الهند... ثقافتها متنوعة وتناقضاتها مذهلة وصادمة

جولة على أجمل المدن التاريخية في البلاد

أغرا الجميلة (شاترستوك)
أغرا الجميلة (شاترستوك)
TT

الهند... ثقافتها متنوعة وتناقضاتها مذهلة وصادمة

أغرا الجميلة (شاترستوك)
أغرا الجميلة (شاترستوك)

​تشتهر الثقافة الهندية بتنوعاتها المذهلة وتناقضاتها الصادمة، بجانب أنها مسقط رأس ومهد بعض الثقافات والأديان الكبرى في العالم.

ويمكن معاينة الحراك الثقافي الذي لا مثيل له في البلاد، في شكل عدد لا يحصى من عناصر الجذب المتنوعة. ومع حلول الشتاء وانتهاء بطولة كأس العالم للكريكيت الرائعة للرجال، تجذب الهند زائرين من جميع أنحاء العالم، بتنوعاتها التي لا تُعد ولا تحصى من التقاليد والطقوس، والتي تنعكس على المناطق المتنوعة للتراث الثقافي الهندي.

دلهي من أجمل المدن الثقافية في الهند (شاترستوك)

إجمالاً، تضم الهند 40 موقعاً مدرجاً في قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو»، منها 32 موقعاً على صلة بالسياحة الثقافية على وجه التحديد.

وإذا كنت تبحث عن أفضل أماكن التراث الثقافي الهندي، فعليك الانطلاق في جولة عبر مجموعة من الأماكن، تعتبر شاهداً على الهندسة المعمارية المذهلة والتراث الثقافي الثري للبلاد.

المؤكد أنك ستنبهر بالتجارب المذهلة التي ستخوضها في الهند الساحرة. وفيما يلي سنبذل قصارى جهدنا لإلقاء نظرة خاطفة على بعض أماكن التراث الثقافي الهندية البارزة:

الهند متنوعة من حيث الثقافة (شاترستوك)

دلهي

تعد دلهي واحدة من المناطق القديمة البارزة، والتي استعادت جمالها الثقافي وطورته عبر التاريخ، مع تعاقب إمبراطوريات مختلفة عليها. تتمتع المدينة بجمال فوضوي متنوع. ويتمثل أحد جوانب دلهي المميزة في الهندسة المعمارية ذات الطراز القديم والممرات المتعرجة القديمة، والأسواق القديمة، والمجتمعات التقليدية. ولا تزال دلهي القديمة تحتفظ بقيمها التقليدية، في الوقت الذي تزدهر فيه نيودلهي بالتحديث. وبفضل هذا التنوع الثقافي، تحولت دلهي إلى نقطة جذب سياحية بارزة.

تبدو دلهي عاصمة الهند الجميلة بمثابة بوتقة ينصهر فيها كثير من الثقافات. وخضعت المدينة لحكم كثير من السلالات، بما في ذلك الراجبوت والخلجيون والمغول. وتنعكس تأثيرات مختلف هذه السلالات على كثير من المعالم الأثرية بالمدينة. وفي هذا الإطار، تعد بوابة الهند، والقلعة الحمراء، ومقبرة همايون، وقطب منار، من أشهر المعالم الثقافية في دلهي.

ويعود تاريخ حضارة دلهي إلى عام 50 قبل الميلاد. وتمخض التاريخ الثري للمدينة عن كثير من الفنون والحرف المثيرة للاهتمام، بما في ذلك تلك المستوحاة من الثقافات المجاورة. بوجه عام، تعد الحرفة الفنية الأكثر شهرة في دلهي، صناعة الحلي والمجوهرات. ولا تزال مجوهرات ميناكاري وكوندان تعد تذكاراً مهماً وإرثاً تتناقله الأجيال داخل كثير من العائلات.

مدينة سانشي ستوبا الأثرية (شاترستوك)

راجستان

تحظى الولاية بكثير من الأماكن المختلفة التي تحمل بداخلها عظمة التاريخ والتراث. تمتد جذور التراث الثقافي بالمدينة إلى نحو 5 آلاف عام، وتعد نموذجاً مثالياً لمزيج مثالي من التقاليد والتاريخ ونمط الحياة المعاصر. ويمكن العثور على بعض أفضل المدن الثقافية على مستوى الهند داخل هذه الولاية.

وتمتلئ راجستان بنكهات متنوعة، وروحها مفعمة بالحيوية، على نحو يندر وجوده بالعالم. ومع أنها ولاية صحراوية، فإنها غنية بالتقاليد النابضة بالحياة، والمهرجانات الكبرى، والأطعمة الشهية، والتاريخ المجيد.

وينعكس التاريخ الثقافي الثري للمدينة على الفساتين ذات الألوان النابضة بالحياة، إضافة إلى الموسيقى والرقصات الشعبية والمأكولات المحلية، وصولاً إلى مهرجانات راجستان، ما يجعل راجستان واحدة من أفضل الأماكن في الهند للاستمتاع بالتعرف على الثقافة والتراث.

مدينة خاجوراهو القديمة (شاترستوك)

ومن أبرز الأماكن على هذا الصعيد داخل راجستان، حصن عامر، وقلعة مهرانغاره، وقلعتا جايسالمر وتشيتورجاره، وجال محل، وقصر بحيرة أودايبور.

كما تشهد راجستان عقد كثير من المهرجانات والمعارض، منها مهرجان الإبل، ومهرجان مروار، ومهرجان بوشكار. كل هذا يجذب كثيراً من الزوار إلى ولاية راجستان؛ لأنه يسمح لهم بالتعرف على ثقافة الولاية النابضة بالحياة. كما يمكن للسياح تجربة بعض الأطعمة اللذيذة من المطبخ الراجستاني المشهور ببهاراته المتنوعة وحلاوة مذاقه.

أغرا الجميلة (شاترستوك)

أغرا

تشكل أغرا بجانب دلهي وراجستان، المثلث الذهبي للسياحة الثقافية في الهند.

تقع أغرا على ضفاف نهر يامونا، وتعد من بين الوجهات السياحية الشهيرة في الهند التي تستقبل حشوداً كبيرة من المسافرين كل عام، بفضل تاريخها الغني وتراثها الثقافي المتنوع.

زيارات ثقافية لا تحصى ولا تعد في الهند (شاترستوك)

ويعود تاريخ المدينة إلى العصور القديمة، وقد ورد ذكرها في ملحمة قديمة، تدعى «ماهابهاراتا»، والتي تعرف كذلك باسم «أغرافانا». وخلال فترة العصور الوسطى، كانت أغرا مدينة بارزة تتبع سلطنة دلهي، وخضعت لحكم سلالات مختلفة.

وبدأت الفترة الأكثر أهمية في تاريخ أغرا بتأسيس إمبراطورية المغول في أوائل القرن السادس عشر. وأثرت كل سلالة حاكمة على ثقافة المدينة. ويمكن رؤية انعكاسات هذه الحقبة في الهندسة المعمارية والفنون والحرف اليدوية والموسيقى والرقص، وحتى الطعام في أغرا.

وفي ظل وجود كثير من الحكام البارزين الذين حكموا المدينة، تعد أغرا موطناً لكثير من المعالم الأثرية المهمة، منها 3 معالم مدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي لـ«اليونيسكو»: تاج محل، وقلعة أغرا، وفاتحبور سيكري. ولا تكتمل الرحلة إلى أغرا دون زيارة هذه الأماكن التي ستعيدك إلى عصر ماضيها المجيد.

ماديا براديش

ينظر كثيرون إلى ماديا براديش باعتبارها قلب الهند. وهي ثرية بالتراث الهندي القديم. ويتميز كل ركن في هذه الولاية الهندية بهندسة معمارية مذهلة تستحق أن تعشقها، بدءاً من المعابد القديمة والمساجد الكبيرة وحتى القصور الرائعة والحصون المنيعة التي لا يمكن اختراقها. وهنا، سنعرض بعض الأماكن ذات الأهمية التراثية الثقافية الكبيرة.

خاجوراهو: أرض معابد كاماسوترا

جرى بناء معابد خاجوراهو منذ نحو ألف عام على يد حكام تشانديلا، وهي أحد مواقع التراث العالمي لـ«اليونيسكو» في ولاية ماديا براديش. كما جرى بناء معظم معابد خاجوراهو بين عامي 950 و1050 تحديداً على يد أسرة تشانديلا. وذكرت السجلات التاريخية أن موقع معبد خاجوراهو كان يضم 85 معبداً بحلول القرن الثاني عشر، موزعة على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً. ومع ذلك، لم ينج منها اليوم سوى نحو 25 معبداً، موزعة على مساحة 6 كيلومترات مربعة.

ومن بين أكثر السمات التي يعشقها الزور في هذه المعابد، المنحوتات ذات التفاصيل الدقيقة المنقوشة على الجدران الخارجية. وتصور التصميمات داخل مجموعة معابد خاجوراهو مراحل مختلفة من الحياة، بما في ذلك المتعة والروحانية، ومنحوتات الحوريات الراقصة، وتماثيل الحوريات اللاتي يرتدين قطعاً جميلة من الحلي حول خصورهن ومعاصمهن وأعناقهن وأذرعهن وأرجلهن.

جدير بالذكر أن المنطقة برمتها ظلت مهجورة بعد القرن الرابع عشر، وكانت غير معروفة على الإطلاق للعالم الخارجي، حتى اكتشفها ضابط شاب في الجيش البريطاني يدعى تي إس بيرت عام 1838.

بعد سقوط أسرة تشانديلا في القرن الثالث عشر، اختفت المعابد عن العالم الخارجي بسبب الغابات والشجيرات الكثيفة التي نمت حولها. وظلت هذه المعابد مخفية عن أنظار العالم حتى الخمسينات من القرن الماضي، وكان الصحافيون والمصورون الأجانب فقط هم الذين نشروا الصور للعالم. وبعد عقود قليلة فقط من استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947، جرى فتح المكان أمام الزائرين، وذلك بعد بناء مرافق كافية للنقل للوصول إلى هناك.

بهيمبيتكا: الملاجئ الصخرية القديمة

تحتضن ولاية ماديا براديش، أحد أكثر أماكن التراث الثقافي التي يجب زيارتها والأكثر شعبية في الهند.

يوجد موقع بهيمبيتكا الأثري داخل محمية راتاباني للحياة البرية المكونة من صخور الحجر الرملي، على سفوح سلسلة جبال فينديا. ويرجع تاريخ اكتشاف الموقع لعام 1957. ومع ذلك، فإن الأهمية الحقيقية لموقع بهيمبيتكا لم تتضح سوى في السبعينات، الأمر الذي تم تتويجه بإدراجها في قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي عام 2003. يحتوي موقع بهيمبيتكا على أقدم فن صخري معروف في الهند، كما أنه أحد أكبر مجمعات ما قبل التاريخ. ويعود تاريخ أقدمها إلى العصر الحجري القديم المتأخر. وتتسم اللوحات المنتمية إلى العصر الحجري الأوسط بأنها أصغر حجماً، والعصر النحاسي (أوائل العصر البرونزي)، وتعرض مفاهيم البشر الأوائل عن الزراعة.

ومن بين 750 ملجأ صخرياً، تزينت جدران 500 منها برسومات مثيرة للاهتمام، ويقدر عمر أقدمها بنحو 30 ألف عام. ومع ذلك، فإن 15 كهفاً منها فقط متاحة أمام الزائرين. وتمتاز الرسومات الموجودة في الكهوف بالتنوع الشديد في طبيعتها؛ خصوصاً بالنظر إلى أن الكهوف موجودة منذ آلاف السنين. اللافت أن الرسومات تتميز بشكل أساسي باللونين الأحمر والأبيض، مع الاستخدام العرضي للأخضر والأصفر، مع موضوعات مستوحاة من الأحداث اليومية للأشخاص الذين عاشوا في الكهوف، بما في ذلك الولادة والصيد والرقص والموسيقى وركوب الخيل والفيلة وقتال الحيوانات وجمع العسل. كما جرى تصوير حيوانات، مثل النمور والأسود والخنازير البرية والفيلة والظباء والكلاب والسحالي والتماسيح بكثرة. ويعد الشتاء أفضل موسم لزيارة بهيمبيتكا؛ حيث تتمتع المنطقة بمناخ لطيف وأجواء جميلة.

وتوفر الكهوف لمحة نادرة عن سلسلة من التطور الثقافي من البدو الرّحل الأوائل إلى المزارعين المستقرين إلى التعبيرات الروحانية. واللافت أن التقاليد الثقافية الحالية للشعوب الزراعية التي تسكن القرى المحيطة بالمنطقة تشبه تلك الممثلة في الرسومات.

سانشي ستوبا (موقع بقائمة التراث العالمي)

تحتل سانشي ستوبا مكانة فريدة بين المواقع التاريخية داخل ولاية ماديا براديش. ويعود تاريخ بناء الموقع إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

جرى تصنيف سانشي ستوبا الواقعة على قمة أحد التلال، واحدةً من بين مواقع التراث العالمي من قبل «اليونيسكو». وقد جرى إنشاؤها بأمر الإمبراطور أشوكا من سلالة موريان. وتعد المنحوتات والآثار الموجودة في الموقع مثالاً رائعاً لتطور الفن والهندسة المعمارية البوذية.

وجرى تشييد هذه القبة النصف كروية التي يزيد ارتفاعها على 50 قدماً، وقطرها أكثر من 30 متراً، تبجيلاً لـ«الإله بوذا»، وتضم كثيراً من الآثار البوذية المهمة. ومن المفترض أن تكون بمثابة تلة دفن مقدسة لبقايا «الرب بوذا» الموزعة.

هامبي الأثرية (شاترستوك)

هامبي

مدينة الأطلال هامبي من مواقع التراث العالمي لدى «اليونيسكو» في ولاية كارناتاكا بجنوب الهند. وتضم أكثر من 500 من المعالم الأثرية والمعالم السياحية، ما يجعل المدينة كلها عامل جذب سياحي. وتمتاز هامبي بتوازن نموذجي بين التاريخ والمغامرة، وهما وجهان مختلفان للسياحة. وتحوي المدينة مزارات يجب ألا يفوّتها المرء، وأشياء لا حصر لها للقيام بها. كانت هامبي عاصمة إمبراطورية فيجاياناجار، وتقع على ضفاف نهر تونغابهادرا في ولاية كارناتاكا. وتعد أنقاض القصور في هامبي والمعابد والمباني الملكية بمثابة شاهد على ثروة وعظمة أباطرة فيجاياناجار.

نالاندا (ثاني أكبر جامعة هندية قديمة)

يضم الموقع الأثري في نالاندا ماهافيهارا بقايا أثرية لمؤسسة رهبانية ومدرسية يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، واستمرت حتى القرن الثالث عشر الميلادي. تبرز نالاندا باعتبارها أقدم جامعة في شبه القارة الهندية. وشاركت الجامعة في النقل المنظم للمعرفة على مدى فترة متواصلة استمرت 800 عام.

يتضمن الموقع أبراجاً وأضرحة، إضافة إلى مبانٍ سكنية وتعليمية، وأعمال فنية مهمة من الجص والحجر والمعادن. اشتهرت جامعة نالاندا خلال العصور القديمة، وبنت لنفسها مكانة أسطورية لمساهمتها في التعليم والثقافة والحضارة.

وجرى إدراج موقع نالاندا الأثري في قائمة التراث العالمي عام 2009. وكان مخصصاً في المقام الأول للدراسات البوذية، إلى جانب التعليم في الفنون الجميلة والطب والرياضيات وعلوم الفلك والسياسة وفنون الحرب.

اليوم، يفد السياح لمشاهدة أنقاض مجمع الجامعة الذي أحرقه الغازي بختيار خلجي بحلول نهاية القرن الثاني عشر، وأحرق معه طلاباً ومعلمين وغيرهم أحياء. ويقال إن المكتبة كانت مجموعة ضخمة من الكتب، لدرجة أن النيران ظلت مشتعلة بها طيلة 6 شهور بعد إضرام النار فيها.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
TT

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

وسط مسعى السعودية لتنمية مدنها والارتقاء بمعايير جودة الحياة العصرية وتوسيع نطاق العروض السياحية، أبرم عدد من الجهات في القطاعين الخاص والحكومي اتفاقيات بارزة مؤخّراً في هذا الإطار، وشهد معرض «سيتي سكيب» العالمي في الرياض توقيع عدد من هذه الاتفاقيات.

وبهدف تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية، أعلنت «أسفار»، الشركة السعودية للاستثمار السياحي، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن توقيع مذكرة تفاهم مع «وزارة البلديات والإسكان»، ووفقاً للمسؤولين، سيوفّر هذا التعاون الاستراتيجي فرصاً ترفيهية وثقافية ورياضية جديدة في الأماكن العامة غير المستغلة، ما يسهم في نمو قطاع السياحة في البلاد.

تعزيز الثقافة المحلية والجمال الطبيعي للمناطق

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية من خلال استثمارات استراتيجية تعزز الثقافة المحلية، وتبرز الجمال الطبيعي الفريد لكل منطقة». وأضاف أن هذه المبادرات «تمثِّل خطوة مهمة في رحلتنا المستمرة نحو بناء شراكات قوية وتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة السياحة في السعودية».

جانب من التوقيع بين «وزارة البلديات والإسكان» و«أسفار» إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي. (الشرق الأوسط)

وبحسب ابن مشيط، تتطلّع «أسفار» إلى تعزيز علاقتها مع البلديات وهيئات تطوير المناطق التي تستثمر فيها لتحقيق مهمتها، كاشفاً عن التزام بـ«ترسيخ مكانة السعودية على خريطة السياحة العالمية، وأن نكون جسراً نحو نمو مستدام يحقق قيمة طويلة الأمد للمجتمعات السعودية عبر كافة مناطق السعودية وإثراء تجارب الزوار».

تحويل المساحات إلى وجهات حيوية

وعلمت «الشرق الأوسط» أن التعاون الاستراتيجي يستهدف أيضاً تحويل المساحات غير المستغلة إلى وجهات مجتمعية حيوية، ما يساعد في تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر، وذلك تماشياً مع مشروع «بهجة» المبادرة الوطنية للوزارة، بهدف تنمية المدن وتعزيز رفاهية سكانها وتجربة زوارها نحو تحقيق مفهوم جودة الحياة، كما يتناغم مع ما تلتزم به «أسفار» من تحويل المدن الواعدة إلى وجهات سياحية بارزة، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030».

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

8 مدن واعدة

ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط»، جاءت الـ8 مدن الواعدة، التي ستعمل «أسفار» على تحويلها إلى وجهات سياحية بارزة كالتالي: الأحساء، الباحة، الجوف، حائل، الخبر، ينبع، الطائف، الدمام.

وفي الإطار ذاته، أُبرمت الاثنين اتفاقية ثلاثية، جمعت أمانة المنطقة الشرقية، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وشركة «أسفار»، بحضور خالد البكر الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة في السعودية، وهدفت الاتفاقية إلى تعزيز الاستثمار السياحي في مدينة الخبر، ودعم أهداف برنامج جودة الحياة في السعودية، وتضمّنت الاتفاقية إلى جانب تعزيز الوجهات السياحية والترفيهية في المنطقة الشرقية، وتحديداً مدينة الخُبر، تطوير موقع «الكورنيش الجنوبي» ليصبح وجهة سياحية متكاملة ورائدة في القطاع السياحي للمواطنين، المقيمين والزوار على حد سواء.