ وواقع الوجهة التاريخية للمحافظة الواقعة شمال غربي السعودية، ويأتي بتصميم غني شكلاً ومضموناً بما يحمله من قصص وصور جذّابة تستلهم تاريخها النابض.

وأطلق هذا الإصدار، الذي يُعدّ جزءاً من سلسلة السفر الشهيرة، الخميس، في جميع أنحاء دول الخليج، ليأخذ القرّاء في رحلة تسلّط الضوء على المحافظة الغنيّة بالمواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة، مع التركيز على تراثها العريق وفنونها النابضة بالحياة في مشهد ثقافي أثير.

يأخذ كتاب «العلا إيفر» القراء في رحلة ثرية حول تاريخ وواقع الوجهة التاريخية (أسولاين)

ويضمّ «العلا إيفر» عبر 288 صفحة، مجموعة واسعة من الصور والرسوم التوضيحية الأصلية مصحوبة بنصوص نابضة بالذكريات، بقلم الصحافي الفرنسي جيروم جارسين، الذي يعكس جاذبية هذه الوجهة التراثية الفريدة من نوعها، بعاداتها وتقاليدها، وكرم الضيافة الذي يميّز أهلها، ونسيجها الثقافي الغني الذي يجعلها تجربة استثنائية.

ويوضّح كتاب السفر، الذي يركّز على ثقافة المنطقة، التوجه المبتكر والمتقدّم في الوجهة مع الحفاظ على أصالتها وتراثها الثقافي والتاريخي، من خلال تقديم رؤى لافتة حول الاندماج بين القديم والحديث في العلا.

العلا وجهة فريدة من نوعها بعاداتها وتقاليدها وكرم أهلها (الهيئة الملكية للعلا)

وتتميز العلا بتاريخٍ يعود إلى أكثر من 200 ألف عام من التاريخ البشري، وأصبحت وجهة تستقطب الزوّار الدوليين في السنوات القليلة الماضية، وتعدّ موطناً لجزء فريد من التراث البشري والطبيعي، حيث كانت عاصمة جنوبية للحضارة النبطية القديمة، كما كانت عاصمة لمملكة دادان ولحيان التي حكمت مناطق شاسعة عبر شبه الجزيرة العربية.

وتركت كل حضارة على العلا بصمة لا تمحى، تظهر في المعالم الأثرية المحفوظة جيداً في الحِجر، أول موقع يُسَجَل على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي في السعودية، وفي جبل عكمة، أكبر مكتبة مفتوحة في العالم، والتي أُدرِجت مؤخراً في سجلّ ذاكرة العالم لـ«اليونيسكو».

أصبحت العلا وجهة للزوّار الدوليين خلال السنوات القليلة الماضية (واس)

وتمثّل بلدة العلا القديمة، التي حازت على جائزة إحدى أفضل القرى السياحية في العالم من منظمة السياحة العالمية (UNTWO) عام 2022، متاهة من الشوارع الضيقة تضم أكثر من 900 مبنى تقليدي من الطوب الطيني، ما زالت حتّى اليوم تردّد صدى الأجيال التي سكنت المنطقة بشكل متواصل منذ حوالي القرن الثاني عشر حتى ثمانينات القرن الماضي.

وتتركّز التنمية المستقبلية للعلا حول النمو المسؤول الذي يعود بالنفع على السكان المحليين والأجيال القادمة، كذلك على السياحة المستدامة.

تتركّز التنمية المستقبلية للعلا حول النمو المسؤول والسياحة المستدامة (الهيئة الملكية للعلا)

ويأتي إطلاق «العلا إيفر» متزامناً مع احتضان الوجهة الكامل لفنونها التقليدية وثقافتها التي تشاركها مع العالم، وفي الوقت ذاته دعوتها للفنانين المحليين والدوليين ليكونوا جزءاً من مستقبل الفنّ الحديث داخل المدينة. كما تتيح برامج «مدرسة الديرة» الفرصة لصقل المهارات في الحرف اليدوية القديمة وصناعة المجوهرات والمنسوجات والمنتجات الجلدية.

ومن خلال الانغماس في التراث الثقافي والجمال الطبيعي والروح الأصيلة التي تجسدّها العلا، تتاح الفرصة للمسافرين لخلق ذكريات راسخة وبناء صلة عميقة مع هذه الوجهة الاستثنائية، التي تصون جذورها الضاربة في عمق التاريخ وتراثها الثقافي الأصيل، وفي الوقت ذاته تفتح ذراعيها لكلّ ما هو حديث ومتطوّر، وتتطلّع بعيون يملؤها الأمل نحو المستقبل.

تتيح العلا الفرصة للمسافرين لخلق ذكريات راسخة وبناء صلة عميقة معها (واس)


مقالات ذات صلة

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

عالم الاعمال منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

«بانيان تري العُلا» يكشف عن تقديم مجموعة متنوعة من العروض لموسم العطلات

يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج صورة جماعية لاجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية في باريس الجمعة (الشرق الأوسط)

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا، وبيان لـ«الخارجية الفرنسية» يؤكد توجيه فرنسا إمكاناتها وخبراتها لتطوير المنطقة.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق اجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية استعرض الإنجازات (وزارة الخارجية السعودية)

اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن «العُلا» تناقش توسيع التعاون

ناقشت اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير العُلا سبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات، خصوصاً في مجالات الآثار والرياضة والفنون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يصل إلى فرنسا للمشاركة في اجتماع «تطوير العلا»

وصل وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم؛ للمشاركة في الاجتماع الثاني لتطوير مشروع العلا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.