تحديد الموقع الجغرافي الدقيق لغزوة الخندق في المدينة المنورة

مصدر لـ«الشرق الأوسط»: الموقع سـيُهيأ ليكون من الوجهات الإثرائية للزوار

مسجد السقيا التاريخي في المدينة المنورة
مسجد السقيا التاريخي في المدينة المنورة
TT

تحديد الموقع الجغرافي الدقيق لغزوة الخندق في المدينة المنورة

مسجد السقيا التاريخي في المدينة المنورة
مسجد السقيا التاريخي في المدينة المنورة

كشف مصدر موثوق لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الجهات المعنية في المدينة المنورة، تمكنت من الوصول إلى الموقع الجغرافي الدقيق الذي جرت فيه أحداث «غزوة الخندق» والتي وقعت في العام الهجري الخامس بالقرب من المدينة المنورة، وذلك بعد دراسة دقيقة للأحداث التاريخية التي وقعت في صدر الإسلام.

ولم يفصح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن الموقع بشكل مباشر، إلا أنه أشار إلى أن الموقع الذي جرى تحديده يقع بالقرب من أحد التقاطعات الشهيرة في المدينة المنورة، متوقعاً أن تجري تهيئته ليكون من الوجهات الإثرائية لزوار المدينة المنورة من مختلف أقطار العالم, والمرتبطة بالسيرة النبوية.

مسجد الغمامة التاريخي

موقعة الخندق واهتمام الزوار

ويتوقع أن يشكّل الاكتشاف الجديد لـ«موقعة الخندق» بعد إعداده، محطة مهمة لكل الزائرين للمدينة المنورة والوقوف على أهم الأحداث التاريخية التي غيرت مجرى التاريخ، وتمكّن من خلالها المسلمون من صدّ أقوى الهجمات في تلك الحقبة، في حين سيضاف هذا الموقع إلى 8 مواقع جرى تهيئتها للزيارة، والتي منها مسجد الغمامة الذي صلى فيه النبي - عليه الصلاة والسلام - صلاة العيد عام 631 للميلاد، ومسجد الخليفة أبي بكر الصديق، ومسجد الخليفة عمر بن الخطاب، ومسجد السقيا، ومسجد بني أنيف، ومسجد الراية، وبئر غرس، وقصر عروة بن الزبير، وهو تل أثري متوسط الارتفاع تنتشر على سطحه الكسر الفخارية والحجارة البركانية.

وكانت السعودية قد أعلنت في وقت سابق، على لسان وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، عن تطوير أكثر من 100 موقع تاريخي في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع شركاء من جهات عدة ستعمل على تطوير هذه المواقع التاريخية بجودة عالية وجديدة.

ووقعت «غزوة الخندق» في مطلع شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة، عندما علم الرسول الكريم، بتجمع القبائل لمواجهته عسكرياً في المدينة المنورة، فاجتمع مع سادات الأوس والخزرج، وأبلغهم بما يجري وطرح عليهم الأمر وطلب المشورة، فأشار الصحابي سلمان الفارسي، بحفر خندق في الجهة الشمالية من المدينة، وهي الجهة الوحيدة المفتوحة على المدينة، حيث تحيط المدينة من الجهات الثلاث الأخرى الحرات، ليشرع النبي الكريم، بعد هذه المشورة والمسلمون في حفر الخندق الذي يُـقدّر طوله بحسب الروايات بـ5000 ذراع، وعمقه 7 أذرع، وعرضه تسعة أذرع.

مسجد السقيا التاريخي في المدينة المنورة

«رؤية 2030» وخدمة ضيوف الرحمن

وبالعودة إلى المصدر، فقد أكد أن «رؤية السعودية 2030» أخذت في حسبانها برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهو البرنامج الوحيد الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز دون البرامج الأخرى، من جوار الحرم المكي، موضحاً أن البرنامج يعمل مع 40 جهة حكومية لتطوير رحلة ضيوف الرحمن من الفكرة منذ لحظة التفكير في أداء العمرة حتى العودة لبلاده وتكون ذكرة مميزة.

وتابع، أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، يهدف لتمكين المزيد من المسلمين للقدوم إلى السعودية وأداء العمرة وتسهيل إجراءات وصولهم، وتيسير سبل وخيارات القدوم لأداء العمرة لمختلف فئـات ضيوف الرحمن، لافتاً إلى أن هناك مخرجات عدة من هذا الحراك، ومنها تسهيل التأشيرات، وزيادة عدد الرحلات، وتطوير مستوى الحفاوة والترحيب بضيوف الرحمن، إضافة إلى إطلاق منصة «نُسك» الإلكترونية، وهي منصة معتمدة عن طريقها يمكن إنهاء الإجراءات كافة.

30 مليون معتمر

ومن الأهداف التي يعمل عليها البرنامج زيـادة أعداد القادمين من الخارج لتأديـة العمـرة وزيارة المسجد النبوي، وزيادة الطاقة الاستيعابية لاستضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030 ونحو 15 مليون معتمر في عام 2025، ويبدو هذا الرقم قريباً جداً بعد أن أعلنت الهيئة العامة للإحصاء أن إجمالي أعداد المعتمرين خلال عام 2022 بلغ 24.715.307 معتمرين، من بينهم 9.517.829 معتمراً أدّوا العمرة لمرة واحدة.

ووفقاً للهيئة، فقد بلغ إجمالي عدد المعتمرين من الخارج (8.372.429) معتمراً، بينما بلغ إجمالي عدد المعتمرين من الداخل 16.342.878 معتمراً، وصل عدد السعوديين منهم إلى 6.642.881 معتمراً بنسبة 40.65 في المائة، في حين وصل عدد المعتمرين غير السعوديين من الداخل إلى 9,699,997 معتمراً بنسبة 59.35 في المائة.


مقالات ذات صلة

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق قرية غرب سهيل تجتذب الكثير من المصريين والأجانب (وزارة السياحة والآثار المصرية)

قريتان مصريتان ضمن قائمة الأفضل سياحياً

انضمت قريتان مصريتان لقائمة أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2024.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.