6 طرق للاستمتاع بأثينا على طريقة سكانها المحليين

استمتع بماضيها المجيد والحياة العصرية وتجنب أسوأ الاختناقات السياحية والطقس الحار

الأكروبوليس من أهم معالم أثينا السياحية (شاترستوك)
الأكروبوليس من أهم معالم أثينا السياحية (شاترستوك)
TT

6 طرق للاستمتاع بأثينا على طريقة سكانها المحليين

الأكروبوليس من أهم معالم أثينا السياحية (شاترستوك)
الأكروبوليس من أهم معالم أثينا السياحية (شاترستوك)

كتب هنري ميلر ذات مرة: «فتح نور اليونان عيني، واخترق مسامي، ووسّع كياني كله». يمكن لليونان أن تكون تنويرية - وهي ليست كذلك في أي موضع آخر أكثر من عاصمتها أثينا. لكن من الصحيح أيضا أنها في فصل الصيف، يمكن أن تشعرك بحرقة الشمس الساطعة، مع متوسط درجة حرارة 84 درجة فهرنهايت (29 درجة مئوية).

تلك الحرارة آخذة في الارتفاع. لقد تحملت أثينا حرارة قياسية في السنوات الأخيرة، فقد عانت اليونان وجزء كبير من جنوب أوروبا في ظل سلسلة من موجات الحرارة التي تبدو وكأنها لا تنتهي أبدا. وعندما تجمع بين الحرارة وملايين السياح الذين يزورون أثينا كل سنة، يمكن أن تبدو المدينة غامرة أكثر من كونها ثرية.

لكن لا تقلقوا. فيما يلي دليل من ستة أجزاء يساعدكم على تجربة الماضي المجيد للعاصمة اليونانية، وازدهار الحياة الحديثة مع تجنب أسوأ ما في الزحام والطقس الحار.

حدد وقت زيارات الأماكن بدقة

تستقطب أثينا الزوار بآثارها القديمة، والأكروبوليس هو الموقع الأثري الأكثر زيارة في اليونان. وفي حين أن تجنب الزحام هناك أمر صعب، إلا أنه ليس مستحيلا.

أولا، تجنب طوابير الدخول الطويلة عن طريق حجز تذاكرك عبر الإنترنت (20 يورو، أو حوالي 22 دولارا، مقابل تذكرة الدخول الواحدة للبالغين). وهناك خيار آخر للحجز، وهو التذكرة الموحدة لأثينا (البالغة 30 يورو)، التي تتيح إمكانية الوصول إلى 6 مواقع أخرى في أثينا، بما في ذلك موقع أغورا القريب. ابدأ يومك هنا، قبل الساعة 11 صباحا، عندما يكون معظم السياح في أكروبوليس.

أفضل فترة لزيارة أقل ازدحاما إلى الأكروبوليس هي بين الساعة 1 ظهرا و5 مساء، عندما يتناول معظم الزوار الغداء. لكن الشمس عالية، والجو حار للغاية، لذلك اتخذ الاحتياطات اللازمة مع الطقس: ارتد قبعة وواقيا من الشمس، وامش ببطء، وابحث عن الظل كلما استطعت، واشرب الكثير من السوائل، وخذ معك زجاجة مياه. واستشعر جسدك جيدا - إذا كان ساخنا جدا، فتوقف على الفور. لاحظ أيضا أنه ابتداء من 4 سبتمبر (أيلول) سيكون عدد زوار الأكروبوليس 20 ألف زائر يوميا. وتختبر السلطات اليونانية هذا الحد للمساعدة في مكافحة الاكتظاظ في الموقع.

تعد «رامنوس»، التي تبعد مسافة ساعة بالسيارة من وسط مدينة أثينا، منطقة سياحة أثرية أقل ازدحاما ولديها مناظر خلابة مطلة على المحيط (سعر تذكرة البالغين 4 يوروات). ولكن ارتد أحذية مريحة، حيث إنها على بُعد حوالي نصف ميل من مدخل الموقع إلى بقايا هذه المدينة القديمة.

ينتشر في منطقة «بلاكا» الكثير من المقاهي المحلية (شاترستوك)

تناول الطعام مثل اليوناني

اتبع التقاليد المحلية عندما يتعلق الأمر بالطعام. تناول وجبة إفطار كاملة في الصباح، ووجبة خفيفة فقط في فترة ما بعد الظهر، ثم تناول عشاء كاملا في المساء - بعد الساعة 8 مساء، عندما تبدأ الحرارة في الانخفاض.

من حيث العثور على المطبخ اليوناني، فالمطاعم منتشرة في جميع أنحاء المدينة. في بيرايوس، احصل على المأكولات البحرية، مثل قنفذ البحر ومكرونة الروبيان. وفي يبيروكيانو، مقهى يبدو فيه المشهد مثل كبسولة زمنية لفيلم من الخمسينات. ويقدم مطعما «إل إس» و«سيا» في حي بسيري، بوسط أثينا، عرضا معاصرا عن التخصصات التقليدية، في حين أن مافروس غاتوس، وهو في الغالب منزل خال من السياح في حي بانغراتي، يصنع أطباق اللحم اللذيذة. للحصول على خيار راق عند البحر وأفضل إطلالة لريفييرا أثينا، اذهب إلى مطعم «إيثاكي». يُوصى بالحجز المسبق لكل المطاعم المذكورة.

تشتهر البلاد أيضا بأطباقها الصغيرة، وتوقف في أثينا لتناول المزة في رانتيفو في بترالونا، وهو حي حضري لم يكتشفه معظم السياح بعد. ومثل السكان المحليين، اطلب كوبا من مشروب تسيبورو، وهو مشروب روحي قوي من العنب المقطر، مع وجبتك.

تجول بعيداً في المدينة

الأحياء الأكثر شعبية مع السياح هي مثل حي بلاكا الجميل وموناستيراكي النابض بالحياة، وهي الجيوب القديمة التي باتت تعج الآن بالزوار. ابتعد عن الزحام في الأحياء مثل حي كيبسيلي متعدد الثقافات، حيث يمكنك تناول القهوة في ساحة أجيو جورجيو، أو الوجبات والمشروبات الصغيرة في إيبيبي بار، والميتاكسورجيو الجريء. تشمل معالم الجذب والاستوديوهات في هذا الحي الإبداعي والصديق للفنانين مُتحف أليكوس فاسيانوس المُفتتح حديثا (سعر التذكرة 10 يوروات للبالغين، و7 يوروات للطلاب)، بالإضافة إلى معرض ريبيكا كامي ومعرض بريدر المعاصرين.

بإمكانك ركوب المترو أو الحافلة (تذكرة اليوم البالغين: 4.10 يورو)، أو ركوب سيارة أجرة صفراء في المدينة. لا يقبل معظم سائقي سيارات الأجرة سوى النقود، إلا إذا قمت بحجز رحلة باستخدام تطبيق «أوبر» أو تطبيق «فري ناو» الذي يستخدمه معظم السائقين في أثينا.

الثقافة أولاً ثم الاسترخاء بالسباحة

لا يوجد صيف من دون سباحة، أليس كذلك؟ يمكنك الحصول على جرعة ثقافية فضلاً عن الهدوء والاسترخاء في رحلة يوم واحد إلى سونيون، شبه جزيرة على بُعد حوالي 43 ميلاً من وسط مدينة أثينا. اصطحب الحافلة أو السيارة إلى معبد بوسيدون (التذكرة 10 يوروات للكبار)، حيث يُقال إن الملك اليوناني القديم إيجيوس قفز من هناك ليطلق اسمه على بحر إيجه، وبعد زيارتك استمتع بالسباحة في شاطئ كابي. لاحظ أن بداية أيام الأسبوع هي أقل ازدحاماً عند هذا الشاطئ الجميل، إذ يهرع الأثينيون إلى هناك في نهاية الأسبوع.

اليونان هي بلد الجزر، لذلك فإن الخيارات الأخرى للمعابد والسباحة تشمل جزيرة إيينا القريبة. يمكنك استكشاف معبد أفايا بعد ركوب واحدة من العبّارات المتعددة من بيرايوس التي تعمل طوال اليوم، وتستمر الرحلة حوالي ساعة، بأسعار تتراوح من 10 يوروات إلى 19 يورو لتذكرة ذهاب فقط. وعلى بُعد 15 دقيقة بالسيارة بالقارب من إيينا، تقدم جزيرة موني المياه الزرقاء الصافية والمناظر الخضراء الرائعة.

للسباحة بالقرب من المدينة، قم بزيارة شاطئ أستير الراقي، أو حمامات بحيرة فولياغميني المعدنية الساخنة (تذكرة يوم للبالغين 16 يورو في أيام الأسبوع، و19 يورو في عطلات نهاية الأسبوع)، وكلاهما في ضاحية فولياغميني الآسرة.

مشاهدة الأفلام

لكي تعيش الصيف حقاً بوصفك مواطنا محليا، اذهب إلى إحدى دور السينما الكثيرة في الهواء الطلق في أثينا. يقدم أغلبها عروضاً ليلية في الساعة 9 مساء و11 مساء، بعد هدوء حدة الحرارة، وتقدم الأفلام بالإنجليزية مع ترجمة يونانية - أو باليونانية مع ترجمة إنجليزية. في اليونان، من المعتاد أن تتناول شراباً بارداً وتأكل النقانق أثناء مشاهدة الأفلام. الموقع الأكثر شعبية في أثينا هو سينما تيسيو في الهواء الطلق، حيث الإطلالات المثيرة للإعجاب من الأكروبوليس. تشمل مواقع الجوار أيضا سينما أواسيس، وهي سينما مليئة بالزهور في بانغراتي، وسينما زيفيروس في بترالونا، التي تعرض الأفلام الكلاسيكية والفنية. بالنسبة للإصدارات الحديثة من الأفلام، اذهب إلى الشرفة في سينما أنيسيس.

الحجز عبر الإنترنت ليس ضروريا، حيث إنه عادة ما يكون لدى سين تيسيو طوابير طويلة، ولكن يُوصى بذلك.

استمتع بالطبيعة

في يوم أكثر برودة، جرّب الطبيعة من خلال التنزه في جبل هيميتوس، خارج وسط مدينة أثينا مباشرة وفوق حي كايزارياني. يبلغ ارتفاع جبل هيميتوس أكثر من 3000 قدم، وهناك الكثير مما يمكن اكتشافه، بما في ذلك الأديرة والكهوف الأرثوذكسية اليونانية. إنه بديل جيد عن تلة ليكابيتوس الأكثر جاذبية.

أو يمكنك التجوال في الحديقة الوطنية الحرة ومركز زابيون ميغارون للمؤتمرات والمركز الثقافي. أثناء التنزه، لا تلاحظ فقط النباتات والحيوانات المحيطة، وإنما أيضا المنحوتات، التي تتراوح من التماثيل النصفية لرجل الدولة اليوناني الأول إيوانيس كابوديرياس إلى منحوتة إيروس من القرن التاسع عشر التي تمثله وهو يكسر قوسه.

*خدمة «نيويورك تايمز»



جنوب سردينيا القسم الجميل والمهمل في إيطاليا

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
TT

جنوب سردينيا القسم الجميل والمهمل في إيطاليا

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)

كان الضجيج نادراً في جنوب سردينيا منذ مدة طويلة، يقول البعض ربما منذ انحدار الحضارة النوراجية من العصر البرونزي في المنطقة. ومع ذلك، في ثاني أكبر جزيرة إيطالية، حيث تفوق الأغنام عدد السكان إلى حد كبير، هناك طاقة جديدة لا لبس فيها في «كالياري»، عاصمة البحر الأبيض المتوسط الصغيرة، والريف المحيط بها.

تشتهر سردينيا بطبيعتها وشواطئها الجميلة (نيويورك تايمز)

يقول المؤرخ المحلي فينتورينو فارغييو، بينما كنا نشاهد احتفال الأزياء الشعبية السنوي في سانت إفيزيو في المدينة: «لقد اعتدنا أن نعدّ أنفسنا ريفيين، معزولين في هذه الجزيرة النائية. لكن سكان سردينيا بدأوا يدركون أن ثقافتنا لها قيمة حقيقية بالنسبة إلينا وللأجانب».

في كالياري، هناك زيادة في الفخر، إلى جانب موجة من التنمية الجديدة، أغلبها يهدف إلى زيادة الأعداد المتزايدة بالفعل من السياح. في حي مارينا الذي يتغيّر بسرعة، وهو معقل سابق لصيادي الأسماك، صار اليوم مزيجاً نابضاً بالحياة من المهاجرين والمقيمين منذ مدة طويلة، سوف يُنشئ متنزه، جرى تصميمه من قبل المهندس المعماري «ستيفانو بويري»، حديقة مورّقة على طول الواجهة البحرية. سوف يوصل خط قطار خفيف المارينا بضواحي كالياري، ويجري إنشاء ميناء جديد، من المتوقع أن يكون عام 2026 لنقل سفن الرحلات البحرية بعيداً، ما يسمح للسفن الشراعية بالرسو (وإنفاق الأموال) في وسط كالياري.

«لاي» من أشهر الأجبان في جنوب سردينيا (نيويورك تايمز)

بالنسبة إلى كالياري والجنوب الذي يمتد على طول ساحل رملي أبيض وبحر أزرق من الشواطئ الخلابة يمكن أن يثبت المد السياحي إما أنه مدمر وإما أنه نعمة للمنطقة التي تعاني من نقص الفرص. منذ عقود مضت، أصبحت «كوستا إزميرالدا» في شمال سردينيا ملعباً ومنتجعاً للأثرياء مثل ميلانو على البحر الأبيض المتوسط التي ترمز إلى كيفية استعمار السياح لمنطقة ما.

جبن محلي الصنع في سردينيا (نيويورك تايمز)

لكن هل يمكن إنشاء صورة أكثر انسجاماً من السفر في الجنوب؟ مع السياحة المفرطة التي أصبحت الآن لعنة عديد من المواقع الإيطالية، زرت المنطقة وسألت السكان المحليين: ما الذي قد يشكّل مستقبلاً أفضل؟

قال سامويلي موسكاس، أحد مؤسسي «سابوريس»، وهو مطعم خلاّب ومقهى في مارينا: «هذه المدينة تتطوّر لتناسب السياح». يتميّز المطعم بمظهر باريسي رائع، ولكنه يقدّم قائمة طعام محلية وزواراً محليين، وهو واحد من كثير من المطاعم الحضرية في كالياري التي تنافس تلك الموجودة في المدن الإيطالية الكبرى. قدّم لي موسكاس الذي بدأ رحلته في «سابوري دي سردينيا»، وهو متجر قريب للأغذية، الذي كان يضم «سابوريس» وجاره القريب «بيبيت»؛ طبقاً من الهليون البري من شمال سردينيا، وأشار إلى أنني كنت الشخص الوحيد غير السرديني في غرفة الطعام. ثم قال: «لقد أنشأنا هذا المكان لمجتمعنا. ونرحّب بالسياح أيضاً، لكننا نريد منهم أن ينغمسوا في ثقافتنا، في مكان خاص بنا».

مقارنة بالمدن الإيطالية الأخرى، قد تبدو المواقع الثقافية في كالياري قليلة بعض الشيء، رغم أن المتحف الأثري يحتوي على مجموعة رائعة من القطع الأثرية النوراجية والفينيقية والرومانية القديمة في سردينيا، بما في ذلك الرماة النوراجيون المنحوتون على الحجر، والمعروفون باسم عمالقة «مونتي براما». وفي أماكن أخرى، هناك مواقع مثل «غياردينو سونورو»، وهو تركيب خارجي من منحوتات حجرية لصنع الموسيقى من قِبل الفنان المحلي «بينوكيو سيولا»، وكاتدرائية الباروك مع قبوها المقوّس المغطى بالبلاط الذي يُصوّر ما يقرب من 200 قديس.

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)

إنها مدينة يكون الاستمتاع بها بشكل أفضل من خلال التجول. يُعدّ شاطئ «بويتو» الذي يمتد لمسافة أميال مكاناً رائعاً للخروج في كالياري خلال الطقس الدافئ، مع نوادي الشاطئ ومطاعم المأكولات البحرية الكلاسيكية مثل مطعم «ريستورانتي كالاموسكا» على حافة الماء. تتجمع طيور الفلامنغو الوردية، وهي أكثر سكان المدينة تقديراً، بالقرب من مسطحات «مولينتارغيوس» الملحية. يتدفق السياح والسكان المحليون على حد سواء إلى حصن سانت ريمي، أفضل نقطة مراقبة في هذه المدينة ذات التلال المتحدرة. وفي وقت مبكر من المساء، تمتلئ ساحة «غيتانو أورو» بالشباب الذين يتجمعون حول بار «فينيريا فيلانوفا»، ويتوجهون لتناول العشاء في المطاعم الكلاسيكية مثل مطعم «تراتوريا ليليكو»، الذي يرجع تاريخه إلى عام 1938، أو أحد مطاعم الجيل الجديد مثل «ريتروبانكو»، و«وسابوريس».

في الوقت الحالي، لا تزال كالياري تبدو وكأنها مدينة تنتمي إلى سكانها، على عكس فلورنسا أو البندقية أو غيرهما من المدن التي يكتظ بها السياح. قال جوزيبي دي مارتيني، المدير العام لمطعم «ريتروبانكو»: «لكننا نريد زيادة الزوار هنا». وأضاف: «يجب أن تصبح كالياري عاصمة البحر الأبيض المتوسط».

يُعد جبن «لاي» سبباً كافياً لزيارة المنطقة. ففي «سينوس»، ورشته الصغيرة، يتبع تقليداً سردينياً قديماً لصنع الأجبان الطبيعية باستخدام الحليب الطازج من الأغنام التي تملكها عائلته. ويقول: «يُصبح الطعام المصنوع بطريقة واعية وسيلة لنقل الثقافة»، بينما كنا غارقين حتى مرافقنا في الحليب الساخن، ونسكب اللبن الرائب في وعاء نحاسي مسخن بالنار. يمكن للضيوف زيارة المتجر لتذوق أجبانه العتيقة الرائعة أو، كما فعلت، تجربة صناعتها بأنفسهم.

في منطقة «سولسيس» المجاورة، واجهت تفسيراً آخر لـ«سردينيا»، حيث يتم الجمع بين الحرف التقليدية والتصميم المعاصر بلا خجل. «بريتزايدا» هي الاستوديو الإبداعي لكل من «إيفانو أتزوري» و«كاير تشينڨن»، وهما مهاجران من كاليفورنيا وميلانو، يصممان وينتجان الأثاث مع الحرفيين المحليين. هذا الربيع، افتتح الثنائي «لوكسي بيا»، وهي مجموعة من بيوت الضيافة الحجرية المحيطة بها أشجار الزيتون والحقول الخضراء. أعادا بناء المساكن وفقاً للأسلوب التقليدي للمنطقة وملأوها بأسرّة «بريتزايدا» ذات الإطارات الخشبية المنحوتة المذهلة، وطاولات جانبية من الفلين المنحوت، وغير ذلك من القطع المعاصرة المصنوعة يدوياً.

طبيعة جميلة في واحدة من أكبر جزر إيطاليا (نيويورك تايمز)

لاحقاً، استقللت دراجة كهربائية للوصول إلى «تومبي دي جيغانتي»، وهو موقع «نوراجيكي» مع مسارات المشي لمسافات طويلة تطل على التلال المشجرة. تقع شواطئ الأحلام «بورتو بينو»، و«سو بورتو دي سو تريغو»، و«إيس سوليناس» في البحر الأبيض المتوسط على مسافة قصيرة بالسيارة، وكذلك مجتمع الصيد الغني بالتاريخ في جزيرة «سانت أنتيوكو»، المتصلة بالجزيرة الرئيسية عبر جسر بري رفيع.

في أعماق «سولسيس»، وهي منطقة معروفة بأعمال التعدين السابقة، وعلى طول الساحل الجنوبي الغربي، افتُتح «لو ديون بيسيناس» في مايو (أيار)، بوصفه فندقاً فخماً في مستودع سابق للتعدين، وهي محاولة طموحة لتحويل منطقة فارغة الآن من الصناعة إلى وجهة ذات طابع طبيعي. أصبحت الحديقة المحيطة جزءاً من درب المشي «سانتا باربرا»، باتباع المسارات التي كان يسير عليها عمال المناجم ذهاباً وإياباً من العمل. لكن موطن الجذب الحقيقي هو العزلة الرائعة للفندق وشاطئه المواجه للغروب، والمدعوم بشكل كبير ببعض أطول الكثبان الرملية في أوروبا «ربما الجزء الأكثر عزلة من ساحل سردينيا»، كما قالت المالكة «مارسيلا تيتوني»، التي قضت 10 سنوات في تجديد الفندق: «ما أفضل طريقة لإحيائه سوى من خلال الزوار وهذا العمل المفعم بالمحبة؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»