6 طرق للاستمتاع بأثينا على طريقة سكانها المحليين

استمتع بماضيها المجيد والحياة العصرية وتجنب أسوأ الاختناقات السياحية والطقس الحار

الأكروبوليس من أهم معالم أثينا السياحية (شاترستوك)
الأكروبوليس من أهم معالم أثينا السياحية (شاترستوك)
TT

6 طرق للاستمتاع بأثينا على طريقة سكانها المحليين

الأكروبوليس من أهم معالم أثينا السياحية (شاترستوك)
الأكروبوليس من أهم معالم أثينا السياحية (شاترستوك)

كتب هنري ميلر ذات مرة: «فتح نور اليونان عيني، واخترق مسامي، ووسّع كياني كله». يمكن لليونان أن تكون تنويرية - وهي ليست كذلك في أي موضع آخر أكثر من عاصمتها أثينا. لكن من الصحيح أيضا أنها في فصل الصيف، يمكن أن تشعرك بحرقة الشمس الساطعة، مع متوسط درجة حرارة 84 درجة فهرنهايت (29 درجة مئوية).

تلك الحرارة آخذة في الارتفاع. لقد تحملت أثينا حرارة قياسية في السنوات الأخيرة، فقد عانت اليونان وجزء كبير من جنوب أوروبا في ظل سلسلة من موجات الحرارة التي تبدو وكأنها لا تنتهي أبدا. وعندما تجمع بين الحرارة وملايين السياح الذين يزورون أثينا كل سنة، يمكن أن تبدو المدينة غامرة أكثر من كونها ثرية.

لكن لا تقلقوا. فيما يلي دليل من ستة أجزاء يساعدكم على تجربة الماضي المجيد للعاصمة اليونانية، وازدهار الحياة الحديثة مع تجنب أسوأ ما في الزحام والطقس الحار.

حدد وقت زيارات الأماكن بدقة

تستقطب أثينا الزوار بآثارها القديمة، والأكروبوليس هو الموقع الأثري الأكثر زيارة في اليونان. وفي حين أن تجنب الزحام هناك أمر صعب، إلا أنه ليس مستحيلا.

أولا، تجنب طوابير الدخول الطويلة عن طريق حجز تذاكرك عبر الإنترنت (20 يورو، أو حوالي 22 دولارا، مقابل تذكرة الدخول الواحدة للبالغين). وهناك خيار آخر للحجز، وهو التذكرة الموحدة لأثينا (البالغة 30 يورو)، التي تتيح إمكانية الوصول إلى 6 مواقع أخرى في أثينا، بما في ذلك موقع أغورا القريب. ابدأ يومك هنا، قبل الساعة 11 صباحا، عندما يكون معظم السياح في أكروبوليس.

أفضل فترة لزيارة أقل ازدحاما إلى الأكروبوليس هي بين الساعة 1 ظهرا و5 مساء، عندما يتناول معظم الزوار الغداء. لكن الشمس عالية، والجو حار للغاية، لذلك اتخذ الاحتياطات اللازمة مع الطقس: ارتد قبعة وواقيا من الشمس، وامش ببطء، وابحث عن الظل كلما استطعت، واشرب الكثير من السوائل، وخذ معك زجاجة مياه. واستشعر جسدك جيدا - إذا كان ساخنا جدا، فتوقف على الفور. لاحظ أيضا أنه ابتداء من 4 سبتمبر (أيلول) سيكون عدد زوار الأكروبوليس 20 ألف زائر يوميا. وتختبر السلطات اليونانية هذا الحد للمساعدة في مكافحة الاكتظاظ في الموقع.

تعد «رامنوس»، التي تبعد مسافة ساعة بالسيارة من وسط مدينة أثينا، منطقة سياحة أثرية أقل ازدحاما ولديها مناظر خلابة مطلة على المحيط (سعر تذكرة البالغين 4 يوروات). ولكن ارتد أحذية مريحة، حيث إنها على بُعد حوالي نصف ميل من مدخل الموقع إلى بقايا هذه المدينة القديمة.

ينتشر في منطقة «بلاكا» الكثير من المقاهي المحلية (شاترستوك)

تناول الطعام مثل اليوناني

اتبع التقاليد المحلية عندما يتعلق الأمر بالطعام. تناول وجبة إفطار كاملة في الصباح، ووجبة خفيفة فقط في فترة ما بعد الظهر، ثم تناول عشاء كاملا في المساء - بعد الساعة 8 مساء، عندما تبدأ الحرارة في الانخفاض.

من حيث العثور على المطبخ اليوناني، فالمطاعم منتشرة في جميع أنحاء المدينة. في بيرايوس، احصل على المأكولات البحرية، مثل قنفذ البحر ومكرونة الروبيان. وفي يبيروكيانو، مقهى يبدو فيه المشهد مثل كبسولة زمنية لفيلم من الخمسينات. ويقدم مطعما «إل إس» و«سيا» في حي بسيري، بوسط أثينا، عرضا معاصرا عن التخصصات التقليدية، في حين أن مافروس غاتوس، وهو في الغالب منزل خال من السياح في حي بانغراتي، يصنع أطباق اللحم اللذيذة. للحصول على خيار راق عند البحر وأفضل إطلالة لريفييرا أثينا، اذهب إلى مطعم «إيثاكي». يُوصى بالحجز المسبق لكل المطاعم المذكورة.

تشتهر البلاد أيضا بأطباقها الصغيرة، وتوقف في أثينا لتناول المزة في رانتيفو في بترالونا، وهو حي حضري لم يكتشفه معظم السياح بعد. ومثل السكان المحليين، اطلب كوبا من مشروب تسيبورو، وهو مشروب روحي قوي من العنب المقطر، مع وجبتك.

تجول بعيداً في المدينة

الأحياء الأكثر شعبية مع السياح هي مثل حي بلاكا الجميل وموناستيراكي النابض بالحياة، وهي الجيوب القديمة التي باتت تعج الآن بالزوار. ابتعد عن الزحام في الأحياء مثل حي كيبسيلي متعدد الثقافات، حيث يمكنك تناول القهوة في ساحة أجيو جورجيو، أو الوجبات والمشروبات الصغيرة في إيبيبي بار، والميتاكسورجيو الجريء. تشمل معالم الجذب والاستوديوهات في هذا الحي الإبداعي والصديق للفنانين مُتحف أليكوس فاسيانوس المُفتتح حديثا (سعر التذكرة 10 يوروات للبالغين، و7 يوروات للطلاب)، بالإضافة إلى معرض ريبيكا كامي ومعرض بريدر المعاصرين.

بإمكانك ركوب المترو أو الحافلة (تذكرة اليوم البالغين: 4.10 يورو)، أو ركوب سيارة أجرة صفراء في المدينة. لا يقبل معظم سائقي سيارات الأجرة سوى النقود، إلا إذا قمت بحجز رحلة باستخدام تطبيق «أوبر» أو تطبيق «فري ناو» الذي يستخدمه معظم السائقين في أثينا.

الثقافة أولاً ثم الاسترخاء بالسباحة

لا يوجد صيف من دون سباحة، أليس كذلك؟ يمكنك الحصول على جرعة ثقافية فضلاً عن الهدوء والاسترخاء في رحلة يوم واحد إلى سونيون، شبه جزيرة على بُعد حوالي 43 ميلاً من وسط مدينة أثينا. اصطحب الحافلة أو السيارة إلى معبد بوسيدون (التذكرة 10 يوروات للكبار)، حيث يُقال إن الملك اليوناني القديم إيجيوس قفز من هناك ليطلق اسمه على بحر إيجه، وبعد زيارتك استمتع بالسباحة في شاطئ كابي. لاحظ أن بداية أيام الأسبوع هي أقل ازدحاماً عند هذا الشاطئ الجميل، إذ يهرع الأثينيون إلى هناك في نهاية الأسبوع.

اليونان هي بلد الجزر، لذلك فإن الخيارات الأخرى للمعابد والسباحة تشمل جزيرة إيينا القريبة. يمكنك استكشاف معبد أفايا بعد ركوب واحدة من العبّارات المتعددة من بيرايوس التي تعمل طوال اليوم، وتستمر الرحلة حوالي ساعة، بأسعار تتراوح من 10 يوروات إلى 19 يورو لتذكرة ذهاب فقط. وعلى بُعد 15 دقيقة بالسيارة بالقارب من إيينا، تقدم جزيرة موني المياه الزرقاء الصافية والمناظر الخضراء الرائعة.

للسباحة بالقرب من المدينة، قم بزيارة شاطئ أستير الراقي، أو حمامات بحيرة فولياغميني المعدنية الساخنة (تذكرة يوم للبالغين 16 يورو في أيام الأسبوع، و19 يورو في عطلات نهاية الأسبوع)، وكلاهما في ضاحية فولياغميني الآسرة.

مشاهدة الأفلام

لكي تعيش الصيف حقاً بوصفك مواطنا محليا، اذهب إلى إحدى دور السينما الكثيرة في الهواء الطلق في أثينا. يقدم أغلبها عروضاً ليلية في الساعة 9 مساء و11 مساء، بعد هدوء حدة الحرارة، وتقدم الأفلام بالإنجليزية مع ترجمة يونانية - أو باليونانية مع ترجمة إنجليزية. في اليونان، من المعتاد أن تتناول شراباً بارداً وتأكل النقانق أثناء مشاهدة الأفلام. الموقع الأكثر شعبية في أثينا هو سينما تيسيو في الهواء الطلق، حيث الإطلالات المثيرة للإعجاب من الأكروبوليس. تشمل مواقع الجوار أيضا سينما أواسيس، وهي سينما مليئة بالزهور في بانغراتي، وسينما زيفيروس في بترالونا، التي تعرض الأفلام الكلاسيكية والفنية. بالنسبة للإصدارات الحديثة من الأفلام، اذهب إلى الشرفة في سينما أنيسيس.

الحجز عبر الإنترنت ليس ضروريا، حيث إنه عادة ما يكون لدى سين تيسيو طوابير طويلة، ولكن يُوصى بذلك.

استمتع بالطبيعة

في يوم أكثر برودة، جرّب الطبيعة من خلال التنزه في جبل هيميتوس، خارج وسط مدينة أثينا مباشرة وفوق حي كايزارياني. يبلغ ارتفاع جبل هيميتوس أكثر من 3000 قدم، وهناك الكثير مما يمكن اكتشافه، بما في ذلك الأديرة والكهوف الأرثوذكسية اليونانية. إنه بديل جيد عن تلة ليكابيتوس الأكثر جاذبية.

أو يمكنك التجوال في الحديقة الوطنية الحرة ومركز زابيون ميغارون للمؤتمرات والمركز الثقافي. أثناء التنزه، لا تلاحظ فقط النباتات والحيوانات المحيطة، وإنما أيضا المنحوتات، التي تتراوح من التماثيل النصفية لرجل الدولة اليوناني الأول إيوانيس كابوديرياس إلى منحوتة إيروس من القرن التاسع عشر التي تمثله وهو يكسر قوسه.

*خدمة «نيويورك تايمز»



كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
TT

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

تتشبث فيينا، عاصمة النمسا، بالتقاليد. استنشق الروائح الخالدة فقط للكستناء المشوية في أسواق عيد الميلاد، التي تنتشر بجميع أنحاء المدينة في شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام.

فيما يخص كثيراً من زوار المدينة، غالباً ما تكون المدينة بمثابة محطة توقف لفترة قصيرة، في إطار جولة سريعة عبر دول وسط أوروبا، ما يترك قليلاً من الوقت لاستكشاف الكثير خارج القلب التاريخي لفيينا، الذي يحمل اسم «الضاحية الأولى».

ومع ذلك، يبقى هناك الكثير مما يُمكِن رؤيته والقيام به داخل ضواحيها الأخرى، بما في ذلك بعض المؤسسات الثقافية المنشأة حديثاً. على سبيل المثال، أعيد افتتاح متحف فيينا، الذي يعد الوجهة الأولى لراغبي التعرف على تاريخ المدينة، هذا الشهر، بعد أعمال تجديد استمرت 3 سنوات، بينما جرت إضافة «بيت شتراوس»، وهو متحف وقاعة حفلات موسيقية أقيم تكريماً لعائلة شتراوس الموسيقية، إلى قائمة مزارات المدينة الثقافية، في أكتوبر (تشرين الأول).

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

استكشف الألفيات

أعيد افتتاح «متحف فيينا»، الذي يركز على تاريخ المدينة، في 6 ديسمبر، في كارلسبلاتز، ساحة واسعة، بها كنيسة على الطراز الباروكي، مع كثير من الأجنحة الجديدة وتراس كبير، ما يضاعف حجمه السابق تقريباً. ينفرد المتحف بخطوطه المستقيمة والخرسانة البيضاء، التي تميزه عن العجائب الفخمة التي أقامها آل هابسبورغ، السلالة التي حكمت النمسا لأكثر من 600 عام، مثل «متحف بلفيدير لتاريخ الفن». وتتبع المعروضات الجديدة الدائمة بالمتحف، حيث الدخول مجاني، تاريخ فيينا عبر مجموعة متنوعة من الأشياء، بما في ذلك الجدار الخارجي لمتجر اضطر رجل أعمال يهودي إلى تصفيته قبل أن يفرّ من النمسا، بعد ضمّ البلاد إلى ألمانيا النازية.

اللافت أن أهل فيينا العاديين يشكلون محور الاهتمام هنا بقدر ما تشكله النخبة. على سبيل المثال، توجد لوحة لغوستاف كليمت معلقة بالقرب من سرير قابل للطي، يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين كان يستخدمه الخدم.

فيينا عاصمة جميلة صيفا وشتاء (نيويورك تايمز)

جرّب الوجبات الخفيفة اليابانية

بالتأكيد، طبق «شنيتزل» جيد، لكن المشهد العام المرتبط بالطعام في فيينا يقدم أكثر من لحم العجل المخبوز. انظر، على سبيل المثال، إلى «كيكو با»، وهو مطعم ياباني تتميز قائمته بالوجبات الخفيفة اليابانية، التي جرى إعدادها من مكونات نمساوية. من بين أشهر أطباقه «تارتار اللحم البقري» (16.90 يورو، أو نحو 18 دولاراً)، مع قليل من كريمة الخرشوف، وقطع من عشب البحر المجفف المقرمش. كما يحوّل المطعم سمك البحر النيء إلى طبق «سيفيتشي» لذيذ (16.90 يورو). كما يغطي «أودون كاربونارا» الكريمي (15.90 يورو) بالثوم المعمر، الذي يهيمن على أطباق المطبخ النمساوي، ورقائق البونيتو ​​والأعشاب البحرية المجففة.

تناول وجبة خفيفة من «الكيسكراينر»، وهي نقانق محشوة بالجبن (13.90 يورو)، أو فطائر الحنطة السوداء (13.50 يورو).

استمتع بأجواء «غورتل»

على طول قسم طويل من طريق غورتل الدائري، الذي يفصل بين أحياء فيينا الداخلية والخارجية، يمر قطار المترو فوق جسر. وفي الأسفل، بين الأقواس، تتخذ المقاهي موطناً لها. وفي عطلات نهاية الأسبوع، تنتشر الموسيقى الحية في الشارع، جنباً إلى جنب مع رواد الحفلات.

وعلى بعد دقائق سيراً على الأقدام شمالاً يقع «فينستر 99»، مقهى صغير بجدران مزخرفة بالرسومات الغرافيكية، التي غالباً ما تتميز بعروض موسيقى «الروك»، علاوة على كثير من الأماكن الأخرى للرقص أو الاسترخاء.

فيينا مشهورة بخبزها ومخبوزاتها (نيويورك تايمز)

تذوق خبز فيينا

يفتخر النمساويون كثيراً بخبزهم ويعتزون به، ولهم كل الحق في ذلك، فرغيف الخبز البني السميك المحشو بالبذور في فيينا ينافس نظيره من الخبز الفرنسي في باريس. وتقدم بعض المخابز في المدينة، بما في ذلك سلاسل مثل «أوفرل» و«جوزيف بروت» و«فيلزل»، قوائم إفطار كاملة. ويقدم أحد المخابز الصغيرة التابعة لـ«أوفرل»، في الضاحية الثالثة من المدينة، الذي يتميز بتصميم بسيط وعدد من الألوان المحايدة، الإفطار حتى الساعة 6:30 مساءً. وهنا، يشمل إفطار المخبوزات (17.50 يورو) لفائف الخبز والزبدة الحامضة والمربى والجبن من جبال الألب واللحم. أما النسخة النباتية (15.50 يورو) فتحل كرات جبن الماعز محل اللحم.

اشترِ سلعاً معاداً تدويرها

في الضاحية السابعة الأنيقة، تتوافر المعاطف والسترات الصوفية السميكة بكثرة. وتركز سوق أعياد الميلاد في «سبيتلبيرغ»، والممتدة على طول شارع جانبي مرصوف بالحصى، على السلع المعاد تدويرها، خلال عام 2023. داخل خيمة، ستجد منتجات صوف منغولية، كما تضم السوق كشكاً يبيع السكاكين المصنوعة من قطع غيار السيارات. واحرص على وجود نقود معك، لأن بعض الأكشاك لا تقبل البطاقات. كما تضم السوق كثيراً من متاجر التحف والبوتيكات القريبة، بما في ذلك «فولتا فيينا»، المتخصص في السلع المنزلية، ويبيع مزهريات منحوتة وأكواباً وشمعدانات. وهناك متاجر متخصصة في بيع حقائب جلدية ناعمة ومجوهرات ذهبية دقيقة وهدايا غريبة، مثل الشموع على شكل أجساد نسائية، علاوة على «لوف ذي شوب»، الذي يبيع الملابس ذات الألوان الزاهية، بما في ذلك السترات الصوفية المحبوكة وفساتين الحفلات، من الدول الاسكندنافية.

تعرّف على عائلة شتراوس

قد يبدو أن الموسيقى الكلاسيكية قديمة الطراز، لكن قبل 200 عام، كانت أي شيء إلا ذلك. فلم يكن هناك عند أهل فيينا في القرن التاسع عشر شيء يحبون قضاء وقتهم الحرّ فيه أكثر من الرقص على أنغام الفالس الرومانسي أو الرقص السريع المليء بالحيوية. يستخدم منزل شتراوس، وهو متحف وقاعة موسيقية في مبنى جميل يعود للقرن التاسع عشر، التكنولوجيا والصور التاريخية والصوت ببراعة لمشاركة قصة عائلة فيينية ذائعة الشهرة. يعدّ يوهان شتراوس، وابنه يوهان شتراوس الثاني، مؤلف رقصة فالس «الدانوب الأزرق»، من قبل بعض المؤرخين أول نجوم موسيقى البوب في العالم، فقد قاموا بطبع صور لأنفسهم على النوتة الموسيقية، المعروضة في المتحف، وجابوا العالم لإقامة الحفلات الموسيقية والمهرجانات (23 يورو للبالغين).

استمتع بالمناظر على متن قارب

يقع «بادشيف فاين»، وهو قارب به مطعم، راسياً في القناة الطويلة التي تمر عبر وسط فيينا. يمكن من سطح القارب رؤية المباني المهيبة في المركز التاريخي مقابل الجدران المزخرفة بالرسومات الغرافيكية للقناة، ما يُجسد الشعور الفخم لفيينا، وربما غير المُرتب بعض الشيء. صدق أو لا تصدق، يمكنك السباحة في المسبح غير المدفأ على السطح على مدار العام، ولكن إذا لم تكن من عشاق الغطس في المياه الباردة للغاية، فلا تقلق، من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مارس (آذار)، يقدم قارب «بادشيف» عدة ملاءات مجعدة (من 30 إلى 45 يورو لاستئجار ملاءة واحدة لمدة 30 دقيقة) أثناء السباحة.

احتفال حتى الفجر

فيينا ليست برلين عندما يتعلق الأمر بثقافة النوادي الليلية، ولكن هناك بعض الأماكن التي تقترب منها. إذا كنت تبحث عن تجربة الرقص الصاخب حتى الفجر، فإن ملهى «داس فيرك»، على ضفاف قناة الدانوب، هو المكان المناسب لذلك، رغم أنه على عكس بعض النوادي الحصرية في برلين، لا يهتم الراقصون في «داس فيرك» بمظهر ملابسك. هنا، لا يبدأ الحفل قبل الساعة الحادية عشرة مساء، عندما يصبح الجمهور مفتوناً بالدي جي، أو بعروض الأضواء على الجدران المحيطة. إذا أخذت استراحة في الخارج، فتأكد من زيارة المعرض الفني في الهواء الطلق. منذ عدة سنوات، تمت دعوة فناني الشارع من جميع أنحاء العالم لتزيين جدران المباني حول «داس فيرك» بلوحات جدارية كبيرة. وتبلغ تكلفة الدخول من 10 إلى 15 يورو.

رحلة عبر الزمن على فنجان قهوة

تعود ثقافة المقاهي في فيينا إلى القرن السابع عشر. وفي عام 2011، حصلت على تصنيف التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وترسل كتيبات السفر السياح إلى مقهى «سنترال»، حيث كان «سيغموند فرويد» أحد رواده، ومقهى «لاندتمان»، وهو نقطة لقاء السياسيين. لكن أهل فيينا يميلون إلى تفضيل المقاهي الأرخص والأكثر غباراً والمتهالكة قليلاً، مع النوادل الذين يبدو أنهم يفضلون القيام بأي شيء آخر. جرّب مقهى «روديغرهوف»، الذي تأسس عام 1902، حيث توجد الصحف على حوامل خشبية قديمة الطراز، ووجبة الإفطار بسيطة. سيكلفك المزيج؛ القهوة مع الحليب المبخر والرغوة، مع بيضة ولفافتين مع الزبدة والمربى أو العسل، 7.10 يورو. لا تفوّت الطبق الفييني الكلاسيكي؛ بيضتين مقشرتين مسلوقتين يقدمان في كوب واسع الحواف مع ملعقة. المقهى يقبل الدفع النقدي فقط.

استمتع بدفء الساونا

عندما يكون الطقس بارداً ومخيفاً، لا شيء يضاهي جلسة الساونا وحمام الماء الساخن. يعدّ منتجع «ثيرم فاين» المكان الأمثل للعناية الذاتية في الصباح. قد لا يكون هذا المكان فاخراً بدرجة الخمس نجوم، لكنه نظيف وواسع، ويضم مقهى، ومطعماً، وإطلالات على الحديقة الخارجية، ومناطق هادئة مع شلالات صغيرة. ويوفر المجمع حمامات السباحة والساونا وأحواض الجاكوزي الساخنة. ويقدم المنتجع الصحي خدمات التقشير والتدليك، لكن تأكد من حجز الخدمات مقدماً. تبلغ رسوم الدخول لمدة تصل إلى 3 ساعات 28 يورو، وتكلفة الساونا 12 يورو إضافية. كما تبلغ تكلفة إيجار المنشفة 6 يورو.

أماكن تناول الطعام

رايز: صالة موسيقية وبار حيث يشغل منسقو الأغاني الموسيقى الإلكترونية التجريبية.

فينستر 99: بار شعبي ومتواضع مع أجواء ودية، يستضيف الحفلات الموسيقية ويتميز بسياسة الدفع حسب الرغبة.

أوفرل: مخبز بتصميم بسيط، يقدم مجموعة واسعة من الخبز، وقائمة إفطار طوال اليوم في اثنين من فروعه.

مونتي أوفيليو: بار ومقهى يأخذ ثقافة «الأبيريتيفو» الإيطالية على محمل الجد، مع الجبن واللحوم المستوردة من إيطاليا.

مقهى روديغرهوف: تأسس عام 1902، ويوفر تجربة المقهى الفييني النموذجي، مع إفطار بسيط والقهوة النمساوية.

أماكن الإقامة

روزوود فيينا: فندق فاخر في مبنى من عصر النهضة الكلاسيكية الجديدة، تم تجديده من القرن التاسع عشر، حيث تم ترميم الغرف بشكل بديع مع إشارات تصميمية إلى التاريخ الفييني. يوفر البار في الطابق العلوي إطلالات رائعة على المركز التاريخي.

فندق إنديغو فيينا - ناشماركت: فندق أنيق ومريح من فئة 4 نجوم، يقع على مسافة قصيرة بالمترو من الدائرة الأولى، ويمكن الوصول منه إلى المتاجر والبارات والمطاعم في أحياء المدينة العصرية سيراً على الأقدام.

* خدمة «نيويورك تايمز»