«مبادرة كاوست لإحياء الشعاب المرجانية» تنجح في جزيرة شوشة بنيوم

نشرت ما يقرب من 5000 من الشعاب المرجانية من اثني عشر نوعاً مهماً

مبادرة «كاوست» نشرت ما يقرب من 5000 من الشعاب المرجانية من اثني عشر نوعاً مهماً (الشرق الأوسط)
مبادرة «كاوست» نشرت ما يقرب من 5000 من الشعاب المرجانية من اثني عشر نوعاً مهماً (الشرق الأوسط)
TT

«مبادرة كاوست لإحياء الشعاب المرجانية» تنجح في جزيرة شوشة بنيوم

مبادرة «كاوست» نشرت ما يقرب من 5000 من الشعاب المرجانية من اثني عشر نوعاً مهماً (الشرق الأوسط)
مبادرة «كاوست» نشرت ما يقرب من 5000 من الشعاب المرجانية من اثني عشر نوعاً مهماً (الشرق الأوسط)

أطلقت مبادرة «كاوست» لإحياء الشعاب المرجانية في جزيرة شوشة بنجاح مرحلتها التجريبية الميدانية في البحر الأحمر في السعودية، وهي خطوة مهمة لتحقيق طموحها في أن تكون أكبر مبادرة في العالم لاستعادة الشعاب المرجانية.

وتعتبر الشعاب المرجانية ضرورية لصحة البحار والمحيطات وملايين البشر الذين يعتمدون عليها في معيشتهم. ومع ذلك، فإنها تتأثر إلى حد بعيد بارتفاع درجة حرارة المحيطات والضغوطات البيئية ذات الصلة في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يستدعي وضع استراتيجيات تعاونية فاعلة لتعزيز صمودها ومنعها من التدهور.

تسعى «كاوست» للحفاظ على 100 هكتار من الشعاب المرجانية في البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

وفي هذا السياق، تبذل مبادرة «كاوست» لإحياء الشعاب المرجانية (KRRI) جهوداً رائدة للحفاظ على 100 هكتار من الشعاب المرجانية في البحر الأحمر وتعزيز انتشارها وإحيائها، من خلال الاستفادة من أحدث مشاتل تربية المرجان العائمة والتي على اليابسة، إضافة لاستخدام التقنيات المبتكرة لإنتاج المرجان، والرصد البيئي وتحديد تضاريس مواقع الشعاب. وتطمح المبادرة إلى أن تكون الأكبر من نوعها في العالم لإحياء الشعاب المرجانية وترميمها.

وانطلق العمل في مارس (آذار) من عام 2023 بعد شهور من التخطيط والتقييمات الأساسية لإحياء الشعاب المرجانية في جزيرة شوشة، وهي جزيرة على ساحل مدينة نيوم. ففي الشهر الأول، قامت المبادرة بنشر ما يقرب من 5000 من الشعاب المرجانية من اثني عشر نوعاً مهماً، محققة ما يقرب من نصف هدفها السنوي لعام 2023. ولتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية، قامت المبادرة أيضاً بفحص سبع تقنيات متقدمة لتكاثر الشعاب المرجانية وخمسة تصاميم مختلفة لمشاتل المرجان. وتتوقع أن تبلغ طاقتها الاستيعابية إنتاج نصف مليون من الشعاب المرجانية سنوياً، جميعها تستخدم لترميم موائل الشعاب المرجانية المتنوعة في البحر الأحمر واستدامتها.

يشار إلى أن تاريخ الخامس من مايو (أيار) الماضي، سجل علامة فارقة أخرى للمشروع؛ إذ رصد الفريق أول تكاثر جماعي متزامن للمرجان في المنطقة، وتضمن عشرات الأنواع المختلفة. وأتاح ذلك فرصة الحصول على معلومات مهمة عن مواسم تكاثر المرجان، والتي ستقود جهود المشروع في تحديد كميات المواد المرجانية المنتجة خلال مواسم التكاثر لزيادة حجم إحياء الشعاب. وسيكون التركيز الرئيسي للمشتل الموجود على اليابسة هو تحسين بقاء الشعاب المرجانية اليافعة المأخوذة في أثناء فترة التكاثر، وكذلك الإنتاج الضخم للأجزاء الدقيقة في المرجان بهدف تسريع نمو الأنسجة المرجانية.

تعتبر الشعاب المرجانية ضرورية لصحة البحار والمحيطات وملايين البشر (الشرق الأوسط)

وقال توم مور، مدير المشاريع في مبادرة «كاوست» لإحياء الشعاب المرجانية في جزيرة شوشة: «إن نشر المشاتل العائمة في المحيطات، وجمع الشعاب المرجانية ونشرها خلال المرحلة التجريبية، إلى جانب تحديد الإطار الزمني لموسم تكاثر المرجان في شمال البحر الأحمر، يوضح الإمكانات الفريدة والالتزام الكامل للمبادرة نحو تنفيذ هذا المشروع في جزيرة شوشة وخارجها».

وأضاف أن هذه المبادرة عبارة عن عمل تعاوني متعدد التخصصات يشمل جهود العلماء والمهندسين وصناع القرار والمجتمعات المحلية، ويستفيد من أحدث التطورات في العلوم والتقنية والابتكار لتطوير استراتيجيات استعادة فعالة يمكن توسيعها مستقبلاً وتكرارها في أماكن أخرى. وتسعى مبادرة «كاوست» لإحياء الشعاب المرجانية من خلال هذا العمل إلى أن تكون نموذجاً يحتذى به للدول والمؤسسات الأخرى، وأن تساهم في تقديم نهج رائد ومبتكر لاستعادة المرجان والحفاظ عليه في جميع أنحاء العالم.

من جانبه، قال جيري توماس، رئيس الاستراتيجية والعمليات في مبادرة «كاوست» لإحياء الشعاب المرجانية: «تفاني فريقنا وشغفه والتزامه هو المحرك الرئيسي الذي سيساعدنا على تحقيق هدفنا الطموح في استعادة 100 هكتار من الشعاب المرجانية المجاورة لجزيرة شوشة، وربما أبعد من ذلك».

وتتماشى مبادرة «كاوست» لإحياء الشعاب المرجانية مع خطط السعودية الطموحة لتحويل اقتصادها ومجتمعها من خلال تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، والتي منها استعادة النظم البيئية البحرية الحيوية. كما تثبت هذه المبادرة جدية المملكة والتزامها الكبير بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ولا سيما الهدف «14»، الذي يؤكد على أهمية حماية المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام.



مصر لمتابعة تطوير موقع «التجلي الأعظم» في سيناء

دير سانت كاترين في جنوب سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
دير سانت كاترين في جنوب سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر لمتابعة تطوير موقع «التجلي الأعظم» في سيناء

دير سانت كاترين في جنوب سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
دير سانت كاترين في جنوب سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)

في إطار متابعة تنفيذ مشروع تطوير «موقع التجلي الأعظم»، في مدينة سانت كاترين بسيناء، اجتمع وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري شريف الشربيني مع مسؤولي الوزارة والجهاز المركزي للتعمير والشركات المنفذة؛ للوقوف على ما نُفِّذ.

ومن بين الأعمال التي تمت متابعة تنفيذها مبنى وساحة السلام، وتطوير منطقة وادي الدير، وإنشاء النزل البيئي الجديد في منطقة وادي الراحة، وإنشاء المنتجع الفندقي بالزيتونة، ووجّه الوزير بالانتهاء من الأعمال بالمدة الزمنية المقررة، وفق بيان للوزارة، الاثنين.

كما يجري تطوير مركز المدينة التراثي القائم من مسجد الوادي المقدس، وتطوير المحال القائمة وإنشاء محال جديدة، وتطوير وادي الأربعين. وأكد وزير الإسكان ضرورة الاهتمام بالزراعات وتكثيف مناطق المسطحات الخضراء.

واستعرض الاجتماع الموقف التنفيذي لمحطات المعالجة في المدينة التراثية والزيتونة وطريق كمين النبي صالح حتى مبنى الزوار بطول 9 كم وعرض 10 أمتار.

ويستهدف مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم إحياء المنطقة الأثرية بمدينة سانت كاترين لتنشيط السياحة الدينية والبيئية من خلال مشروعات تبلغ تكلفتها نحو 4 مليارات جنيه (الدولار يعادل 50.48 جنيه مصري).

ويرى خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار في المجلس الأعلى للثقافة مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي في جنوب سيناء السابق، أن مشروع التجلي الأعظم هو مشروع نموذجي بكل المقاييس لشموله كل الأطراف في مدينة سانت كاترين المستهدفة والمرتبطة بالمشروع، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين اجتمعوا بهذه الأطراف قبل تنفيذ المشروع في 21 يوليو (تموز) 2020 بتوجيهات القيادة السياسية لوضع خطة المشروع بما يتوافق مع معايير (اليونيسكو) باعتبار مدينة سانت كاترين مسجلة تراثاً عالمياً عام 2002 وهم مفتشو الآثار بالمنطقة ورهبان الدير وأهالي سيناء القائمون على الخدمات السياحية وطب الأعشاب والمنتجات البدوية ومسؤولو البيئة بالمدينة والجهات الحكومية، وبدأ التنفيذ الفعلي لـ14 مشروعاً عام 2021».

جانب من مشروع التجلي الأعظم (مجلس الوزراء المصري)

وأوضح ريحان أن «المشروع يهدف إلى إنشاء مزار روحاني على جبل موسى وجبل التجلي وإحياء مسار نبي الله موسى، واستثمار كل المقومات السياحية في مدينة سانت كاترين خصوصاً، وسيناء عامة، على مساحة مليوني متر مربع ما بين جبل موسى وجبل سانت كاترين».

ويعدّ مشروع التجلي الأعظم إحدى نقاط الانطلاق لسياحة المسارات الروحية، وهي أغلى أنواع السياحة في العالم، وفق ريحان، ويأتي «التجلي الأعظم» ضمن 3 مشروعات كبرى في هذا الصدد بمصر، تشمل أيضاً «مسار العائلة المقدسة» و«مسار آل البيت».

ويشهد الموقع الذي يجري تطويره اهتماماً كبيراً من الوزارات المعنية، لما يمثله من قيمة تاريخية وأثرية وبيئية، إذ أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في تصريحات سابقة، أن البعدين البيئي والتراثي تمت مراعاتهما منذ البداية في تنفيذ أعمال التطوير، لأن المنطقة هذه مُسجلة في منظمة «اليونيسكو»، كما أنها محمية طبيعية.

و«يهدف المشروع إلى إحياء المسارات الروحية والدينية وتقديم تجربة سياحية متميزة في سانت كاترين بجنوب سيناء»، وفق الخبير السياحي محمد كارم، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «المشروع يتضمن المدينة التراثية، وسيتم إحياء الطابعين الديني والسياحي للمنطقة، من خلال إنشاء مجمَّع سكني يُحاكي النمط المعماري التراثي، بالإضافة إلى أماكن للحرف اليدوية ومساحات لعرض الفنون التراثية والمنتجات اليدوية»، لافتاً إلى أن «أهمية مشروع التجلي الأعظم تكمن في البُعد الروحي؛ نظراً لأن سانت كاترين تعد من أكثر الأماكن المقدسة في العالم التي تربط بين الديانات السماوية الثلاث، ما يُعزِّز مكانتها بوصفها مقصداً سياحياً عالمياً للسياحة الدينية والبيئية وسياحة التأمل، واستقطاب فئات جديدة من السائحين من شرق آسيا وأوروبا».