«الجميزة حبيبة قلبي» نشاطات منوعة ومسرح مفتوح أمام هواة الغناء

يحييها جو أشقر ونيكول سابا بمناسبة عيد الموسيقى

فرقة «عين عنوب» للرقص الفولكلوري تشارك في لوحات فنية
فرقة «عين عنوب» للرقص الفولكلوري تشارك في لوحات فنية
TT

«الجميزة حبيبة قلبي» نشاطات منوعة ومسرح مفتوح أمام هواة الغناء

فرقة «عين عنوب» للرقص الفولكلوري تشارك في لوحات فنية
فرقة «عين عنوب» للرقص الفولكلوري تشارك في لوحات فنية

لا يفرغ شارع الجميزة البيروتي العريق من نشاطات مختلفة تقام فيه. فهو يشهد أسبوعياً مهرجانات واحتفالات فنية وحرفية. فبعد انفجار بيروت الذي ترك بآثاره الدامية عليه، تعلق به اللبنانيون أكثر فأكثر، وصاروا يرتادون مقاهيه ومطاعمه، كي يضعوه من جديد على الخريطة السياحية في لبنان والعالم. وبعد «الجميزة عالماشي وعالبلكون» و«عطريق الجميزة» يقام في 17 و18 يونيو (حزيران) الجاري مهرجان «الجميزة حبيبة قلبي».

ينظم هذا المهرجان مؤسسة «كاراج سوق» التي سبق وأقامت أكثر من نشاط فني وترفيهي في هذا الشارع.

ويحيي هذا المهرجان كل من الفنانين جو أشقر ونيكول سابا. كما يفتح أبوابه أمام هواة الغناء والعزف الموسيقي، فيتيح لهم فرصة إبراز مواهبهم مجاناً ومن دون مقابل، لقاء المشاركة فيه.

وتعرب منظمة هذا المهرجان جيهان زهاوي بأن هذا النشاط يقام عشية عيد الموسيقى. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد اعتدنا في لبنان على إقامة الحفلات في مختلف المناطق بمناسبة هذا العيد العالمي. ورغبنا من خلال (الجميزة حبيبة قلبي) أن يشهد هذا الشارع البيروتي العريق تظاهرة فنية وثقافية بالمناسبة».

شارع الجميزة العابق دائماً بنشاطات فنية وحرفية

يصادف عيد الموسيقى 21 يونيو من كل عام، وهو تقليد يتبعه لبنان منذ سنوات طويلة. وعادة ما تنظم خلاله حفلات في الهواء الطلق وعلى خشبات المسارح احتفاء به.

وفي «الجميزة حبيبة قلبي» سيقام معرض حرفي وفني يشارك فيه أكثر من 100 شخص. «جميعهم يمثلون صناعات ومنتجات لبنانية». توضح زهاوي لـ«الشرق الأوسط». وتتابع: «هو بمثابة سوق مفتوحة أمام الجميع، فيه أعمال حرفية ويدوية وتصاميم مجوهرات وحُلي. وكذلك يتضمن ركناً خاصاً بالطعام من لبناني و(فاست فود) وإيطالي وغيرها من المطابخ المعروفة عالمياً. فنحن بهذه المبادرة نشد على أيادي سكان هذا الشارع وأصحاب المطاعم والمقاهي فيه، كي يشعروا بالفرح بعد أيام سوداء عاشوها».

وتبدي زهاوي إعجابها بالاهتمام الكبير الذي يسهم في إنجاح هذا النوع من المهرجانات من قبل محافظ بيروت القاضي مروان عبود. «الجميع يجتهد من أجل إحياء هذا المهرجان من أهالي المنطقة والزوار الذين اعتادوا مشاركتنا الفرحة. لقد آثرت شخصياً منذ انفجار بيروت حتى اليوم إحياء هذا النوع من المبادرات للتأكيد على أن اللبنانيين لا يستسلمون. فهم لديهم القدرة على تجاوز كل المصاعب حباً ببلدهم، ولأنهم متشبثون بأرضهم وبيوتهم».

جو أشقر يحيي مهرجان «الجميزة حبيبة قلبي» (خاص الشرق الأوسط)

«الجميزة حبيبة قلبي» اسم أطلق على هذا المهرجان بعد أن استوحي من أغنية «حبيبة قلبي» لجو أشقر. فهو من الفنانين الذين لم يترددوا في المشاركة بهذا المهرجان لنشر أجواء إيجابية لدى أهل بيروت عامة والجميزة خاصة.

ويشارك أيضاً في هذا المهرجان «فرقة عين عنوب» للدبكة اللبنانية الأصيلة. وتعد واحدة من أكبر الفرق الراقصة. وتضم تحت جناحها نحو 170 راقصاً وعازفاً من عمر 5 سنوات لغاية الـ24 عاماً. وخصصت للمهرجان لوحات فولكلورية بحيث تقدمها مباشرة على أرض شارع الجميزة. ويقول رئيسها مصطفى عمار لـ«الشرق الأوسط»: «أردناها مناسبة لتكريم التراث اللبناني. فالدبكة اللبنانية هي فولكلور عريق نريد الحفاظ عليه.

وبالتعاون مع (أفراح غروب أكاديمي) سيستمتع زوار المهرجان بمتابعة 6 لوحات راقصة من هذا النوع. وعلى موسيقى أغانٍ معروفة كـ(طلوا الصيادة) و(راجع يتعمر لبنان) وغيرها سنقدم الدبكة اللبنانية العريقة».

مغني الـ«راب» «إل دون» يغني موضوعات اجتماعية

أما مغني الـ«راب» اللبناني «إل دون» فسيشارك في إحياء «الجميزة حبيبة قلبي» من خلال تقديمه أغنيات تتناول موضوعات اجتماعية مختلفة. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه جاء خصيصاً إلى لبنان من لندن كي يغني في هذه التظاهرة الثقافية والفنية. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «جلت العالم بأكمله وتنقلت بين لندن والخليج العربي وباريس وغيرها من العواصم الغربية. ولكني لا أتوقف عن العودة إلى لبنان بين وقت وآخر لأنه بيتي الأول والأخير».

وتختم جيهان زهاوي لـ«الشرق الأوسط»: «سنستضيف عدداً كبيراً من الفنانين المعروفين أمثال باسم فغالي وفيفيان مراد وشيراز ووائل صعب وغيرهم. ولكننا في الوقت نفسه سنفتح أبوابنا أمام كل هاوٍ للموسيقى، فيستطيع أن يأتي ويمسك بآلته الموسيقية ويختار الركن الذي يريده، ويغني أمام الناس ويبرز وجه لبنان الثقافي».



مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.