عمر خيرت يفوز بشخصية العام الثقافية في «جائزة الشيخ زايد»

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يهديها لمصر ولجمهوره العربي

الموسيقار المصري عمر خيرت (غيتي)
الموسيقار المصري عمر خيرت (غيتي)
TT

عمر خيرت يفوز بشخصية العام الثقافية في «جائزة الشيخ زايد»

الموسيقار المصري عمر خيرت (غيتي)
الموسيقار المصري عمر خيرت (غيتي)

أهدى الموسيقار المصري عمر خيرت، فوزه بـ«شخصية العام الثقافية»، التي أعلنتها «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، إلى بلده مصر، التي قال إنه «تعلم بها وانطلق نجاحه منها»، معبراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن تقديره وشكره للأخوة في الإمارات على اختيارهم له ومنحه الجائزة، قائلاً إنه «اختيار يشرفني للغاية... أعده وساماً على صدري».

وأعلنت، الاثنين، جائزة شخصية العام للدورة الـ17 التي ينظمها «مركز أبو ظبي للغة العربية» التابع لدائرة الثقافة والسياحة، بعد موافقة مجلس أمناء الجائزة على قرار الهيئة العلمية منح الموسيقار عمر خيرت جائزة شخصية العام الثقافية تقديراً لأعماله الموسيقية المتميزة وإسهاماته في إثراء الحركة الثقافية في العالم العربي.

تهدف الجائزة التي انطلقت من مدينة أبوظبي التي صنّفتها «اليونيسكو» مدينة للموسيقى، إلى تقدير المفكرين والباحثين الذين قدموا إسهامات جليلة في الفكر واللغة والأدب والفنون على المستويين العربي والعالمي.

وكشف خيرت أنه تلقي اتصالاً قبل أيام من القائمين على الجائزة يخبرونه بهذا الفوز، قائلاً: «كانت مفاجأة جميلة أسعدتني»، مشيراً إلى سفره 21 مايو (أيار) الحالي لتسلم الجائزة، وأضاف أن «النجاح والتقدير يصبغان سعادة على الفنان عموماً، يشعرني الأمر بأن مشواري وأعمالي الموسيقية وجدت صدى لدى الجمهور في الوطن العربي. أشكر الله على الموهبة التي منحني إياها، والتي أحاول قدر الإمكان أن أقدمها للجمهور وللإنسانية، الذي يمنحني حماساً أكبر لأقدم مزيداً من الإبداع الموسيقي، مثلما يزيد من شعوري بالمسؤولية».

ووجه الشكر كذلك لوالده الراحل وعمه ومثله الأعلى الموسيقار أبو بكر خيرت مؤسس الكونسرفتوار، مؤكداً أنه «يهديهما كل نجاح يحققه، وللجمهور العربي الذي يسانده ويدعمه بقوة».

خيرت المولود في حي السيدة زينب بالقاهرة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1948، يعد من أشهر الموسيقيين المصريين. درس العزف على البيانو في معهد الكونسرفتوار بالقاهرة على يد البروفيسور الإيطالي كارو، كما درس التأليف الموسيقي في كلية «ترينيتي» في لندن، وتميزت جمله الموسيقية بالعمق والثراء، ومزج فيها ببراعة بين الآلات الغربية كالبيانو والكسيلوفون (السيلوفون) والآلات الشرقية كالعود والقانون، ونجح في نقل الموسيقى العربية لآفاق عالمية، ومن أهم أعماله، «الخادمة»، و«رابسودية عربية»، كما وضع الموسيقى التصويرية لعدد كبير من الأفلام والمسلسلات، من بينها «قضية عم أحمد»، و«ليلة القبض على فاطمة»، و«ضمير أبلة حكمت»، و«سكوت هنصور»، و«مافيا»، وحصد عشرات الجوائز عن أعماله الموسيقية، كما تحظى حفلاته بإقبال كبير من الجمهور المصري والعربي.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.