مهرجان «السينما العربية» لتكريم عبد الله المحيسن

أولى دوراته اختارت المخرج السعودي لدوره الرائد

أثناء تكريمه في مهرجان العين (إدارة المهرجان)
أثناء تكريمه في مهرجان العين (إدارة المهرجان)
TT

مهرجان «السينما العربية» لتكريم عبد الله المحيسن

أثناء تكريمه في مهرجان العين (إدارة المهرجان)
أثناء تكريمه في مهرجان العين (إدارة المهرجان)

أعلنت إدارة مهرجان السينما العربية في مدينة شرم الشيخ، عزمها تكريم المخرج السعودي عبد الله المحيسن، خلال فعاليات الدورة الأولى المقرر عقدها منتصف يوليو (تموز) المقبل، تحت رعاية وزارة الثقافة، ومحافظة جنوب سيناء.

يعد عبد الله المحيسن أول سعودي متخصص في عالم السينما، كونه أول من وضع مفهوم صناعة السينما في المملكة العربية السعودية. بدأ مشواره الاحترافي عام 1975 بتأسيس الشركة العالمية للدعاية والإعلان عقب إنهاء دراسة السينما في لندن، وعلى أساسها أنشأ أول استوديو تصوير سينمائي في المملكة، بعد ذلك بعام أسس أول استوديو إذاعي متكامل في السعودية على مستوى القطاع الخاص. وفي عام 1979 اختير عضواً في لجان تحكيم مهرجان الخليج الأول للإنتاج التلفزيوني، الذي عقد في دولة الكويت، وبعدها بعامين أنشأ أول وحدة إنتاج نقل خارجي في المملكة، وعين عام 2015 مستشاراً في الديوان الملكي السعودي، وقاد الفيلم السعودي للمشاركة في المهرجانات الدولية، حيث اشترك في المسابقة النهائية لمهرجان روما عام 2007 بفيلم «ظلال الصمت».

عبد الله المحيسن

خلال مسيرته السينمائية، قدم المحيسن أكثر من فيلم سينمائي روائي ما بين طويل وقصير كان أبرزها فيلم «اغتيال مدينة» عام 1976، الذي تناول الحرب الأهلية اللبنانية، وحاز جائزة «نفرتيتي» بمهرجان القاهرة السينمائي لأفضل فيلم قصير. وفي عام 1978 قدم فيلم «لوحات من التراث الشعبي»، وفي عام 1980 قدم فيلم «الإسلام جسر المستقبل»، وأيضاً فيلم «الصدمة» الذي تناول فيه حرب الخليج الثانية، وأخيراً فيلم «ظلال الصمت» الذي قام ببطولته مجموعة من نجوم التمثيل العرب بمشاركة سعودية تتمثل بالفنانين عبد المحسن النمر، ونايف خلف، ومن الكويت محمد المنصور، ومن سوريا غسان مسعود، وفرح بسيسو، ومنى واصف، ورجاء فرحات. كما كان له دور في توثيق رحلة رائد الفضاء العربي السعودي سلطان بن سلمان آل سعود، أول رائد فضاء عربي على متن المركبة الفضائية «ديسكفري 51».

حقائق

5 منح تدريبية

في فنون السينما، وذلك تقديراً لاسم المحيسن وإسهاماته.

وعن اختيار المحيسن، قال الكاتب أيمن الحكيم، رئيس المهرجان لـ«الشرق الأوسط»، إن «عبد الله المحيسن رمز من رموز الفن السعودي، ورائد من رواد الإخراج في السعودية والخليج، حينما نتحدث عن التكريمات، لا بد من اختيار المحيسن لدوره الكبير في نشر فن السينما في السعودية والخليج، ولذلك وافقت إدارة المهرجان بالإجماع على اختياره، كما نعمل حالياً على تجهيز فيلم تسجيلي يتناول قصة حياته، ومشواره الفني والسينمائي في السعودية، بالإضافة إلى تأليف كتاب عن مسيرته السينمائية والفنية في المملكة العربية السعودية».

وأشار الحكيم إلى أن المهندس أسامة الشيخ وافق على تخصيص جائزة مالية باسم عبد الله المحيسن تقدم للفائز في مسابقة أفلام طلاب السينما بالعالم العربي التي يقيمها المهرجان، وذلك من خلال شركته للتدريب وفنون السينما والإعلام، بالإضافة إلى 5 منح تدريبية في فنون السينما، وذلك تقديراً لاسم المحيسن وإسهاماته.



بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.