من خلال دراسة القدرة غير العادية للخفافيش على استضافة فيروسات من دون مرض خطير، اكتشف العلماء في كلية «ديوك-نوس الطبية»، التابعة لجامعة سنغافورة، بروتيناً يمكن أن يقود لعلاجات محتملة لتثبيط الالتهابات لدى البشر.
وخلال الدراسة المنشورة (الخميس) بدورية «سيل»، وجد الباحثون أن بروتين الخفافيش المسمى «ASC2»، لديه قدرة قوية على تثبيط الالتهاب، وبالتالي يحد من حدوثه، ويشير ذلك إلى أن النشاط عالي المستوى لهذا البروتين، هو آلية رئيسية تبقي بها الخفافيش الالتهاب تحت السيطرة، مع ما يترتب على ذلك من آثار على عمرها الطويل، ووضعها الفريد كمستودع للفيروسات.
ويوجد هذا البروتين أيضاً لدى البشر، لذلك كان العلماء مهتمين بمعرفة الاختلافات بين الاثنين، وحدد فحص بروتين الخفافيش 4 أحماض أمينية كانت أساسية لجعله أكثر فاعلية في تخفيف الالتهاب من البروتين البشري المقابل.
وكانت الخطوة التالية هي إثبات إمكانية استغلال بروتين الخفافيش في البشر، وذلك من خلال إظهار أنه يمكن أن يكون فعالاً أيضاً في الفئران، ووجد الباحثون أن التعبير عن بروتين الخفافيش في الفئران المعدلة وراثياً خفف الالتهاب وقلل من شدة الأمراض التي تسببها محفزات مختلفة، بما في ذلك الفيروسات.
ويقول البروفيسور وانغ لين فا، من برنامج الأمراض المعدية الناشئة (EID) التابع لكلية «ديوك-نوس الطبية»، والباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للكلية، بالتزامن مع نشر الدراسة: «لقد اجتذبت الخفافيش اهتماماً كبيراً كمستودع محتمل لفيروس (كورونا المستجد)، المسؤول عن وباء (كوفيد 19)، لكن هذه القدرة الفريدة على استضافة العدوى الفيروسية والبقاء على قيد الحياة يمكن أن يكون لها أيضاً تأثير إيجابي للغاية على صحة الإنسان إذا تمكنا من فهم واستغلال كيفية تحقيق ذلك».
ويضيف: «الخطوة التالية للفريق هي التحقيق في إمكانات النتائج التي توصلوا إليها في علاج البشر، وقدمنا بالفعل براءات اختراع بناء على هذا العمل ونستكشف شراكات تجارية لاكتشاف الأدوية، ونأمل في تطوير فئة جديدة من الأدوية المضادة للالتهابات للأمراض البشرية التي تسبب الالتهاب، بالاعتماد على تركيبة بروتين الخفافيش».
ويعتقد البروفيسور وانغ بشدة أن الوقت قد حان للتركيز على الجوانب الواعدة لما يجعل الخفافيش مستودعاً للفيروسات دون أن تتمكن منها، وذلك «للمساعدة في مكافحة الأمراض البشرية في المستقبل».