طور باحثون من معهد «سانفورد برنهام بريبيس» للاكتشاف الطبي في كاليفورنيا بأميركا، والجامعة الصينية في هونغ كونغ، خوارزمية ذكاء صناعي جديدة للتنبؤ بما إذا كان الشخص المصاب بمرض السكري من النوع الثاني، سيصاب بأمراض الكلى، وهي مضاعفات متكررة وخطيرة لمرض السكري.
ويُمكن أن تساعد النتائج، المنشورة (الاثنين) في دورية «نيتشر كومينيكيشن»، الأطباء، على الوقاية من أمراض الكلى أو إدارتها بشكل أفضل لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني. وتعتمد خوارزمية الذكاء الصناعي الجديدة على قياسات عملية تسمى «مثيلة الحمض النووي»، التي تحدث عندما تتراكم تغييرات طفيفة في حمضنا النووي، ويمكن لمثيلة الحمض النووي ترميز معلومات مهمة حول الجينات التي يتم تشغيلها وإيقافها، ويمكن قياسها بسهولة من خلال اختبارات الدم.
وتستخدم الخوارزمية علامات «مثيلة الحمض النووي» من عينة دم للتنبؤ بوظيفة الكلى الحالية، وكيف ستعمل لسنوات في المستقبل، مما يعني أنه يمكن التشخيص بسهولة، جنباً إلى جنب مع الأساليب الحالية لتقييم خطر إصابة المريض بأمراض الكلى.
وطور الباحثون خوارزميتهم باستخدام بيانات مفصلة من أكثر من 1200 مريض يعانون من مرض السكري من النوع الثاني في سجل مرض السكري في هونغ كونغ، كما اختبروها على مجموعة منفصلة من 326 أميركياً أصلياً «يعانون من مرض السكري من النوع الثاني»، مما ساعد على ضمان أن نهجهم يُمكن أن يتنبأ بأمراض الكلى في مجموعات سكانية مختلفة.
ويقول كيفين ييب، أستاذ ومدير المعلوماتية الحيوية في معهد «سانفورد بورنهام بريبيس» في تقرير نشره الموقع الرسمي للمعهد، بالتزامن مع نشر الدراسة، «تقدم هذه الخوارزمية لمحة عن المستقبل القوي للتشخيصات التنبؤية، فقد أثبت فريقنا أنه من خلال الجمع بين البيانات السريرية والتكنولوجيا المتطورة، من الممكن تطوير نماذج حسابية لمساعدة الأطباء على تحسين علاج مرض السكري من النوع الثاني للوقاية من أمراض الكلى».
ومرض السكري هو السبب الرئيسي للفشل الكلوي في جميع أنحاء العالم، وفي الولايات المتحدة، فإن 44 في المائة من حالات مرض الكلى وغسيل الكلى بسبب مرض السكري، وفي آسيا يرتفع هذا الرقم إلى 50 في المائة.
وأضاف رونالد ما، الأستاذ في قسم الطب والعلاج في الجامعة الصينية بهونغ كونغ، الباحث المشارك في الدراسة، «كان هناك تقدم كبير في تطوير علاجات لأمراض الكلى لدى مرضى السكري، ومع ذلك، قد يكون من الصعب تقييم خطر إصابة المريض بأمراض الكلى على أساس العوامل السريرية وحدها، لذا فإن تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الكلى السكري هو حاجة سريرية مهمة».