ساندويتشات منزلية التحضير على طريقة الطهاة

وصفات سهلة تناسب تلاميذ المدارس

اختيار الخبز عامل أساسي في نجاح الساندويتش... إعداد الشيف رغدة عبد الرازق (الشرق الأوسط)
اختيار الخبز عامل أساسي في نجاح الساندويتش... إعداد الشيف رغدة عبد الرازق (الشرق الأوسط)
TT

ساندويتشات منزلية التحضير على طريقة الطهاة

اختيار الخبز عامل أساسي في نجاح الساندويتش... إعداد الشيف رغدة عبد الرازق (الشرق الأوسط)
اختيار الخبز عامل أساسي في نجاح الساندويتش... إعداد الشيف رغدة عبد الرازق (الشرق الأوسط)

بمزيج من الأصناف سابقة الطهي المحفوظة بالثلاجة، كقطع الدجاج، أو كرات اللحم، يمكنك تحضير ساندويتش لذيذ لابنك المتجه إلى المدرسة كطاهٍ محترف، كما أنه من السهل الاستعانة بأفكار يومية مبتكرة جاذبة للأطفال، من بينها وصفات من صدور الدجاج مع الريحان والموتزاريلا والتوابل، بجانب الكفتة بصوص الليمون المعصفر والخضراوات المشوية.

ومن بين عشرات الأصناف، يقدم الشيف المصري أحمد إسماعيل، عبر مدونته على «إنستغرام» كثيراً من الأفكار لإعداد ساندويتشات مفيدة لتلاميذ المدارس بشكل خاص؛ إذ يحتفي بالخضراوات المشوية، ومن بينها الفلفل الأخضر أو الألوان، والطماطم، والبصل، المستقر داخل الخبز المحمّر في الزبدة.

كما يقدم إسماعيل تنويعة لساندويتشات «الحواوشي» التي تتناول في مناسبات مختلفة بأفكار ومكونات مبتكرة، ويحتفي أيضاً بأنواع الصوص المختلفة مثل «صوص زبادي الرانش» و«المايونيز بالثوم المشوي» التي تضفي مذاقاً خاصاً للشطائر التي تختارها من مجموعة وصفاته.

يقول إسماعيل لـ«الشرق الأوسط»: «أهتم كثيراً بتقديم وصفات للساندويتشات على مدونتي، وتلقى حفاوة من مختلف شرائح المتابعين، خصوصاً في وقت الدراسة؛ حيث يفضلها طلبة المدارس والجامعات».

الساندويتشات عنصر أساسي في العزومات بشرط تنسيقها بشكل جيد... إعداد الشيف رغدة عبد الرازق

ويلفت إلى أن «أكثر ما يميز الساندويتشات أنها سهلة التحضير، لا سيما إذا اعتمدت على مكونات وعناصر مسبقة الطهي؛ لذا فهي تلبِّي احتياج الكثيرين لوجبة لذيذة وسريعة، والرائع أنها لا تتطلب منك عند إعدادها أن تكون محترف طهي؛ فغاية ما في الأمر أنها تتطلب اتباع بعض النصائح و(الترِكّات)».

«إذا كان لديك خبز رائع، فستحصل على ساندويتش رائع»... هكذا يقول الشيف عصام راشد لـ«الشرق الأوسط»، ويتابع: «يجب أن يكون أي خبز تستخدمه في الساندويتش - الذي تأمل أن يكون على طريقة المطاعم - لذيذاً بما يكفي لتناوله بمفرده، ويعني ذلك شراء رغيف عالي الجودة».

ويضيف: «حتى أفضل أنواع الخبز - خصوصاً إذا كانت سميكة - قد لا تمنحك نتائج مُرضية، إذا لم تتعامل معها بشكل صحيح»، ويوضح: «لأنك إذا أسأت اختيار أو استخدام الخبز؛ فإنك حتماً ستفاجأ بشيء سيزعجك كثيراً، وهو أنك كلما أكلت قضمة من الساندويتش فإنك ستحصل على نكهة مليئة بالقمح في فمك، بدلاً من التعمق في مذاق الحشو بداخله».

وعلى الرغم من أنه عندما يتعلق الأمر باختيار الخبز المناسب لساندويتشك، فإن الأمر يعود بلا شك إلى التفضيل الشخصي، وفق الشيف راشد الذي يقول: «إن ذلك لا يمنع من أن هناك بعض القواعد، ومنها مراعاة ملاءمة قوام الخبز وحجمه مع نوع الحشو».

ويضيف: «إذا كنت تضع دجاجاً مقلياً مقرمشاً في الخبز، على سبيل المثال، فإن الخبز الأبيض فائق النعومة هو اختيارك الأفضل»، مشيراً إلى أن «الخبز الطري يسمح لك بوضع المزيد من المكونات، وهو ما يعني أنك لن تكون مضطراً طوال الوقت لدفع الحشوات إلى خارجه».

«العامل الأكثر أهمية في صنع ساندويتش مميز هو الصوص»... هكذا يقول شيف أحمد نبيل لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «هي لا تمنح شطائرك تميز الشكل، وتحميها من الجفاف فقط، بل تجعل مذاقها أفضل بكثير أيضاً»، ويتابع: «الساندويتش الجيد يأتي من الصلصات التي تمنحها الثراء».

تستطيع أن تضع طبقة من البيض، أو الجبن، أو التونة، أو الدجاج، أو الديك الرومي، أو ما شئت كقاعدة للساندويتش، لكن يبقى وجود «صوص جيد ملائم للحشو هو مفتاح مذاقها الذي لن تستطيع مقاومته»، وفق نبيل، الذي ينصح متابعيه بقائمة طويلة ومتنوعة من الصوص، مثل سيراتشا، أو المايونيز، أو الخردل، أو صلصة الباربكيو، أو صلصة الخل البلسمي.

وتتعدد الخيارات الأخرى التي يمكن أن ترفع مستوى الساندويتش إلى مرحلة أخرى من النكهة المميزة، ومنها إضافة الأجبان بالنسبة لبعض الشطائر، والتوابل، وضبط الملح والفلفل، وكذلك طريقة طهي الحشو حين يكون نوعاً من اللحوم، لكن يبقى هناك خيار له خصوصيته وأهميته الخاصة، وهو إضافة الخضراوات بطريقة صحيحة وبمقدار سليم.

ويوضح نبيل قائلاً: «تمنح الخضراوات شطائرك النضارة والمذاق، وفي مقدمتها الخس والطماطم، أيضاً الخضراوات المخللة مثل: الخيار، والفلفل، والبصل، والفجل، وغيرها، كلها خيارات رائعة».

«هل ما زلت تبحث عن مذاق آخر مميز في الساندويتش؟ أذكّرك أنك من الممكن منحه المزيد من القرمشة عن طريق تحميصه في مقلاة»، ويضيف نبيل: «ما عليك سوى دهنه بالقليل من المايونيز، أو الصوص المفضل لديك، والمناسب لمحتواه، ومن ثم إضافة بعض الزبدة إلى مقلاة ساخنة، وتحميص الساندويتش على كلا الجانبين حتى يصبح لونه بنياً ذهبياً».

وتعد الشيف رغدة عبد الرازق، المتخصصة في تنظيم «العزومات»، أن الساندويتشات باتت عنصراً أساسياً في «العزومات»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «يزداد الاهتمام بها في مختلف المناسبات؛ لأنها تمثل الطعام السريع العملي اللذيذ؛ لذلك أنصح بها في (العزومات)، بشرط إعدادها من مكونات عالية الجودة، والاهتمام بطريقة تنسيقها وتقديمها».

وانتهت الشيف رغدة إلى أنه من الممكن تحويل مفهوم ساندويتش إلى وجبة متكاملة مفيدة عبر بعض المكونات والإضافات قليلة الدسم، وذات القيمة الغذائية المرتفعة، مع الحفاظ على كونها شهية للغاية.



هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
TT

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات، في حين عُرف بالاعتماد على مذاق المكونات الأساسية، مع لمسة محدودة لم تتخطَّ صنفين أو ثلاثة من التوابل.

غير أن الوضع تبدّل الآن، وباتت الأكلات المصرية غارقة في توليفات التوابل، فدخل السماق والزعتر البري والكاري والبابريكا على الوصفات التقليدية. وعلى مدار سنوات عدة قريبة تطوّر المطبخ المصري، وبات أكثر زخماً من حيث النكهات، ليطرح السؤال عن مدى تأثره أو تأثيره في الجاليات التي توجد بالبلاد.

ويرى خبراء الطهي، أن معادلة التوابل لدى المصريين اختلفت بفضل الاندماج الثقافي وتأثير الجاليات العربية التي دفعتهم ظروف الحروب لدخول مصر والاستقرار بها، أيضاً منصات التواصل الاجتماعي التي أزاحت الحدود، ودفعت بمفهوم «المطبخ العالمي»، فنتج خليط من النكهات والثقافات استقبلته المائدة المصرية بانفتاح.

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

ورأت الطاهية المصرية أسماء فوزي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المطبخ المصري الآن «بات مزيجاً من ثقافات عربية»، وقالت: «عندما بدأت أتعلَّم الطهي من والدتي وجدتي، كانت توليفة التوابل الأشهر تشمل الملح والفلفل، وفي وصفات شديدة الخصوصية قد نستعين بالكمون والحبّهان على أقصى تقدير، أما الكزبرة المجففة فكانت حاضرة في طبق (الملوخية) فقط».

لكنها أشارت إلى أنه قبل سنوات معدودة لاحظت تغييراً واضحاً في تعاطي المطبخ المصري التوابل، و«بدأتُ للمرة الأولى أستعين بنكهات من شتى بقاع الأرض لتقديم مطبخ عصري منفتح على الآخر».

التوابل والأعشاب المصرية مرت برحلة مثيرة عبر قرون من التاريخ والثقافة، واشتهر المطبخ المصري قديماً بمجموعة من الكنوز العطرية، تشمل الكمون بنكهته العميقة التي ارتبطت بطبق «الكشري»، والكزبرة، تلك الأوراق الخضراء المجففة التي تضيف لطبق «الملوخية» نكهته الفريدة، كما عرف الشبت ذو النكهة العشبية المميزة الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بوصفات التمليح (التخليل) والسلطات.

يتفق محمود عادل، بائع بأحد محال التوابل الشهيرة في مصر، يسمى «حاج عرفة»، مع القول بأن المطبخ المصري تحوّل من محدودية النكهات إلى الزخم والانفتاح، ويقول: «المصريون باتوا يميلون إلى إضافة النكهات، وأصبح أنواع مثل السماق، والأوريجانو، والبابريكا، والكاري، والكركم، وورق الغار، وجوزة الطيب والزعتر البري، مطالب متكررة للزبائن». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة انفتاح على المطابخ العالمية بسبب منصات التواصل الاجتماعي انعكس على سوق التوابل، وهو ما يعتبره (اتجاهاً إيجابياً)».

ويرى عادل أن «متجر التوابل الآن أصبح أكثر تنوعاً، وطلبات الزبائن تخطت الحدود المعروفة، وظهرت وصفات تعكس الاندماج بين المطابخ، مثل الهندي الذي تسبب في رواج الكركم وأنواع المساحيق الحارة، فضلاً عن الزعفران»، منوهاً كذلك إلى المطبخ السوري، أو الشامي عموماً، الذي حضر على المائدة المصرية بوصفات اعتمدت نكهات الزعتر والسماق ودبس الرمان، ووضعت ورق الغار في أطباق غير معتادة.

وتعتقد الطاهية أسماء فوزي، أن سبب زخم التوابل وتنوعها الآن في مصر، يرجع إلى «الجاليات العربية التي دخلت البلاد عقب (ثورة) 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، أي قبل أكثر من عقد». وتقول: «بصمة المطبخ السوري بمصر كانت واضحة، فالجالية السورية اندمجت سريعاً، وقدمت مهارات الطهي من خلال المطاعم و(المدونين)، وانعكس ذلك على اختيارات التوابل، وبات ملاحظاً إضافة توليفات التوابل السوري، مثل السبع بهارات لوصفات مصرية تقليدية».

بهارات متنوعة (صفحة محال رجب العطار على «فيسبوك»)

كما أشارت إلى أن «المطبخ العراقي ظهر، ولكن على نحو محدود، وكذلك الليبي»، وتقول: «ما أتوقعه قريباً هو رواج التوابل السودانية، مع تزايد أعدادهم في مصر بعد الحرب، لا سيما أن المطبخ السوداني يشتهر بالتوابل والنكهات».

انفتاح أم أزمة هوية؟

كلما انعكست مظاهر الانفتاح الثقافي على المطبخ المصري، ازدادت معه مخاوف الهوية، وفي هذا الصدد تقول سميرة عبد القادر، باحثة في التراث المصري، ومؤسسة مبادرة «توثيق المطبخ المصري»: «إنه (المطبخ المصري) لم يعتمد في أصوله على النكهات المُعززة بالتوابل المختلطة»، وترى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تفرّد المطبخ المصري القديم يرجع إلى اعتداله في إضافة التوابل... «هذا لا يعني إهماله لسحر مذاق البهارات والتوابل، غير أنه كانت له معادلة شديدة الدقة، كما أن علاقة المصري بالتوابل ذهبت قديماً إلى ما هو أبعد من فنون الطهي».

وأرجعت الباحثة في التراث المصري زيادة الاهتمام بالتوابل إلى (المؤثرين) وطُهاة «السوشيال ميديا»، وتقول: «المطبخ المصري لا يعتمد على التوابل بهذا القدر، في حين هناك عوامل كانت وراء هذا الزخم، أهمها (المؤثرون) و(مدونو) الطعام؛ غير أن إضافة التوابل بهذا الشكل ربما تُفقد المطبخ المصري هويته».

ولفتت إلى أن «المطبخ المصري القديم اعتمد على الملح والفلفل والكمون فقط، أما بقية التوابل فكانت تستخدم لأغراض مثل العلاج والتحنيط؛ وفي العصور الوسطى شهد بعض الاندماج بعد فتح قنوات التواصل مع الدول المحيطة، ولكن على نحو محدود لا يُقارن بالزخم الحالي».