أسبوع الموضة في مصر... حلم تحقق

يبدأ متكئاً على كرسي الإبهار والتاريخ ومتشرنقاً نحو مستقبل مستدام

من عروض افتتاح أسبوع مصر للأزياء (إنستغرام)
من عروض افتتاح أسبوع مصر للأزياء (إنستغرام)
TT

أسبوع الموضة في مصر... حلم تحقق

من عروض افتتاح أسبوع مصر للأزياء (إنستغرام)
من عروض افتتاح أسبوع مصر للأزياء (إنستغرام)

وأصبح أخيرا لمصر أسبوعها الخاص بالموضة، وتحقق حلم راود سوزان ثابت، واحدة من أعضائه ومؤسسيه لسنوات طويلة. كلما حضرت أسبوع موضة في باريس أو ميلانو أو نيويورك تحسرت؛ فإن مصر يمكن أن تكون فعالة في هذا المجال هي الأخرى. كانت تردد دائما «مصر لا تفتقر إلى المبدعين ولا إلى أماكن العرض التي من شأنها أن تبهر العالم بتاريخها وعراقتها ومعمارها»، ومساء يوم الخميس الماضي، تحقق حلمها. فقد تعمدت هي وباقي مؤسسي وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة المصرية للأزياء والموضة (EFDC)، ومنهم بول أنطاكي والمصممة ماري بشارة ومصممة المجوهرات عزة فهمي، أن يكون حفل الافتتاح الضخم في المتحف المصري بكل عظمته وتاريخه. تماثيله الضخمة التي تُجسد تاريخه الممتد لقرون، شكّلت خلفية رائعة لعرض أزياء كانت تيمته غير المعلنة «صنع في مصر ومن خامات مصر». أما تيمته وعنوانه فكانا «مصر الماضي والحاضر والمستقبل».

افتتاح أسبوع مصر للأزياء يحتفي بالتراث والتاريخ (إنستغرام)

عرض شاركت فيه مجموعة من المصممين المحليين استلهموا من ماضيهم وترجموه بلغة معاصرة لم تنج من إيحاءات كليوباترا ونفرتيتي أحيانا، ولو كانت جُدران وتماثيل المتحف تحكي لعبّرت عن فخرها بأبنائها وكيف لا يزالون يعتزون بماضيهم ويحترمون قطنهم وخاماتهم المحلية. والأهم من هذا كيف أدخلوا عليها تقنيات وأساليب مستدامة لضمان مستقبلها.

حركة عربية

المثير في الأسابيع القليلة الأخيرة أن المنطقة العربية شهدت حركة مثيرة في مجال الموضة تزامنت مع عروض الـ«كروز العالمية» التي تنظمها بيوت أزياء عالمية في وجهات بعيدة مثل «شانيل» التي قدمت منذ أيام عرضها من هذا الخط لعام 2024 في لوس أنجليس. ورغم المنافسة والتوقيت المتضارب، احتفلت هي الأخرى بالموضة وصناعها من أبناء البلد من خلال نقاشات وورشات متنوعة. على مدى يومين شهدت نسختها الثانية من فعالية «عود» التي أطلقتها بنية أن تُطلع العالم على أنها كانت ولا تزال واحدة من أهم الأسواق الخليجية. أما مصر فتأمل بأن تتحول نسختها الأولى هاته إلى «تقليد موسمي» قائم على عروض أزياء مُلهبة وملهمة في الوقت ذاته. حسب تصريح سوزان ثابت.

يهدف الأسبوع إلى استعادة حقه في الاحتفال بتراث مصر الغني (إنستغرام)

لم يكن اختيار عنوان «الماضي والحاضر والمستقبل» اعتباطيا. ففي نسخته الأولى يهدف الأسبوع إلى استعادة حقه في الاحتفال بتراث مصر الغني. «فحضارتها القديمة ألهمت العديد من التشكيلات العالمية، وعلى مر العقود غرف من نبعها مصممون كبار مثل جون غاليانو وغيره. كما استعمل بعضهم الأهرامات ومآثرها الأخرى خلفيات لعروضهم. آخرها كان عرض دار «ديور» للرجل» حسب قولها. رسالة أعضاء أسبوع الأزياء والموضة المصرية والإجماع كانت واضحة، وهي أن أبناء البلد يحتاجون إلى دعم لاسترجاع حقهم في التعبير عن ثقافتهم بلغتهم. وهذا الدعم تبلور بعد 4 سنوات من العمل المضني على منبر يمكنهم من ذلك. من هذا المنظور فإن «ثقافة مصر من كل الأزمنة ستكون هي التيمة الغالبة في هذه النسخ لكن بطريقة عصرية»، حسب تأكيد سوزان. تتابع: «فنحن أيضا لدينا مبدعون وحرفيون قادرون على صناعة المستقبل، من دون أن ننسى الحاضر والماضي». على هذا الأساس ستُدمج خمسة آلاف عام من الإلهام والحرفية والموارد مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، لكي تتيح لمصر أن تلعب دورا مهاما في صناعة الأزياء في المستقبل. يوافقها الرأي بول أنطاكى، وهو أيضا مؤسس وعضو مجلس إدارة المؤسسة المصرية للأزياء والموضة، مؤكدا أن صناعة الموضة ليست حديثة على مصر بل تتزامن مع «بداية الحضارة المصرية القديمة. وكل ما في الأمر أن الوقت حان لإحيائها وتقديمها للعالم بصورتها الحديثة التي تتبناها مواهبنا الناشئة».

لا يخفي بول أن الأسبوع مر بمخاض صعب ومُضن: «لقد واجه العديد من التحديات فى مرحلة التحضيرات، ولكننا واثقون في أنه سيبهر العالم أجمع. فكل البدايات تكون صعبة والمهم النتيجة».

الصبر والحماس

تشرح سوزان ثابت في مقابلة هاتفية أن التجهيز لإطلاق الأسبوع استغرق 4 سنوات وأنه «استنزف كثيرا من الوقت والجهود لكن هذا أمر طبيعي نظرا لأهمية الحدث وما يتطلبه من تفاصيل دقيقة». بحكم أن سوزان من الوجوه المألوفة في أسابيع الموضة العالمية ودخلت مضمارها منذ أكثر من ثلاثين عاما، فهي تعرف جيدا أن مجرد التفكير في الدخول في منافسة مع أي من أسابيع الموضة العالمية يتطلب كثيرا من الصبر واللوجيستيات. لكنها واثقة في الوقت ذاته من نجاح الأسبوع في ظل توافر التنوع الثقافي والأماكن التاريخية التي ستجرى فيها كثير من الفعاليات، فضلا عن حماس المصممين الشباب «الذين انتظروا طويلا أن يكون لهم منبر خاص يستعرضون فيه ابتكاراتهم».

فمن الجدير بالذكر أن سوزان ثابت التي تدرجت في عدة وظائف تتعلق بالموضة، بدءا من عملها مشترية وخبيرة أزياء إلى رئيسة تحرير مجلة «باشن»، تُدرك تماما أن الموضة ليست مجرد أزياء وإكسسوارات بل هي أيضا صناعة يمكن أن تضيف إلى أي اقتصاد. فهناك الجانب السياحي مثلا الذي تتمتع به مصر، وينوي الأسبوع استغلاله بشكل جيد. في اليوم الأول مثلا تضمن حفل الافتتاح في المتحف المصري بالتحرير، عرض أزياء ضخما لأبرز وأفضل المصممين المصريين بحضور باقة من النجوم. بينما ستجرى أغلب الفعاليات بالمتحف الزراعي المصري، لقيمته التاريخية والعلمية. فهو يتتبع تاريخ الزراعة في مصر، من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الحديثة، والاعتراف بالزراعة بوصفها أساس بناء الحضارة المصرية العريقة.

تأثيرات فرعونية وتاريخية (إنستغرام)

كما تُنوِه سوزان إلى أن الهدف من تنظيم أسبوع الموضة المصري سيتعدى دعم المواهب الشابة من العرب وإبراز نجاحهم في تصميم أزياء بمستوى عالمي، ليشمل المساهمة في نمو صناعة الملابس محليا واستغلال البنيات التحتية الموجودة فيها. فمصر تتمتع بمزايا كثيرة أبرزها القطن المصري، إلى جانب خبرات في صناعة المنسوجات. تشير أيضا إلى أنها تريد أن يتميز الأسبوع المصري عن غيره بأن يكون له دور في الربط بين الأسواق المحلية والأفريقية وأسواق الشرق الأوسط من خلال خلق تعاونات مشتركة وتبادل الخبرات الحرفية والتعليم وزيادة الوعي بمفهوم الاستدامة والإنتاج والبيع بالتجزئة. تقول: «أفريقيا وبلدان الشرق الأوسط لا تفتقر إلى المواهب والمبدعين، لكن على الرغم من أن هذه البلدان بدأت فعليا في التأسيس لبنية تحتية تخدم صناعة الموضة، فإن الأمر لا يزال في أوله، وقد يستغرق بعض الوقت ليصبح واقعا». ثم تتساءل: «كلنا نمر بالتجارب نفسها ولدينا الآمال نفسها، فلماذا لا نفتح أبواب التعاون؟ مصر مثلا يمكن أن تكون لاعبا مهما في الوقت الحالي لما تتوفر عليه من معامل وخامات مهمة يمكن استغلالها بشكل جيد».

من عروض افتتاح أسبوع مصر للأزياء (إنستغرام)

اختيارها لضيوف النسخة الأولى من هذا الحدث هو الآخر يعكس رؤيتها هاته وخبرتها في مجال العلاقات العامة. فهم ليسوا نجوما أو مصممين أو إعلاميين فحسب، بل أيضا فاعلون وصناع، مثل أميمة أكيريلي، مؤسسة أسبوع لاغوس النيجيري، وبوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء في المملكة العربية السعودية، وعمران أميد، مؤسس موقع «بيزنس أوف فاشن» وشيرين رفاعية، مؤسسة أسبوع الموضة الأردني، وغيرهم.

«ثقافة مصر من كل الأزمنة ستكون هي التيمة الغالبة في هذه النسخ لكن بطريقة عصرية»

سوزان ثابت


مقالات ذات صلة

لأول مرة... ميغان ماركل تعيد تدوير فستان قديم بعد تفكيك تفاصيله

لمسات الموضة المعجبون أشادوا بماكياجها الهادئ وتسريحة شعرها المتماوجة (أ.ف.ب)

لأول مرة... ميغان ماركل تعيد تدوير فستان قديم بعد تفكيك تفاصيله

في بادرة غير مسبوقة، حضرت دوقة ساسيكس، ميغان ماركل، حفلاً خاصاً في مستشفى للأطفال يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة صورة أرشيفية لهادي سليمان تعود إلى عام 2019 (أ.ف.ب)

​هادي سليمان يغادر «سيلين» ومايكل رايدر مديرها الإبداعي الجديد

أعلنت دار «سيلين» اليوم خبر مغادرة مديرها الإبداعي هادي سليمان بعد ست سنوات. لم يفاجئ الخبر أحداً، فإشاعات قوية كانت تدور في أوساط الموضة منذ مدة مفادها أنه…

لمسات الموضة حافظ أسبوع باريس على مكانته بثقة رغم أنه لم ينج تماماً من تبعات الأزمة الاقتصادية (لويفي)

الإبداع... فن أم صناعة؟

الكثير من المصممين في موقف لا يُحسدون عليه، يستنزفون طاقاتهم في محاولة قراءة أفكار المسؤولين والمستهلكين، مضحين بأفكارهم من أجل البقاء.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة عرض ريتشارد كوين كان مفعماً بالأمل والتفاؤل... وهو ما ترجمه بالورود والألوان الفاتحة (أ.ف.ب)

أسبوع لندن للموضة يسترجع أنفاسه... ببطء

تشعر أحياناً أن مصمميه يتلذذون بالأزمات ويستمدون منها أكسجين الابتكار. هذا العام يحتفل بميلاده الـ40 مؤكداً أن الأزمات لم تقضِ عليه بقدر ما زادته عزماً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)

الأميرة نورة الفيصل تضخ «آسبري لندن» بالحيوية

تأمل «آسبري» أن تحقق لها هذه المجوهرات نفس النجاح المبهر الذي حققته كبسولة الحقائب في العام الماضي. كانت الأسرع مبيعاً في تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.

جميلة حلفيشي (لندن)

أسرار «الأناقة الراقية»... تميز دون تكلف أو تكاليف

الأسلوب الخاص يمكن اكتسابه مع الوقت والممارسة... لكنه في الغالب يولد مع الشخص (رويترز)
الأسلوب الخاص يمكن اكتسابه مع الوقت والممارسة... لكنه في الغالب يولد مع الشخص (رويترز)
TT

أسرار «الأناقة الراقية»... تميز دون تكلف أو تكاليف

الأسلوب الخاص يمكن اكتسابه مع الوقت والممارسة... لكنه في الغالب يولد مع الشخص (رويترز)
الأسلوب الخاص يمكن اكتسابه مع الوقت والممارسة... لكنه في الغالب يولد مع الشخص (رويترز)

أن تبدو في غاية الأناقة من دون أن تعطي الانطباع بأنك قضيت وقتاً طويلاً في التأنق، علامة على إتقانك توظيف أدوات الموضة وتمتعك بأسلوب خاص وثقة بالنفس. كلمة «سبراتزاتورا» الإيطالية، وتعني «خفة الروح» أو «الاسترخاء»، ظهرت أول مرة في «دليل آداب السلوك» خلال القرن السادس عشر، فقد وُصفت الأناقة حينها بأنها تلك التي لا تكون مكلفة ولا تبدو متكلفة. حاليا تُترجم هذه الكلمة بأنها «الأناقة الهادئة والراقية».

قميص كلاسيكي مع بنطلون جينز أو أبيض أو أي لون آخر يمكن أن يدخل ضمن الأناقة الراقية والهادئة (رويترز)

ورغم أن الكل يمكنه أن يتعلم أبجديات الموضة ويكتسب القدرة على التلاعب بألوانها وتصاميمها، فإن هناك من وُلد وهو يمتلك تلك القدرة العجيبة على أن يبدو متميزاً «من دون تكلّف أو تكاليف»... هذا ما يطلق عليه «الأسلوب الخاص» الذي يراوغ كثيرين؛ إذ من السهل اقتناء أزياء باهظة الثمن، لكن أسلوب تنسيقها يفرق بين شخص وآخر. مثلاً؛ يمتلك الأغلبية قميصاً أبيض وبنطلونَ جينز، أو سترة مفصلة، لكن كيفية تنسيقها معاً هي التي تفرق بين شخص وآخر.

الممثل جود لو في مظهر منطلق للغاية لكن أيضاً أنيق يليق بمناسبة مثل حضور عرض «رالف لورين» الأخير (أ.ب)

وفقاً لصحيفة «الغارديان»، فإن الأناقة البعيدة عن المبالغات ليست مجرد صفة مميزة، بل تعبير شخصي عن طموحات وميول كل شخص، ومدى درايته بالموضة بوصفها أسلوباً متوازناً ومستداماً، خصوصاً أن هذا الأسلوب ليس مكلفاً، بمعنى أنه لا يحتاج إلى أزياء بأسعار باهظة. كل ما يحتاجه هو الثقة والذكاء في استخدام ما يملكه بتنسيقه مع قطع جديدة، أو مع قطع قديمة لكن بأسلوب مبتكر.

قد يُخلط أحياناً بين «الأناقة دون جهد» و«الأناقة الكلاسيكية»، ولكن بينهما اختلافات واضحة... «الأناقة دون جهد» تعني التميز بأسلوب عصري يتجاوز الاتجاهات السائدة، ليعكس أناقة خاصة وغير متوقعة. على سبيل المثال، قد يتجلى ذلك في مجرد وضع امرأة كنزة مفتوحة على الكتف بدلاً من ربطها عند الخصر، أو رفع أكمام القميص بدلاً من لفها حتى الكوع. تتجلى أيضاً في معرفة متى يجب إدخال قميص داخل البنطلون ومتى يُفضل تركه منسدلاً فوقه... وما شابه من تفاصيل صغيرة لكن تأثيرها كبير.

طريقة التنسيق هي التي تفرق بين شخص وآخر بغض النظر عما إذا كانت كل قطعة كلاسيكية أم آخر صيحات الموضة (أ.ف.ب)

وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب يطلق عليه «أناقة لا مبالية» أو «دون جهد»، مما يعطي الانطباع بأنه بسيط، فإن تحقيقه عملية تحتاج إلى حنكة. يشبّهها البعض بعملية وضع الماكياج: إما طبيعي وإما مبهرج. فقد يتطلب الطبيعي أحياناً الوقت نفسه الذي يستغرقه الثاني، لكن اختيار الألوان والطريقة التي يوضع بها كل مستحضر يجعلان صاحبته تبدو مشرقة ومتألقة من دون جهد أو وقت.

قواعد أساسية لأناقة راقية:

مهما وصلت درجة جرأتها... فيجب أن تكون الأزياء متناغمة وبعيدة عن التكلف (أ.ف.ب)

البساطة: قد تكون مجرد تنسيق بنطلون جينز مع قميص أزرق سماوي أو أبيض وسترة عصرية، أو قميص مخطط مع بنطلون عادي، بدلاً من ملابس كاملة باللون الأسود أو بالأبيض. فلا بأس من إدخال ألوان مشرقة ما دامت التصاميم كلاسيكية.

الهمس بدل الصراخ: اختيار الإكسسوارات الناعمة بدلاً من الكبيرة والجريئة... حتى تسريحة الشعر تخضع للمعايير نفسها، مثلاً يفضل ربط الشعر على شكل ذيل حصان بدلاً من قبعة كبيرة.

إضافة لمسة شخصية: أعيدي استخدام المجوهرات التي بحوزتك بدلاً من شراء قطع جديدة فقط لأنها من أحدث صيحات الموضة.

الثقة: الأناقة دون جهد تعني علاقة متناغمة بمحيطك وبيئتك، تحافظين فيها على هويتك الشخصية. لا يهم رأي الآخرين، المهم هو ذلك الشعور بالراحة والاعتداد بالنفس المُستمد من الإحساس بأن هذه الأزياء صُممت وفُصلت خصيصاً لك؛ أي إننا نلبسها بدل أن تلبسنا.