يحيى الموجي: تكريم والدي بالسعودية سيظل في ذاكرة الموسيقى العربية

تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن حبه للعزف على آلة الكمان

يحيى الموجي ووالده الموسيقار محمد الموجي (الشرق الأوسط)
يحيى الموجي ووالده الموسيقار محمد الموجي (الشرق الأوسط)
TT

يحيى الموجي: تكريم والدي بالسعودية سيظل في ذاكرة الموسيقى العربية

يحيى الموجي ووالده الموسيقار محمد الموجي (الشرق الأوسط)
يحيى الموجي ووالده الموسيقار محمد الموجي (الشرق الأوسط)

قال عازف الكمان والموزع الموسيقي المصري يحيى الموجي إن «تكريم والده الموسيقار الراحل محمد الموجي في حفل (روائع الموجي) بالمملكة العربية السعودية سيظل في ذاكرة الموسيقى العربية». وتحدث عن حبه للعزف على آلة الكمان، وتعلقه بها.

وأكد يحيى لـ«الشرق الأوسط»: «تلقيت خبر تكريم والدي من قبل هيئة الترفيه بالسعودية بمنتهى السعادة والحب والفخر، وما رأيته من إبهار وحفاوة وتقدير وفرقة موسيقية تعدى عددها 130 عازفاً لهو حدث كبير، وأمر لم يحدث في تاريخ الموسيقى العربية»، موضحاً أن «التحضيرات بدأت قبل الحفل بشهرين، وشملت البروفات العامة، مروراً بكل التفاصيل الدقيقة خلال الحفل»، لافتاً إلى أن «حفل تكريم والدي سيظل في ذاكرة الموسيقى العربية ليستمع له الجيل الجديد كي يتعرف على موسيقى محمد الموجي».

وحول تفاعل حضور الحفل ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الفقرة التي عزف فيها يحيى الموجي بالكمان، أكد أن «رد فعل الجمهور حول صولو الكمان الذي قمت بعزفه، وكذلك أغنية (رسالة من تحت الماء) كان مفاجأة كبيرة وغير متوقعة، ووصلتني رسائل إيجابية من الكثيرين، لذلك لا بد من توجيه الشكر لرئيس هيئة الترفيه السعودية المستشار تركي آل الشيخ لثقته فيّ، وإعطائي الكمان الخاصة به للعزف عليها». وشرح يحيى أنه «رغم وجود الكمان الخاصة بي أثناء الحفل؛ فإن المستشار تركي آل الشيخ أصر على العزف على الكمان الخاصة به، وهذا الأمر أسعدني كثيراً لدرجة التناغم مع الآلة خلال العزف عليها، بجانب صوتها الممتع»، مؤكداً أنه «لم يشعر بالخوف أو القلق وقت العزف خلال حفل تكريم والده». ويضيف: «عندما أقف على خشبة المسرح لا أنشغل سوى بالموسيقى والجمل اللحنية والعزف بطريقة (منضبطة)، والتركيز بشكل كبير، كيلا أخطئ؛ لكنني لم أتخوف مطلقاً؛ بل عشت مع الألحان وانسجمت معها كعادتي».

وتذكر يحيى الموجي علاقته بوالده الراحل وحبه للعزف على آلة الكمان، قائلاً: «عندما كنت صغيراً كنت أحب العزف على العود بشكل كبير؛ لكن والدي نصحني بالعزف على الكمان، وأرجع ذلك إلى أن مستقبلها سيكون أفضل، لذلك وجهني لدراسة الكمانجا، وهو من علمني واستمع لي كثيراً، فقد تعلمت منه الإنصات، وهو من طلب منى أيضاً الحرص بشكل دائم على الاستماع لعازفي الكمان العالميين كي أتعلم منهم». وتابع: «بدأت في عمر 15 عاماً العزف على الكمان، وأعتبر أن هذا العمر كبير على تعلم الكمانجا، وخلال تلك الفترة حاولت الالتحاق بمعهد الكونسرفتوار؛ لكن المرحل العمرية حالت دون ذلك، وقمت بالتحويل لمعهد الموسيقى العربية، وبعد أن درست فيه 3 سنوات، عدت مرة أخرى لمعهد الكونسرفتوار، وبدأت الدراسة به مع الدكتور حسن شرارة، الذي دربني ونصحني وقدم لي الدعم والنصح والإرشاد».

يحيى الموجي ووالده الموسيقار محمد الموجي (الشرق الأوسط)

وأشار يحيى إلى أنه «يفكر في تقديم ألبوم كامل يتضمن ألحان والده بعزف منفرد على الكمان»، موضحاً أنه «مشروع فني سوف يتم الإعداد له بشكل دقيق».

أما عن الألحان التي يتمنى تقديمها بتوزيع جديد. فقال يحيى الموجي: «ألحان محمد الموجي بداخلها جمل عالمية بإمكاننا توزيعها بشكل جديد، فوالدي قدم أكثر من 2000 لحن، والاختيار منها أمر محير جداً، لكن على سبيل المثال بإمكاني اختيار أغنيات (لو كنت يوم أنساك، ورسالة من تحت الماء، وحبيبها، وقارئة الفنجان، وجبار)»، مؤكداً أنه «يقوم بالعزف على كمان ألمانية شرقية، وهي أهم الكمانجات في العالم»، لافتاً إلى أن «كل آلة تتميز عن غيرها بنوع الصوت، ومنها الصوت العريض، والصوت الناعم، وتقييم الآلة يكون حسب نوعها وتاريخ صنعها، فكلما كانت الآلة قديمة، أصبح صوتها أفضل». وأشار إلى «محبة عائلة الموجي لنجوم الطرب والغناء، فلا يوجد مطرب لم يدخل منزل الموجي، خاصة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ»، قائلاً: «إن عبد الحليم كان فرداً من أفراد الأسرة، وكذلك الفنان هاني شاكر، بيننا زيارات عائلية ومحبة خاصة».

يحيى الموجي وعبد الحليم حافظ (يحيى الموجي)



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».