الإعلان عن 3 فنادق جديدة في «ليجا» الوجهة المستدامة والأحدث بـ«نيوم»

خلال مؤتمر صحافي افتراضي على طريقة الـ«ميتافيرس»

TT

الإعلان عن 3 فنادق جديدة في «ليجا» الوجهة المستدامة والأحدث بـ«نيوم»

من المؤتمر الصحافي في عالم «الميتافيرس» (الشرق الأوسط)
من المؤتمر الصحافي في عالم «الميتافيرس» (الشرق الأوسط)

خلال مؤتمر صحافي لا يشبه سواه وفي أجواء يملأها التشويق والانتظار، أعلنت مقدمة الحفل الزميلة جوسلين إيليا التي ظهرت على شكل «أفاتار» بلباس رسمي باللون الأسود، عن افتتاح المؤتمر الصحافي الذي عقد في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) في العالم الافتراضي على طريقة الميتافيرس للإعلان عن شراكة ما بين علامة الفنادق المستدامة «هابيتاس» مع نيوم لافتتاح 3 فنادق جديدة ستقام في مدينة «ليجا» الوجهة السياحية المستدامة الأحدث في نيوم، شمال غربي المملكة العربية السعودية.

فندق «الواحة» في ليجا (الشرق الأوسط)

حضر المؤتمر الصحافي أوليفر ريبلي الرئيس التنفيذي لـ«هابيتاس» وكريس نيومان المدير التنفيذي لتطوير فنادق نيوم، وجيريمي ليستر الرئيس التنفيذي لخليج العقبة في نيوم ومريم القحطاني المتخصصة في تجربة العلامة في شعب نيوم للفنادق.

وشاركت في المؤتمر أيضا مجموعة من الصحافيين العرب والأجانب الذين طرحوا أسئلتهم على المسؤولين في عالم الميتافيرس الافتراضي، واستطاعوا التجول عن طريق تكنولوجيا العالم الافتراضي في ثنايا المشروع والتمتع برؤية المناظر الطبيعية الخلابة في منطقة ليجا في خليج العقبة ورؤية الفنادق الجديدة التي لا تزال في طور الإنشاء والتي صورت عن طريق تكنولوجيا عالية وهي قابعة بين الصخور.

وظهر كل من المشاركين والمسؤولين على شكل «أفاتار» شبيه بأشكالهم الحقيقية أشرفت على تصميمها وتنفيذها جانيت كانغ المتخصصة في التكنولوجيا المتقدمة.

فندق «أدفينتشر» في ليجا في نيوم (الشرق الأوسط)

وفي حديث مع الزميلة جوسلين إيليا مسؤولة ملحقي مذاقات والسفر والسياحة في صحيفة «الشرق الأوسط» روت لنا الطريقة التي تمت بها عملية اختيارها لتكون أول مقدمة في حفل «حقيقي» مماثل في عالم الميتافيرس الافتراضي.

أفاتار مقدم الحفل الزميلة جوسلين إيليا (الشرق الأوسط)

فقالت إن القصة بدأت عن طريق اتصال مسؤولي نيوم وهابيتاس بها بعدما وقع اختيارهم عليها لتكون مقدمة الحفل، وتفاجأت عندما علمت بأنها ستظهر على شكل «أفاتار»، وسبقت الحفل تحضيرات مكثفة واجتماعات عديدة مع المسؤولين للتعرف أكثر على المشروع وطريقة تنفيذه، وبعدها حضرت جانيت كانغ من بوسطن للقاء الزميلة جوسلين في لندن لاختيار شكل الأفاتار الأقرب إلى شكلها «الإنساني» الحقيقي.

وأضافت جوسلين أن العملية استغرقت نحو الساعتين من الوقت وبعدها بدأ العمل الجدي والتدريبات التقنية المرافقة وتحضير النصوص الخاصة بالحفل والتعرف على الصحافيين المشاركين ومشاهدة فيديو يظهر روعة وجمال مدينة «ليجا» الأحدث في نيوم وأفاتار كل من المسؤولين المشاركين في المؤتمر الصحافي.

المركز الصحي التابع لأحد الفنادق الجديدة التابعة لهابيتاس في نيوم (الشرق الأوسط)

وبعد الترحيب بالمشاركين والترحيب بالحضور بصوت «إنساني» وعبر شاشة الكمبيوتر تولت جوسلين عملية طرح الأسئلة على المسؤولين وبدأت بسؤال بديهي عن سبب اختيار عالم الميتافيرس للإعلان عن هذه الشراكة، وأجاب كريس نيومان المدير التنفيذي لتطوير فنادق نيوم: «موقع ليجا لا يزال قيد الإنشاء وأردنا مشاركتكم روعة المكان وهذه الوجهة السياحية الجديدة في المملكة السعودية، كما نؤمن بأهمية استخدام التكنولوجيا لخلق تجارب تبقى محفورة في الذاكرة تتفاعل مع الناس وتجعلهم يتشوقون لمعرفة ما هو أبعد من ذلك».

وقال أوليفر ريبلي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لهابيتاس: «هذا مشروع فريد بالفعل، ويشرفنا أن تتاح لنا هذه الفرصة للشراكة مع نيوم في ليجا، التي تتمتع بجمال طبيعي أخّاذ ومختلف تماماً، مع تصاميم هندسية ومعمارية رائعة ستوفر لمجتمعنا تجارب استثنائية للتواصل مع الطبيعة المحيطة من حولهم، كما أن الفنادق الثلاثة التي ستقام في ليجا ستصمم من وحي البيئة الطبيعية والصخور في المنطقة والثقافة السعودية، أما بالنسبة للطعام فهو الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا وتجمعنا مع أصدقائنا وعائلاتنا ونسعى في هابيتاس لاستعمال المنتجات المحلية بالإضافة إلى تقديم وصفات محلية مستوحاة من المطبخ السعودي، وجلسات جميلة على الأرض تحت النجوم وبنفس الوقت توفير مطاعم راقية. وبالنسبة للديكور نسعى لخلق روح خاصة بالفندق تجعل الزائر مدركا بأنه في هذه البقعة من الأرض».

وعن الشراكة مع نيوم قال ريبلي إن هابيتاس تتناغم مع رؤية نيوم الخارجة عن المألوف، فهابيتاس تسعى لخلق تجربة خاصة لكل زائر وليس فقط إنشاء غرف فندقية، وتابع بأن هدف هابيتاس هو منح الزوار فرصة لخوض تجارب خاصة في أماكن جغرافية ساحرة ومميزة تماما مثل موقع الفنادق الثلاثة الجدية في «ليجا».

وردا على سؤال طرحته جوسلين إيليا على مريم القحطاني عن الشيء المفضل لديها في ليجا الوجهة الأحدث في نيوم، قالت: «هذا المشروع كان عبارة عن زواج ناجح ما بين الإنسانية والتكنولوجيا، والهدف هو خلق تجربة فريدة تعتمد على التكنولوجيا مع التركيز على البيئة الجغرافية المحلية، كما أن 95 في المائة من ليجا هي عبارة عن محمية طبيعية تجمع ما بين الاستدامة والتقنية العالية»، وعبرت عن فخرها كونها سيدة سعودية تعمل في قطاع الضيافة مضيفة: «أفتخر لأني أعمل في هذا المشروع الذي يبرز روعة وجمال بلدي وفي نفس الوقت يحرص على الحفاظ على الطبيعة ويسمح لنا بأن نكون على صلة مباشرة بها».

لمحة عن ليجا أحدث الوجهات المستدامة في نيوم

ستحيي «ليجا» مفهوم السياحة البيئية الفاخرة، حيث يتم تطوير هذه الوجهة ضمن واحة طبيعية بين الأودية والجبال في نيوم والتي يصل ارتفاعها إلى 400 متر، وتشكلت منذ آلاف السنين بفعل العوامل الطبيعية عبر نحت المياه. ومن ساحل خليج العقبة وباتجاه الداخل. سيبدأ ضيوف ليجا تجربتهم عبر المشي من قلب هذه الوجهة واكتشاف كل فندق من الفنادق الثلاثة على طريقتهم، مما يتيح لهم فرصة استثنائية للعيش مع الطبيعة المحيطة، حيث يقع أول فندق على بعد نحو 2.8كم من مدخل «ليجا».

فنادق هابيتاس الجديدة في ليجا

ستضم فنادق أور هابيتاس المصممة من قبل أبرز المهندسين المعماريين في العالم 120 غرفة وجناحاً فاخراً مقسمة بالتساوي ولكل فندق تجربته الخاصة التي ستأخذ الضيوف في رحلة متكاملة وملهمة وسط أجواء من الراحة للفكر والنفس بعيدا عن صخب الأماكن المكتظة.

وهذه الفنادق الثلاثة هي: فندق المغامرات، وجهة المغامرات الحماسية في الوادي حيث تلتقي المغامرة والرياضة وأحدث التقنيات، وفندق الواحة حيث سيقدم تجارب تنبع من صفاء الطبيعة ويوفر لزواره خدمات استثنائية لعيش أروع اللحظات، بالإضافة إلى فندق رفاه الصحة، وهو عبارة عن وجهة تجمع بين الممارسات العريقة لصحة أفضل.

وستوفر الفنادق الثلاثة في ليجا توازناً بين جمال الطبيعة وأحدث التصاميم المعمارية، حيث إن 95 في المائة من منطقة «ليجا» ستحافظ على طبيعتها، كما أن التصاميم الهندسية تم تصميمها بعناية لتنسجم مع الطبيعة المحيطة، وتضفي عليها مزيداً من الجمال.

ينسجم تصميم فندق المغامرات مع تضاريس الوادي المتعرجة ويظهر على شكل غير مألوف للعالم الخارجي، بحيث يسمح للضيوف بممارسة عدة نشاطات بسلاسة مثل تسلق الصخور وركوب الدراجات الجبلية وركوب الخيل والرحلات الممتدة لعدة أيام.

يقع فندق الواحة على مرتفع صخري في قلب الوادي، وهو عبارة عن بناء يمتد عامودياً على طول الجبال، ويرمز إلى التوازن المناسب للعيش بين حماية الطبيعة والابتكار الاستراتيجي. سوف يقدم فندق الواحة لضيوفه تجارب مشاهدة النجوم وتجارب الطهي الشهية، بما في ذلك برنامج التجربة الشيف.

أما الفندق الأخير في «ليجا» فهو عبارة عن ملاذ صحي للاسترخاء وتجديد النشاط، وهو تحفة معمارية تتميز بمرايا شديدة الانعكاس. سوف يستضيف فندق رفاه الصحة خبراء عالميين في مجال الحفاظ على الصحة من خلال المزج بين أسلوب مبتكر للحياة الصحية مع الممارسات الصحية العريقة.

وسيستمتع الزوار بتجربة كل من الفنادق الثلاثة أثناء زيارتهم للمنطقة، بالإضافة إلى تجربة الفضاء المحيط في الوادي والذي سيجمع بدوره بين التقنية والتاريخ وإبداع التصاميم من صنع الإنسان. تبدأ رحلة الزوار عند مدخل الوادي حيث سيتم الترحيب بهم في مركز الوجهة الساحلي. هنا ستبدأ مراسم استقبال أور هابيتاس المتميزة والتي تستمر لمدة خمس دقائق ليحدد الضيوف أهدافهم وبرامجهم قبل المضي في تجربتهم والتعرف على وجهة في نيوم «ليجا».

تعد مهمة أور هابيتاس المتمثلة في بناء تواصل إنساني أعمق الشعار الأساسي لجميع مرافقهم الفندقية، حيث سيتم تشجيع الضيوف على استكشاف الطبيعة المحيطة من خلال مسارات المشي بصحبة مرشدين في الوادي، وركوب الدراجات الجبلية والتنزه في مسارات المشي لمسافات طويلة، بالإضافة إلى رياضات المغامرة الأخرى. كما سيتم تقديم عدد من تجارب أور هابيتاس المخفية والمميزة ضمن مواقع مختلفة من الوادي، والتي تشمل الحفلات الموسيقية الهادئة، والمسيرات الفنية الغامرة، وتجارب الطهي المتنقلة. وكل هذه التجارب والمغامرات سيشعر بها الزائر بعفوية وبتناغمٍ مع الطبيعة الجاذبة والمحفزة للضيوف على التجول في جميع أنحاء الوادي.


مقالات ذات صلة

رحلة ثقافية لحضارة وفنون 7 دول آسيوية في السعودية

يوميات الشرق جانب من العروض الفنية التي شهدتها الأمسية الهندية التي أقيمت في نادي الفروسية بجدة (موسم جدة)

رحلة ثقافية لحضارة وفنون 7 دول آسيوية في السعودية

«موسم جدة» الترفيهي أتاح لزواره يوم الجمعة من كل أسبوع رحلة معرفية لثقافة وحضارة وفنون 7 دول من القارة الآسيوية في مهرجان فني يضم فعاليات وأنشطة متنوعة.

إبراهيم القرشي (جدة)
الخليج قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)

السعودية تحقق هدف 2030 بإدراج 8 مواقع في لائحة «اليونسكو»

نجحت السعودية في إدراج ثامن موقع تراثي بالمملكة على قائمة «اليونسكو»، بعد إدراج منطقة «الفاو» الأثرية (جنوب منطقة الرياض)، أمس، وذلك خلال اجتماعات لجنة التراث.

جبير الأنصاري (الرياض)
الاقتصاد جانب من مراسم توقيع العقد (الشرق الأوسط)

«الدرعية» السعودية تبرم عقداً بملياري دولار لبناء 4 فنادق ومركز للفروسية

وقعت مجموعة «الدرعية» السعودية، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، الأربعاء، عقد بناء مع شركتي «أورباكون» و«البواني القابضة»، بلغت قيمته 8 مليارات ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق البرنامج يقدم تجربة استثنائية لزوّار صيف السعودية (واس)

السعودية تعزز سياحتها الساحلية ببرنامج تدريبي على متن الكروز الأوروبي

أطلقت وزارة السياحة السعودية برنامج تدريب نوعياً على متن الكروز الأوروبي بالتعاون مع الهيئة السعودية للبحر الأحمر؛ لتعزيز جودة خدمات السياحة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعززان فكرة توأمة ميلانو مع الرياض.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
TT

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

يحتار «البلوغرز» والمدوّنون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أي موضوعات عليهم مقاربتها لاستقطاب متابعين لهم. وغالباً ما تأتي الأفكار متشابهة. ولكن المخرجة اللبنانية ستيفاني قبلان عرفت كيف تنطلق في هذا الإطار، واختارت الإضاءة على لهجات المناطق اللبنانية بوصفها محتوى لمنشوراتها الإلكترونية. ومنذ إطلالتها الأولى عبر حساباتها على «تيك توك» و«إنستغرام» و«فيسبوك» حصدت النجاح. نجاح لم يقتصر على متابعيها من لبنانيين، وإنما شمل بلداناً عربية وغربية، أعجب المقيمين فيها بسبب المحتوى المرتبط بالجذور. فاللهجات كما اللغات تحيي تراث الأوطان وتقاليدها. ومن هذا الباب بالذات، تفاعل متابعو ستيفاني معها؛ إذ راح كل منهم يطالبها بزيارة بلدتهم أو بلادهم.

كل ينتمي إلى مكان ما يحمل خصوصية في عاداته وتقاليده. وتشكل اللهجة التي يتحدثون بها علامة فارقة لهم، فتشير إلى انتمائهم بوضوح مطبقين من خلالها مقولة «من لهجتهم تعرفونهم».

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

استهلت قبلان مشوارها هذا من عقر دارها مدينة البترون. هذه البلدة التي تشكل مسقط رأسها تتمتع بلهجة شمالية مشهورة بها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أهل البترون يحشرون حرف الشين في كل كلمة ينطقون بها. (أيش) و(ليش) و(معليش) و(أبعرفش) و(أبديش) وغيرها. ولكل منطقة مصطلحات خاصة تُعرف بها. فإذا أخذنا كلمة طاولة نجدها بعدة نسخ: (سكملة) و(وقافة) و(ترابيزة)، حتى الساندويتش له أسماء مختلفة كـ(لفافة) و(عروس) و(لقمة). جذبتني هذه اللهجات وقررت أن أغوص فيها من باب الإضاءة عليها».

تعد ستيفاني ما تقوم به جسر تواصل بين مختلف بلدات لبنان ومدنه. وكذلك وسيلة لتعريف جيل الشباب إلى أصولهم وتقاليدهم. فجولاتها لم تقتصر فقط على مدينة البترون وإنما طالت قراها وجرودها. وزارت مناطق أخرى تقع في جنوب لبنان مثل مدينة جزين. تروي لـ«الشرق الأوسط» كيف اختارت هذا المحتوى. فهي إضافة إلى شغفها بالإخراج كانت تتمنى لو درست الترجمة. تجيد التكلم بخمس لغات، وفي الوقت نفسه تحب اكتشاف لهجات موطنها. «هذا المجال واسع جداً ويتعلق بالتاريخ والجغرافيا لكل منطقة. هناك احتلالات وانتدابات شهدها لبنان، أثرت في لهجات مناطقه وعلى عادات أهله. وعندما نتعمّق في هذا الموضوع يصبح الأمر بمثابة متعة. فلا أشبع من البحث عن قاموس كل بلدة ومصطلحاتها الخاصة بكلمات تستخدمها في أحاديثها».

تسير ستيفاني في شوارع مدينتها التي تعج بسيّاح عرب وأجانب. وكذلك بزوّار من المنطقة وجوارها، خصوصاً من بيروت. وأول سؤال تطرحه على الزائر «إنت من وين؟»، ومن هناك تنطلق بتحضير محتواها الإلكتروني. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أحب هذا التفاعل المباشر مع الناس. واكتشاف لهجتهم أمر يعنيني كثيراً؛ لأنني أتوق إلى التعرف على لبنان بأكمله».

عندما تلتقي زائراً غير لبناني يأخذ الحديث معه منحى آخر. «أحيانا أستوقف شخصاً من الأردن أو مصر أو العراق. وبالصدفة أدرك أنه غير لبناني ونبدأ معاً في التكلم عن لهجته. وتفاجأت بوجود كلمات متشابهة نستخدمها جميعاً في بلداننا العربية. فكلمة (ليش) رائجة جداً في المنطقة العربية. وكل منا يلفظها على طريقته».

توقع ستيفاني كل منشور لها بكلمة «وهيك». فصارت بمثابة «توقيع» خاص بفيديوهات مصورة تختتمها بها. كما عمدت إلى طبع سلسلة قمصان قطنية تحمل هذه الكلمة وغيرها من عبارات بترونية مثل «أيش في». «انطلقت في هذه الخطوة من باب تحقيق انتشار أوسع للهجاتنا اللبنانية، وأطلقت عليها اسم (كلمات)». من تصميمها وتوقيعها باتت هذه القمصان تطلب من مدن لبنانية وعربية. وتتابع: «في إحدى المرات ارتديت قميصاً كتب عليه عبارة (وهيك). فوصلتني مئات الرسائل تطالبني بواحدة منها. من هناك بدأت هذه الفكرة تشق طريقها ولاقت تجاوباً كبيراً من متابعيَّ».

عبارة «أيش ما أيش؟» مشهورة في البترون (الشرق الأوسط)

وتخطط ستيفاني حالياً لتوسيع فكرة محتواها؛ ليشمل التقاليد العريقة.

«لقد جسست النبض حول هذا الموضوع في مناسبة عيد الفطر وأعياد رأس السنة وغيرها، وتفاعل معي المتابعون من خلال تعريفي على عبارات يستخدمونها للتهنئة بهذه المناسبات. وأفكر في توسيع نشاطاتي لأقف على عادات وتراث بلدي وغيره».

في المخابز والمقاهي، كما على الطرق وفي الأزقة والأحياء الشعبية، تتنقل ستيفاني قبلان. تحمل جهازها الخلوي وتسجل أحاديث لأهل بلدة معينة. تبدأ بسؤال «شو أشهر الكلمات عندكم؟»، وتوضح: «الجميل في الموضوع أن الناس تحب التحدث معي في هذا الإطار. وهو ما أكد لي نظريتي أن الشعب اللبناني محب وقريب إلى القلب. ومهما اختلف موقع البلدة، بعيدة كانت أو قريبة، فالجميع يكون مرحباً ومضيافاً، ويتفاعل بسرعة بعرض لهجته».

تفكر ستيفاني بتوسيع محتوى صفحاتها الإلكترونية ليشمل بلداناً عربية (الشرق الأوسط)

تشير ستيفاني إلى أن هذا المحتوى يزوّدها بثقافة لبنانية لم تكن تتوقعها. «تخيلي أن لبنان مع كل صغر مساحته يملك هذا الكمّ من اللهجات المختلفة. وبعض بلداته تتمسّك باستعمال كلمات قديمة ورثها أباً عن جد، كي يكمل مشوار اللهجات هذا. إنه أمر رائع أن أكتشف كل هذا الحب للبنان من أبنائه. فأسعد بالتحدث معهم، وعلينا أن نكون فخورين بلهجاتنا ونعمل على الحفاظ عليها دائماً».