مصر ضيفة شرف «جرش» الحافل بالغناء والندوات والاستعراض

هاني شاكر وأحمد شيبة ومروة ناجي يشاركون في الدورة الـ37

بوستر حفل الفنان المصري هاني شاكر (إدارة المهرجان)
بوستر حفل الفنان المصري هاني شاكر (إدارة المهرجان)
TT

مصر ضيفة شرف «جرش» الحافل بالغناء والندوات والاستعراض

بوستر حفل الفنان المصري هاني شاكر (إدارة المهرجان)
بوستر حفل الفنان المصري هاني شاكر (إدارة المهرجان)

اختارت إدارة «مهرجان جرش للثقافة والفنون» في الأردن، مصر، ضيفة شرف دورته السابعة والثلاثين، المقرّر انطلاق فعالياتها في 26 يوليو (تموز) الحالي حتى 5 أغسطس (آب) المقبل، تحت شعار «ويستمر الفرح»؛ وهي المرة الأولى في تاريخه التي تشهد اختيار دولة ضيفة شرف.

وتُعدّ المشاركة المصرية في المهرجان الأكبر من نوعها، إذ تبدأ فعاليات الفنانين المصريين في 27 من الشهر الحالي بحفل تحييه «فرقة الموسيقى العربية» التابعة لـ«دار الأوبرا المصرية»، بمشاركة مطربين من هذه الدار، وبرعاية وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، ووزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني، وبحضور عدد من وزراء الثقافة العرب. وستشارك من مصر، ضمن الحفلات، «فرقة وسط البلد» والفنانة مروة ناجي بحفل مشترك في 28 من الشهر الحالي، على أن يغنّي هاني شاكر في 2 أغسطس (آب)، إضافة إلى حفل لأحمد شيبة مع نهاية الفعاليات.

ويشهد المهرجان هذا العام مشاركة لافتة من فناني الغناء العربي، من بينهم الفنان السعودي خالد عبد الرحمن الذي يشارك للمرة الأولى، إلى جانب الفنانَيْن اللبنانيَيْن وائل كفوري وراغب علامة، والفنانَيْن التونسيَيْن صابر الرباعي وغالية بن علي، والفنان السوري جورج وسوف. أما على صعيد فناني الأردن، فيشارك عمر عبد اللات، وزياد صالح، ونداء شرارة وديانا كرزون.

في هذا السياق، يتحدّث المدير التنفيذي لـ«مهرجان جرش» أيمن سماوي، لـ«الشرق الأوسط»، عن أسباب اختيار مصر ضيفة شرف المهرجان: «لديّ بعض المفاهيم والأساليب أردتُ تطبيقها، وهي تدور في كيفية الاحتفاء بعدد من الفنانين العرب الذين حقّقوا نجاحات على مستوى العالم العربي. وجدت أنّ بداية التكريم لا بد من أن يكون من مصر. وحين طرحت الفكرة على وزيرة الثقافة الأردنية وافقت ورحبّت. مصر بالنسبة إلينا أم الموسيقى والفن والمسرح، وبالتالي كان لا بد من اختيارها أول دولة ضيفة شرف في تاريخ المهرجان».

المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي (إدارة جرش)

يتابع: «مشاركة مصر لن تتوقّف عند حفلات الغناء، بل ستشمل أيضاً مجالَي الثقافة والدراما، فسيعقد السيناريست مدحت العدل ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي ندوة بعنوان (مفهوم الدراما وأهمية نقل الواقع المعيش للجمهور)، تشارك فيها الفنانة الكويتية هدى حسين والفنان السوري عابد فهد. كما سيحضر الإعلامي محمود سعد في ندوة بعنوان (الإعلام والقدس)».

عن المشاركة السعودية، يكشف سماوي: «سيحلّ الفنان خالد عبد الرحمن ضيفاً على المهرجان للمرة الأولى بمسيرته، إضافة إلى مشاركة من ثلاث فرق موسيقية وغنائية».

ومن المقرّر أن يتضمّن حفل الافتتاح عملاً فنياً استعراضياً بعنوان «نهر الذهب»، يبرز مدينة جرش مهداً للحضارات، عبر استعادة للعصور الإغريقية والرومانية والإسلامية، وذلك من خلال لوحات بمشاركة 80 فناناً وفنانة. العرض من إنتاج المهرجان، عن نص من تأليف مفلح العدوان، وإخراج لينا التل، وتصميم وتنفيذ الرقصات من قِبل رانيا قمحاوي، والتأليف الموسيقي والألحان والتوزيع من قِبل طلال أبو الراغب، ومساعد مخرج مهند النوافلة.


مقالات ذات صلة

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

شمال افريقيا القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

عززت مصر من دعمها للصومال بإرسال قافلة طبية موسعة والإعلان عن تعاون مع مقديشو في مجال الأمن الغذائي.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا واجه المرضى نقصاً في الأدوية خلال الشهور الماضية (وزارة الصحة المصرية)

مصر: تعهدات حكومية بإنهاء أزمة نقص الأدوية خلال أسابيع

تواصلت التعهدات الحكومية في مصر من جديد بإنهاء أزمة نقص الأدوية خلال أسابيع.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الصيني في نيويورك (الخارجية المصرية)

مصر لدعم موقفها في نزاع «سد النهضة» بتحركات مكثفة بنيويورك

كثّفت مصر من تحركاتها الدبلوماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لدعم موقفها في نزاع «سد النهضة» الإثيوبي.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا أسعار الطماطم سجلت مستويات قياسية في مصر (المصدر: موقع سوق العبور)

«الطماطم» تعاند موائد المصريين وتواصل الارتفاع

سجلت أسعار الطماطم، التي تُعد غذاء أساسياً للمصريين يدخل في الوجبات والأكلات كافة، مستويات غير مسبوقة.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

انتقادات متصاعدة بشأن مقطع صوتي لـ«اعترافات طبيبين بالتحرش» في مصر

تصاعدت في مصر الانتقادات بشأن مقطع صوتي متداول لحديث جرى نسبه إلى «طبيبين»، قالا إنهما «قاما بالتحرش بالمترددات على المستشفيات للعلاج».

أحمد عدلي (القاهرة )

سمير نخلة لـ«الشرق الأوسط»: ولادة الأغاني الوطنية صعبة

مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)
مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)
TT

سمير نخلة لـ«الشرق الأوسط»: ولادة الأغاني الوطنية صعبة

مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)
مع الفنان ناجي الأسطا (سمير نخلة)

يسجّل الشاعر سمير نخلة حالة خاصة بكلام الأغاني التي يكتبها. يتعرّف سامعها بسرعة على أنه هو موقّعها. تعاون مع أهم النجوم في لبنان والعالم العربي. حقق نجاحات متتالية مع فنانين مشهورين أمثال عاصي الحلاني، ونانسي عجرم، ووائل كفوري، ونجوى كرم، وراغب علامة وغيرهم.

كتب «بزعل منّك» لديانا حداد و«أنا هيفا» لهيفاء وهبي و«كلما غابت شمس» لملحم زين، فشكّلت مجموعة أغنيات من فئة العمر المديد. وفي «لون عيونك غرامي» لنانسي عجرم حقق نجاحاً هائلاً. فهو لا يزال يحصد صدى أعماله تلك حتى اليوم.

مع الفنان الراحل وديع الصافي (سمير نخلة)

وكما في الأغنية الرومانسية كذلك في الأعمال الوطنية استطاع سمير نخلة أن يحفر في ذاكرة اللبنانيين، ولعلّ أغنية جوزيف عطيّة «الحق ما بموت» من أشهر ما قدّمه في هذا الإطار.

فقلّة من الأغاني الوطنية التي تستطيع أن تحقق الانتشار الواسع على مدى سنوات طويلة. عمرها الذي ناهز الـ15 عاماً لم يقهره الزمن، وتُعدّ اليوم بمثابة نشيد وطني يتفاعل معه اللبنانيون في كلّ مرّة يستمعون إليها.

يقول الشاعر سمير نخلة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن للأغنية الوطنية صفات خاصة كي تنجح. وإن كلاماً كثيراً اختصرته أغنيات وطنية لم تحقق هدفها.

ويتابع: «لا بدّ أن تنبع من الروح فلا تكون مجرّد صفّ كلام»، وهذا ما يفعله في كلمات أغنياته الوطنية وغيرها. وتابع: «لذا تصل إلى قلوب الناس بسرعة. فما ينبع من القلب لا يمكن أن يخطئ. كما أن التركيبة الثلاثية للأغنية من شاعر وملحن ومغنٍّ، تلعب دوراً مهماً».

يتشارك نخلة ملاحظات العمل مع الملحن والمغني، يقول: «أحياناً تُعدّل عبارة أو نوتة موسيقية أو أسلوب أداء. فالأمر يتطلّب اجتماع الركائز الثلاث على قاعدة الانسجام».

أغنية «الحق ما بموت» التي لحّنها هشام بولس وكتبها سمير نخلة وغناها جوزيف عطية نجحت في الامتحان. وهي اليوم تعدّ من ريبرتوار الأغاني الوطنية الأشهر في لبنان. ونسأل الشاعر نخلة عن سبب الوقت الطويل الذي يفصل بين أغنية وطنية ناجحة وأخرى مثلها، يوضح: «الأغنية الوطنية صعبة الولادة وعندما كتبت (الحق ما بموت) استلهمتها من حلم يراودني. كنت حينها أحلم بلبنان ينتفض من كبوته ويستعيد دوره الريادي في العالم العربي. كل هذا الحب والشغف تجاه وطني فرّغته في كلمات هذه الأغنية. وهذه الأحاسيس الدفينة والعميقة لا يمكن أن تحضر بسهولة».

الشاعر سمير نخلة يرى أن ولادة الأغنية الوطنية صعبة (سمير نخلة)

وإذا ما تصفّحنا مشهدية الأغنيات الوطنية في لبنان، لاحظنا أن الرحابنة كانوا الأشهر فيها. وقد استطاعوا أن يُنتجوا كثيراً منها بصوت فيروز. ويعلّق نخلة: «كانت مسرحيات الرحابنة لا تخلو من الأغاني الوطنية. ويعدّونها أساسية بحيث تؤلّف مساحة لا يستهان بها من باقي الأعمال الغنائية المغناة بصوت فيروز. وأنا شخصياً معجب بعدد كبير من تلك الأغنيات. ومن بينها (رُدّني إلى بلادي) و(بحبك يا لبنان) و(وطني) وغيرها».

ولكن، ما ينقص الساحة اليوم لتوليد أغنيات بهذا المستوى؟ يقول: «زمن اليوم تبدّل عن الماضي، وأصبح العمل الرديء يطغى. ولكن لا شيء يمكن أن يمحو الأصالة. وعلى هذا الأساس نلحظ موت تلك الأغنيات بسرعة. ولكن ولحسن الحظ لا يزال لبنان ولّاداً لشعراء أصحاب أقلام جيدة. فإضافة إلى مخضرمين مثلي تلوح على الساحة أسماء جيل شاب يمكن التّعويل على الكلام الذي يكتبونه».

حالياً يعيش لبنان حالة حرب قاسية، فهل ألهمته كتابة أغنية وطنية؟ يردّ في سياق حديثه: «ما نعيشه اليوم مليء بالمآسي. ولا أستطيع شخصياً أن أكتب في هذه الأجواء. أميل أكثر إلى كتابة الكلام المفعم بالأمل وقيامة لبنان».

عادة ما يحصد المغني شهرة أغنية معينة، ويغيّب - إلى حدّ ما - اسم كلّ من ملحنها وكاتبها. يعلّق الشاعر سمير نخلة: «الكلمة في الأغنية هي الأساس، وهناك ألحان جميلة لم تلفت النظر بسبب ضعف الكلمة المغناة. وبشكل عام الملحن والشاعر لا يُسلّط الضوء عليهما. بعض الأحيان، نلاحظ أن الملحن يحاول الترويج لعمله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك بالكاد تبقى مكانته محفوظة في الأغنية».

يعتب نخلة على المطرب الذي لا يذكر اسم ملحن وشاعر أغنية يقدّمها، «لا أتوانى عن التدخل مباشرة إذا ما لاحظت هذا الأمر. أتصل بالمغني وأصارحه بأنه نسي ذكر اسمي شاعراً، فأنا متابع جيد لعملي. وأحياناً، عندما يُكتب اسم شاعر آخر بدل اسمي على قناة تلفزيونية ألفت نظرهم إلى ضرورة تصحيح الخطأ».

يعاني الشعراء في لبنان من عدم حصولهم على حقوق الملكية لمؤلفاتهم، «هل تعرفين أنه على المغني دفع نسبة 8 في المائة من أرباح حفلاته للملحّن والشاعر. وهذا بند مدرج ضمن نص حقوق الملكية الفكرية في لبنان، ولكنه لا يُطبّق. في الدول الأجنبية الأمر طبيعي. وأركان العمل الغنائي تصلهم حقوقهم بلا أي معاناة. ولكن مع الأسف حقوقنا في لبنان مهدورة ولا أحد يهتمّ بها».