عشاء من صنع يد أصغر شيف في العالم

«Le Petit Chef» يصل إلى لندن مع عدته السينمائية

مدخل مطعم «لو بوتي شيف» في لندن (الشرق الأوسط)
مدخل مطعم «لو بوتي شيف» في لندن (الشرق الأوسط)
TT

عشاء من صنع يد أصغر شيف في العالم

مدخل مطعم «لو بوتي شيف» في لندن (الشرق الأوسط)
مدخل مطعم «لو بوتي شيف» في لندن (الشرق الأوسط)

الحكاية تقول إن طاهياً، بطول 6 سنتيمترات فقط، ولد في مدينة مارسيليا الفرنسية عام 2015، ليلف بعدها العالم، ويقدم وجبات طعام ممزوجة بالفن السابع على طاولات المطاعم في مدن عديدة، ليصل أخيراً إلى لندن ويحط رحاله في منطقة بلومزبيري وسط العاصمة، حاملاً معه عدته السينمائية ووصفات طعامه وعارضه الضوئي «البروجيكتور - (Projector)» ليبهر الذواقة ومحبي التجارب الفريدة بما يقدمه من أطباق في أجواء من الغناء وقهقهات الكبار قبل الصغار.

مدخل مطعم «لو بوتي شيف» في لندن (الشرق الأوسط)

«لو بوتي شيف - (Le Petit Chef)» أو الطاهي الصغير فكرة مستوحاة من الرغبة في دمج التكنولوجيا الحديثة مع الطعام لتشمل الترفيه البصري وسرد القصص الخيالية الجميلة،

بدأت هذه الفكرة في بلجيكا وأسسها الفنان والمخرج البصري فيليب سيركس ورجل الأعمال ألنتون فيربيك، وطورتها شركة «سكولمابينغ» المتخصصة بفنون «الإسقاط الضوئي» ثلاثية الأبعاد المعروفة أيضاً بـ«Projection Mapping».

الفكرة تدور حول طاهٍ صغير الحجم يقوم بتحضير الطعام على الطاولة أمام الضيوف بطريقة مرحة وتفاعلية، فمن خلال العارض الضوئي (البروجيكتور) المثبت فوق كل طاولة مباشرة، تشاهد ما يشبه الصور المتحركة على المائدة تروي قصة الشيف الصغير والحيوي الذي يقوم بتحضير الطعام، وتتناغم حركات الطاهي مع ما تراه في طبقك، وعند انتهائه من الطهي ترى النادل يأتيك بالطبق الحقيقي ويضعه أمامك، خدعة بصرية جميلة بالفعل، ولا ينتهي العرض هنا؛ لأنه خلال تناولك طعامك يبقى الطاهي الصغير موجوداً مع مساعديه على الطاولة، يتمشون ويتكلمون، وتسمع صوت الطاهي وهو يتكلم بلكنته الفرنسية ويبدو عصبياً في بعض الأوقات فيرتفع صوته بين الفينة والأخرى.

عند الحجز سيكون أمامك الخيار ما بين عدة لوائح طعام، تختلف من حيث السعر والأطباق، فيمكنك الاختيار بين «البريميوم» بسعر 129 جنيهاً إسترلينياً أو «كلاسيك» بسعر 109 جنيهات إسترلينية أو «فيجيتيريان» (نباتي) بسعر 109 جنيهات إسترلينية، وأخيراً لائحة الطعام المخصصة للصغار ممن هم دون سن الـ12 عاماً بسعر 49 جنيهاً إسترلينياً. هذه الأسعار ثابتة ولا تشمل المشروب والخدمة.

عرض ضوئي حي على الطاولة (الشرق الأوسط)

اخترنا لائحة «البريميوم»، وهي عبارة عن طبق أولي من إسبانيا (طماطم مع جبن ريكوتا وبيستو)، وطبق ثانٍ من إيطاليا (رافيولي بالسلطعون)، وطبق من فرنسا (ستيك مع جزر وبطاطس)، والحلوى من اليابان (تيراميسو بالماتشا مع سوربيه الليمون).

العشاء يبدأ في أوقات محددة، وتدوم مدته لساعتين، ويتخلله غناء أحد العاملين في المطعم وتعريف الحاضرين بالطبق الذي يحضره الطاهي.

اللافت في «لو بوتي شيف» أن زبائنه من الكبار والصغار ومن جميع الجنسيات ومن المقيمين في البلاد والسياح أيضاً، والغالبية تأتي للاحتفال بمناسبة خاصة مثل أعياد الميلاد، فإذا كنت تبحث عن مكان تحتفل فيه بعيد ميلاد أو ما شابه فقد يكون هذا المطعم خياراً جيداً وجديداً من نوعه. الفكرة جميلة ولكن المطعم ليس مبتكراً للذواقة؛ بمعنى أنه لن يكون مطعمك المفضل الذي ستضمه إلى لائحة الأماكن التي ستزورها أكثر من مرة لتذوق طبقاً محدداً تعشقه؛ لأن المطعم - كما ذكرت - أشبه بعرض والأطباق تتبدل كل 6 أشهر، كما أن السعر ليس رخيصاً بالنسبة إلى باقي المطاعم اللندنية الشهيرة بجودة طعامها.

جانب من مطعم «لو بوتي شيف» (الشرق الأوسط)

وصل الطاهي الصغير إلى لندن في أبريل (نيسان) الماضي، ويتشارك مع «ذا لندن كاباريه»، الشهير في العاصمة، موقعه القريب من منطقة كوفنت غاردن السياحية.

«لو بوتي شيف» يفتح أبوابه يومياً للغداء والعشاء. الإقبال عليه كبير جداً، فأنصحكم بالحجز المسبق، خصوصاً أن معظم الطاولات لا تتسع لأكثر من 4 أشخاص؛ لذا أرى أن هذا المطعم يكون أفضل للمجموعات الصغيرة لأن الفكرة تفرض ترتيب الطاولات والكراسي؛ بحيث إن هناك «بروجيكتور» مثبتاً فوق كل مقعد مباشرة، ومن الصعب إضافة مقاعد إضافية أو إعادة توزيع الطاولات.

الفكرة جميلة ولكن قد تشعر بأنه يتعين عليك الأكل بسرعة بعض الشيء؛ لأن توقيت تقديم كل طبق يجب أن يتناغم مع العرض الضوئي والغناء الحي والقصة التي تدور أمام عينيك على الطاولة.

ستيك مع الجزر والبطاطس (الشرق الأوسط)

أجمل ما في «لو بوتي شيف» هو سماع قهقهات الصغار وهم يشاهدون حركات الطاهي الصغير وهو يعجن ويشوي ويقص الخضراوات من مزرعته. شيف صغير ولكن حركته دائمة.



«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي
TT

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

سحر الريف الإنجليزي لا يقاوم، وذلك بشهادة كل من زار القرى الجميلة في إنجلترا. قد لا تكون بريطانيا شهيرة بمطبخها ولكنها غنية بالمطاعم العالمية فيها، والأمر لا يقتصر على العاصمة لندن، إنما يمتد إلى أبعد منها ليطول القرى والمناطق البعيدة.

التنقل في البلاد ليس صعباً، ومن الممكن الوصول إلى أي مكان بوسائل نقل عديدة، على رأسها القطار، تليه السيارة وحتى الطائرة والهليكوبتر.

زيارتنا اليوم تختلف بعض الشيء عن الزيارات المعتادة؛ لأنها تجمع بين التنقل بطريقة راقية والأكل في مطعم يقدم ألذ الأطباق، ومكان يبيع الأثاث الفاخر في منطقة تعدّ من أجمل وأرقى المناطق الواقعة في وسط جنوب غربي إنجلترا، وتعرف باسم «ذا كوتسوولدز» التي تضم أجمل 13 قرية في البلاد، وتعرف بجمال طبيعتها وبيوتها.

مشوارنا بدأ من لندن، واخترنا شركة «ويلي» التي تقدم خدمة سائق خاص من الدرجة الأولى من خلال تطبيقها، وتوجهنا إلى عنوان جديد في «آينهو بارك» Aynhoe Park في قرية بانبيري في الـ«كوتسوولدز» أو The Cotwolds، بعد نحو الساعة ونصف الساعة من الزمن، وعبر طرقات جميلة ومناظر طبيعية خلابة، وصلنا إلى «آر إتش» RH العلامة التجارية الأميركية الشهيرة المختصة بالأثاث المنزلي الفاخر التي افتتحت مشروعها الأول في إنجلترا، ليمزج الأكل وتصميم الديكور وشراء الأثاث معاً.

أنصح بزيارة هذا المكان الجميل في يوم غير ممطر؛ لأنه من الضروري التنزه والمشي حول المنزل الأثري الضخم الذي يحوي هذا المشروع المميز.

يقدم هذا البيت ثلاثة خيارات لتناول الطعام، (أورانجيري - Orangery)، و(لوجيا - Loggia)، والحديقة الشتوية (كونسيرفتري - Conservatory)، وصالون الشاي (Tea Salon) وركن العصائر (Juicery).

ألذ ما يمكن تذوقه في «آر إتش» البيتزا بالكمأة، تتناولها في جلسة خارجية تطل على الأراضي الشاسعة الخضراء الخاصة بالمنزل، وفي مطعم (أورانجيري - Orangery)، حالفنا الحظ في اليوم الذي زرناه فيه لتذوق الأطباق على قائمة الطعام الجديدة التي أطلقت في يوليو (تموز)، والتي تمثل إعادة التصور الأهم والأكثر شمولية لقائمة الطعام الخاصة بالعلامة التجارية منذ أكثر من عقد، بما في ذلك أطباق مميزة جديدة مثل البرانزينو المشوي بالكامل (سمك السي باس)، وسلطة الخضار المشوية والروبيان، وأفضل شطيرة للدجاج المقلي.

الجلسة في هذا المطعم جميلة جداً؛ لأنه يتميز بأسقف عالية ونوافذ كبيرة تطل على الأراضي الخاصة بالمشروع، إنارة جميلة تتدلى من السقف، ونوعية الزبائن تختلف، فترى البعض يأكل ويتصفح الكاتالوغات الخاصة بالأثاث (لأنهم جاءوا بهدف تصميم ديكور منازلهم وشراء الأثاث)، والبعض الآخر مثلنا جاء بهدف التمتع بالمناظر الجميلة وتذوق الأكل اللذيذ، والتنقل في ثنايا هذا البيت الذي يشبه القصور ويعرض قطع الأثاث الجميلة، فتشعر وكأنك في غرف وأجنحة فندقية (ولكن للأسف لا يمكن النزول فيها).

فخلال تنقلك من طابق إلى آخر، ومن غرفة إلى أخرى، ترى في بعض الأركان مصممي ديكور يعرضون على العملاء أفكارهم ويساعدونهم على تحقيق ملاذهم في بيوتهم.

«آر إتش» تحت قيادة الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة غاري فريدمان، تحظى بتقدير كبير في أميركا وكندا، وتشتهر بإحياء المباني التاريخية من خلال صالات العرض الغامرة. بعد أن نالت إعجاب المشاهير مثل غوينيث بالترو، وإيلين دي جينيريس، وكيندال جينر، شرعت RH مؤخراً في توسعها العالمي بافتتاح صالات عرض في المملكة المتحدة في هذا العقار الذي تبلغ مساحته 173 فداناً، وفي ألمانيا، وبلجيكا، ومدريد.

هذا العقار التاريخي الرائع، الذي صممه المهندس المعماري البريطاني السير جون سوان، كان في السابق مسكناً خاصاً، ولكنه الآن مفتوح للجمهور لأول مرة.

ويضم البيت أيضاً مكتبة كبيرة متخصصة بكتب العمارة والتصميم، تُحيي تراث السير جون سوان من خلال مجموعة مختارة من الكتب القديمة والمعاصرة والنادرة التي لم تعد تُطبع.

أفضل طريقة للوصول إلى «آر إتش» هي عن طريق السيارة، وإذا كنت تبحث عن شركة معتمدة ومضمونة، فيمكنك الاستعانة بتطبيق «ويلي» الذي يقدم خدمة (سائق خاص ليوم كامل)، فعلى سبيل المثال، عندما تحتاج إلى الذهاب إلى الريف، وبحاجة للاحتفاظ ببعض الأشياء مثل الأمتعة في السيارة، فهذه الخدمة ستكون مناسبة؛ لأن السائق سينتظرك إلى أن تنتهي من زيارتك إلى أي مكان.

وتقدم الشركة برنامج عضوية لعملائها المخلصين من دون أي تكاليف إضافية. يمكن الحصول على العضوية عن طريق تحقيق شروط التأهل.

العضوية تقتصر على من قاموا بأكثر من 15 رحلة خلال الأشهر الستة الماضية، أو تمت دعوتهم من قبل عضو آخر. يشار الى أن خدمة «ويلي» متوفرة في باريس ودبي.