مصر تحتفي بقرن من الحفائر الأثرية في مقر «الرعامسة»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4438296-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%82%D8%B1%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%82%D8%B1-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9%C2%BB
مصر تحتفي بقرن من الحفائر الأثرية في مقر «الرعامسة»
تحتفي مصر بمرور قرن على بدء الحفائر الأثرية في مدينة قنتير بمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، التي كانت مقراً لحكم «الرعامسة» في مصر القديمة، وذلك عبر معرض مؤقت، افتتح مساء (الأحد) بالمتحف المصري بالتحرير، يلقي الضوء على تلك الحقبة التاريخية التي امتدت لما يزيد على قرنين من الزمان.
ويطلق اسم «الرعامسة» على الفترة التي بدأت بحكم الملك رمسيس الأول عام 1307 قبل الميلاد، واستمرت حتى نهاية حكم رمسيس الحادي عشر عام 1070 قبل الميلاد.
ويضم المعرض، الذي يقام تحت عنوان «آثار قنتير: قرن من الحفائر والبحوث في مقر إقامة الرعامسة»، 250 قطعة أثرية، من مكتشفات مدينة قنتير، بحسب مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار بمصر، الذي أوضح، في كلمته خلال افتتاح المعرض، أنه «يستعرض تاريخ الحفائر بالمدينة، التي بدأها عالما الآثار المصريان محمود حمزة ولبيب حبشي، ثم استكملها متحف رومر - بيليزيوس الألماني بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار بمصر».
بدوره، أوضح الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدينة قنتير من المدن الأثرية المهمة باعتبارها العاصمة السياسية لمصر خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني، أشهر ملوك الرعامسة وباقي ملوك تلك الفترة حتى رمسيس الـ11»، لافتاً إلى أن «رمسيس الثاني اتخذها مقراً لحكمه وكان ينطلق منها في حملاته الحربية، كما نقل للمدينة آثاراً متنوعة من أماكن أخرى».
ويستمر المعرض حتى 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويتم تنظيمه بالتعاون بين المتحف المصري بالتحرير ومتحف رومر - بيليزيوس بألمانيا. وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في كلمته خلال الافتتاح، إن «المعرض هو أحد أوجه التعاون المشترك بين مصر وألمانيا، الذي يمتد لسنوات طويلة في مجالات عدة؛ أثرية ومتحفية»، مشيراً إلى أن «مصر يعمل بها 250 بعثة أثرية من 25 دولة أجنبية».
ويضم المعرض قطعاً أثرية من مكتشفات مدينة قنتير، إضافة إلى قطع أخرى من مخازن مدينة صان الحجر بالشرقية. ولفت وزيري إلى أنه «من المقرر نقل القطع الأثرية المعروضة حالياً إلى مقر عرض دائم بالمتحف المصري، عقب انتهاء فترة المعرض المؤقت».
بدوره، استعرض السفير الألماني في القاهرة فرانك هارتمان، الذي شارك في افتتاح المعرض، تاريخ الحفائر الألمانية بمدينة قنتير، وقال إنها «بدأت عام 1980، من خلال بعثة متحف رومر – بيليزيوس». وأكد أن «الحفاظ على التاريخ والإرث الثقافي إحدى الركائز الأساسية للسياسة الثقافية الألمانية بمصر».
ويضم المعرض، المقام بالقاعة رقم 44 بالمتحف المصري بالتحرير، تماثيل ونقوشاً للملوك الأوائل من عصر الرعامسة مثل الملك سيتي الأول والملك رمسيس الثاني، إضافة إلى عناصر معمارية وقطع أثرية توضح مظاهر الحياة اليومية داخل مدينة قنتير، بحسب الدكتور علي عبد الحليم، مدير المتحف المصري بالتحرير.
قدّمت السعودية حضارتها وجوانب رائعة من آثارها ومعالمها التاريخية الخالدة إلى أطفال العالم من خلال مجموعة قصصية أبطالها حقيقيون وشواهدها ماثلة للعيان إلى اليوم.
تهدف ندوة العلا العالمية إلى استكشاف الدور العميق للتنقل في تشكيل تاريخ البشرية، وتأمل السرديات حول القصص المتعددة عن أثر التنقل والترحال في حياة المجتمعات.
جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان
الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)
من قلب الليل الحالك الذي يلفّ لبنان وفلسطين، تطلّ جاهدة وهبة لتعلن أنها تعيش مع الضوء. تستعير من شعر أدونيس لتشعل شمعةً في العتمة، على هيئةِ أغنية. بالنسبة إلى الفنانة اللبنانية، الوقتُ صالحٌ دائماً للغناء، لأن «الفنّ يقاوم الفَناء».
تخبر جاهدة وهبة، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنها، وبعد خروجها من «صومعة الحزن» الذي انتابها كما اللبنانيين جميعاً بسبب «صدمة الحرب»، تساءلت عن إمكانات النضال المتاحة أمامها. فتحت الصندوق الذي يخبّئ أغلى مقتنياتها وسحبت أغنية.
«أجمل ما تكون أن تُخلخل المدى
والآخرون بعضهم يظنّك النداء
بعضُهم يظنّك الصدى...
أعيش مع الضوء عُمري عبيرٌ يمرّ وثانيتي سنوات
وأعشق ترتيلةً في بلادي تَناقلَها كالصباح الرُعاة
رمَوها على الشمس قطعة فجرٍ نقيّ
وصلّوا عليها وماتوا»
هذا بعضٌ من قصيدتَي أدونيس اللتَين دمجتهما جاهدة في أغنيةٍ لحّنتها، وتعاونت فيها توزيعاً وعزفاً مع الثنائي ساري وعيّاد خليفة ضمن مشروعٍ من القصائد المغنّاة، يكتمل إصدارها قريباً في ألبوم يحمل عنوان «ملح وظلال».
جرى تسجيل الأغاني قبل جائحة «كورونا»، غير أن كل الجوائح التي تلت أخّرت الإصدارات. لم يكن قرار استئناف النشاط الفني سهلاً على الفنانة في ظلّ ما يجري من قتلٍ وتدميرٍ وتشريد، لكنّ القصيدة فرضت نفسَها حبلَ أملٍ أصرّت جاهدة وهبة على أن تمدّه لأهل بلدها. تشرح أن هذه «الأغنية تحمل في طيّاتها صراعاً بين الحياة والموت، لكنها تنتهي بانتصار الضوء على العتمة».
أعطى الشاعر السوري أدونيس بركتَه للأغنية، كما يفعل مع سائر الأغاني التي تستعين فيها جاهدة وهبة بقصائده. أما اللحن الذي جاء من بنات أفكارها، فأرادته واسع المدى «يمنح أفقاً للصوت في ترجمةٍ لمعاني النص وصوَرِه». ولم تغِب عن الأغنية إيقاعات الحنين إلى طفولةٍ هانئة هي انعكاسٌ لضوء الأمل، ليتكامل ذلك مع نغمات الصلوات المشرقية التي تضفي إلى «أعيش في الضوء» بُعداً روحياً.
تلاقى الصوت واللحن مع بيانو عيّاد وتشيللو ساري. تقول إنها تؤمن بـ«موهبة الشابَين اللبنانيَين اللذَين أضافا الكثير إلى قصائد الألبوم بإحساسهما وجدّيتهما واحترافهما»، وقد انضمّ إليهما شقيقهما زاد خليفة على الإيقاع. ثلاثُ آلاتٍ رابعتُهما حنجرة جاهدة وهبة، بدت وكأنها «أوركسترا متكاملة لفرط التناغم الفني والانسجام الروحي بيننا خلال مرحلتَي التحضير والتسجيل»، وفق تعبيرها. أما الميكساج والماسترينغ فقد تولّاهما إيلي كلّاب.
«الأغنية لا تردّ صاروخاً ولا تستطيع أن تكبح جماح الهمجيّة»، لكن في هذا الصراع الأبدي بين البناء والهدم، بين الجمال والقبح، تقف الفنانة على ضفة البناء والجمال. عندما شعرت بالحاجة للتواصل مع الناس، قررت أن تقدّم جديداً يتجاوز الحدود ويذكّر العالم بإرث لبنان الثقافي والجمالي. بالنسبة إليها، «الأغنية هي مكانٌ نقيّ نلجأ إليه لنرتاح من تعب الأخبار الدامية»، ومن هذا المنطلق فهي لم تقدّم يوماً أغاني ظرفية، بل حمّلت كلاً من أعمالها زوّادةً روحيّة وإنسانية. يأتي ذلك تماشياً مع قناعتها التي تقول إن «الفن ليس ترفاً بل حاجة نفسية للناس، ولكرامتهم، ولصمودهم في وجه الخراب والبشاعة».
قد لا تصدّ الأغنية صاروخاً لكنها قادرةٌ أحياناً على صدّ بعضِ عوَزٍ وحرمان. لذلك، فقد استتبعت جاهدة وهبة الغناء بالفعل، مجهّزةً نفسها لجولة تقودها من أثينا إلى باريس، مروراً بالمنامة، والدوحة، ودبي. تأتي هذه الجولة الموسيقية دعماً للبنان، على أن يعود ريع الحفلات إلى المؤسسات والهيئات الإغاثية العاملة في الميدان إلى جانب المتضررين من الحرب كـ«الصليب الأحمر» اللبناني، و«الدفاع المدني».
أما على برنامج الحفلات الممتدة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى ديسمبر (كانون الأول)، فأغانٍ وطنية، وأخرى صوفيّة، وترانيم، إضافةً إلى أعمال جاهدة وهبة الخاصة وكلاسيكياتٍ طربية وعالمية. «حرصاً على إيصال رسالة الأمل بلبنان إلى أكبر عدد ممكن من الناس، سأغنّي بالعربيّة، والفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، واليونانية، والفارسية»، تقول جاهدة وهبة.
تؤمن بأنّ الموسيقى والقصيدة والأغنية تُداوي. «إذا بكى مستمعٌ بسبب أغنية فهذا ليس بالضرورة حزناً إنما شفاء»، تؤكد الفنانة. ثم تتذكّر تلك السيدة التي اقتربت منها بعد حفلها في بعلبك عام 2018، لتقول لها إنّ أداءها أغنية «أرض الغجر» في ليل القلعة التاريخيّة، أشعرَها بأنّ ابنَها المتوفّى منذ شهرَين جالسٌ بقربها.
يعود هذا العلاج الموسيقيّ بالمنفعة على الفنانة كذلك، وليس على الجمهور فحسب. تقول إن «منطقة شفائها الخاص تتّسع بوصول الصوت إلى الناس وتَفاعلِهم معه»، مفصحةً بأنها تترقّب في كل مرة تُصدر فيها عملاً جديداً، هذا التضميد المجاني الذي يأتيها من جمهورها.
لا يمكن تصنيف أعمالها في خانة السهولة. هي بنفسها تُقرّ بأنّ «الاستماع إليها يبدو مهمة صعبة أحياناً». إلا أنها، وبصبر نحّات، تواصل «الحفر في الجدار لفتح كوّةٍ تأخذ المستمعين إلى القصيدة». فالشعرُ توأم أغنية جاهدة وهبة، وكأنها عاهدت نفسها بأن تنهل من نبعه. كلّما راودتها الرغبة في إنجاب أغنية، غاصت في محابر الرومي، ودرويش، وأدونيس، ونزار قباني، وأحلام مستغانمي، وخليل حاوي، وغونتر غراس وغيرهم من كبار الكلمة.
في أحد أحدث إصداراتها «بيروت تفّاحة للبحر»، دمجت 4 نصوص لكلٍ من درويش، وأدونيس، وخليل حاوي، وبلند الحيدري. عن تجربة دمج القصائد تلك، التي تشكّل البصمة الخاصة في ألبوم «ملح وظلال»، توضح جاهدة وهبة: «عندما أمزج قصائد لأكثر من شاعر في أغنية واحدة، أحرص على أن يكون ثمة خيط يربطها ببعضها وعلى أن يكون الإيحاء الشعري موحّداً».
غالباً ما تتمخّض دهشة جاهدة وهبة أمام القصيدة عن ألحانٍ تؤلّفها بنفسها. تُفرحها صفة «الملحّنة» رغم «المخاض الذي يسبق أحياناً اكتمال اللحن». أرادت التلحين لأنها وجدت في القصائد «مساحة للذرف اللحني» كما أنها شعرت بأنّ لديها الكثير لتقوله. غير أنّ تلحينها لأغانيها لا يعني أنها ستقفل باب التعاون مع ملحنين آخرين.