«سباق المقاهي» يعود إلى باريس بعد غياب 13 عاماً

من سباق سابق في باريس (ويكيبيديا)
من سباق سابق في باريس (ويكيبيديا)
TT

«سباق المقاهي» يعود إلى باريس بعد غياب 13 عاماً

من سباق سابق في باريس (ويكيبيديا)
من سباق سابق في باريس (ويكيبيديا)

يعود «سباق الندل» الذي أصبحت تسميته «سباق المقاهي»، وهو حدث رأى النور قبل أكثر من قرن في شوارع باريس، إلى العاصمة الفرنسية في 24 مارس (آذار)، بعد غياب 13 عاماً، وقبل أربعة أشهر من انطلاق الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية الصيف المقبل.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال المساعد المسؤول عن شؤون التجارة نيكولا بونيه أولالدغ عن السباق إنه سيتعين على الندل والنادلات، من المبتدئين والأكثر خبرة، والذين لديهم مهلة حتى 20 مارس للتسجيل، أن يحملوا على صينيتهم، بالإضافة إلى مخبوزات الكرواسون، «قهوة وكوب ماء يتعين عدم سكبهما أرضاً»، وسيُمنعون من الجري.

وسيرتدي المشاركون جميعاً «قمصاناً بيضاء وسراويل سوداء ومئزرا سيتم توفيره لهم».

وذكّر بونيه أولالدغ بالدور التاريخي لهذا السباق الشعبي الذي يقول إنه انطلق عام 1914 في باريس؛ «لتسليط الضوء على الخدمة المقدّمة على الطريقة الفرنسية، وطريقة العيش الباريسية».

قال دان ليرت، المساعد المسؤول عن التحول البيئي ورئيس هيئة مياه باريس، وهي السلطة البلدية التي تتولى تنظيم السباق بميزانية تناهز 100 ألف يورو: «هي ولادة جديدة لسباق أسطوري».

وقد توقف تنظيم الحدث منذ عام 2011 لعدم وجود راع.


مقالات ذات صلة

الجزائر تطلب من فرنسا «تحسين ظروف» رعاياها المهاجرين

شمال افريقيا وفد الداخلية الجزائري المشارك في أشغال اجتماع وزراء «مجموعة الـ7» (الداخلية الجزائرية)

الجزائر تطلب من فرنسا «تحسين ظروف» رعاياها المهاجرين

ناشدت الجزائر السلطات الفرنسية «الاعتناء» بملايين المهاجرين الجزائريين، على أساس أنهم يعانون «التمييز والإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية».

رياضة عالمية لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان (رويترز)

لويس إنريكي يدافع عن قراره باستبعاد ديمبلي

قال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، إنه لم يتردد في استبعاد عثمان ديمبلي لأسباب انضباطية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية عثمان ديمبيلي عاد لتدريبات باريس سان جيرمان (أ.ب)

عودة ديمبيلي إلى تدريبات باريس سان جيرمان

عاد المهاجم الدولي عثمان ديمبيلي الذي استبعده باريس سان جيرمان الفرنسي عن صفوفه لأسباب انضباطية، إلى التمارين الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لاعبو مرسيليا عازمون على تعويض خسارة الجولة السابقة والعودة لسباق القمة (ا ف ب)

مرسيليا لاستعادة التوازن على حساب أنجيه ولقاء فرق الصدارة الفرنسية

تبدو الفرصة مواتية أمام مرسيليا لاستعادة التوازن واللحاق بباريس سان جيرمان وموناكو إلى الصدارة مؤقتاً عندما يستضيف أنجيه، صاحب المركز الأخير، اليوم، في افتتاح.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «تعدُّد السياقات» تحية للسوريالية في مركز «بومبيدو» (موقع المعرض)

«صباح الخير أيتها السوريالية» بعد 100 عام على بياناتها الأولى

معرض جريء في تكوين فريد يستعرض 45 عاماً من تاريخ الفنّ، من عام 1924 إلى عام 1969. يقف الزائر فيه أمام أعمال شهيرة لبيكاسو ودالي وميرو، والعشرات الذين غابوا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)
مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)
TT

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)
مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس مُسلِّمة لليل رسم المشهد الجمالي. إنه «الروف توب»، وهو يتجاوز كونه طاولة لجَمْعة، أو احتساء مشروب، أو تناول لقمة، فيتيح حَبْك علاقة مع الفضاء الأوسع، وفكرة المدينة، والهواء المتسلِّل إلى الروح فيُسعدها.

يعلم قاصدو السطوح بأنّ شيئاً آخر غير النكهة واللمَّة سيجمع. المكان هو المتعة الأولى. لأنه مُطلّ، ومُنطلق. لا تحدّه جدران ولا يأسره المشهد الواحد. الآتون إلى «Clap» مثلاً يتطلّعون إلى احتضان بيروت بنظرة. هذا المطعم الأنيق الواقع في الطبقة الثامنة من مبنى جريدة «النهار» في وسط المدينة، لا يقدّم تجربة طعام راقية فحسب، بل لحظة فاخرة تتوهَّج بإمكان الإحاطة بالمشهد البيروتي واكتمال الإطلالة على ما مرَّت به.

غروب الشمس في بيروت موعد يومي يحتفل به اللبنانيون (شاترستوك)

على مسافة من «ساحة الشهداء» التاريخية، تصطفّ الطاولات وسط إضاءة هادئة تُرخي المزاج. التصميم الداخلي أنيق، وإنما مَن يقصدونه يشاؤون اختبار المساحة الخارجية. منها، تبدو المدينة في متناول اليد، كأنها حقاً للجميع، ومتاحة لغزل عشاقها.

أجواء «Clap Beirut» وطعامه، وضعاه في المركز 47 بين أفضل 50 مطعماً في العالم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2022. الكوكتيلات أيضاً تتضاعف لذّتها وهي تُرتَشف على وَقْع صمود بيروت وتغلّبها الأسطوري على المحن.

مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

وسبق أن شغل الطبقةَ الثامنة من مبنى «النهار» عنوانٌ آخر للمكان المنشرح، هو «Iris»، لينتقل عام 2018 إلى سطح جناح «سي سايد» في الواجهة البحرية لبيروت. مساحة تمنح زائرها إحساساً بالحرّية. وإن قلَّ ارتفاعه عمّا كان عليه سابقاً، لا يزال جارَ البحر، لا يبخل بمدّ العين بمنظر مُشتهى للمدينة وليلها.

هذه المساحات الحرّة، مميّزة بترّاسها الشاسع لإتاحة الإشراف على كل ما لا يظهر دون الارتفاعات وفَضْلها. أرائك كبيرة وأخرى أصغر قليلاً، تتكئ على الكراسي، فتمنح الجالس وضعية مريحة. الآتون قبل مغيب الشمس، يستدركون معنى الدقائق الجميلة الفاصلة بين الضوء والعتمة. الأمكنة المرتفعة، تجعل مشهد الغروب مُنتَظراً ومقصوداً، فتنطبع صورته في البال ويُحفَظ على الهواتف لهواة الفيديو والصورة. يحدُث ذلك وسط جوّ شبابي نابض وطاقة مفعَمة مُعزَّزة بحضور طاغٍ للموسيقى وحماساتها. الكوكتيلات والأطباق العالمية، بينما الشمس تغيب والليل يتسلّل على مهل، قبل اقتحام الأمسية، هما مزيج اللحظة التي تُحسَب والتذوّق الذي يجعل الطَعم يُعلِّم.

الآتون إلى «الروف توب» يشاؤون احتضان بيروت بنظرة (حساب «SPINE» في «فيسبوك»)

مُرتَفع آخر ينبض بالحياة ويشير إلى خصوصية التجربة العصرية. في «SPINE» بشمال وسط بيروت، تتراءى المدينة على ارتفاع شاهق. فالمكان يقع في الطبقة الـ12 من «G1 تاور». ديكوره المُصمَّم على أشكال مربّعات ومستطيلات، يُرخي شعوراً بالفضاء المُجرَّد والحدود العصيّة على الإمساك بها. هذه لمسة «وهم» تتيحها الأضواء والتلاعُب بالظلّ، ما يمنح المكان طابعه الخاص.

لحظة فاخرة تتوهَّج بإمكان الإحاطة بالمشهد البيروتي (حساب «Clap» في «فيسبوك»)

حيازته جائزة التصميم مرات، وتحلّيه بإمكان رؤية أفق بيروت وبحرها بزاوية 360 درجة، يؤكد استثنائية التجربة البصرية. الإضاءة روح المكان وعصاه السحرية، بها يكسب التحدّي. وهي تتواطأ مع قائمة الطعام وأصناف الكوكتيلات لجَعْل الأناقة، هي الأخرى، وجبة رئيسية.

يتقدَّم الليل، لتتداخل مئات الألوان بالأنغام المُبهجة، وتعلو الأيدي المُصفِّقة، ويتمايل الراقصون على إيقاعات «الدي جاي» المتصاعدة كأنّ الفضاء كلّه لها.

وبجوار البحر؛ على مسافة قريبة من منارة بيروت الشهيرة، وبجانب كورنيش عين المريسة المزدحم، يرتفع «C-Lounge» ليتيح مشاهدة الغروب عن قُرب. هنا أيضاً تتداخل الموسيقى مع مكوّنات المائدة من طعام وشراب، لتشكِّل، مع جمال الإطلالة البانورامية على الأبيض المتوسّط، ثلاثية تريح الروح وتهدّئ ما تعكّره الأيام الصعبة.

«الروف توب» يتيح حَبْك علاقة مع فكرة المدينة (حساب «Clap» في «فيسبوك»)

على الطبقة السادسة من فندق «باي فيو هوتيل بيروت»، يقع تراس يشرف على مدينة لا تستريح. تبدو الأمواج كأنها تُفشي أسرار مَن لجأوا إليها وهم حزانى، فتُخبر عن كسر الخاطر، والأحضان التي بردت؛ وتحمل أخبار مَن عبروا الأفق وهي ترسو على رمال الشاطئ.

الغروب هو الوقت المفضَّل لزيارة هذه الأماكن. يبدو قرص الشمس متوهّجاً، وهو يفارق هذا الجزء من الأرض، لينتشل مَن هم في الطرف الآخر من سبات الليل. في بيروت أماكن كثيرة أخرى تمنح أسطحتُها قاصديها فرصة للإعجاب بالمشهد. الوارد في هذه السطور بعضٌ من خيارات تتنوَّع. محبّو السطوح يفضّلونها على المُغلق. بانشراحها، وارتفاعها، تُحمّلهم أجنحة وتُشعرهم بالتحليق خارج مختلف أشكال الأقفاص.