حكيم جمعة: مشاركتي في «قندهار» خطوة على طريق العالمية

الفنان السعودي قال لـ«الشرق الأوسط» إن تركيزه موجه لـ«أحلام العصر»

جمعة في لقطة من (قندهار) (انستغرام)
جمعة في لقطة من (قندهار) (انستغرام)
TT

حكيم جمعة: مشاركتي في «قندهار» خطوة على طريق العالمية

جمعة في لقطة من (قندهار) (انستغرام)
جمعة في لقطة من (قندهار) (انستغرام)

قال الفنان السعودي حكيم جمعة، إن فناني المملكة قادرون على إبهار العالم بقدراتهم التمثيلية، لو سنحت الفرصة لهم بالمشاركة في أعمال عالمية. وكشف جمعة، في حديثه مع «الشرق الأوسط»، تفاصيل مشاركته في بطولة الفيلم الأميركي «قندهار»، رفقة الفنان البريطاني جيرارد باتلر، وكواليس مشروعه السينمائي المنتظر «أحلام العصر» مع الفنانة فاطمة البنوي.

وقال جمعة، إنه ذاق الأمرَّين من أجل اقتناص فرصة التمثيل في الفيلم الأميركي «قندهار»، متابعاً: «عانيت كثيراً من أجل تجسيد شخصية (رسول)، فالبداية كانت من خلال رؤيتي لإعلان يطلبون فيه فنانين لتجسيد أدوار صغيرة في فيلم أميركي، فقمت بإرسال فيديو قصير لصناع العمل باللغة الإنجليزية، فتواصلوا معي وطلبوا مني أن يكون المقطع باللغة العربية، ثم طلبوا أن يكون الفيديو باللغة البشتونية».

الفنان السعودي حكيم جمعة اثناء تجسيد شخصية رسول في فيلم قندهار (حسابه على انستغرام)

وكشف الفنان السعودي أن صديقه «أبو أحمد» أحد أصحاب المطاعم الأفغانية في المنطقة التي يعيش فيها كان له دور مهم، في قبوله بالفيلم لمساعدته على ترجمة الفيديو المطلوب من اللغة العربية إلى اللغة البشتونية.

فيلم «قندهار» من بطولة النجم البريطاني جيرارد باتلر، وتوم رايس، وعلي فضل، ونجبان نينا، وإلناز نوروزي، وإخراج: ريك رومان وو، وﺗﺄﻟﻴﻒ: ميتشيل لافروتون.

وتدور أحداثه حول العميل السري بالاستخبارات الأميركية توم هاريس (جيرارد باتلر)، الذي يسافر برفقة مترجمة إلى أفغانستان، من أجل تنفيذ عملية سرية ولكنهما سرعان ما يهربان من القوات الخاصة هناك بقيادة رسول (حكيم جمعة) بعد فضح العملية.

وتطرق حكيم، إلى الصعوبات التي واجهته خلال تجسيد شخصية «رسول»، قائد الوحدة الحمراء بقوات «طالبان» الخاصة في الفيلم الأميركي، متابعاً: «التدريب كان شاقاً للغاية، كان هناك تدريب خاص كل يوم مع فرقة تدريب من دولة بلغاريا على كيفية استخدام الأسلحة والمتفجرات وركوب السيارات الخاصة بالتصوير، ثم أجلس 6 ساعات مع مدقق لغة بشتونية لكي يعلمني مخارج الكلمات وطريقة نطلقها الصحيح، فلا بد من أن تكون هناك دقة متناهية في الحديث باللغة البشتونية، خصوصاً وأن الدور لم يكن صغيراً مثلما كنت متوقعاً، بل وصل عدد ورق الدور خلال التصوير إلى 12 ورقة كاملة».

كما قدم حكيم الشكر لسكان وأهل منطقة العلا السعودية على تشجيعهم له أثناء تصوير مشاهد الفيلم، قائلاً: «أهل وسكان منطقة العلا ساعدوني كثيراً خلال التصوير، وعززوا من مكانتي، حيث كان أغلبية السكان يأتون لموقع التصوير من أجل التقاط الصور التذكارية معي، وهو ما استغربه الفنان العالمي جيرارد باتلر وباقي أبطال العمل، ولكن هؤلاء الفنانين العالمين متواضعون، وخلق هذا الأمر نوعاً من الصداقة بيننا، لدرجة أنني أقول لكل من حولي (أنا دخلت فيلم «قندهار» كواحد من الجمهور لهؤلاء النجوم وخرجت منه وأنا لدي عائلة كبيرة)».

وأشار الفنان إلى أن «خطوته في فيلم (قندهار) هي خطوة أولى نحو العالمية التي يهدف لها، قائلاً: «(قندهار) هي خطوة أولى نحو العالمية وتأكيد على قدرة الفنانين السعوديين على الوصول للعالمية، أنا حالياً متحمس للخطوة القادمة لي، وسأعمل عليها خلال الفترة المقبلة».

الفنان السعودي حكيم جمعة في عرض فيلم ملك الحلبة (إم بي سي)

ولفت حكيم إلى أن الفنانين السعوديين لديهم طاقة إبداعية كبيرة لم تظهر بعد، لانحسارهم في نطاق المحلية والمنطقة الخليجية، متابعاً: «نمتلك نخبة من الفنانين السعوديين المتميزين القادرين على الإبداع في أرجاء العالم كافة، لا سيما وأن السعودية وضعت قدمها على أولى درجات العالمية، نحتاج فقط إلى من يعطينا الفرصة لإثبات تلك الموهبة، وأرى أن الفترة المقبلة ستشهد نجاحاً كبيراً للفنانين السعوديين في حال سنحت لهم الفرصة بذلك».

واختار الفنان السعودي ثلاثة فنانين قادرين على تمثيل السعودية عالمياً لو سنحت لهم الفرصة وهم الفنانة فاطمة البنوي، والفنان إبراهيم الحجاج والفنان يعقوب الفرحان، متابعاً: «اختياراتي للأسماء الثلاثة ليس لكونهم أصدقائي وأساتذة لي، بل لقدرتهم على التلون وتجسيد كل الأدوار التي تعرض عليهم».

وأعرب حكيم جمعة عن سعادته لعرض فيلمه «ملك الحلبة» تجارياً نهاية شهر مايو (آيار) بعد أن كان قد عرض لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي العام الماضي، موضحاً «أنا من كبار المؤيدين لخروج السينما السعودية من إطار تقديم سينما المهرجانات إلى تقديم السينما التجارية، والحمد لله هذه هي المرة الثانية التي يخرج لي فيلم من إطار المهرجانات إلى السينما التجارية بعد أن حدث ذلك من قبل في فيلم (كيان)».

مشيراً إلى أنه يأمل خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع الانفتاح الكبير الذي تعيشه السينما السعودية أن يرى أفلاماً جديدة تدور أحداثها في إطار الرومانسية والأكشن والرعب.

وأوضح الفنان السعودي، أنه يصب تركيزه خلال الفترة المقبلة على فيلمه الجديد «أحلام العصر»، الذي يشاركه في بطولته كل من صهيب قدس، ونجم، وفاطمة البنوي، وإسماعيل الحسن، وهو من إخراج فارس قدس، وإنتاج الأخوين قدس؛ فارس وصهيب قدس، وتأليف مشترك بين الأخوين قدس وعمر البحري، وختم حديثة قائلاً: «متحمس للغاية للفيلم، وأركز فيه بروحي ودمي».


مقالات ذات صلة

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».