كندا... «جحيم نهر الشيطان» و«جنة شلالات نياغارا»

دليلك لقضاء «إجازة» أسبوعين لا يمكن نسياهما

مونتريال كما تبدو من «مون رويال» الجبل الذي أخذت المدينة منه اسمها (الشرق الأوسط)
مونتريال كما تبدو من «مون رويال» الجبل الذي أخذت المدينة منه اسمها (الشرق الأوسط)
TT

كندا... «جحيم نهر الشيطان» و«جنة شلالات نياغارا»

مونتريال كما تبدو من «مون رويال» الجبل الذي أخذت المدينة منه اسمها (الشرق الأوسط)
مونتريال كما تبدو من «مون رويال» الجبل الذي أخذت المدينة منه اسمها (الشرق الأوسط)

هذه تجربة شخصية. قد لا تستهوي، أو تناسب، الجميع. لكنها تستحق. سأروي هنا تجربة أسبوعين في مقاطعتين كنديتين في مطلع أغسطس (آب).

بدأت المغامرة بـ«إغراء». دعوة إلى حفلة شواء (باربكيو) على ضفاف بحيرة في منطقة جبلية تبعد قرابة ساعتين بالسيارة من مدينة مونتريال الكندية. وبما أن الدعوة تتعلق بالطعام، جاء الجواب سريعاً بالموافقة.

انطلقت مجموعة المدعوين في الصباح الباكر في قافلة سيارات من مونتريال إلى «بحيرة القط» (Lac Chat) بمنطقة مون ترمبلان (تبعد أكثر من 150 كلم شمال مونتريال). للوصول إلى البحيرة لا بد من دفع رسم دخول، كونها تقع ضمن حديقة وطنية. كان المنظر رائعاً بالفعل. بحيرة خلابة وسط جبال شاهقة وأشجار وارفة. الطقس شديد البرودة صباحاً، كان قد بدأ يفسح المجال أمام جو أكثر دفئاً، بعدما نجحت الشمس في اختراق سحب الغيوم الكثيفة.

نهر الشيطان... تجديف وسباحة ومناظر خلابة (الشرق الأوسط)

كان كل ذلك يبشر بوليمة شهية في الطبيعة الخلابة. لكن اللحوم المشوية لم يحن وقتها بعد؛ فالساعة ما زالت التاسعة والنصف صباحاً. كان المدعوون أمام ثلاثة خيارات: تسلق جبل شاهق بجوار «بحيرة القط»، رحلة في النهر القريب الذي يحمل بالمناسبة اسماً مرعباً: «نهر الشيطان» (Devil’s River)، أو البقاء بجانب ضفة البحيرة مع «الباربكيو»، في انتظار عودة بقية الفريق من الجبل أو النهر. صوتت الغالبية مع رحلة النهر؛ فلم يكن هناك مجال للاعتراض. في الواقع، رحلة النهر ليست وصفاً دقيقاً لما حصل. كانت أشبه بمغامرة. يستأجر «المغامر» قارباً صغيراً (كاياك) يعمل بالمجذاف للانتقال من نقطة الانطلاق إلى نقطة الوصول. مهمة سهلة؟ ليست كذلك في الحقيقة.

نهر الشيطان ورحلة الكاياك المضنية (الشرق الأوسط)

كان قارب «الكاياك» يتسع لشخص واحد أو شخصين. أخذ أحد أبنائي قارباً بمقعد واحد، وأخذت آخر بمقعدين؛ لي ولطفلي الصغير. تزنَّر كل منا بسترة نجاة... وانطلقنا. كانت البداية من نقطة مياه جارفة يرتطم خلالها القارب بصخور وحصى، قبل أن يكمل طريقه عبر مجرى النهر. لم تكن انطلاقة سلسة، لكنها مرَّت بسلام (علمتُ لاحقاً أن هناك نقطة انطلاق أخرى أكثر صعوبة في أعلى النهر). كانت المياه الجارفة كفيلة في البداية بدفع القارب إلى الأمام. لكن الآن بات مطلوباً التجذيف للحاق ببقية الفريق. وبما أنني لست خبير تجذيف، وجدت نفسي أدور في حلقة. ضربة بالمجذاف يميناً، وأخرى يساراً... لكن عوض أن يتقدم «الكاياك» إلى الأمام، أخذ يدور حول نفسه. لم يكن تعلُّم قيادة القارب النهري سهلاً؛ فالأمر بحاجة ليس فقط إلى تقنية التجذيف يميناً ويساراً كي يكون مسار القارب مستقيماً، بل أيضاً إلى عضلات قوية بما يكفي للتجذيف لمسافات طويلة. وبما أن القلم أثقل الأغراض التي اعتدتُ حملها، فكان طبيعياً أن أشعر بالإجهاد سريعاً. وكان مطلوباً بالطبع أن ألحق ببقية القوارب التي سبقتني بمسافات طويلة، متجهة إلى نقطة الوصول. رغم عناء التجذيف، كان المنظر رائعاً، فالنهر يسلك مساراً عبر مناطق جبلية شاهقة، وتحيط بضفافه أشجار تشكل ما يشبه الغابة. وكانت السباحة في مياه النهر الباردة فرصة للاستراحة كلما لم يعد في اليدين حيل لإكمال التجذيف، وهو أمر تكرر مراراً خلال مغامرة «نهر الشيطان» التي تواصلت لست ساعات كاملة تم خلالها قطع 12 كيلومتراً من نقطة الانطلاق إلى نقطة الوصول. كانت الكيلومترات الخمسة الأخيرة الأصعب. كانت أشبه بـ«جحيم» لا يُطاق... وكنتُ بالطبع أيضاً آخر الواصلين. ولكن هل كانت الرحلة تستحق كل هذا العناء؟ نعم، بالتأكيد. كانت تجربة «الكاياك» لا تُنسى رغم أنها في «نهر الشيطان»... أما اللحم المشوي فبدا طعمه أكثر لذة بعد تجذيف لست ساعات متواصلة!

عدتُ لاحقاً إلى المنطقة ذاتها في رحلة ثانية، ولكن عوض حفلة الشواء والتجذيف في النهر، تطلبت التجربة تسلق منطقة جبلية في منتجع «مون ترمبلان» للتزلج. يأخذك «تلفريك» إلى منطقة أعلى في الجبل، ومن هناك تسير في أحراج صخرية تجري فيها أنهار وتتحدر على جنباتها شلالات. ومن أعلى الجبل، بدت البلدة، بأبنيتها الملوَّنة، في روعة الجمال، برغم أنها لم تتزين بعد بحلّتها البيضاء التي تحولها في فصل الشتاء إلى منتجع للمتزلجين.

نياغارا

في أي حال، سبقت رحلة «نهر الشيطان» بأيام رحلة أخرى، مضنية، لكنها لا تقل روعة. كانت الوجهة إلى «جنة» شلالات «نياغارا» بمقاطعة أونتاريوا. للوصول إلى هناك، تطلب الأمر قيادة السيارة لسبع ساعات تم خلالها قطع مسافة 700 كلم تقريباً من مونتريال بمقاطعة كيبيك المجاورة. بمجرد الوصول إلى نياغارا، لا يمكن للمرء، في الحقيقة، سوى أن يقف مشدوهاً أمام عظمة الطبيعة. فكمية المياه المتدفقة من نهر نياغارا نحو الشلالات لا يتصورها إنسان. كان انحدار المياه الجارفة من علو شاهق إلى أسفل الشلالات يولد طنيناً يصم الآذان. «سبحان الله... سبحان الله». تكررت هذه العبارة مراراً وأنا أقف مشدوهاً أمام هذا المنظر غير القابل للتصديق. شعرتُ بأن العبارة كانت تتكرر، أيضاً، على ألسنة كثيرين من بين مئات السياح الواقفين مشدوهين، مثلي، على حافة طريق بجوار الشلالات التي تنقسم إلى قسمين تفصل بينهما «جزيرة الماعز» (Goat Island). شلالات الضفة الكندية التي تُعرف بـ«شلالات حافر الحصان» (Horseshoe Falls)، أضخم بكثير من شلالات الضفة الأميركية الواقعة في ولاية نيويورك، المقابلة لمقاطعة أونتاريو، لكنها لا تقل عظمة. وفي حين يبلغ ارتفاع شلالات الضفة الكندية 57 متراً بعرض 670 متراً، يبلغ ارتفاع الشلالات الأميركية 58 متراً بعرض 320 متراً.

القسم الكندي من شلالات نياغارا (الشرق الأوسط)

ونتيجة طول المسافة من مونتريال، كان الوصول إلى نياغارا مع حلول ساعات المساء. لكن ذلك لم يكن سبباً لأي إحباط؛ فرؤية الشلالات ليلاً لا تقل إبهاراً عن رؤيتها نهاراً، خصوصاً أنها تتزين كل ليلة بأضواء ملونة تزيدها تألقاً وجمالاً.

شلالات نياغارا في الجانب الأميركي من كندا (الشرق الأوسط)

في صباح اليوم التالي، بدأت رحلة الاستكشاف الفعلية للشلالات. في البداية، تم القيام بجولة «ما وراء الشلالات»، حيث ينزل السائح بمصعد إلى موقع سقوط المياه لمشاهدتها وهي تتدفق من ارتفاع شاهق على بُعد سنتيمترات منه. ويمكن، بالطبع، الاستمتاع بالمنظر ذاته من سفن سياحية تقترب قدر الإمكان من موقع الشلالات. بعد ذلك، تم القيام بجولة على «ضفة النهر» حيث يمكن للسائح المشي بجوار النهر لمشاهدة المياه الآتية من صوب الشلالات وهي تتحول سيلاً جارفاً لا يمكن وقفه. بعد ذلك تم القيام بجولة في حافلة سياحية تتوقف عند معالم بارزة بين موقع الشلالات ومسار النهر. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مناسبة لزيارة قاعة تروي تاريخ نياغارا، وكيف تكونت الشلالات قبل ملايين السنين... لكن عليك هنا أن تحترس. فهذه الجولة تتطلب ارتداء ملابس واقية من الأمطار التي تتساقط عليك داخل القاعة لتنقل لك تجربة حية لتاريخ موغل في القدم.

وفي نياغارا مدينة خاصة بالألعاب («كليفتون هيل») تلبي خصوصاً رغبات صغار السن واليافعين، مثل سباقات السيارات، وركوب الدواليب الهوائية، وزيارة بيوت الأشباح المرعبة، وكذلك المنازل «المقلوبة» (نعم مقلوبة رأساً على عقب!).

تورونتو

بعد نياغارا، كان لا بد من زيارة مدينة تورونتو القريبة، ثاني أكبر مدن أميركا الشمالية بعد نيويورك. تُعتبر هذه المدينة مركزاً أساسياً للمال والأعمال في كندا، وفيها تتركز كبريات الشركات التي تتخذ من أبنيتها الشاهقة مقرات لها لتبدو وكأنها نسخة مصغرة من نيويورك نفسها. في المدينة، بالطبع، «برج سي إن» الذي كان مصنفاً على مدى 30 عاماً كأطول برج في العالم بارتفاع 553 متراً (بقي كذلك حتى عام 2009 عندما حل مكانه «برج خليفة» في دبي كأعلى بناء في العالم). ويمكن لمن لا يخشى الأماكن المرتفعة أن يجرب السير مربوطاً فقط بأحزمة أمان على علو 116 طابقاً في قمة البرج (EdgeWalk)، أو الاكتفاء بتناول الطعام في «مطعم 360» الذي تبدو من شرفاته الزجاجية أبنية تورونتو الشاهقة وكأنها مجرد أبنية عادية قزمة... مقارنة مع «العملاق سي إن».

مدينة تورونتو الشهيرة بـ«سي إن تاور» (شاتر ستوك)

تجربة التجوال سيراً في تورونتو لا بد منها. إذا لم تبهرك الأبنية الزجاجية الضخمة والمحلات الراقية في «شارع الملك» (كينغ ستريت)، يمكنك أخذ جولة في «شارع الملكة» (كوين ستريت) الذي يعج بالمطاعم الشعبية والحانات وأكشاك «البصارات» (قارئات الحظ)... ومحلات بيع الحشيشة! (نعم، بيع أنواع عدة من المواد المخدرة مسموح قانوناً، وليس فقط في تورونتو).

كما يمكن لزوار تورونتو أخذ جولة على كورنيشها البحري وتناول الطعام أو السهر في المطاعم والحانات المنتشرة على ضفاف بحيرة أونتاريو الجميلة.

رمال ذهبية وسباحة في بحيرة

في طريق العودة من تورونتو إلى مونتريال، كانت هناك جولة على مزارع نائية في أرياف مقاطعة أونتاريو، حيث يمكن شراء المنتجات الطازجة أو قطفها مباشرة من الحقول، كالخوخ والعنب والدراق والفراولة والبطاطا.

قبل الوصول إلى مدينة كينغستون، العاصمة القديمة لكندا والواقعة على الحدود الأميركية، كان هناك توقف عند منطقة «ساند بانكس»، وهي، كما يوحي اسمها، عبارة عن كثبان رملية على بحيرة أونتاريو الضخمة. كانت المياه صافية، بلا أمواج، لكنها شديدة البرودة. لم يمنع ذلك الراغبين من السباحة فيها، وإن كان ذلك محفوفاً بالمخاطر كما بدا من العلامات التي وضعتها السلطات المحلية كحدود تحذر من السباحة وراءها. كان الأطفال يصعدون إلى قمة التل فوق البحيرة، ثم يتسابقون في الركض نزولاً عبر كثبان الرمل قبل إلقاء أنفسهم في الماء. ومن لا يريد السباحة، كان يجول على ضفاف البحيرة، مستمتعاً بهذا المنظر الغريب الذي يحمل رمال البحر الذهبية إلى عمق بحيرة في قلب كندا! وليس هذا فقط، بل إن الابتعاد قليلاً عن ضفاف البحيرة ينقل الزائر إلى واحة خضراء تبدو وكأنها تقع في عمق صحراء نتيجة كثبان الرمال المحيطة بها.

«ساند بانك»... هدوء ما قبل العاصفة (الشرق الأوسط)

«جنة ساند بانكس» سرعان ما تحولت إلى شيء مختلف تماماً؛ فرغم أن السماء كانت صافية تماماً صباحاً، ظهرت فجأة غيوم سوداء من الطرف الآخر من البحيرة... وفتحت السماء أبوابها أمام برق ورعد وسيل من الأمطار التي فاجأت الزوار، سواء الذين كانوا يسبحون أو أولئك الذين كانوا يستمتعون بالشمس على ضفاف البحيرة. ورغم الهرولة سريعاً هرباً من العاصفة المطرية، فإن تجربة السباحة في البحيرة والسير على ضفافها الرملية كانت في الواقع تجربة لا تُنسى.

«سافاري بارك» زيارة تناسب العائلات والأطفال (الشرق الأوسط)

سافاري... ومتنزه

ولمحبي الحيوانات، تشكل زيارة «سافاري بارك» محطة لا بد. تقع هذه الحديقة على الحدود الكندية - الأميركية (على بُعد أكثر من 70 كلم جنوب مونتريال)، وهي تتضمن أقساماً للحيوانات المفترسة مثل الأسود والفهود التي يمكن رؤيتها؛ إما من وراء زجاج سميك أو من خلال السير على جسر خشبي عالٍ. وتتضمن الحديقة أصنافاً لا تُحصى من الحيوانات، مثل الفِيَلة والزرافات والحمار الوحشي، وكذلك الطيور على أنواعها وألونها.

الحيوانات تتجول بين سيارات الزوار في سافاري بارك (الشرق الاوسط)

لكن أجمل ما في الحديقة بالطبع يتطلب القيام بجولة «سافاري» بالسيارة التي تمر وسط غزلان وجمال وثيران بعضها بات أليفاً إلى درجة تناول الطعام من يد السياح... داخل سيارتهم.

وإذا كان جولة «السافاري» تستغرق نصف نهار أو أكثر، فإن نصف النهار الآخر يمكن قضاؤه في قسم الألعاب المائية التي تضم مسابح وأنابيب يمكن القفز بها من علو شاهق على غرار تجربة (Nile River tube ride).

مونتريال

وكما كانت مونتريال أول العنقود في الإجازة، فإنها كانت أيضاً آخره. المدينة سهلة التنقل بالقطار، رغم أنها لا تضم سوى ثلاثة خطوط لمترو الأنفاق. ويشكل التنقل بهذه الطريقة وسيلة أرخص وأسهل من البحث عن موقف للسيارة... وربما أسرع.

في مونتريال كان لا بد من تجربة متحف الخداع البصري (Museum of Illusions) الذي يبهرك بأفكار تجعلك تصل إلى اقتناع بضرورة عدم تصديق كل ما ترى؛ فالأشكال المعروضة أمامك تجعلك تجزم بأن ما تراه صحيحاً... لكن القيام بقياس بالقلم والمسطرة يجعلك تكتشف أنك على خطأ. تنظر إلى رسم متداخل لا تفهم منه شيئاً... وعندما تقرأ الشرح، تنظر مجدداً فترى الصورة جليَّةً أمامك. وإذا كانت تجربة الصور غير كافية، فإن المعرض يفسح في المجال أمام الزائر أن يجرب الخداع بنفسه... تدخل في نفق جامد، لكن ما إن تسير فيه حتى تجد نفسك تميل يميناً أو يساراً... أو هكذا يخيل إليك. وهناك العديد من تجارب الخداع الأخرى التي تستحق التجربة كون سرّها في تجربتها.

مونتريال كما تبدو من «مون رويال» الجبل الذي أخذت المدينة منه اسمها (الشرق الأوسط)

في مونتريال أيضاً، لا بد من زيارة جبل «مون رويال» الذي يُطلّ على المدينة ويقع ضمن حديقة عامة بها بحيرة جميلة وتلال تكسوها الحشائش والأشجار. وفي أعلى الجبل مقهى يمكن الاستراحة فيه والاستمتاع بمنظر المدينة و«نهر سان لوران» الذي يحيط بها من الجنوب. ولمحبي سباقات السيارات، يمكن بالطبع القيام بجولة بالسيارة في جزيرة نوتردام بمونتريال حيث تقع الحلبة الكندية في سباقات «فورمولا 1».

مونتريال تزخر أيضاً بمتاحف وكاتدرائيات وأسواق، بعضها شعبية كالمدينة الصينية، وبعضها فاخرة... وكلها يستحق زيارة. لكن الحقيقة أن أسبوعين فقط لا يكفيان سوى لاكتشاف النذر اليسير من أسرار كندا؛ فهي بمثابة قارة، وبالتالي فإنها تستحق وقتاً أطول بكثير من أسبوعين. بالنسبة لي، أسبوعان في مقاطعتين كنديتين كانا أكثر من كافيين، إذ إنني أشعر بإرهاق وبحاجة لـ«إجازة حقيقية»!


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
TT

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)

الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة؛ وذلك لأن لكل مدينة وقطاع في إيطاليا نكهتها الخاصة. لروما ألقها، فيها تشتم رائحة التاريخ قبل رائحة البيتزا، وفي مناطق الشمال تختلف المناظر ويختلف المطبخ، وفي صقلية تشعر وكأنك في بلد عربي وتتذوق نكهة الشرق في أطباقها... ولائحة الفوارق تطول.

ساحة جنوا وتمثال يجسّد أزمة المهاجرين في أوروبا (الشرق الأوسط)

رحلتنا الأخيرة إلى إيطاليا هذه المرة بدأت من جنوا (Genova) التي تعدّ واحدة من أهم المدن الإيطالية تاريخياً وثقافياً، وتقع إلى شمال غربي إيطاليا على الساحل الليغوري؛ فهي مهد كريستوفر كولومبوس وموطنه بحيث يعتقد بأن المستكشف الشهير وُلد فيها أو بالقرب منها، وهذا الأمر يعطي هذه المدينة مكانة بارزة في تاريخ الاستكشاف.

كامولي من مدينة لصيادي الأسماك إلى وجهة سياحية رائعة (الشرق الأوسط)

ومن جنوا وعلى بعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة وصلنا إلى منطقة نيرفي Nervi، حيث حططنا رحالنا لتكون هذه المنطقة نقطة اكتشاف أهم الوجهات السياحية القريبة وعلى رأسها منطقتا «سانتا مارغاريتا» ومرفأ «بورتو فينو» و«جنوا» و«كامولي».

يتميز كابيتولو ريفييرا بأثاثه الإيطالي الجميل (الشرق الأوسط)

أما عنوان الإقامة، فكان في أجدد فندق من فئة بوتيك وتكلله 5 نجوم، يستمد من الريفييرا الإيطالية اسمه ومن الذوق الإيطالي تصميمه، اخترنا «كابيتولو ريفييرا» Capitolo Riviera؛ لأنه عنوان إيطالي بامتياز ويتمتع بموقع مميز مباشرة على البحر وعلى بعد دقيقة مشي فقط من محطة القطار التي تساعدك على التنقل في جميع أرجاء ليغوريا براحة وسرعة تامة.

جنوا مدينة كريستوفر كولومبوس (الشرق الأوسط)

كابيتولو ريفييرا هو ثمرة جهد دام لأكثر من أربع سنوات لترميم وتغيير ملامح المبنى الذي كان في الماضي فندقاً أيضاً، لكن المالكين الجدد للمشروع من بينهم الرئيس التنفيذي باولو دوراغروسا وزوجته اللبنانية سابين غنطوس غيَّروا معالمه بشكل تام ليكون عنواناً راقياً ومميزاً في قطاع ليغوريا، لدرجة أن كل من زاره علق بأنه عنوان لا يوجد له منافس في تلك المنطقة نسبة للمفردات الإيطالية الراقية فيه المتمثلة بالديكور الإيطالي التي تعبق منه رائحة الجلد الطبيعي والأثاث المصمم خصيصاً للفندق من ماركة (تاكيني) و«ترو ديزاين» و«كاسينا» والبهو المفتوح والعصري والحديقة الخارجية وبركة السباحة التي تطل على المركز الصحي الذي تم حفره تحت الأرض بشكل يتناغم مع باقي أرجاء الفندق المؤلف من 37 غرفة.

الحدائق المحيطة بكابيتولو ريفييرا على الساحل الليغوري (الشرق الأوسط)

عندما تصل إلى المدخل يستقبلك فريق العمل بزي موحد وبتصميم جميل يتناغم مع ألوان اللوبي المميز بجدرانه وأسقفه الخرسانية والتي تركها مصمم الديكور مكشوفة ومن دون طلاء لتعطي نوعاً من الحداثة وتبث روحاً يانعة في المكان. الموظفون يتقنون لغات عدة بما فيها العربية ليكون التواصل أسهل بالنسبة للزوار من منطقة الشرق الأوسط.

اختيار هذا الفندق يناسب السياح الذين ينوون السفر من منطقة إلى أخرى في إيطاليا لأنه يقع في وسط مناطق سياحية عدّة قريبة يسهل الوصول إليها عن طريق السيارة أو القطار.

جنوا مدينة تاريخية عريقة (الشرق الأوسط)

وتقول سابين غنطوس إن الصعوبة كانت في بذل جهد كبير لخلق مشروع أنيق وبالوقت نفسه صديق للبيئة؛ ولهذا لا يوجد أي أثر للبلاستيك في الفندق وتم التركيز على خلق واحة خضراء تبدأ من بهو الفندق الرئيسي لتكون مرآة للمساحة الخارجية المليئة بالخضرة والأشجار، وأضافت غنطوس بأن المصاعب التي واجهتها مع زوجها باولو منذ بداية المشروع إلى جانب مستثمرين هو الحفاظ على هوية وكيان المبنى مع القيام بتوسيعه وحفر طابق إضافي تحت الأرض تم تحويله مركزاً صحياً وسبا وغرفاً للعلاجات مع مخرج مباشر إلى الحدائق وبركة السباحة.

البهو الرئيسي في كابيتولو ريفييرا (الشرق الأوسط)

ويضم الفندق أيضاً مطعماً مميزاً يطلق عليه اسم «بوتانيكو» Botanico يشرف عليه الشيف الإيطالي جيوفاني أستولفوني ويقدم فيه الغداء والعشاء، وأطباقه إيطالية تقليدية مع لمسة عصرية جداً، الأمر واضح من طريقة التقديم والوصفات التي يشدد فيها الشيف على الألوان، فلا تفوت على معدتك فرصة تذوق الريزتو مع البيستو الأشهر في جنوا المزين بالزهور القابلة للأكل التي تزرع في حديقة الفندق.

كامولي الشهيرة بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

الغرف تختلف فيما بينها من حيث الديكور والحجم، لكنها كلها تحمل نفس توقيع شركة تصميم الأثاث الإيطالية وتتمتع بشرفات تطل على الحديقة وبركة السباحة التي تصدح في أرجائها أنغام الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية لتعطي المكان رونقاً جميلاً يلفّ بظلال شجرة وارفة تتمركز في الوسط وتدور حولها حركة الضيوف والأثاث الخارجي.

أجمل ما يمكن أن تقوم به هو المشي بين ثنايا ممرات الشاطئ «باسيجياتا دي نيرفي» الممتدة على طول الساحل، حيث تستطيع الاستمتاع بإطلالات رائعة على البحر المتوسط، وفي نهاية هذا الممشى تصل إلى مرفأ نيرفي الصغير، القريب من المحال الصغيرة التي تبيع الأجبان محلية الصنع والبوتيكات المتخصصة ببيع الألبسة الإكسسوارات الإيطالية.

مرفأ كامولي في ليغوريا (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في نيرفي؟. حدائق نيرفي (Parchi di Nervi) تحتوي على مجموعة من الحدائق الجميلة التي تطل على البحر، مثل حديقة نيرفي (Giardino di Nervi) وحديقة سونيرمو.

. فيلا دوريا بوندام (Villa Doria Pamphili) قصر تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق واسعة. يمكن للزوار استكشاف المعمار الرائع والاستمتاع بالمشاهد الجميلة.

. كنيسة سانتا مارغريتا (Chiesa di Santa Margherita) كنيسة تاريخية جميلة تقع في قلب نيرفي. تتميز بتصميمها المعماري الفريد وتفاصيلها الجميلة.

. حديقة ميوسي (Parco della Musica) تقدم حفلات موسيقية ومناسبات ثقافية، وهي مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.

جنوا مدينة مليئة بالممرات الضيقة والمحال التجارية الصغيرة (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في جنوا؟

. تقع جنوا القديمة (Genova Vecchia) على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو القطار، يمكنك زيارة المعالم التاريخية مثل الكاتدرائية (Cattedrale di San Lorenzo) وقصر دوكال (Palazzo Ducale).تلقب بـ«لا سوبيربا» La Superba، والذي يعني «المتكبرة» أو «المهيبة»؛ وذلك بسبب تاريخها العظيم وقوتها الاقتصادية والسياسية خلال العصور الوسطى، عندما كانت جمهورية بحرية قوية تنافس مرافق بحرية أخرى مثل البندقية وبيزا.

أهم ما تشتهر به جنوا الميناء البحري، وهو واحد من أكبر وأهم المواني البحرية في إيطاليا وأوروبا. تاريخياً، لعب دوراً رئيسياً في التجارة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وما زال حتى اليوم مركزاً بحرياً مهماً.

ساحل ليغوريا في إيطاليا يزخر بالمناطق الجميلة (الشرق الأوسط)

تتميز المدينة بشوارعها الضيقة والمعروفة باسم «كاروجي» والمباني القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة. تضم المدينة الكثير من الكنائس والقصور التاريخية الفخمة، مثل قصر دوكالي وكاتدرائية سان لورينزو، وكلها مفتوحة أمام الزوار ويمكن الدخول إليها بسعر لا يتخطى العشرة يوروهات تخولك زيارة ثلاثة قصور.

أما بالنسبة للمطبخ فتشتهر جنوا بصلصة البيستو المصنوعة من الريحان الطازج والثوم والصنوبر وزيت الزيتون والجبن. وتشتهر أيضاً بخبز الفوكاشيا الرقيق المحشو بالجبل (تجدر الإشارة إلى أن طريقة أهل جنوا في تصنيع هذا الخبز تختلف عن باقي مناطق البلاد).

غرف نوم وديكورات صديقة للبيئة (الشرق الأوسط)

وتضم جنوا أيضاً الكثير من المعالم التاريخية والسياحية مثل المدينة القديمة والأكواريوم الذي يعدّ من الأكبر في أوروبا. بالإضافة إلى أسواقها الجميلة المخصصة للمشاة.

ماذا تزور في بورتو فينو؟. بورتو فينو (Portofino) تعدّ من بين أجمل الأماكن على الساحل الإيطالي، وتشتهر بالمرفأ الأشبه بخليج صغير يقصده أثرياء العالم بيخوتهم لتناول الغداء في أحد المطاعم المحاذية للماء والمطلة على المباني الملونة، ويعد مكاناً مثالياً للتنزه وتناول الطعام.

كامولي السياحية (الشرق الأوسط)

. سانتا مارغريتا ليغوريا (Santa Margherita Ligure) تقع بالقرب من بورتو فينو، وهي مكان رائع للتسوق وتناول الطعام والتمتع بالشواطئ.

«كامولي»:

بلدة صغيرة تقع في إقليم ليغوريا على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا، وتبعد نحو عشرين دقيقة من محطة القطار في نيرفي، تعدّ واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي تجذب الزوار بسبب جمالها الطبيعي ومعمارها الساحر، بالإضافة إلى ثقافتها البحرية العريقة. إليك أبرز مميزاتها:

تضم البلدة ميناءً تقليدياً صغيراً مخصصاً لقوارب الصيد واليخوت، وهو مكان مثالي للتنزه والاستمتاع بمشهد البحر والقوارب الملونة.

تشتهر كامولي بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

تشتهر كامولي بتاريخها العريق كقرية صيد، ولا يزال للصيد دور كبير في حياة السكان المحليين. يُقام في البلدة سنوياً مهرجان السمك (Sagra del Pesce)، حيث يتم قلي السمك في مقلاة ضخمة وسط الساحة.

المنازل في كامولي مطلية بألوان زاهية ومميزة، وهذه المنازل القديمة بنيت بشكل متلاصق ومتدرج على طول الساحل، وهو أسلوب يعكس الطابع التقليدي للمنطقة.

على الرغم من أن الشواطئ في كامولي صغيرة وصخرية مقارنة بالشواطئ الرملية، فإنها تظل مثالية لمحبي الغوص والسباحة بفضل مياهها الصافية.

البلدة مجهزة بعدد من الفنادق والمطاعم التي تقدم أطباقاً بحرية تقليدية، حيث يمكنك تذوق المأكولات المحلية الشهيرة مثل الباستا مع البيستو وفواكه البحر.