«ديار بني هلال»... جنة الطبيعة وحكايات التاريخhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9/4781801-%C2%AB%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84%C2%BB-%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE
تبختر كيفما شئت وأنت تسير بين الحقول وعلى ضفاف النهر وعند أسفل الوادي والشلال، وتنشَّق التاريخ الذي استوطن على أكتاف «ديار بني هلال» الواقعة بين «الليث» و«أضم» جنوب غربي منطقة مكة المكرمة.
بعثر كُل تلك الصور القديمة، والتقط بما أتيح لك من أدوات، وادمج ذلك في مشهد واحد، القصة مكتوبة منذ آلاف السنين، فكل ما عليك فعله هو فقط تجميع تلك المشاهد وتحسين السيناريو الذي يبرز النقوش والبيوت العتيقة مع الطبيعة في كادر واحد، ليوثق لك هذا المشهد فيما بعد رحلة المغاوير من قديم الأزل، وبعض الحكايات لنقوش احتضنت الصخور المحفورة في بطون الجبال، لتدرك وأنت على أعتاب نهاية المونتاج لمشهدك العظيم، أن التاريخ لم يكن وحده هناك متفرداً في كل شيء، بل كانت القرية والوادي حلماً للباحثين عن الثراء.
هو الشغف المنثور في كل اتجاهات «ديار بني هلال»، الذي يقودك للماضي لتعيش معه كما تحب، وأنت تسمع قصة «سوق الجمعة» تلك السوق التي يرجع تاريخها لأكثر من 4 قرون، والتي شيدت باحترافية عالية داخل حصن كبير ومجموعة من الدور المنتظمة تدل على مهارة الإنسان في تلك الحقب رغم افتقاد الكثير من الأدوات المتاحة في هذا العصر، هو الشغف وأنت تمتع ناظريك بكثير من الرسومات والنقوش والرموز والكتابات على الصخور التابعة لأمم نقشت تاريخها واستوطنت في جبل عفف وقرية الكفو.
تقول الروايات وما ينطق عنه كبار وأعيان «الديار» إن سوق الجمعة كانت لها أغراض متعددة ففيها يجتمع الناس من قبائل بني هلال، والقبائل المجاورة وعابرو السبيل والتجار من مختلف المناطق، إذ كانت السوق تتمتع بنشاطات تجارية مختلفة استقطبت كل تلك الشرائح، ومن ذلك البيع والشراء للمواشي والمواد الغذائية من «الدخن، والذرة، والسمن، والعسل»، إضافة إلى قطاع الصناعة، حيث كانت تشتهر المنطقة بصناعة «الحلي، وأدوات الحرث، والسقاية، وتصنيع الملابس».
وبخلاف ما كانت تتمتع به السوق من تنوع، كانت مقر اجتماع القبيلة للتشاور في الأمور كافة، خاصة تلك التي تحتاج إلى الاتفاق عليه، وميزة السوق أنها تعدُّ محطة مهمة لحل الخصومات، إذ كانت تحتضن اجتماعات مخصصة للصلح بين المتنازعين من قبائل بني هلال والقبائل المجاورة، كما عرف عن السوق أنها ملاذ الباحثين عن الأمان وأولئك الذين يعتريهم الخوف، فتوفر السوق لهم مكاناً آمناً، ومن ثم إيجاد ما يتوافق من الحلول المناسبة لأخذ الحق له إن كان من المستضعفين.
من الزيارات المهمة في المنطقة، البيوت القديمة، ومقاري النحل، والتعرف على كيفية تمكن قاطني هذه الديار من عمليات البناء على هذا النحو الفريد، والتعامل مع كافة العوامل الجغرافية والمناخية، التي مكنتهم من تفادي سريان الوديان ببناء كثير من البيوت على مرتفعات صغيرة بزوايا مختلفة لكل بيت، مع استخدام أحجار ذات مقاسات محددة وجودة عالية قادرة على تحمل هذه الظروف.
وما يميز المواقع التاريخية والآثار في «ديار بني هلال» أنها في قلب الطبيعة عند وادي «مراج»، الذي يعد من أجمل المناطق السياحية للمتنزهين لكثرة المياه وجمال الطبيعة التي يمتاز بها، إلى جبال «عفف»، الذي يضم المواقع السياحية البكر والعديد من المباني التراثية التي تحكي سيرة الإنسان في حقب زمنية مختلفة، كما أن المنطقة تمتاز ببرودة الجو ونقاوته، وجمال الطبيعة وإنتاج بعض الفواكه الصيفية، مما يجعلها هدفاً ومزاراً حقيقياً في قادم الأيام للباحثين عن الجمال والهدوء.
هذا التاريخ وما فيه من حكايات وجولات، كان لا بد أن يكون شيئاً منه تحت سقف واحد يحكي سير الأقوام الفائتة، وهو ما ذهب إليه الشيخ حامد بن عدوان الهلالي، الذي عمد إنشاء متحف يحتضن كل أدوات التراث للإنسان القديم من «الأسلحة، ومعدات الحرث والزراعة، والحلي والملابس»، في خطوة للتعريف بتاريخ المنطقة على مدار قرون مضت وكيف عاشت في قلب التاريخ.
كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.
تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة؛ وذلك لأن لكل مدينة وقطاع في إيطاليا نكهتها الخاصة. لروما ألقها، فيها تشتم رائحة التاريخ قبل رائحة البيتزا، وفي مناطق الشمال تختلف المناظر ويختلف المطبخ، وفي صقلية تشعر وكأنك في بلد عربي وتتذوق نكهة الشرق في أطباقها... ولائحة الفوارق تطول.
رحلتنا الأخيرة إلى إيطاليا هذه المرة بدأت من جنوا (Genova) التي تعدّ واحدة من أهم المدن الإيطالية تاريخياً وثقافياً، وتقع إلى شمال غربي إيطاليا على الساحل الليغوري؛ فهي مهد كريستوفر كولومبوس وموطنه بحيث يعتقد بأن المستكشف الشهير وُلد فيها أو بالقرب منها، وهذا الأمر يعطي هذه المدينة مكانة بارزة في تاريخ الاستكشاف.
ومن جنوا وعلى بعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة وصلنا إلى منطقة نيرفي Nervi، حيث حططنا رحالنا لتكون هذه المنطقة نقطة اكتشاف أهم الوجهات السياحية القريبة وعلى رأسها منطقتا «سانتا مارغاريتا» ومرفأ «بورتو فينو» و«جنوا» و«كامولي».
أما عنوان الإقامة، فكان في أجدد فندق من فئة بوتيك وتكلله 5 نجوم، يستمد من الريفييرا الإيطالية اسمه ومن الذوق الإيطالي تصميمه، اخترنا «كابيتولو ريفييرا» Capitolo Riviera؛ لأنه عنوان إيطالي بامتياز ويتمتع بموقع مميز مباشرة على البحر وعلى بعد دقيقة مشي فقط من محطة القطار التي تساعدك على التنقل في جميع أرجاء ليغوريا براحة وسرعة تامة.
كابيتولو ريفييرا هو ثمرة جهد دام لأكثر من أربع سنوات لترميم وتغيير ملامح المبنى الذي كان في الماضي فندقاً أيضاً، لكن المالكين الجدد للمشروع من بينهم الرئيس التنفيذي باولو دوراغروسا وزوجته اللبنانية سابين غنطوس غيَّروا معالمه بشكل تام ليكون عنواناً راقياً ومميزاً في قطاع ليغوريا، لدرجة أن كل من زاره علق بأنه عنوان لا يوجد له منافس في تلك المنطقة نسبة للمفردات الإيطالية الراقية فيه المتمثلة بالديكور الإيطالي التي تعبق منه رائحة الجلد الطبيعي والأثاث المصمم خصيصاً للفندق من ماركة (تاكيني) و«ترو ديزاين» و«كاسينا» والبهو المفتوح والعصري والحديقة الخارجية وبركة السباحة التي تطل على المركز الصحي الذي تم حفره تحت الأرض بشكل يتناغم مع باقي أرجاء الفندق المؤلف من 37 غرفة.
عندما تصل إلى المدخل يستقبلك فريق العمل بزي موحد وبتصميم جميل يتناغم مع ألوان اللوبي المميز بجدرانه وأسقفه الخرسانية والتي تركها مصمم الديكور مكشوفة ومن دون طلاء لتعطي نوعاً من الحداثة وتبث روحاً يانعة في المكان. الموظفون يتقنون لغات عدة بما فيها العربية ليكون التواصل أسهل بالنسبة للزوار من منطقة الشرق الأوسط.
اختيار هذا الفندق يناسب السياح الذين ينوون السفر من منطقة إلى أخرى في إيطاليا لأنه يقع في وسط مناطق سياحية عدّة قريبة يسهل الوصول إليها عن طريق السيارة أو القطار.
وتقول سابين غنطوس إن الصعوبة كانت في بذل جهد كبير لخلق مشروع أنيق وبالوقت نفسه صديق للبيئة؛ ولهذا لا يوجد أي أثر للبلاستيك في الفندق وتم التركيز على خلق واحة خضراء تبدأ من بهو الفندق الرئيسي لتكون مرآة للمساحة الخارجية المليئة بالخضرة والأشجار، وأضافت غنطوس بأن المصاعب التي واجهتها مع زوجها باولو منذ بداية المشروع إلى جانب مستثمرين هو الحفاظ على هوية وكيان المبنى مع القيام بتوسيعه وحفر طابق إضافي تحت الأرض تم تحويله مركزاً صحياً وسبا وغرفاً للعلاجات مع مخرج مباشر إلى الحدائق وبركة السباحة.
ويضم الفندق أيضاً مطعماً مميزاً يطلق عليه اسم «بوتانيكو» Botanico يشرف عليه الشيف الإيطالي جيوفاني أستولفوني ويقدم فيه الغداء والعشاء، وأطباقه إيطالية تقليدية مع لمسة عصرية جداً، الأمر واضح من طريقة التقديم والوصفات التي يشدد فيها الشيف على الألوان، فلا تفوت على معدتك فرصة تذوق الريزتو مع البيستو الأشهر في جنوا المزين بالزهور القابلة للأكل التي تزرع في حديقة الفندق.
الغرف تختلف فيما بينها من حيث الديكور والحجم، لكنها كلها تحمل نفس توقيع شركة تصميم الأثاث الإيطالية وتتمتع بشرفات تطل على الحديقة وبركة السباحة التي تصدح في أرجائها أنغام الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية لتعطي المكان رونقاً جميلاً يلفّ بظلال شجرة وارفة تتمركز في الوسط وتدور حولها حركة الضيوف والأثاث الخارجي.
أجمل ما يمكن أن تقوم به هو المشي بين ثنايا ممرات الشاطئ «باسيجياتا دي نيرفي» الممتدة على طول الساحل، حيث تستطيع الاستمتاع بإطلالات رائعة على البحر المتوسط، وفي نهاية هذا الممشى تصل إلى مرفأ نيرفي الصغير، القريب من المحال الصغيرة التي تبيع الأجبان محلية الصنع والبوتيكات المتخصصة ببيع الألبسة الإكسسوارات الإيطالية.
ماذا تزور في نيرفي؟. حدائق نيرفي (Parchi di Nervi) تحتوي على مجموعة من الحدائق الجميلة التي تطل على البحر، مثل حديقة نيرفي (Giardino di Nervi) وحديقة سونيرمو.
. فيلا دوريا بوندام (Villa Doria Pamphili) قصر تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق واسعة. يمكن للزوار استكشاف المعمار الرائع والاستمتاع بالمشاهد الجميلة.
. كنيسة سانتا مارغريتا (Chiesa di Santa Margherita) كنيسة تاريخية جميلة تقع في قلب نيرفي. تتميز بتصميمها المعماري الفريد وتفاصيلها الجميلة.
. حديقة ميوسي (Parco della Musica) تقدم حفلات موسيقية ومناسبات ثقافية، وهي مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.
ماذا تزور في جنوا؟
. تقع جنوا القديمة (Genova Vecchia) على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو القطار، يمكنك زيارة المعالم التاريخية مثل الكاتدرائية (Cattedrale di San Lorenzo) وقصر دوكال (Palazzo Ducale).تلقب بـ«لا سوبيربا» La Superba، والذي يعني «المتكبرة» أو «المهيبة»؛ وذلك بسبب تاريخها العظيم وقوتها الاقتصادية والسياسية خلال العصور الوسطى، عندما كانت جمهورية بحرية قوية تنافس مرافق بحرية أخرى مثل البندقية وبيزا.
أهم ما تشتهر به جنوا الميناء البحري، وهو واحد من أكبر وأهم المواني البحرية في إيطاليا وأوروبا. تاريخياً، لعب دوراً رئيسياً في التجارة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وما زال حتى اليوم مركزاً بحرياً مهماً.
تتميز المدينة بشوارعها الضيقة والمعروفة باسم «كاروجي» والمباني القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة. تضم المدينة الكثير من الكنائس والقصور التاريخية الفخمة، مثل قصر دوكالي وكاتدرائية سان لورينزو، وكلها مفتوحة أمام الزوار ويمكن الدخول إليها بسعر لا يتخطى العشرة يوروهات تخولك زيارة ثلاثة قصور.
أما بالنسبة للمطبخ فتشتهر جنوا بصلصة البيستو المصنوعة من الريحان الطازج والثوم والصنوبر وزيت الزيتون والجبن. وتشتهر أيضاً بخبز الفوكاشيا الرقيق المحشو بالجبل (تجدر الإشارة إلى أن طريقة أهل جنوا في تصنيع هذا الخبز تختلف عن باقي مناطق البلاد).
وتضم جنوا أيضاً الكثير من المعالم التاريخية والسياحية مثل المدينة القديمة والأكواريوم الذي يعدّ من الأكبر في أوروبا. بالإضافة إلى أسواقها الجميلة المخصصة للمشاة.
ماذا تزور في بورتو فينو؟. بورتو فينو (Portofino) تعدّ من بين أجمل الأماكن على الساحل الإيطالي، وتشتهر بالمرفأ الأشبه بخليج صغير يقصده أثرياء العالم بيخوتهم لتناول الغداء في أحد المطاعم المحاذية للماء والمطلة على المباني الملونة، ويعد مكاناً مثالياً للتنزه وتناول الطعام.
. سانتا مارغريتا ليغوريا (Santa Margherita Ligure) تقع بالقرب من بورتو فينو، وهي مكان رائع للتسوق وتناول الطعام والتمتع بالشواطئ.
«كامولي»:
بلدة صغيرة تقع في إقليم ليغوريا على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا، وتبعد نحو عشرين دقيقة من محطة القطار في نيرفي، تعدّ واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي تجذب الزوار بسبب جمالها الطبيعي ومعمارها الساحر، بالإضافة إلى ثقافتها البحرية العريقة. إليك أبرز مميزاتها:
تضم البلدة ميناءً تقليدياً صغيراً مخصصاً لقوارب الصيد واليخوت، وهو مكان مثالي للتنزه والاستمتاع بمشهد البحر والقوارب الملونة.
تشتهر كامولي بتاريخها العريق كقرية صيد، ولا يزال للصيد دور كبير في حياة السكان المحليين. يُقام في البلدة سنوياً مهرجان السمك (Sagra del Pesce)، حيث يتم قلي السمك في مقلاة ضخمة وسط الساحة.
المنازل في كامولي مطلية بألوان زاهية ومميزة، وهذه المنازل القديمة بنيت بشكل متلاصق ومتدرج على طول الساحل، وهو أسلوب يعكس الطابع التقليدي للمنطقة.
على الرغم من أن الشواطئ في كامولي صغيرة وصخرية مقارنة بالشواطئ الرملية، فإنها تظل مثالية لمحبي الغوص والسباحة بفضل مياهها الصافية.
البلدة مجهزة بعدد من الفنادق والمطاعم التي تقدم أطباقاً بحرية تقليدية، حيث يمكنك تذوق المأكولات المحلية الشهيرة مثل الباستا مع البيستو وفواكه البحر.