السياحة المصرية... نموٌ متواصل

تستهدف الوصول إلى 1.7 % من إجمالي النشاط العالمي بحلول 2028

منطقة الأهرامات وُجهة الوافدين إلى مصر (وزارة السياحة والآثار)
منطقة الأهرامات وُجهة الوافدين إلى مصر (وزارة السياحة والآثار)
TT

السياحة المصرية... نموٌ متواصل

منطقة الأهرامات وُجهة الوافدين إلى مصر (وزارة السياحة والآثار)
منطقة الأهرامات وُجهة الوافدين إلى مصر (وزارة السياحة والآثار)

سجّلت مصر نمواً في حركة السياحة مع بداية العام الحالي، إذ ذكرت وزارة السياحة والآثار أنّ الأيام الأولى من يناير (كانون الثاني) الماضي، شهدت نمواً يزيد بنسبة 9 في المائة في أعداد السياح الوافدين، عن مثيلتها في 2023.

في هذا السياق، أشار وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، خلال اجتماع مع عدد من المستثمرين الدوليين، وبعض مسؤولي صناديق الاستثمار من دول عدّة، إلى وصول نصيب مصر من حركة السياحة العالمية عام 2023 إلى 1.2 في المائة؛ الأمر الذي يشكل نمواً بنسبة 33 في المائة، مقارنةً بعام 2019. وأوضح أنّ مصر تستهدف الوصول بنصيبها من حركة السياحة العالمية إلى ما بين 1.6 في المائة و1.7 في المائة عام 2028، الأمر الذي يؤهّلها لتحقيق الهدف، وهو استقبال 30 مليون سائح في العام.

من جهته، عدَّ رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر (جنوب مصر) ثروت عجمي، أنّ «أعداد بداية العام مبشّرة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أمكن مصر أن تحقّق معدلات طفرة سياحية مع بداية العام الجديد، لكنّ الحرب على غزة أثّرت سلباً في حركة السياحة الوافدة إليها، ونأمل استقرار المنطقة لتزداد الأعداد، وتتحقّق المعدلات المتوقَّعة»، لافتاً إلى أنّ «الوزارة تتّخذ إجراءات مهمة في إطار تنمية الحركة السياحية، وتضع خطة جيدة، لكن الظروف المحيطة بمصر، وما يحدث في العالم، قد يؤخران تحقيق الهدف».

اجتماع الوزير المصري مع المستثمرين الدوليين (وزارة السياحة والآثار)

وذكر وزير السياحة والآثار أنّ الربع الأخير من عام 2023 حقّق رقماً قياسياً في أعداد السياح، بعدد 3.6 مليون سائح خلال تلك الفترة، مما يُعدّ ثاني أعلى معدل لهذه الفترة في تاريخ السياحة بمصر بعد عام 2010، الذي شكّل الذروة السياحية، مشيراً إلى اتّخاذ إجراءات، منها برامج تحفيزية لشركات الطيران، وحوافز للاستثمار الفندقي الجديد، وتسهيلات في تأشيرات الدخول، بالإضافة إلى المنتج السياحي الإقليمي العربي.

ولفت الوزير إلى «حرص السياح على الاستمتاع بتجربة واحدة على الأقل لمنتج السياحة الثقافية، الذي يُعدّ من أهم المزايا التنافسية التي يتمتّع بها المقصد السياحي المصري».

هنا؛ أعرب رئيس شركات السياحة بالأقصر عن الرغبة في تحقيق الهدف بأسرع وقت، لافتاً إلى «ضرورة اتّخاذ إجراءات لتنمية السياحة، منها تطوير المراكب العائمة الخارجة من الخدمة، وتطوير الفنادق لاستقبال العدد المنشود، وكذلك يجب توفير (أوتوبيسات)، والانتهاء من بناء الفنادق الجديدة، والانتهاء من تعبيد الطرق المؤدّية إلى الأماكن السياحية».

الأماكن الأثرية والمقاصد الثقافية من عوامل الجذب (وزارة السياحة والآثار)

واستقبلت مصر 14.906 مليون سائح خلال العام الماضي. ويُعدّ قطاع السياحة من الركائز الاقتصادية فيها، إذ ذكرت بيانات رسمية أنّ إيراداتها ارتفعت في العام المالي 2022 – 2023 لتصل إلى 13.6 مليار دولار، وهو ارتفاع بنسبة 26.8 في المائة على أساس سنوي.


مقالات ذات صلة

«#ماما_سوزان» يدفع قرينة مبارك لتصدر «الترند» المصري

شمال افريقيا سوزان مبارك (أرشيفية)

«#ماما_سوزان» يدفع قرينة مبارك لتصدر «الترند» المصري

تصدرت سوزان مبارك، قرينة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، «الترند» المصري، الجمعة.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا متظاهرون مصريون في ميدان التحرير بوسط القاهرة عام 2011 (أرشيفية - رويترز)

«25 يناير»... لماذا أصبح تاريخاً ملتبساً في مصر؟

يُشكل تاريخ «25 يناير (كانون ثاني)» في مصر، ذكرى تنطوي على قدر من التباين والالتباس، بفضل التفسيرات «المتضاربة» التي يجسدها هذا التاريخ.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا «اتفاق الشراكة الاستراتيجية» بين مصر والصومال يقضي بإجراء مشاورات سياسية سنوية (الرئاسة المصرية)

مصر والصومال... «شراكة استراتيجية» ولا رغبة في تهديد أحد

وقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، إعلاناً سياسياً مشتركاً يقضي برفع مستوى العلاقات بين القاهرة ومقديشو إلى مستوى «الشراكة».

أحمد إمبابي (القاهرة )
رياضة عالمية عمر مرموش بالقميص الأزرق حتى يونيو 2029 (مانشستر سيتي)

احتفاء مصري واسع بانضمام عمر مرموش لـ«مانشستر سيتي»

وقّع مرموش على عقد مدته 4 أعوام ونصف عام مع «مانشستر سيتي»، تمتدّ حتى يونيو (حزيران) 2029، بعدما انتقل إليه في صفقة يُعتقد أنّ قيمتها وصلت إلى 70 مليون يورو.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا السيسي أعلى محور الفريق كمال عامر بمحافظة الجيزة يتابع الإنشاءات (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

التنقل في القاهرة صار أسهل وأسرع… لكن تكلفته مرهقة

شهدت مصر، على مدار العقد الماضي، مشروعات ضخمة في النقل زادت السيولة المرورية، من خلال توسعة طرق وكبارٍ قائمة وتدشين أخرى بالتوازي مع مد شبكة مترو الأنفاق.

رحاب عليوة (القاهرة)

«التخييم» وجهة شتوية لسكان الرياض تجمع بين الترفيه والتراث

المخيم الشتوي أضحى عادة سنوية ينشط لها سكان الرياض مع حلول فصل الشتاء (واس)
المخيم الشتوي أضحى عادة سنوية ينشط لها سكان الرياض مع حلول فصل الشتاء (واس)
TT

«التخييم» وجهة شتوية لسكان الرياض تجمع بين الترفيه والتراث

المخيم الشتوي أضحى عادة سنوية ينشط لها سكان الرياض مع حلول فصل الشتاء (واس)
المخيم الشتوي أضحى عادة سنوية ينشط لها سكان الرياض مع حلول فصل الشتاء (واس)

تشهد العاصمة السعودية الرياض، ومعظم المناطق الوسطى من البلاد، مناخاً شتوياً ساحراً، مع تسجيل الحرارة درجات متدنية، وهبوب موجات برد تداعب الأجواء، التي تشجع الكثير من سكان المدينة للمكوث في كنف «البر» والاستمتاع بالهدوء والسكينة بعيداً عن ضجيج وصخب المدينة.

ويقطع الراغبون في التخييم مسافات تزيد عن مائة كيلومتر بقليل عن مركز المدينة، للحصول على موقع ملائم في فضاء الصحراء التي تحيط بالعاصمة، والبدء في تجهيزات المكوث طويلاً أو لفترات قصيرة من الوقت في سياحة شتوية تجمع ما بين التراث والترفيه.

تحضر الأزياء التقليدية التي اعتاد الأهالي على ارتدائها مثل الملابس الشتوية والمعاطف الدافئة (واس)

وفي المخيم الشتوي، الذي أضحى عادة سنوية ينشط لها سكان الرياض مع حلول فصل الشتاء، تزخر تفاصيل التخييم بجوانب من تراث المجتمع، حيث تحضر الأزياء التقليدية التي اعتاد الأهالي على ارتدائها، مثل ملابسهم الشتوية الداكنة وأغطيتهم ومفارشهم ومعاطفهم الدافئة المعروفة باسم «الفري» أو «الفروات»، وتحضر الوجبات التقليدية التي تبث الدفء في الجسم، مثل الجريش والمرقوق والمطازيز (المعدة من القمح)، بالإضافة إلى أطباق من «الحلو الشتوي» مثل أطباق الحنيني والفريك والمحلى، المعدّة من القمح أيضاً، وأكواب من الزنجبيل والحليب الساخن بوصفهما مشروبين مفضّلين في الشتاء.

الانقطاع إلى الطبيعة

تحدث فهد المنصور إلى «الشرق الأوسط» عند تجاربه في التخييم، وقد اعتاد على هذه السياحة الشتوية منذ نحو عشرين عاماً، لم ينقطع خلالها عن قضاء معظم أوقات فصل الشتاء خارج المدينة، وأصبح يتنافس مع ذويه في اختيار المكان الأفضل لنصب الخيام وإيقاد مواسم الشتاء.

ساعات من الخلوة في الطبيعة لقضاء الوقت بين الترفيه والتراث (واس)

انتقلت هذه العادة للمنصور من والده، الذي كان يفضلها على سواها، يقول: «كنت مرافقاً لوالدي عندما كان يتجهز باهتمام لموسم الشتاء، ويعدّ كل ما يلزمه لقضاء الوقت في البر، حيث ينقطع إلى هذه اللحظة الأثيرة إلى نفسه، لقد جمعتنا الكثير من الذكريات في هذا الفضاء الطبيعي والساحر، كنا كعائلة نجتمع باستمرار تحت سقف المخيم المعدّ بعناية للاستمتاع بفصل الشتاء، والآن ترك لدي والدي هذه العادة التي لم أنقطع عنها منذ سنوات، وما زال أبي يرافقني إلى مخيمي الخاص بين وقت وآخر».

ولاكتمال مشهد التخييم على صفته التقليدية، يقول المنصور إن الغالبية لا يصطحبون أجهزة التدفئة الحديثة، ويستمتعون باستخدام الحطب المستورد في المواقد التي تنشر الدفء في المكان، ويستخدمونه وسيلة لإعداد ولائم العشاء، وأباريق القهوة والشاي عليها والتحلق حولها والاستغراق في الأحاديث الودّية بين أفراد المخيم.

وعن التجهيزات اللازمة لقضاء موسم تخييم شتوي ناجح، يقول موسى العمري إن التخييم الناجح يعتمد على الاستعداد الجيد، مشيراً إلى أن الكثير من ذوي الخبرة يتحضرون لموسم الشتاء قبل حلوله بوقت كافٍ، من خلال النزول إلى الأسواق الشعبية واقتناء أحدث ما تقدمه من تجهيزات تساعد على قضاء وقت ممتع في حضن الطبيعة.

تزخر تفاصيل التخييم بجوانب من تراث المجتمع (واس)

ويختلف معه في ذلك فهد المنصور، ويقول إن «التخييم»، لا سيما في وقت الشتاء ليس أكثر من «سقف يقيك، ونار تدفيك» وإن المبالغة في التجهيزات قد تفسد متعة قضاء الوقت بعيداً عن الأجهزة والآلات التي تنوب عن الإنسان في بذل جهد يغيّر روتينه المديني، يضيف: «للجميع حق الاختيار، هناك من يقطع مسافات طويلة تستلزم أن يستعد الإنسان جيداً لمواجهة كل الطوارئ المحتملة، لكن المبالغات تفسد شعور الانقطاع إلى هذا الفضاء الطبيعي والاتصال العفوي مع المكان، الذي يعود بعده الإنسان بروح نشطة وذهن صافٍ ومتقد».

التخييم يعزز نشاط الأسواق

مع دخول موجات البرد التي تشهدها معظم مناطق السعودية، وتسجيل مستويات متدنية لدرجات الحرارة، زاد إقبال الأهالي على أجهزة التدفئة بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى الملابس الشتوية مثل المشالح و«الفروة» التي تعد من الملابس التقليدية التي يستعين بها العديد من أهل هذه المناطق على مواجهة برودة الشتاء.

وتعد «الفروة» من الملابس الشتوية التقليدية التي يزيد الإقبال عليها وقت الشتاء، وهي شبيهة بالبشت (المشلح) من ناحية الشكل والحجم، وتختلف في كونها مبطنة بوبر أو صوف، وهناك عدد من الدول التي يستورد منها الفرو الصناعي، وتشمل الأنواع الموجودة في السوق السعودية الفروة الطليانية والطفيلية وفروة الراعي وغيرها.

أكواب الزنجبيل والحليب الساخن مشروبين مفضّلين في الشتاء (واس)

ومن أنشطة التسوق التي تبرز خلال الشتاء، المحلات المتخصصة في تجهيزات التخييم الشتوي، حيث تبدأ تلك المحال توفير ما يلزم لتجهيز مخيم شتوي متكامل، من الأدوات والأجهزة والترتيبات التي تضمن قضاء أفراد المخيم أوقاتاً ممتعة.

ويقول أجواد علي، الذي يستقبل زبائنه في أحد أركان سوق المعيقلية المعروف في الرياض، أن موسم الشتاء هو موسم مخصص لبعض أنواع البضاعة التي يزيد عليها الإقبال خلاله.

ويضيف: «هذا ينطبق على احتياجات الأفراد والمجموعات، حيث يتوجه المتسوقون إلى المحلات التي توفر قطع الملابس الدافئة، أو محلات لوازم الرحلات والتخييم، ومحلات تعديل السيارات التي تتولى مهمة تجهيزها بكل ما يلزم لقطع مسافات داخل البرّ، فيما تتنافس المحلات على توفير البضائع الملائمة لهذا الموسم الحيوي والسياحة الشتوية الواعدة».