«ديور» تضرب موعداً مع عشاق خط الـ«كروز» في أسكوتلندا

تتميز حديقة دراموند كاسل بتصميم هندسي جعلها واحدة من أجمل وأهم حدائق أوروبا على الإطلاق» (كاتيلي اروسميث)
تتميز حديقة دراموند كاسل بتصميم هندسي جعلها واحدة من أجمل وأهم حدائق أوروبا على الإطلاق» (كاتيلي اروسميث)
TT

«ديور» تضرب موعداً مع عشاق خط الـ«كروز» في أسكوتلندا

تتميز حديقة دراموند كاسل بتصميم هندسي جعلها واحدة من أجمل وأهم حدائق أوروبا على الإطلاق» (كاتيلي اروسميث)
تتميز حديقة دراموند كاسل بتصميم هندسي جعلها واحدة من أجمل وأهم حدائق أوروبا على الإطلاق» (كاتيلي اروسميث)

أعلنت دار «ديور» في الأسبوع الماضي أنها اختارت قصراً أسكوتلندياً لعرض تشكيلتها الخاصة من خط الـ«كروز» لعام 2025. وهكذا سيكون لضيوفها موعد مع التاريخ والطبيعة في أجمل حالاتهما يوم 3 يونيو (حزيران).

تتميز حديقة دراموند كاسل بتصميم هندسي جعلها واحدة من أجمل وأهم حدائق أوروبا على الإطلاق» (كاتيلي اروسميث)

فحديقة دراموند كاسل في بيرثشاير تعود إلى عام 1630 وتوصف بأنها «واحدة من أجمل وأهم حدائق أوروبا على الإطلاق». وهي نفس حديقة القصر الذي صُوّر فيها فيلم «روب روي» والسلسلة التلفزيونية «آوتلاندر» بديلاً لقصر فيرساي. وصرح متحدث باسم الدار بأن هذه الوجهة مهمة بالنسبة للدار الفرنسية لما تمثله من جمال وشاعرية، وأيضاً لكونها جسراً يربط الماضي بالمستقبل، ويُذكر بتلك العلاقة التي ربطت مؤسسها «كريستيان ديور» بالمنطقة في منتصف القرن الماضي. في تشكيلته لخريف وشتاء 1947، أطلق على فستان اسم «إيكوس» أي أسكوتلندا. وفي عام 1955 نظم حفلاً راقصاً فخماً في فندق «دي غلينيغل» احتفالاً بتشكيلته للربيع والصيف.

في كل عاصمة تتوجه إليها تحرص على تسليط الضوء على الأعمال الحرفية فيها (خاص)

مصممة الدار الحالية ماريا غراتزيا تشيوري، وكما في كل عروضها السابقة من هذا الخط، ستواصل تعاونها مع حرفيين محليين لإنعاش حِرفهم وتجارتهم بتسليط الأضواء على المنطقة. ما يُحسب لها أنها حولت هذه العملية تقليداً. ففي لقاء مع موقع «بي أو إف» في عام 2022، صرحت بأنها تؤمن بأنها مصممة مجتمع وليست مصممة تعيش في برج عاجي.

بتنقل الدار بين عواصم العالم، فإنها أيضاً تُسلط الأضواء على إمكاناتها الحِرفية بالنظر إلى أن الأزياء تُصنع في أوراشها الباريسية، كما على إمكانياتها الضخمة كدار أزياء تعدّها فرنسا مؤسسة ثقافية.



برنامج هارودز «ذا هايف» يعود إلى الرياض حاضناً المواهب الشابة

جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)
جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)
TT

برنامج هارودز «ذا هايف» يعود إلى الرياض حاضناً المواهب الشابة

جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)
جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع الحالية، وإدخال أخرى تقرأ نبض الشارع وثقافة جيل صاعد يُعوِلون عليه ويريدون كسب ولائه بربط علاقة مستدامة معه.

وهذا تحديداً ما تقوم به بيوت أزياء عالمية حوَلت متاجرها إلى فضاءات ممتعة يمكن للزبون أن يقضي فيها يوماً كاملاً ما بين التسوق وتناول الطعام أو فقط الراحة وتجاذب أطراف الحديث مع الأصدقاء في جو مريح لا يشوبه أي تساؤل.

جانب من الحوارات في النسخة الأولى أظهرت تشبث الشباب السعودي بإرثه وموروثاته (هارودز)

محلات «هارودز» ذهبت إلى أبعد من ذلك. ففي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021، أطلقت ما أصبح يُعرف بـ«هارودز هايف». برنامج قائم على حوارات ونقاشات مُلهمة يستهدف احتضان المواهب المحلية الصاعدة ودعمها أينما كانت، وذلك بجمعها مع رواد الترف والمختصين في مجالات إبداعية بشباب صاعد متعطش للمعرفة واختراق العالمية.

كانت التجربة الأولى في شنغهاي، ومنها انتقلت إلى بكين ثم دبي وأخيراً وليس آخراً الرياض.

ففي يناير (كانون الثاني) 2024، وتحت عنوان «الغوص في مفهوم الفخامة»، كانت النسخة الأولى.

الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود في حوار جانبي مع الحضور (هارودز)

نجحت «هارودز» في إظهار مدى حماس شباب المنطقة لمعرفة المزيد عن مفهوم الفخامة الحصرية وطرق مزجها بثقافتهم وإرثهم. ما كان لافتاً في التجربة السعودية تحديداً تمسك الشباب بالتقاليد والتراث رغم انفتاحهم على العالم.

وهذا ما ترجمته الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود، سيّدة الأعمال والناشطة في الأعمال الخيرية التي شاركت في النسخة الأولى بقولها: «لم أُرِد يوماً أن أغيّر أي شيء في تقاليدنا، لأنّنا نملك الكثير من الفنون والإبداع. نحن نعتبر تقاليدنا من المسلّمات، لكن العالم توّاق لما هو جديد –وينبذ الرتابة– فقد ملّ من العلامات التجارية نفسها والتصاميم ذاتها».

سارة مايلر مدير تطوير الأعمال الدولية والاتصالات بـ«هارودز» (هارودز)

كان توجه «هارودز هايف» إلى الرياض مسألة بديهية، حسب قول سارة مايلر، مدير تطوير الأعمال الدولية والاتصالات بـ«هارودز» في لقاء خاص، «لقد جاء تماشياً مع رؤية المملكة 2030 والطفرة التي تشهدها حالياً... أردنا من خلال البرنامج التركيز على القدرات الثقافية والإبداعية التي تكتنزها هذه المنطقة لا سيما أن لدينا فيها زبائن مهمين تربطنا بهم علاقة سنين».

محلات «هارودز» مثل غيرها من العلامات الكبيرة، ليست مُغيَبة عن الواقع. هي الأخرى بدأت تلمس التغييرات التي يمر بها العالم وتؤثر على صناعة الترف بشكل مباشر.

من بين الاستراتيجيات التي اتخذها العديد من صناع الموضة والترف، كان التوجه إلى جيل «زي» الذي لم يعد يقبل بأي شيء ويناقش كل شيء. الترف بالنسبة له لم يعد يقتصر على استهلاك أزياء وإكسسوارات موسمية. بل أصبح يميل إلى أسلوب حياة قائم على معايير أخلاقية تراعي مفهوم الاستدامة من بين معايير أخرى. الموضة ترجمت هذه المطالب في منتجات مصنوعة بحرفية عالية، تبقى معه طويلاً، إضافة إلى تجارب ممتعة.

معانقة الاستدامة

متجر «هارودز» مثل غيره من العلامات الكبيرة، أعاد تشكيل تجربة التسوق بأن جعلها أكثر متعة وتنوعاً، كما تعزز الاستدامة والتواصل الثقافي. وهذا تحديداً ما تستهدفه مبادرة «ذا هايف» وفق قول سارة «فهذا النهج ليس منصة للحوارات فحسب، بل يتيح لنا التواصل مع الجمهور بشكل أفضل لكي نتمكن من فهمه ومن ثم تلبية احتياجاته وتوقعاته. كما يسمح لنا ببناء علاقة مستدامة مبنية على الاحترام وفهم احتياجات السوق المحلي. وليس هناك أفضل من الإبداع بكل فنونه قدرة على فتح حوار إنساني وثقافي».

إطلاق النسخة الثانية

قريباً وفي الـ11 من هذا الشهر، ستنطلق في الدرعية بالرياض الدورة الثانية تحت عنوان «إلهام الإبداع من خلال التجربات». عنوان واضح في نيته التركيز على القصص الشخصية والجماعية الملهمة. كل من تابع النقاشات التي شاركت فيها باقة من المؤثرين والمؤثرات في العام الماضي سيُدرك بأن فكرته وُلدت حينها. فالتمسك السعودي بالهوية والإرث لم يضاهه سوى ميل فطري للسرد القصصي.

سمة بوظو أكدت في نسخة 2024 أن فنّ رواية القصص جزء من التركيبة السعودية (هارودز)

أمر أوضحته بسمة بوظو، أحد مؤسّسي الأسبوع السعودي للتصميم والتي شاركت في نسخة 2024 بقولها: «بالنسبة لنا كمبدعين، فإن ولعنا بالفنون والحرف التقليدية ينبع من ولعنا بفنّ رواية القصص، لدرجة أنه يُشكّل محور كل أعمالنا». وتتابع مؤكدة: «حتى توفّر التكنولوجيا الحديثة واكتساحها مجالات كثيرة، يُلهمنا للارتقاء بفنّ رواية القصص».

من هذا المنظور، تعد سارة مايلر أن برنامج هذا العام لن يقل حماسًا وإلهاماً عن سابقه، خصوصاً أن الحلقات النقاشية ستستمد نكهة إنسانية من هذه القصص والتجارب الشخصية، بعناوين متنوعة مثل «إلهام الإبداع» و«الرابط»، و«تنمية المجتمع الإبداعي» و«القصص المهمة» وغيرها.