توصل فريق بحثي أميركي إلى إنتاج علاج جديد يعمل على تعزيز أجهزة المناعة لدى نحل العسل لمساعدتها على درء الفيروسات القاتلة.
وفي دراسة جديدة نشرت الجمعة بمجلة «علم الفيروسات»، أظهر فريق البحث، الذي يضم علماء الحشرات من جامعات فلوريدا ولويزيانا ونبراسكا - لينكولن، وخدمة البحوث الزراعية بوزارة الزراعة الأميركية، أن العلاج الجديد يحفز خلايا نحل العسل على إنتاج الجذور الحرة، بما يساعد النحل على مقاومة مجموعة من الفيروسات، وفي بعض الحالات، أوقف نشاط الفيروس تقريباً.
وتلعب مستعمرات نحل العسل ومربو النحل الذين يديرونها دوراً مهماً في إنتاج الغذاء من خلال تلقيح العديد من المحاصيل، وفي السنوات الأخيرة، شهدت أعداد نحل العسل انخفاضاً كبيراً، وتعد الفيروسات من بين المساهمين الرئيسيين في هذه المشكلة، رغم أنها ليست السبب الرئيسي لوفيات نحل العسل.
وفي التجربة التي تمت خلال الدراسة، استخدم الباحثون مركباً يسمى «بيناسيدل»، لتغيير قنوات أيونات البوتاسيوم، وهو بروتين موجود في خلايا النحل ومعظم الكائنات الحية، وينتج عن تغيير هذه القنوات المزيد من الجذور الحرة.
وفي حين أن الجذور الحرة غالباً ما تكون ضارة بصحة الخلية، فإنها بكميات معتدلة يمكن أن تكون علاجية، حيث تساعد النحل على محاربة الفيروسات.
وقام العلماء بإعطاء الدواء لمستعمرات نحل العسل عن طريق مزجه في ماء سكر وتقطير الماء على قرص العسل ليلاً، وقام العلاج بحماية النحل من 6 فيروسات قاتلة لنحل العسل، وهي فيروس «الشلل الإسرائيلي الحاد»، وفيروسات «الجناح المشوه A وB، وفيروس خلية الملكة السوداء، وفيروسات بحيرة سيناء 1 و2».
ويقول دانيال سويل، أستاذ علم الحشرات بجامعة فلوريدا، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «استخدام (البيناسديل) في خلايا نحل العسل التجارية قد يكون مجدياً لبعض مربي النحل، لكن الدراسة تفتح الباب لتحديد المكونات النشطة الأخرى التي قد تعمل بشكل أفضل وتكلفة أقل».
ويضيف: «من أهم الأشياء التي استخلصتها هذه الدراسة، هو أن قنوات أيونات البوتاسيوم يمكن أن تكون هدفاً لتحسين وظيفة الجهاز المناعي في نحل العسل، وربما الحشرات الأخرى».