كشفت دراسة للمعهد السويسري للصحة الاستوائية والعامة أن دواء «إيموديبسايد»، وهو عقار بيطري يستخدم لمكافحة الديدان بالكلاب والقطط، يمكن أن يكون خياراً جيداً للبشر لعلاج الديدان الطفيلية المنقولة بالتربة.
وتحدث عدوى الديدان الطفيلية المنقولة بالتربة بسبب أنواع مختلفة من الديدان، بما في ذلك الديدان السوطية والخطافية والمستديرة. ولعلاجها توصي منظمة الصحة العالمية بدواءي «ألبيندازول» و«ميبيندازول». ومع ذلك، فإنه في حالة الدودة السوطية «تريكو كفالس تريكيورس»، يمكن لجرعة واحدة فقط من هذه الأدوية علاج 17 في المائة فقط من المصابين، لكن مع تزايد مقاومة الأدوية هناك حاجة ماسة إلى علاجات بديلة جديدة.
وخلال الدراسة، المنشورة الخميس في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين»، اختبر الباحثون من المعهد السويسري للصحة الاستوائية والعامة دواء «إيموديبسايد» البيطري لأول مرة في البشر المصابين بالديدان الطفيلية المنقولة بالتربة، فأظهر معدلات شفاء عالية لجميع الديدان الطفيلية الثلاثة المنقولة بالتربة.
وكانت أقل جرعة تم اختبارها من عقار «إيموديبسايد»، وهي «5 ملغ» كافية لعلاج 83 في المائة من المصابين بالديدان السوطية، وساعد زيادة الجرعة إلى «15 ملغ» على علاج كامل لجميع الأشخاص، بالإضافة إلى ذلك، لوحظت فاعلية عالية ضد الديدان الأسطوانية والديدان الخطافية.
ويقول إيمانويل مريمي، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي للمعهد السويسري للصحة الاستوائية والعامة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «يمتلك العقار (إيموديبسايد) أيضاً خصائص مهمة أخرى، فهو جيد التحمل، بما يعني أنه لا يحتاج تجهيزات خاصة في تخزينه، وكانت معظم الآثار الجانبية في التجربة خفيفة للغاية».
وسبقت هذه التجارب السريرية تجارب معملية شجعت على اتخاذ قرار الانتقال لهذه المرحلة من التجارب. تقول جينيفر كايزر، الباحثة المشاركة بالدراسة: «بناء على النتائج الواعدة في المختبر، رأينا إمكانية علاج المرضى المصابين بالديدان الطفيلية المنقولة بالتربة، والنتائج الأخيرة للتجارب السريرية هي أخبار مهمة وجيدة في مجال أمراض المناطق المدارية المهملة».
ويقول محمد بهي الدين، الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة أسيوط (جنوب مصر)، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يتم تطوير أي طارد جديد للديدان في العقود الماضية، لذلك تعد هذه النتيجة التي توصل لها البحث السويسري مهمة في السيطرة والقضاء على داء الديدان الطفيلية المنقولة بالتربة.
ووفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يصاب أكثر من 1.5 مليار شخص بديدان معوية مرة واحدة على الأقل تنتقل عن طريق التربة، ويعيش معظم السكان المصابين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويمكن أن يعاني الأشخاص المصابون من أعراض مثل آلام المعدة والإسهال وفقر الدم، بينما يمكن أن تؤدي العدوى الشديدة إلى سوء التغذية وضعف النمو البدني. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تسبب انسداداً في الأمعاء قد يتطلب جراحة.
ويوضح بهي الدين أن إعادة استخدام الأدوية هي استراتيجية أصبحت سائدة لاكتشاف وتطوير الأدوية المضادة للديدان، وتأتي معظم الأدوية المعاد استخدامها من الطب البيطري، وذلك لوجود نحو 300 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان.