مصر تتعهد بالحفاظ على النباتات «النادرة» في حديقة حيوان الجيزة

تزامناً مع بدء تنفيذ خطة حكومية لتطويرها

تضم الحديقة نحو 38 ألف شجرة، بينها أنواع نادرة (الشرق الأوسط)
تضم الحديقة نحو 38 ألف شجرة، بينها أنواع نادرة (الشرق الأوسط)
TT

مصر تتعهد بالحفاظ على النباتات «النادرة» في حديقة حيوان الجيزة

تضم الحديقة نحو 38 ألف شجرة، بينها أنواع نادرة (الشرق الأوسط)
تضم الحديقة نحو 38 ألف شجرة، بينها أنواع نادرة (الشرق الأوسط)

تعهدت الحكومة المصرية بـ«الحفاظ على النباتات (النادرة) في حديقة حيوان الجيزة». وردّ «مجلس الوزراء المصري» في إفادة رسمية له (السبت) على ما انتشر في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من أنباء «حول تجريف الأشجار (النادرة) بحديقة حيوان الجيزة تزامناً مع بدء تنفيذ خطة تطويرها».

ويعود تاريخ حديقة حيوان الجيزة إلى عهد الخديوي إسماعيل، أول من ذهب إلى استغلال هذه الأرض التابعة إلى الملكية، في البداية لم يكن بنية إنشاء حديقة عالمية تضم حيوانات ونباتات «نادرة»، بينما كانت لغرض استقبال ضيوف مصر في افتتاح قناة السويس عام 1869، وبعد هذا التاريخ قرر إسماعيل تخصيص الأرض لإقامة أول حديقة حيوانات في مصر، والثانية عالمياً بعد حديقة حيوانات لندن التي أنشئت 1828. بينما ينسب افتتاحها رسمياً للخديوي توفيق الذي استكمل المشروع وافتتحه عام 1891.

أحد المباني الأثرية بالحديقة (الشرق الأوسط)

وتضم الحديقة، التي تمتد على مساحة 80 فداناً، مجموعات من النباتات والأشجار «النادرة»، التي تم جلبها من أماكن متفرقة بالعالم، بجانب الحيوانات، وبنايات تراثية ومتاحف، منها المتحف الحيواني الذي أهداه الملك فاروق مجموعة من الطيور التي اصطادها وتم تحنيطها.

وقال «مجلس الوزراء المصري»، السبت، إنه «لا صحة لتجريف الأشجار (النادرة) بحديقة حيوان الجيزة تزامناً مع بدء تنفيذ خطة تطويرها»، وإنه «لا يمكن المساس بأي من النباتات والأشجار (النادرة) الموجودة بحديقة الحيوان».

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا إلى «تنفيذ مشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة على نحو يضاهي نظيراتها العالمية». وأكد السيسي، خلال استعراض خطة التطوير مع مسؤولين حكوميين في يناير (كانون الأول) الماضي، على «ضرورة إعادة تقديم الحديقة على أساس معايير بيئية عالمية، لتمثل متنفساً لاستيعاب المواطنين الزائرين من مختلف المحافظات المصرية».

إحدى جبلايات الحديقة (الشرق الأوسط)

من جانبها، شددت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر، السبت، على أنه «يجري تنفيذ خطة شاملة لتطوير حديقة حيوان الجيزة ورفع كفاءة جميع خدماتها، مع الحفاظ على النباتات والأشجار (النادرة) بها، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من مقوماتها، وإعادتها لرونقها وطابعها التراثي، بما يليق بزوارها من المواطنين، لتكون حديقة الحيوان على غرار الحدائق العالمية المفتوحة بلا حواجز، مع تطبيق أعلى معايير الأمان العالمية، من دون أي خطورة على الزائرين، إلى جانب ربطها بحديقة الأورمان، وذلك من خلال الاستعانة بالخبرات العالمية، حيث وضع مخطط التطوير أكبر استشاري عالمي في تطوير حدائق الحيوان».

وظلت حديقة حيوان الجيزة على مدار سنوات مركزاً سياحياً للترفيه، ففي عهد الملك فاروق تم إنشاء استراحة ملكية عام 1949، لتكون مقراً لاستقبال زوار الحديقة وضيوفها المهمين، ومن بينهم ملك المملكة العربية السعودية الراحل عبد العزيز آل سعود، الذي تُزين صورته الاستراحة.

وتضم الحديقة كذلك، المتحف الحيواني الذي أهداه الملك فاروق مجموعة من الطيور التي اصطادها وتم تحنيطها، ويضم المتحف أيضاً مجموعة من الحيوانات «النادرة» التي تم تحنيطها بعد نفوقها، وآخرهم وحيد القرن الذي نفق في 2020، وتم تحنيطه لينضم للمتحف... كما تضم «الحديقة نحو 38 ألف شجرة، من بينها أنواع (نادرة)».

///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

(الشرق الأوسط)



مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.