«جلد إلكتروني» حساس لمرضى الأطراف الصناعية

الجلد الإلكتروني الجديد قادر على محاكاة حاسة اللمس (جامعة «ستانفورد»)
الجلد الإلكتروني الجديد قادر على محاكاة حاسة اللمس (جامعة «ستانفورد»)
TT

«جلد إلكتروني» حساس لمرضى الأطراف الصناعية

الجلد الإلكتروني الجديد قادر على محاكاة حاسة اللمس (جامعة «ستانفورد»)
الجلد الإلكتروني الجديد قادر على محاكاة حاسة اللمس (جامعة «ستانفورد»)

طوَّر علماء جامعة «ستانفورد» الأميركية، جلداً ناعماً ومطاطياً، هو الأقرب في وظائفه إلى الجلد الطبيعي، وأُعلن عن هذا الإنجاز في العدد الأخير من دورية «ساينس». والجلد الجديد يمكنه التواصل مباشرة مع الدماغ، وتقليد ردود الفعل الحسية للبشرة الحقيقية، بما يمكن أن يوفر الأمل لملايين الأشخاص الذين لديهم أطراف صناعية.

ولطالما حلم العلماء ببناء أطراف صناعية لا تعيد الحركة فحسب، بل توفر أيضاً الإدراك، عبر استشعار الضغط ودرجة الحرارة والاهتزاز، وذلك للمساعدة في استعادة نوعية حياة أكثر طبيعية، حيث تتسبب عمليات البتر في حدوث اضطراب كبير في حلقة الإدراك والحركة، لذا فإن المهام البسيطة مثل الشعور أو الإمساك بشيءٍ ما تمثل تحدياً.

وعمل فريق «ستانفورد» بقيادة أستاذ الهندسة الكيميائية، ويتشن وانغ، على تصميمات الجلد الإلكتروني لسنوات عدة، لكنّ جهداً سابقاً استخدم إلكترونيات صلبة و30 فولتاً من الطاقة، كان من متطلباته 10 بطاريات، وهذا ليس آمناً، ولم يكن قادراً على تحمل الشد المستمر من دون أن يفقد خواصه الكهربائية.

ويعد الجلد الإلكتروني الجديد مبتكراً، لأنه يستخدم طبقات شبكية من الترانزستورات العضوية القابلة للتمدد التي تستشعر الإشارات الكهربائية وتنقلها، وهذه الطبقات بسماكة 25 إلى 50 ميكرون فقط، وهي رقيقة مثل ورقة، تشبه الجلد.

وتعمل الطبقات الشبكية كمستشعرات، مصمَّمة لاستشعار الضغط ودرجة الحرارة والمواد الكيميائية، وتقوم بتحويل هذه المعلومات الحسية إلى نبضة كهربائية، ويعمل هذا الجلد الإلكتروني على 5 فولتات فقط من الكهرباء.

ولاختبار هذا النظام، زرعه فريق «ستانفورد» في جرذ حي، وعندما لُمس الجلد الإلكتروني للفأر، نُقلت نبضة عبر سلك إلى دماغ الجرذ، وعلى وجه التحديد، منطقة تسمى القشرة الحسية الجسدية، وهي المسؤولة عن معالجة الأحاسيس الجسدية.

واستجاب دماغ الفأر بإرسال إشارة كهربائية إلى ساقه، وتم ذلك باستخدام جهاز يضخّم الإشارات وينقلها من الدماغ إلى العضلات، محاكياً الاتصالات في الجهاز العصبي التي تسمى «المشابك».

ويقول ويتشن وانغ، أستاذ الهندسة الكيميائية، في تقرير نشره (الأحد) الموقع الإلكتروني لجامعة «ستانفورد»، إنه «إذا اختُبر الجهاز على البشر فلن يتطلب زرع سلك لإرسال المعلومات الحسية إلى الدماغ، وبدلاً من ذلك يتصور الفريق استخدام اتصال لاسلكي بين الجلد الإلكتروني ومحفز كهربائي يقع إلى جوار العصب».



مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.