كشفت نتائج دراسة حديثة أن الأبوة الدافئة قد تحمي الأبناء من آثار الضغوط النفسية أثناء فترة الطفولة والمراهقة.
ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون من مركز التعلم والبحث والتطوير بجامعة بيتسبرغ في بنسلفانيا أن بعض الأطفال والمراهقين الذين يعانون من أحداث مرهقة نفسياً، مثل الإساءات الجسدية أو الإهمال، لديهم أنسجة أقل في منطقة بالدماغ تسمى الحُصين.
ولم تجد النتائج أي صلة بين زيادة التوتر وانخفاض أنسجة المخ في الحُصين لدى الشباب الذين أبلغوا عن أنهم تلقوا مزيداً من الدفء من مقدمي الرعاية لهم. ويلعب الحُصين دوراً حاسماً في التعلم والذاكرة، كما أنه شديد التأثر بالإجهاد والضغوط النفسية.
وحللت الدراسة الجديدة المنشورة في دورية «باناس نيكزس» فحوصات الدماغ لما يقرب من 500 طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً باستخدام بيانات من مشروع يسمى «شبكة الدماغ الصحي».
كما قام الباحثون بقياس أنسجة المخ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الهيكلي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي تقنيات تسمح بالنظر إلى حجم مناطق الدماغ. كما درس الباحثون مؤشراً حيوياً يرتبط بالإجهاد في الدماغ: «أنسجة أقل في منطقة الحُصين».
وكانت دراسة سابقة قد وجدت أن الضغوط في مرحلة الطفولة ترتبط بأحجام الحصين الأصغر، وأن إدراك الأطفال لعلاقات الأبوة والأمومة الإيجابية والداعمة كان بمثابة حاجز ضد الآثار البيولوجية للتوتر.
وكما جاء على موقع «ميديكال إكسبرس»، أمس (السبت)، سأل الباحثون الأطفال المشاركين في الدراسة عن عدد أحداث الحياة السلبية التي مروا بها عبر سياقات الأسرة والمجتمع والمدرسة ومدى الانزعاج الذي تسببت فيه كل من هذه الأحداث.
وأظهرت النتائج أن التربية الإيجابية لها آثار وقائية فيما يتعلق بالعلاقة بين التوتر والسلوك، حيث أظهر الأطفال الذين عانوا مزيداً من الضيق والتوتر بسبب الأحداث السلبية ولكنهم كانوا ينظرون إلى والديهم على أنهم دافئون وداعمون، سلوكاً أقل تحدياً، مثل كسر القواعد أو إظهار العدوانية.
وأفاد باحثو الدراسة بأنه، في المقابل، لم نجد نفس التأثير الوقائي عندما نظرنا إلى ما يعتقده مقدمو الرعاية عن الأبوة والأمومة. بمعنى آخر، إذا قال الآباء إنهم كانوا داعمين وإيجابيين في تربيتهم لكن الطفل لم يشعر بذلك، فإننا لا نرى هذا التأثير الوقائي.
وتشمل التربية الإيجابية الأساليب التي تتميز بالدفء والدعم للأبناء، مثل الثناء على فعل شيء جيد، وتبادل مشاعر المودة، وتقديم الدعم العاطفي، مقارنة بأساليب التربية القاسية التي تتضمن الصراخ والعقوبات الجسدية.