الموت يغيّب ماجدة صالح أول راقصة باليه مصرية

قدمت عروضاً على مسرحي «البولشوي» و«الكرملين»

ماجدة صالح (وزارة الثقافة المصرية)
ماجدة صالح (وزارة الثقافة المصرية)
TT

الموت يغيّب ماجدة صالح أول راقصة باليه مصرية

ماجدة صالح (وزارة الثقافة المصرية)
ماجدة صالح (وزارة الثقافة المصرية)

غيّب الموت صباح (الأحد) الدكتورة ماجدة صالح، التي تعد أول راقصة باليه مصرية وأول مَن قدَّم من مصر والعالم العربي عروضاً قوية على أشهر مسارح العالم في فن الباليه مثل مسرح «البولشوي» ومسرح قاعة المؤتمرات بـ«الكرملين».

ونعت وزيرة الثقافة المصرية، د. نيفين الكيلاني، الراحلة قائلة إنها «فتحت الطريق أمام أجيال من المصريين لاحتراف وحب فن الباليه، فقد كانت من أوائل الذين درسوا، وأتقنوا، ونافسوا غير المصريين في هذا الفن الراقي، وكانت أول باليرينا تحصل على وسام الاستحقاق، وكانت وزميلاتها نواة لأول فرقة باليه مصرية».

وأضافت الكيلاني، على الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة المصرية عبر «فيسبوك»: «ماجدة صالح رفعت اسم مصر عالياً من خلال المشاركة في عديد من العروض العالمية في مصر وخارجها، وحرصت من خلال أبحاثها الأكاديمية على توثيق تراث الرقص الشعبي المصري لتكون بحق رائدة فن الباليه في مصر».

من جانبه، أكد خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية، أن «مشاركة الراحلة في أول العروض المتخصصة عام 1966 أتاحت الفرصة لاستمرار وازدهار فن الباليه في مصر».

وُلدت ماجدة صالح لأم أسكوتلندية وأب مصري هو عبد الغفار صالح، الذي كان من رواد تعليم الزراعة، وتولى منصب نائب رئيس الجامعة الأميركية بالقاهرة.

أول راقصة باليه مصرية (وزارة الثقافة المصرية)

اتجهت ماجدة لدراسة فن الباليه في سن مبكرة، حيث تخرجت في معهد «الكونسرفتوار» بالإسكندرية تحت إشراف معلمين من الأكاديمية الملكية البريطانية، ومن ثمّ أكملت تعليمها في المعهد العالي للباليه فور تأسيسه بالقاهرة عام 1958، وكانت من أوائل الخريجين فيه. وفي عام 1965 تخرجت بصحبة 4 من زميلاتها في «أكاديمية البولشوي لفن الباليه» في موسكو بعد منحة تعليم حصلن عليها، وأصبح يطلق عليهن لقب «فتيات البولشوي الخمس»، وفي العام التالي قدمت بصحبة صديقاتها أول عرض باليه متكامل بالمعنى الحديث في تاريخ مصر بعنوان «نافورة سراي بختشي» وكافأها الرئيس جمال عبد الناصر على ريادتها في هذا المجال بمنحها «وسام الاستحقاق».

وفي عام 1971 قدمت تجربتها السينمائية الوحيدة عبر فيلم «ابنتي العزيزة»، حيث قامت بدور ابنة شقيق البطل رشدي أباظة، وصديقة البطلة نجاة الصغيرة، وقدمت فاصلاً من الباليه ضمن استعراضات الفيلم. أكملت ماجدة دراستها الأكاديمية في الولايات المتحدة، حيث نالت شهادتي الماجستير والدكتوراه.

وقال سامح صابر، عميد معهد النقد الفني في أكاديمية الفنون، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الراحلة لم تكن رائدة فقط في فن الباليه، لكنها كانت كذلك أول مصرية تتولى رئاسة دار الأوبرا المصرية في مقرها الجديد الحالي، عام 1988 بعد سلسلة من رؤساء الدار الأجانب».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «ماجدة صالح لم تحصل على ما تستحقه من شهرة أو تكريم، فقد قامت بتمصير فن الباليه، وتأسست على يديها أول فرقة له بعد أن كانت فرق الباليه التي يشاهدها المصريون جميعها أجنبية».



«الحواس الخمس»... تجربة فريدة في الحرمين الشريفين

مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)
مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)
TT

«الحواس الخمس»... تجربة فريدة في الحرمين الشريفين

مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)
مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)

اللحظة التي يدخل فيها قاصدو الحرمين الشريفين رحابهما للمرة الأولى؛ تغمرهم بإحساس لا يُنسى عبر بوابة الحواس قبل العقل.

نادراً ما يتوقف أحد ليسأل: كيف تصل هذه التجربة بهذا الكمال؟ حتى كشفت «الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي» السر في جناحها الحائز جائزة أفضل الأجنحة المشاركة في مؤتمر ومعرض الحج والعمرة بنسخته الخامسة.

من حاسة السمع تبدأ الرحلة؛ إذ يعتمد الحرَمان على 3 أنظمة صوتية متكاملة تعمل بتناغم لضمان وصول صوت الأئمة والمؤذنين بصفاء تام.

في حاسة اللمس، يرى الزائر مجموعة من القطع الأصلية المرتبطة بصناعة كسوة الكعبة المشرفة وخيوط الحرير الخام قبل صباغتها.

في محطة البصر، ينتقل الزائر عبر نظارات «VR» إلى مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة بتقنية 360 درجة.

تأخذ الرحلة منحى مختلفاً عند حاسة الشم؛ فالطيب المستخدم عبارة عن خلطة من ماء زمزم ودهن الورد ودهن العود.

وتُختتم الجولة بحاسة التذوق، عبر التعريف بخدمتين ارتبطتا بضيافة الحرمين الشريفين: ماء زمزم في مكة، وتمر العجوة في المسجد النبوي.


إدراج المتحف المصري ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي بـ«اليونيسكو»

المبنى التاريخي للمتحف المصري بميدان التحرير (المتحف المصري)
المبنى التاريخي للمتحف المصري بميدان التحرير (المتحف المصري)
TT

إدراج المتحف المصري ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي بـ«اليونيسكو»

المبنى التاريخي للمتحف المصري بميدان التحرير (المتحف المصري)
المبنى التاريخي للمتحف المصري بميدان التحرير (المتحف المصري)

بالتزامن مع احتفال المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) بمرور 123 عاماً على افتتاحه في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1902، أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو (UNESCO) المتحف المصري على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، بعد رفع ملفه التمهيدي من قِبل وزارة السياحة والآثار في فبراير (شباط) 2021.

جاء إدراج المتحف ضمن القائمة التمهيدية استناداً إلى معيارين لتسجيل مواقع التراث العالمي، هما الرابع والسادس.

ووفق بيان نشره المتحف، الأحد، «يؤكد المعيار الرابع القيمة المعمارية للمتحف، حيث يمثل تصميمه المبتكر للمهندس الفرنسي مارسيل دورنون، الذي فاز بمسابقة عام 1895، نموذجاً أصيلاً ومَرجِعياً لتصميم المتاحف على مستوى العالم، أما المعيار السادس فيبرز أهميته كونه أول صرح متحفي يُشيَّد لغرض العرض المتحفي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومَهد علم المصريات؛ نظراً لاتساع وأهمية مجموعاته الأثرية».

و«باعتباره رمزاً عالمياً لتطور علم المتاحف المصرية في القرن العشرين، لا يزال المتحف المصري مصدر إلهام للمجموعات الكبرى الأخرى في مدن مثل تورين وباريس وبرلين»، وفق البيان.

وترى الدكتورة دينا سليمان، المتخصصة في آثار مصر والشرق الأدنى القديم بكلية الآثار والإرشاد السياحي في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن «إدراج المتحف المصري بالتحرير على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي خطوة استراتيجية تعكس تنامي الوعي الدولي بقيمة هذا الصرح الذي شكّل منذ تأسيسه عام 1902 أحد أهم مراكز حفظ الذاكرة الإنساني»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتماد لجنة التراث العالمي التابعة لـ(اليونيسكو) للمتحف استناداً إلى المعيارين الرابع والسادس يضيف بعداً حضارياً جديداً لدوره، إذ يؤكد مكانته بصفته مؤسسة ثقافية شاهدة على تطور الفكر الإنساني وعلى عمق التراث المصري الممتد لآلاف السنين».

صورة توثق إنشاء المتحف المصري نهايات القرن التاسع عشر (المتحف المصري)

ويُصنف المتحف المصري باعتباره واحداً من أكبر المتاحف في العالم، وهو أول متحف قومي في الشرق الأوسط، وقد بدأت فكرة إنشائه بجهود عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت عام 1858، وأقر الخديو إسماعيل مشروع الإنشاء عام 1863، ويقع المبنى الحالي للمتحف في الشمال الشرقي من ميدان التحرير بقلب القاهرة، وافتتحه الخديو عباس حلمي الثاني رسمياً في 15 نوفمبر 1902، وقد تم تكليف عالم الآثار جاستون ماسبيرو بالإشراف العلمي ونقل وعرض القطع الأثرية، كما قام النحات فرديناند فيفر بصنع التمثالين الكبيرين اللذين يحيطان بالباب الرئيسي، ويمثلان رمزياً مصر العليا ومصر السفلى، وفق إفادة نشرها المتحف.

ووفق المتخصصة في آثار مصر والشرق الأدنى القديم: «لا تقتصر خطوة إدراج المتحف بالقائمة التمهيدية للتراث العالمي على كونه اعترافاً دولياً بقيمة المتحف، بل يعد أيضاً دعوة مفتوحة إلى تعزيز الجهود الوطنية في صون مجموعاته الأثرية الفريدة، وإحياء دوره البحثي والعلمي، ودمجه بفاعلية أكبر في استراتيجية مصر للتراث والسياحة الثقافية».

وأشارت إلى أن هذا التطور يمهد لمسار طويل من العمل الفني والعلمي، قد يكلل مستقبلاً بانتقال المتحف من القائمة التمهيدية إلى القائمة الأساسية لمواقع التراث العالمي، «مما يعد خطوة ستعزز مكانة القاهرة الثقافية على الخريطة الدولية وترسخ دور مصر بصفتها حارساً لإحدى أهم الحضارات الإنسانية»، على حد تعبيرها.

وبدأت وزارة السياحة والآثار خطة متكاملة لتطوير المتحف منذ عام 2019 لدعم التغييرات المصاحبة لنقل بعض القطع إلى المتاحف الجديدة، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى التنمية المستدامة، وتطوير العرض المتحفي، والأرشفة، والتواصل المجتمعي، بالإضافة إلى الخدمات الرقمية والبحث العلمي.


خالد النبوي: استمتعت بالتمثيل أمام يوسف شاهين

النبوي يصف المخرج يوسف شاهين بالعبقري الملهم (مهرجان القاهرة)
النبوي يصف المخرج يوسف شاهين بالعبقري الملهم (مهرجان القاهرة)
TT

خالد النبوي: استمتعت بالتمثيل أمام يوسف شاهين

النبوي يصف المخرج يوسف شاهين بالعبقري الملهم (مهرجان القاهرة)
النبوي يصف المخرج يوسف شاهين بالعبقري الملهم (مهرجان القاهرة)

أكد الفنان خالد النبوي أن فيلم «المهاجر» يُعد نقطة تحول كبيرة في حياته، واصفاً المخرج يوسف شاهين بأنه عبقري وملهم في خلق المناخ المناسب لكل لحظة أثناء التصوير، لافتاً إلى أنه استمتع بالتمثيل أمامه، فقد كان يمثل الشخصية معه، وتحدث النبوي في ندوة أقيمت، الأحد، لتكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 46، ومنحه جائزة فاتن حمامة للتميز، بحضور عدد كبير من الفنانين والجمهور وصُناع الأفلام، مبدياً تقديره لكل النجوم الكبار الذين تعلم منهم وقدموا له النصيحة في بداية مشواره، ومن بينهم، حسين فهمي ونور الشريف ومحمود ياسين.

وتحدث خلال الندوة التي أقيمت تحت عنوان «من نجم شاب إلي أيقونة سينمائية» عن عمله مع المخرج يوسف شاهين الذي طلب أن يلتقيه بعد أن شاهده يمثل في مسرحية «فاوست»، وعمل معه في البداية في فيلم «القاهرة منورة بأهلها»، وروى النبوي أنه كان مرشحاً لفيلم «ديسكو ديسكو» للمخرجة إيناس الدغيدي، كما رشحه المخرج طارق التلمساني ليشارك في فيلم «ضحك ولعب وجد وحب»، بينما طلب منه المخرج يوسف شاهين التفرغ لمدة عام لتصوير «المهاجر»، وحينما أبلغ إيناس الدغيدي قالت له اذهب ليوسف شاهين فهو أهم مني، وهو ما قام به بالفعل معتذراً عن الفيلمين.

خالد النبوي خلال تكريمه في مهرجان القاهرة (مهرجان القاهرة السينمائي)

وقال النبوي إن «يوسف شاهين مخرج مُلهم وعبقري في خلق المناخ المناسب لكل لحظة خلال التصوير، فكل لحظة لها حالتها المستقلة، وهو يعرف التعامل مع الوحدة المفردة، مثل يد الممثل، وعينه، وصوته، ويمكن معرفة أجواء المشهد من كلمة (أكشن)، فإذا كان المشهد حزيناً تجد صوته مليئاً بالشجن وهو يقول (أكشن)، وإذا كان المشهد به خناقة تجد كلمة أكشن تخرج منه بقوة وانفعال وكأنه يمثل أمامي المشهد».

وتطرق النبوي لدراسته بمعهد الفنون المسرحية، مؤكداً أن فضل أساتذة المعهد عليه كبير جداً، وقال: «أذكر أن المخرج الراحل صلاح أبو سيف قال لي بعد أن مثلت بطولة أول أفلامي (ليلة عسل) مع المخرج محمد عبد العزيز، فيلمك الثاني سيثبت أنك كنت جديراً بالفيلم الأول، ولم أكن قدمت فيلمي الثاني لكنني فهمت ما يعنيه وهو أن كل فيلم أقدمه لا بد أن يثبت أنني كنت جديراً بالفرصة التي تسبقه، وهكذا بدأت أتعامل مع كل عمل أقوم به وكأنه عمل ثانٍ لا بد أن أثبت به أحقيتي في هذه الفرص، وكان فيلم (المواطن مصري) مع صلاح أبو سيف ثاني أفلامي التي أعتز بها كوني عملت مع مخرج كبير مثله».

وتطرق النبوي لجلساته مع كبار الأدباء وفي مقدمتهم الأديب نجيب محفوظ الذي ذهب لحضور لقائه الأسبوعي برفقة الأديب يوسف القعيد حين عمل معه في فيلم «المواطن مصري» وقال: «جلست مع الأستاذ محفوظ وقلت له لا أحب السيد عبد الجواد بطل الثلاثية لأنه ديكتاتور، فقال لي إنه ابن زمنه، وكنت مستمعاً جيداً لحواره، كما تربيت في بيت الأديب خيري شلبي».

النبوي تحدث عن مشواره الفني في مهرجان القاهرة (مهرجان القاهرة السينمائي)

ولفت الناقد زين خيري الذي أدار الندوة، وهو مؤلف كتاب تكريم النبوي الذي جاء تحت عنوان «المتفرد خالد النبوي»، إلي حفظ الفنان لأبيات عديدة من الشعر، لا سيما لفؤاد حداد وسيد حجاب.

وعما يجب أن يكون عليه الممثل قال النبوي: «لا بد أن يلتزم بانضباط غير عادي ويجب ألا يمرض أو يتأخر لأي سبب، ويستطيع أن ينتقل للجانب الآخر من الشخصية التي يؤديها، ومشاعره لا بد أن تظهر أمام الكاميرا، كما عليه الالتزام بالتعاون مع كل الناس».

وقدم خالد النبوي أعمالاً سينمائية بارزة في هوليوود، من بينها «مملكة السماء» 2005، و«لعبة عادلة» 2010، و«المواطن» 2012، كما أدى شخصية الرئيس السادات في المسرحية الأميركية «كامب ديفيد»، وقال خلال ندوة تكريمه: «رفضت كلاماً مغلوطاً جاء على لسان ممثلين بالعرض، وطلبت تعديله وإلا سأعتذر، والحقيقة أنهم سمحوا لي ليس فقط بالمناقشة، بل بممارسة أمانتي، وكنت حريصاً على إظهار عدالة موقفنا وقوتنا وأننا لسنا طرفاً ضعيفاً».

ولعب خالد النبوي ( 59 عاماً) أدواراً متعددة في السينما والمسرح والتليفزيون ولفت الأنظار إليه منذ ظهوره السينمائي الأول في فيلم «ليلة عسل»، وقدم أعمالاً بارزة في مسيرته السينمائية، من بينها «المواطن مصري»، «المهاجر»، «الديلر»، «يوم وليلة»، كما قدم في الدراما التلفزيونية أعمالاً مثل «واحة الغروب»، و«بوابة الحلواني»، و«حديث الصباح والمساء»، و«الإمام الشافعي».