العَلَمين... سياحة مصرية بحلة جديدة

المدينة القديمة تُخلّد ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية

العلمين الجديدة على الساحل الشمالي الغربي لمصر (صفحة المدينة على فيسبوك)
العلمين الجديدة على الساحل الشمالي الغربي لمصر (صفحة المدينة على فيسبوك)
TT

العَلَمين... سياحة مصرية بحلة جديدة

العلمين الجديدة على الساحل الشمالي الغربي لمصر (صفحة المدينة على فيسبوك)
العلمين الجديدة على الساحل الشمالي الغربي لمصر (صفحة المدينة على فيسبوك)

دُرة ساحرة تتلألأ على البحر المتوسط بعد أن ارتبط اسمها طويلاً بالصحراء والحروب، أبراج شاهقة ومنتجعات فاخرة على أنقاض حقول ألغام... سيدهشك هذا التناقض للوهلة الأولى عند زيارة مدينة العلمين الجديدة في مصر، التي باتت حالياً بمثابة «عاصمة ساحلية» لمصر بصبغة ترفيهية حديثة، تشتهر بإطلالاتها المميزة على الساحل الشمالي الغربي للبلاد.

إطلالة مميزة لمدينة العلمين الجديدة على الساحل الشمالي الغربي لمصر (صفحة مدينة العلمين الجديدة على فيسبوك)

وتراهن مصر على العلمين الجديدة بوصفها وجهة تحمل مقومات السياحة الترفيهية، وجعلها وجهة مهمة لكثير من المصريين والسائحين العرب، حيث توفر أنماطاً جديدة من السياحة لم تكن متوفرة من قبل، بما يعمل على جذب الزائرين إلى تلك البقعة بما تضمه من شواطئ ومنتجعات ومراكز تسوق فاخرة، إلى جانب شهرة المدينة التراثية بالسياحة التاريخية، باحتضانها موقع «معركة العلمين» الشهيرة، التي لا تزال مقصداً للسائحين الأجانب بما تضمه من مقابر الجنود الأجانب الذين شاركوا بالحرب العالمية الثانية.

المقبرة الألمانية في العلمين مصممة على هيئة قلعة (وزارة الدفاع المصرية)

أين تقع العلمين الجديدة... وكيفية الوصول؟

العلمين الجديدة، هي أول مدينة مليونية في الساحل الشمالي الغربي لمصر، تقع داخل الحدود الإدارية لمحافظة مرسى مطروح على الطريق الدولي (الإسكندرية - مطروح)، وتمتد على البحر بمسافة 14 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها ما يقرب من 50 ألف فدان بعمق أكثر من 60 كيلومتراً جنوب الشريط الساحلي. وتعدّ المدينة إحدى مدن الجيل الرابع، حيث تتميز بضخامة المشروعات وحداثتها، وتشمل مراكز تجارية عالمية وأبراجاً سكنية وسياحية، وأحدث المشروعات التكنولوجية والعمرانية.

يسهل الوصول إليها من الإسكندرية، حيث تبلغ المسافة بين الإسكندرية ومدينة العلمين الجديدة 104 كيلومترات، في اتجاه غرب مدينة الإسكندرية، بينما تبعد المسافة بينها وبين القاهرة 261 كيلومتراً. ويمكن الوصول إلى العلمين من مطار برج العرب، الذي يبعد عن المدينة مسافة 89 كيلومتراً، أو من مطار العلمين الدولي، على بعد 35 كيلومتراً عن المدينة.

«مهرجان العلمين» يستهدف مليون زائر مصري وعربي (صفحة العلمين الجديدة على فيسبوك)

الإمكانات السياحية

سواء كنت ممن يحبون الاستمتاع بمشهد ومياه البحر، أو ترغب في التمتع بطقس ممتاز، أو كنت ممن يحبون السهر والتسوق والاستمتاع بالأمسيات في المطاعم المختلفة والكافيهات، تقدم لك العلمين الجديدة باقة من المراكز التجارية العالمية والأحياء المميزة، ما يجعلها نموذجاً مثالياً للسياحة الترفيهية، وأبرزها ما يلي:

ـ شاطئ العلمين الجديدة: تم تنفيذه بتوفير الخدمات التي سوف تحتاجها على أي شاطئ، يتضمن الشاطئ غرفاً لتغيير الملابس وتوجد حمامات في كل كيلومتر، تم إنشاؤها تحت الأرض لتجنب إعاقة المنظر الطبيعي للبحر.

ـ الحي اللاتيني: يقع في المنطقة الجنوبية في العلمين الجديدة بالقرب من منطقة الجامعات، ومجمع السينمات والمسرح، ومدينة التراث والثقافة.

متحف العلمين العسكري (وزارة الدفاع المصرية)

ـ تضم المدينة مجموعة من البحيرات المرتبطة بالبحر، كما أن ممشى الكورنيش السياحي بالمجان ودون رسوم دخول، ويضم مجموعة متنوعة من المطاعم والكافيهات.

ـ تشتهر بنشاط التجديف على مستوى العالم لموقعها المتميز على ساحل البحر المتوسط، وتستضيف المدينة سنوياً بطولة العلمين الدولية للتجديف.

ـ تضم المدينة حارات خاصة للدراجات بعرض 4 أمتار بطول الشاطئ.

المقبرة الإيطالية تضم رفات 4634 جندياً إيطالياً شاركوا في معركة العلمين (وزارة الدفاع المصرية)

مهرجان العلمين

انطلقت خلال الصيف الحالي فعاليات مهرجان العلمين، تحت شعار «العالم علمين»، بوصفه حدثاً ترفيهياً سنوياً هو الأكبر في الشرق الأوسط، الذي فتح أبوابه أمام الزوار لمدة 45 يوماً، وينتهي في 26 أغسطس (آب)، ومن المتوقع أن تستقبل المدينة خلال تلك الفترة ما يقرب من مليون زائر من داخل مصر والوطن العربي لحضور فعاليات المهرجان، التي تضم عروضاً ترفيهية، وفرقاً واتحادات دولية لرياضات مختلفة بأحداث المهرجان الرياضية، بالإضافة إلى حفلات غنائية وموسيقية لأبرز الفنانين من الوطن العربي، وعلى المستوى الدولي.

ويهدف المهرجان إلى لفت أنظار العالم إلى المدينة الجديدة بوصفها وجهة سياحية عالمية تروج للسياحة في مصر، وتعزيز النشاطات الثقافية والترفيهية لتقديم تجربة ممتعة للزوار، حيث يمكن لزائر المدينة خلال فترة المهرجان ممارسة كرة القدم الشاطئية، وسط مشاركة من نجوم كرة القدم المحليين والعالميين، والمشاركة في عروض الطائرات (RC)، وسباقات السيارات، والمشاركة في سباق «تراياثلون» الذي يضم 3 رياضات «السباحة وركوب الدراجات والجري»، إلى جانب عروض الأزياء.

الإقامة والطعام

تضم العلمين الجديدة مجموعة من الفنادق فئة 5 نجوم، التي تضم مرافق وغرفاً وأجنحة وإطلالات مختلفة ومطاعم على أعلى مستوى، وتقدم المأكولات المختلفة. ومن أبرز الفنادق: «ريكسوس العلمين»، و«كريستيل إن باي الماسة»، و«الماسة العلمين الجديدة».

ومن أهم المطاعم التي نرشحها لك: مطعم «نورماندي 2»، وهو أفضل مطعم للمأكولات الآسيوية، ويجهز أنواع السوشي تيبانياكي جميعها. ومطعم «بيتش جريل»، ويقع مباشرة على البحر، ويقدم الأكلات اللبنانية الشهيرة اللذيذة كافة، خصوصاً المأكولات البحرية.

العلمين الجديدة على الساحل الشمالي الغربي لمصر (صفحة المدينة على فيسبوك)

ماذا تزور في المدينة القديمة؟

شهدت مدينة العلمين التراثية القديمة عدداً من الأحداث المهمة، حيث دارت على أرضها «معركة العلمين» التي تعد إحدى أشهر معارك الحرب العالمية الثانية، التي وقعت بين دول الحلفاء ودول المحور في أكتوبر (تشرين الأول) 1942، وتحتضن المدينة تبعاً لذلك الإرث التاريخي معالم لسياحة الحروب وسياحة المقابر، التي تخلّد ذكرى ضحايا تلك المعركة، حيث تستقطب أعداداً كبيرة من السائحين، لا سيما أحفاد الجنود المشاركين بالحرب؛ لإحياء ذكرى أجدادهم.

مقابر الكومنولث

هي أشهر المقابر وأكبرها بين مقابر العلمين، قام بتصميمها البريطاني السير هيبير ورثينغتون، وافتتحها برنارد مونتغمري في أكتوبر 1954. تضم المقابر رفات 7367 جندياً ممن شاركوا في الحرب العالمية الثانية من بريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا وجنوب أفريقيا وفرنسا والهند وماليزيا، كما تشتمل على أسماء 11945 جندياً، الذين لم يتم العثور على أشلائهم، مكتوبة على الحائط.

المقابر الإيطالية

تقع المقابر على مسافة 5 كيلومترات غرب العلمين، قام بافتتاحها رئيس وزراء إيطاليا أمينتوري فانفاني في ‏9‏ يناير (كانون الثاني)‏ 1959‏‏، بينما صممها المهندس الإيطالي باولو كاشيا دومينيوني. تضم المقابر رفات 4634 جندياً إيطالياً شاركوا في معركة العلمين، كما توجد كنيسة صغيرة ومسجد وقاعة للذكريات ومتحف صغير، بالإضافة إلى لوحة تذكارية كتب عليها: «كرس لمثوى 4600 جندي وبحار إيطالي... الصحراء والبحر لا يعيدان الـ3800 المفقودين»، فضلاً عن تمثال يخلد ذكرى المعماري الذي شيد المقبرة، ومتحف صغير يحتوي على عدد كبير من القطع والملابس والأسلحة للجيش الإيطالي، وخرائط وصور فوتوغرافية تجسد مراحل الحرب.

المقابر الألمانية

أُنشئت المقابر الألمانية في عام 1959، حين قررت الحكومة الألمانية بناء مقبرة خاصة للألمان، بعدما ظلوا مدفونين بمقبرة واحدة مع الجنود الإيطاليين حتى عام 1956، وهي مصممة على هيئة قلعة مقسمة إلى 8 غرف، كل واحدة تضم رفات 600 جندي، كما تضم بعض النياشين العسكرية والصور الفوتوغرافية، ولوحة تذكارية تخلد ذكرى روميل، إلى جانب «أوتوغراف الزيارات» الموقع من كبار العسكريين من مختلف أنحاء العالم.

متحف العلمين العسكري

يتبع إدارة المتاحف العسكرية في وزارة الدفاع المصرية، وافتُتح للمرة الأولى في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، عام 1965، حينما أمر الزعيم الراحل بإنشائه تخليداً لدور مصر في معركة من أهم معارك الحرب العالمية الثانية، وتم تطويره وأُعيد افتتاحه في الذكرى الخمسين لمعركة العلمين، يوم 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1992، ثم خضع للتطوير وأُعيد افتتاحه مرة أخرى عام 2014.

يوثق المتحف معركة العلمين من خلال عرض مجموعة من الأسلحة، والمدرعات، والمجسمات التي تحكي معارك العلمين، بالإضافة إلى مجموعة مهمة من خرائط سير المعارك، وبعض المقتنيات الخاصة بقادة الجيوش. ويضم 6 أقسام رئيسية هي القاعة المشتركة، وقاعة مصر، وقاعة إيطاليا، وقاعة ألمانيا، وقاعة إنجلترا، ومركز القيادة، إلى جانب ساحة العرض المكشوف التي تعرض مجموعة من الأسلحة والمعدات الثقيلة الخاصة بقوات المحور والحلفاء. كما يمكن للسياح مشاهدة مجموعة قصاصات وخطابات وصور ومقتنيات شخصية التُقطت أثناء الحرب، وهي مهداة من أُسر الجنود والقادة الذين شاركوا في معركة العلمين، يوثق بعضها انطباعاتهم عنها وعن أصدقائهم الذين فقدوهم.


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
TT

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)

في وقت تتنامى فيه العلاقات الاقتصادية السعودية الإيطالية، أفصحت فيورينزا ليباريني، المديرة العامة لوكالة ميلانو الحكومية للسياحة، أن التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعززان فكرة توأمة ميلانو مع الرياض، ما يعمق التعاون في الأعمال والسياحة والأزياء والتبادل الثقافي، والاستفادة من نقاط القوة للمدينتين الديناميكيتين.

وقالت ليباريني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثير من الأشياء التي تتقاسمها السعودية مع إيطاليا، بدءاً من التقاليد الأصيلة وثقافة الطعام والفن، في ظل جهود متبادلة من كلا البلدين، لتوسيع الاستثمارات والعلاقات التجارية، وهي مهتمة جداً باستكشاف هذا البلد الساحر والانغماس الكامل في الثقافة الغنية والمتنوعة للمملكة».

تتقاسم السعودية مع إيطاليا التقاليد وثقافة الطعام (الشرق الأوسط)

توأمة سعودية إيطالية

قالت مديرة الوكالة، التي أنشأتها بلدية ميلانو وغرفة تجارة المدينة: «إن السعودية وإيطاليا دولتان عريقتان تشتركان في عدة قواسم مشتركة، لتاريخهما وتقاليدهما العريقة، مع امتلاكهما التاريخ العريق في الفن والثقافة والتراث والمناظر الطبيعية الخلابة والمأكولات ذات المستوى العالمي والكنوز الأثرية التي يجب اكتشافها».

وشدّدت على أن أوجه التشابه تخلق أساساً متيناً للتعاون المتبادل بين الجانبين بمختلف المجالات، مبينة أن المدينتين تشتهران بمشهدهما الاقتصادي وقطاعات الأعمال المزدهرة وجاذبية الاستثمار والتجارة الدولية، مع استضافة فعاليات الموضة الراقية من جميع أنحاء العالم.

السياحة الخضراء

شدّدت ليباريني على جعل ميلانو مركزاً للسياحة عالية الجودة ومستدامة اجتماعياً وبيئياً وثقافياً، حيث كانت في عام 2022 أول وجهة إيطالية تنضم إلى الحركة العالمية لاستدامة الوجهات، كشبكة تضم أكثر من 100 وجهة حول العالم، وتهدف إلى تحفيز التحول الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في المدن والمناطق.

ميلانو ثاني أكثر مدينة يزورها السياح بعد روما (الشرق الأوسط)

وتابعت: «في عام 2023، دخلت ميلانو قائمة أفضل 40 وجهة في مؤشر GDS، حيث أصبح تجديد السياحة بالنسبة لنا أمراً ضرورياً، خاصة في ضوء أولمبياد ميلانو - كورتينا 2026 المقبل. ويتمثل التحدي في إعادة التفكير في الطريقة التي نمارس بها السياحة، مع وضع احتياجات المجتمع المقيم والسياح في مركز اهتمامنا».

وتهدف ميلانو، وفق ليباريني، إلى تقليل نسبة الكربون فيها بحلول عام 2050 وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، مع الاستثمار في رأس المال الاجتماعي من خلال خدمات عالية الجودة، مع التركيز على تعزيز وسائل النقل العام، وتشجيع النقل بواسطة الدراجات والسيارات الكهربائية.

ووفق ليباريني، تتميز ميلانو بنظام النقل العام، الذي يضم 5 خطوط مترو وشبكة من خطوط الترام الشهيرة، مشيرة إلى مساعٍ جارية لتعزيز وسائل النقل العام من خلال إطلاق خط مترو جديد في سبتمبر (أيلول) 2024 بهدف تحسين الاتصال بالمدينة.

فيورينزا ليباريني المديرة العامة لوكالة ميلانو الحكومية للسياحة (الشرق الأوسط)

السياحة في ميلانو

ووفق تعبير ليباريني، فإن ميلانو تعد من أهم المدن الإيطالية من حيث السياحة، وتلعب دوراً مهماً في القطاع السياحي الحيوي للبلاد، في حين تعد إيطاليا كلها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم.

ولفتت إلى أن روما هي الأكثر استقبالاً للزوار، غير أن ميلانو تليها مباشرة بسبب مزيجها، الذي يجمع بين الموضة والتصميم والأعمال والمعالم الثقافية، مع وصول نحو 8.5 مليون سائح إلى ميلانو، وأكثر من 11.5 مليون سنوياً إلى ضواحيها، بما في ذلك بلدتا مونزا وبريانزا، وأشارت إلى أن عام 2023 كان أفضل عام على الإطلاق للسياحة في ميلانو.

التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعزز فكرة توأمة ميلانو مع الرياض (الشرق الأوسط)

وأضافت ليباريني: «شهدت ميلانو ارتفاعات قياسية في عام 2019، عندما استقبلت 7.5 مليون سائحاً، وشهدت ضواحيها زيارة 10.8 مليون سائحاً، ما يشير إلى جاذبية المدينة كمركز ثقافي واقتصادي مزدهر».

ولفتت إلى أن ميلانو تجذب السياح من خلال تنوع المعالم التاريخية فيها، بالإضافة إلى الأزياء والتصميمات والفنون والفعاليات الثقافية، ويساعد موقعها الجغرافي على ربطها بوجهات سياحية أخرى، مثل الجبال التي ستقام فيها الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية (ميلانو كورتينا 2026)، وشاطئ البحر في ليغوريا، والبحيرات مثل بحيرة كومو.

وتحتضن المدينة وادي السيارات، الذي يحتضن مصانع السيارات الإيطالية الكبرى، حيث يتيح الموقع للزوار استكشاف مجموعة متنوعة من التجارب والمناظر الطبيعية بسهولة، ما يعزز جاذبية المدينة كوجهة سفر.

وجهة سياحية عالمية

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 . فالسياح مدعوون لاستكشاف المباني التاريخية الرائعة والفيلات الحديثة، مثل فيلا نيكي كامبيليو أو فيلا إنفيرنيزي جوهرة فن الطهي، فيما تشتهر ميلانو بمشهد طهي غني يتراوح من المطاعم الإيطالية التقليدية في بورتا رومانا إلى أطعمة الشوارع الشرقية في الحي الصيني.

ميلانو مدينة غنية بالتاريخ وجاذبة لمحبي الأناقة والتسوق (الشرق الأوسط)

تجاوز التحديات

أقرّت ليباريني أن جائحة «كوفيد 19» خفّضت عدد قاصدي ميلانو بنسبة 73 في المائة في عام 2020، مقارنة بعام 2019، بينما شهدت مطارات لومباردي انخفاضاً كبيراً في الحركة الجوية، بوجود 13.3 مليون مسافر فقط في عام 2020، مسجلة انخفاضاً من 49 مليوناً في عام 2019، غير أن ميلانو تتطور باستمرار، فنجحت في التعافي من عمليات الإغلاق الناجمة عن الوباء، وحققت نمواً كبيراً في السياحة.

وكان عام 2022 عام الانتعاش السياحي الحقيقي، وبحلول شهر أبريل (نيسان) من ذلك العام، شهدت ميلانو أعداداً متزايدةً من الزوار، مقارنة بعام 2019، برغم التحديات، حيث شهدت العاصمة اللومباردية ما يقرب من مليون سائح في المتوسط شهرياً.

وتستهدف إعادة السياحة في ميلانو إلى مستويات ما قبل «كوفيد 19» خلال عام 2024، من خلال تنويع التدفقات السياحية في جميع أنحاء المدينة، كوجهة مثالية للأحداث والفعاليات الكبرى، والتطور، كمركز للأعمال والتكنولوجيا المالية والابتكار. وأشارت ليباريني إلى أن ميلانو ستكون من إحدى أفضل الوجهات السياحية العالمية في عام 2025.



ميلانو غنية بمعالمها التاريخية (الشرق الأوسط)

الصيف والشتاء في ميلانو

وقالت ليباريني: «نهدف إلى زيادة جاذبية ميلانو، وتوسيع عروضها من الناحيتين الكمية والنوعية وتشجيع الاستخدام الأكثر استدامة للمدينة، مع التركيز على مسارات جديدة لتنويع الثروة السياحية، لجعل السائحين يكتشفون لمحات غير مستكشفة من الواقع الحضري لميلانو خارج المسارات التقليدية».

إن كل حي لديه صفة المتميز الخاص به، وينتظر أن يتم اكتشافه من أجل تقدير هويته الفريدة، من خلال مجموعة غنية من الأنشطة والفعاليات على مدار العام، فيما يعدّ عيد الميلاد وقتاً ساحراً لاكتشاف المدينة.

وقالت ليباريني: «إن 7 ديسمبر (كانون الأول) هو يوم القديس أمبروز، وعندما يُقام العرض الأول لفيلم سكالا بشكل تقليدي، يصل سحر عيد الميلاد إلى ذروته في شوارع التسوق في ميلانو وفي الشوارع والساحات المزينة بالأشجار الرائعة والإضاءات التي تدعوك إلى التنزه في وسط المدينة».