منتجع «نجومه»... محمية سعودية تتأرجح ما بين السماء والبحر

في جزيرة «أمهات» الساحرة التي تعانقها مياه البحر الأحمر الهادئة

يحتضن المنتجع  63 فيلا تتوزع فوق المياه وعلى الشاطئ الرملي (الشرق الاوسط)
يحتضن المنتجع 63 فيلا تتوزع فوق المياه وعلى الشاطئ الرملي (الشرق الاوسط)
TT

منتجع «نجومه»... محمية سعودية تتأرجح ما بين السماء والبحر

يحتضن المنتجع  63 فيلا تتوزع فوق المياه وعلى الشاطئ الرملي (الشرق الاوسط)
يحتضن المنتجع 63 فيلا تتوزع فوق المياه وعلى الشاطئ الرملي (الشرق الاوسط)

في جزيرة أمهات الساحرة التي تعانقها مياه البحر الأحمر الهادئة، إحدى جزر مشروع البحر الأحمر التي تقع على الساحل الغربي في منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية، افتتح منتجع «نجومه» ليكون أول منتجع فاخر تحت راية محمية ريتز-كارلتون في الشرق الأوسط.

يُعَدّ البحر الأحمر من الوجهات الفاخرة القائمة على مفهوم السياحة المستدامة على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، ويشكّل موطناً لرابع أكبر حيد مرجاني في العالم، حيث يتباهى بمجموعة جزر تضم أكثر من 90 جزيرة لم تمسّها يد الإنسان.

السبا في نجومة يقدم علاجات للجسم والروح (الشرق الاوسط)

من هذا الموقع الساحر، يستطيع الضيوف خوض مغامرات خارجة عن المألوف «مثل السكوبا دايفنغ» لاستكشاف الحياة المائية تحت سطح البحر وقعره.

يعجّ الحيد المرجاني بالشعاب المرجانية النابضة بالحيوية والتي تكاثرت على مرّ خمسة آلاف سنة ويؤوي كائناتٍ بحريةً مبهرةً بما فيها أكثر من 165 صنفاً من الأسماك المرجانية، والدلافين، والسلاحف البحرية، وأسماك الراي اللاسع وأسماك نابليون.

يقدم المنتجع خمس تجارب طعام استثنائية (الشرق الاوسط)

تحيط بشواطئ الجزيرة غابات قرم غنّاء تُعتبَر من بين المنظومات الطبيعية الأكثر إنتاجيةً في العالم. وبين أحضان هذا الموئل الطبيعي الخصب، يستطيع الزوّار مشاهدة أصناف مختلفة من الطيور البحرية، واللافقاريات البحرية وأسماك الغيتار.

استقبال بهوية سعودية

عند وصولك من مطار البحر الأحمر الدولي (RSI). سينتظرك أحدهم حاملاً لافتة عليها اسمك، وستنتقل بعدها إلى جزيرة محمية ريتز كارلتون إما بالطائرة المائية أو اليخت.

وعند وصولك إلى المنتجع يكون بانتظارك شباب وشابات من الجنسية السعودية يرحبون بحضورك، فيما يبدأ السعودي عبد الله السبيعي ترحيبه بك ببيت شعري «يا مرحبا ترحيبة البدو لسهيل واعداد ما هبت سحايب مطرها»، مبيناً للزائر أن سهيل هو أحد النجوم المعروفة عند البدو، التي تعتبر خريطة العرب في الصحراء، وأن المنتجع يستقي اسمه من كلمة «نجوم» باللغة العربية، مما يعكس الإطلالة الخلابة على سماء الليل المرصعة بالنجوم، بين أحضان المياه الفيروزية والمناظر الطبيعية الخلابة.

سعوديون وسعوديات يستقبلون الزوار بلغات عديدة (الشرق الاوسط)

إقامة بين السماء والبحر

يحتضن منتجع نجومه 63 فيلا مبنية فوق المياه تعرف بالفلل المائية وأخرى شاطئية وتقع على الشاطئ مباشرة، مع مساكن تضم غرفة واحدة إلى ثلاث غرف نوم، ومساحات جلوس فسيحة ومسابح خاصة مطلّة على البحر. وسيكون لديك فرصة الاختيار ما بين الفلل وسط الرمال البيضاء الناعمة أو المطلة على البحر الأزرق، وتعكس محيطها بهياكل مستوحاة من الأصداف وديكورات داخلية مزينة بأشياء تم العثور عليها، وفنون وألوان محلية وملمس ومواد مستوحاة من الطبيعة. صُممت كل فيلا من الفلل لتوفير الخصوصية العالية مع مساحة خاصة في الهواء الطلق، وتتميز بنوافذ بانورامية وغرفة معيشة مفتوحة ومسبح مطل على البحر وتلسكوب لاستكشاف سماء المملكة العربية السعودية الساحرة المليئة بالنجوم.

فلل شاطئية يعمها الهدوء (الشرق الاوسط)

طعام عصري بروح تقليدية

تتميز «نجومه» بوجود ثلاثة مطاعم (طبرة - جمعة - ستة) لكلٍ منهم قصة، ويقدّم المنتجع خمس تجارب طعام استثنائية يحتفي كلّ منها بأجيال صيّادي السمك في منطقة أملج الذين ارتبطت حياتهم ارتباطاً وثيقاً بإرث المنطقة لأكثر من 50 عاماً، واستوحى مطعم طبرة ديكوره من منزل صيّاد السمك وأعاد إحياءه بحلّة عصرية، ليرحّب بضيوفه ترحيباً حارّاً ويدعوهم لتَشارك قائمة من المأكولات البحرية المميّزة، بما فيها «صيد اليوم»، التي تشكّل احتفاءً جماعياً بخيرات البحر اليوميّة التي اعتاشت منها عائلة صيّاد السمك على مرّ العصور.

ويوفر مطعم جمعة مساحةً ملؤها الاسترخاء في الهواء الطلق حيث يحلو للضيوف التلذّذ بتشكيلة من الأطباق الخفيفة المحضّرة في مطبخ مفتوح والمأكولات المشوية على الحطب بجانب مسبح المنتجع في الهواء الطلق وعلى الشاطئ حيث تصطفّ أكواخ الكابانا الفخمة.

أمّا «ستة»، فهو وجهة طعام مستوحاة من البازارات النابضة بالحيوية، ويستقبل الضيوف طوال اليوم حيث يجمع ما بين باتيسيري فرنسي الطابع وفسيح وبين مطعم مشرقيّ تحت ثلاثة أجنحة منسوجة بالخشب، إشادةً بتقليد حياكة أوراق الشجر. تعِد هذه الوجهة الضيوف بتجربة تخاطب حواسهم، حيث سيتمتّعون برائحة الخبز الطازج المحضّر في فرن الطين التقليدي، إلى جانب الحمّص الطازج والأطباق المعزّزة بتشكيلة التوابل الواسعة التي ينفرد بها المنتجع.

خبراء العافية

بما أن الإقامة في جزيرة نائية عن صخب المدينة تحيط بها مياه البحر من كل جانب وتغطيها السماء بزرقتها التي تلتقي بزرقة مياهها لترسم لوحة فنية طبيعية لا تكتمل إلا بجلسة مساج تعيد التوازن والاسترخاء، تلتقي في «نيراه سبا» بخبراء العافية، الذين يدعوك لاختبار طقوس مميزة لتغذية الجسم والروح من خلال جلسات وتقنيات من مختلف أنحاء العالم وباستخدام باقة من المكوّنات التي تتميّز بها المنطقة، بما فيها نفحات العود الساحرة وزيت شجرة البان المستقدم من منطقة العُلا.

يُعِدّ خبراء العافية التجارب بحسب متطلّباتك لتنغمس في تجربة باعثة على الاسترخاء لتستعيد توازنك من خلال تقنيات التنفّس، والتأمّل، واليوغا القمرية والعلاج بالأصوات. يتسلّل صوت نسيم البحر العليل وتلاطم الأمواج عبر غرف العلاجات الخمس المطلّة على البحر وحُجرات العلاجات الثلاث في الهواء الطلق.

تضمّ هذه المساحة أيضاً مسابح للعلاجات المائية والسباحة الاحترافية، وحمّاماً تقليدياً ومركزاً للّياقة البدنية. كما تنقل العلاجات المصمّمة بحسب الطلب الضيوفَ إلى عالم آخر.

بيت المحميات

في بيت المحميات ستنغمس في أعماق الحياة البحرية أثناء المحاضرة التي يقدمها الخبير «شون روان لافلين» عن علم الأحياء البحرية، حيث ستكتشف أسرار الحياة البحرية التي تحيط بـ«نجومه»، كما يعد بيت المحميات فرصة للضيوف من جميع الأعمار لتكوين رابط حقيقي مع الثقافة والمجتمع والبيئة في المملكة العربية السعودية من خلال الأنشطة على البر وفي البحر.

في بيت المحميات ستجد الكثير من الدمى الخشبية المصنوعة والمرسومة بأيدٍ سعودية، التي ترمز للثقافة السعودية من خلال ملابسها، وأشهر الأسماء الموجودة في مناطق السعودية، فعلى سبيل المثال ستجد الدمية «فتو»، المكتوب إلى جانبها لوحة إرشادية «ترتدي فتو فستان البرنسيس والمحرمة والمدورة، وهو غطاء الرأس الذي تتفنن السيدات الحجازيات بتطريزه وتزين أطرافه بشغل الإبرة».

الغوص مع الأسماك والنجوم

يوفر مركز غلاكسيا للغوص فرصة الاستمتاع بالبحر الأحمر من خلال المغامرات على سطح الماء وتحته بما في ذلك التجديف بالكاياك والإبحار وركوب الأمواج والغطس ورحلات الغوص التي تستكشف الشعاب المرجانية المزدهرة الملونة.

وفي المساء يوفر «نجومه» جلسة ليلية لمشاهدة النجوم، يحكي فيها خبير الأبراج في مكان مخصص على شاطئ البحر لا يضيئه شيء سوى النجوم، قصة تأمل العرب للنجوم وكيف لعبت دور المعلم في حياتهم، ويسرد لهم حكاية النجوم، وأسماءها كبنات نعش وسهيل، لينغمس الزائر في عجائب الكون.


مقالات ذات صلة

جنيف... أناقة بالخط العريض

سفر وسياحة نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)

جنيف... أناقة بالخط العريض

هل تعلم بأن أكثر من %40 من سكان مدينة جنيف هم من غير السويسريين؟ والسبب هو أن هذه المدينة تضم العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر.

جوسلين إيليا (جنيف)
سفر وسياحة مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة فيروز حاضرة في ثنايا فندق القاصوف (الشرق الاوسط)

«القاصوف»... صفحات من تاريخ لبنان الذهبي

يُعدُّ فندق «القاصوف» في بلدة ضهور الشوير، من الأقدم في لبنان والشرق الأوسط، شهرته ملأت الدنيا، وشغلت الناس على مدى سنوات طويلة، قبل أن تدمّره الحرب.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة يسمح فقط بحمل الشاحن في حقائب اليد (شاترستوك)

لماذا يمكن أن يُفسد وضع الشواحن المحمولة داخل الحقائب رحلتك؟

من الممكن أن يتسبب الشاحن المحمول (Power Bank) في انطلاق أجهزة الإنذار، ومن ثم خضوعك لفحص إضافي عند نقاط التفتيش الأمنية بالمطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
TT

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

تتشبث فيينا، عاصمة النمسا، بالتقاليد. استنشق الروائح الخالدة فقط للكستناء المشوية في أسواق عيد الميلاد، التي تنتشر بجميع أنحاء المدينة في شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام.

فيما يخص كثيراً من زوار المدينة، غالباً ما تكون المدينة بمثابة محطة توقف لفترة قصيرة، في إطار جولة سريعة عبر دول وسط أوروبا، ما يترك قليلاً من الوقت لاستكشاف الكثير خارج القلب التاريخي لفيينا، الذي يحمل اسم «الضاحية الأولى».

ومع ذلك، يبقى هناك الكثير مما يُمكِن رؤيته والقيام به داخل ضواحيها الأخرى، بما في ذلك بعض المؤسسات الثقافية المنشأة حديثاً. على سبيل المثال، أعيد افتتاح متحف فيينا، الذي يعد الوجهة الأولى لراغبي التعرف على تاريخ المدينة، هذا الشهر، بعد أعمال تجديد استمرت 3 سنوات، بينما جرت إضافة «بيت شتراوس»، وهو متحف وقاعة حفلات موسيقية أقيم تكريماً لعائلة شتراوس الموسيقية، إلى قائمة مزارات المدينة الثقافية، في أكتوبر (تشرين الأول).

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

استكشف الألفيات

أعيد افتتاح «متحف فيينا»، الذي يركز على تاريخ المدينة، في 6 ديسمبر، في كارلسبلاتز، ساحة واسعة، بها كنيسة على الطراز الباروكي، مع كثير من الأجنحة الجديدة وتراس كبير، ما يضاعف حجمه السابق تقريباً. ينفرد المتحف بخطوطه المستقيمة والخرسانة البيضاء، التي تميزه عن العجائب الفخمة التي أقامها آل هابسبورغ، السلالة التي حكمت النمسا لأكثر من 600 عام، مثل «متحف بلفيدير لتاريخ الفن». وتتبع المعروضات الجديدة الدائمة بالمتحف، حيث الدخول مجاني، تاريخ فيينا عبر مجموعة متنوعة من الأشياء، بما في ذلك الجدار الخارجي لمتجر اضطر رجل أعمال يهودي إلى تصفيته قبل أن يفرّ من النمسا، بعد ضمّ البلاد إلى ألمانيا النازية.

اللافت أن أهل فيينا العاديين يشكلون محور الاهتمام هنا بقدر ما تشكله النخبة. على سبيل المثال، توجد لوحة لغوستاف كليمت معلقة بالقرب من سرير قابل للطي، يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين كان يستخدمه الخدم.

فيينا عاصمة جميلة صيفا وشتاء (نيويورك تايمز)

جرّب الوجبات الخفيفة اليابانية

بالتأكيد، طبق «شنيتزل» جيد، لكن المشهد العام المرتبط بالطعام في فيينا يقدم أكثر من لحم العجل المخبوز. انظر، على سبيل المثال، إلى «كيكو با»، وهو مطعم ياباني تتميز قائمته بالوجبات الخفيفة اليابانية، التي جرى إعدادها من مكونات نمساوية. من بين أشهر أطباقه «تارتار اللحم البقري» (16.90 يورو، أو نحو 18 دولاراً)، مع قليل من كريمة الخرشوف، وقطع من عشب البحر المجفف المقرمش. كما يحوّل المطعم سمك البحر النيء إلى طبق «سيفيتشي» لذيذ (16.90 يورو). كما يغطي «أودون كاربونارا» الكريمي (15.90 يورو) بالثوم المعمر، الذي يهيمن على أطباق المطبخ النمساوي، ورقائق البونيتو ​​والأعشاب البحرية المجففة.

تناول وجبة خفيفة من «الكيسكراينر»، وهي نقانق محشوة بالجبن (13.90 يورو)، أو فطائر الحنطة السوداء (13.50 يورو).

استمتع بأجواء «غورتل»

على طول قسم طويل من طريق غورتل الدائري، الذي يفصل بين أحياء فيينا الداخلية والخارجية، يمر قطار المترو فوق جسر. وفي الأسفل، بين الأقواس، تتخذ المقاهي موطناً لها. وفي عطلات نهاية الأسبوع، تنتشر الموسيقى الحية في الشارع، جنباً إلى جنب مع رواد الحفلات.

وعلى بعد دقائق سيراً على الأقدام شمالاً يقع «فينستر 99»، مقهى صغير بجدران مزخرفة بالرسومات الغرافيكية، التي غالباً ما تتميز بعروض موسيقى «الروك»، علاوة على كثير من الأماكن الأخرى للرقص أو الاسترخاء.

فيينا مشهورة بخبزها ومخبوزاتها (نيويورك تايمز)

تذوق خبز فيينا

يفتخر النمساويون كثيراً بخبزهم ويعتزون به، ولهم كل الحق في ذلك، فرغيف الخبز البني السميك المحشو بالبذور في فيينا ينافس نظيره من الخبز الفرنسي في باريس. وتقدم بعض المخابز في المدينة، بما في ذلك سلاسل مثل «أوفرل» و«جوزيف بروت» و«فيلزل»، قوائم إفطار كاملة. ويقدم أحد المخابز الصغيرة التابعة لـ«أوفرل»، في الضاحية الثالثة من المدينة، الذي يتميز بتصميم بسيط وعدد من الألوان المحايدة، الإفطار حتى الساعة 6:30 مساءً. وهنا، يشمل إفطار المخبوزات (17.50 يورو) لفائف الخبز والزبدة الحامضة والمربى والجبن من جبال الألب واللحم. أما النسخة النباتية (15.50 يورو) فتحل كرات جبن الماعز محل اللحم.

اشترِ سلعاً معاداً تدويرها

في الضاحية السابعة الأنيقة، تتوافر المعاطف والسترات الصوفية السميكة بكثرة. وتركز سوق أعياد الميلاد في «سبيتلبيرغ»، والممتدة على طول شارع جانبي مرصوف بالحصى، على السلع المعاد تدويرها، خلال عام 2023. داخل خيمة، ستجد منتجات صوف منغولية، كما تضم السوق كشكاً يبيع السكاكين المصنوعة من قطع غيار السيارات. واحرص على وجود نقود معك، لأن بعض الأكشاك لا تقبل البطاقات. كما تضم السوق كثيراً من متاجر التحف والبوتيكات القريبة، بما في ذلك «فولتا فيينا»، المتخصص في السلع المنزلية، ويبيع مزهريات منحوتة وأكواباً وشمعدانات. وهناك متاجر متخصصة في بيع حقائب جلدية ناعمة ومجوهرات ذهبية دقيقة وهدايا غريبة، مثل الشموع على شكل أجساد نسائية، علاوة على «لوف ذي شوب»، الذي يبيع الملابس ذات الألوان الزاهية، بما في ذلك السترات الصوفية المحبوكة وفساتين الحفلات، من الدول الاسكندنافية.

تعرّف على عائلة شتراوس

قد يبدو أن الموسيقى الكلاسيكية قديمة الطراز، لكن قبل 200 عام، كانت أي شيء إلا ذلك. فلم يكن هناك عند أهل فيينا في القرن التاسع عشر شيء يحبون قضاء وقتهم الحرّ فيه أكثر من الرقص على أنغام الفالس الرومانسي أو الرقص السريع المليء بالحيوية. يستخدم منزل شتراوس، وهو متحف وقاعة موسيقية في مبنى جميل يعود للقرن التاسع عشر، التكنولوجيا والصور التاريخية والصوت ببراعة لمشاركة قصة عائلة فيينية ذائعة الشهرة. يعدّ يوهان شتراوس، وابنه يوهان شتراوس الثاني، مؤلف رقصة فالس «الدانوب الأزرق»، من قبل بعض المؤرخين أول نجوم موسيقى البوب في العالم، فقد قاموا بطبع صور لأنفسهم على النوتة الموسيقية، المعروضة في المتحف، وجابوا العالم لإقامة الحفلات الموسيقية والمهرجانات (23 يورو للبالغين).

استمتع بالمناظر على متن قارب

يقع «بادشيف فاين»، وهو قارب به مطعم، راسياً في القناة الطويلة التي تمر عبر وسط فيينا. يمكن من سطح القارب رؤية المباني المهيبة في المركز التاريخي مقابل الجدران المزخرفة بالرسومات الغرافيكية للقناة، ما يُجسد الشعور الفخم لفيينا، وربما غير المُرتب بعض الشيء. صدق أو لا تصدق، يمكنك السباحة في المسبح غير المدفأ على السطح على مدار العام، ولكن إذا لم تكن من عشاق الغطس في المياه الباردة للغاية، فلا تقلق، من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مارس (آذار)، يقدم قارب «بادشيف» عدة ملاءات مجعدة (من 30 إلى 45 يورو لاستئجار ملاءة واحدة لمدة 30 دقيقة) أثناء السباحة.

احتفال حتى الفجر

فيينا ليست برلين عندما يتعلق الأمر بثقافة النوادي الليلية، ولكن هناك بعض الأماكن التي تقترب منها. إذا كنت تبحث عن تجربة الرقص الصاخب حتى الفجر، فإن ملهى «داس فيرك»، على ضفاف قناة الدانوب، هو المكان المناسب لذلك، رغم أنه على عكس بعض النوادي الحصرية في برلين، لا يهتم الراقصون في «داس فيرك» بمظهر ملابسك. هنا، لا يبدأ الحفل قبل الساعة الحادية عشرة مساء، عندما يصبح الجمهور مفتوناً بالدي جي، أو بعروض الأضواء على الجدران المحيطة. إذا أخذت استراحة في الخارج، فتأكد من زيارة المعرض الفني في الهواء الطلق. منذ عدة سنوات، تمت دعوة فناني الشارع من جميع أنحاء العالم لتزيين جدران المباني حول «داس فيرك» بلوحات جدارية كبيرة. وتبلغ تكلفة الدخول من 10 إلى 15 يورو.

رحلة عبر الزمن على فنجان قهوة

تعود ثقافة المقاهي في فيينا إلى القرن السابع عشر. وفي عام 2011، حصلت على تصنيف التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وترسل كتيبات السفر السياح إلى مقهى «سنترال»، حيث كان «سيغموند فرويد» أحد رواده، ومقهى «لاندتمان»، وهو نقطة لقاء السياسيين. لكن أهل فيينا يميلون إلى تفضيل المقاهي الأرخص والأكثر غباراً والمتهالكة قليلاً، مع النوادل الذين يبدو أنهم يفضلون القيام بأي شيء آخر. جرّب مقهى «روديغرهوف»، الذي تأسس عام 1902، حيث توجد الصحف على حوامل خشبية قديمة الطراز، ووجبة الإفطار بسيطة. سيكلفك المزيج؛ القهوة مع الحليب المبخر والرغوة، مع بيضة ولفافتين مع الزبدة والمربى أو العسل، 7.10 يورو. لا تفوّت الطبق الفييني الكلاسيكي؛ بيضتين مقشرتين مسلوقتين يقدمان في كوب واسع الحواف مع ملعقة. المقهى يقبل الدفع النقدي فقط.

استمتع بدفء الساونا

عندما يكون الطقس بارداً ومخيفاً، لا شيء يضاهي جلسة الساونا وحمام الماء الساخن. يعدّ منتجع «ثيرم فاين» المكان الأمثل للعناية الذاتية في الصباح. قد لا يكون هذا المكان فاخراً بدرجة الخمس نجوم، لكنه نظيف وواسع، ويضم مقهى، ومطعماً، وإطلالات على الحديقة الخارجية، ومناطق هادئة مع شلالات صغيرة. ويوفر المجمع حمامات السباحة والساونا وأحواض الجاكوزي الساخنة. ويقدم المنتجع الصحي خدمات التقشير والتدليك، لكن تأكد من حجز الخدمات مقدماً. تبلغ رسوم الدخول لمدة تصل إلى 3 ساعات 28 يورو، وتكلفة الساونا 12 يورو إضافية. كما تبلغ تكلفة إيجار المنشفة 6 يورو.

أماكن تناول الطعام

رايز: صالة موسيقية وبار حيث يشغل منسقو الأغاني الموسيقى الإلكترونية التجريبية.

فينستر 99: بار شعبي ومتواضع مع أجواء ودية، يستضيف الحفلات الموسيقية ويتميز بسياسة الدفع حسب الرغبة.

أوفرل: مخبز بتصميم بسيط، يقدم مجموعة واسعة من الخبز، وقائمة إفطار طوال اليوم في اثنين من فروعه.

مونتي أوفيليو: بار ومقهى يأخذ ثقافة «الأبيريتيفو» الإيطالية على محمل الجد، مع الجبن واللحوم المستوردة من إيطاليا.

مقهى روديغرهوف: تأسس عام 1902، ويوفر تجربة المقهى الفييني النموذجي، مع إفطار بسيط والقهوة النمساوية.

أماكن الإقامة

روزوود فيينا: فندق فاخر في مبنى من عصر النهضة الكلاسيكية الجديدة، تم تجديده من القرن التاسع عشر، حيث تم ترميم الغرف بشكل بديع مع إشارات تصميمية إلى التاريخ الفييني. يوفر البار في الطابق العلوي إطلالات رائعة على المركز التاريخي.

فندق إنديغو فيينا - ناشماركت: فندق أنيق ومريح من فئة 4 نجوم، يقع على مسافة قصيرة بالمترو من الدائرة الأولى، ويمكن الوصول منه إلى المتاجر والبارات والمطاعم في أحياء المدينة العصرية سيراً على الأقدام.

* خدمة «نيويورك تايمز»