متاحف الفنون التشكيلية بالقاهرة... رحلة إلى الإبداع

«الفن المصري الحديث» و«عائشة فهمي» مقصدا الزائرين الأجانب

متحف الفن المصري الحديث (صفحة متحف الفن المصري الحديث على «فيسبوك»)
متحف الفن المصري الحديث (صفحة متحف الفن المصري الحديث على «فيسبوك»)
TT

متاحف الفنون التشكيلية بالقاهرة... رحلة إلى الإبداع

متحف الفن المصري الحديث (صفحة متحف الفن المصري الحديث على «فيسبوك»)
متحف الفن المصري الحديث (صفحة متحف الفن المصري الحديث على «فيسبوك»)

تعدّ العاصمة المصرية القاهرة وجهة مثالية لعشاق وذواقة الفن التشكيلي حول العالم، حيث عرف المصريون الفن التشكيلي بأنواعه منذ أقدم العصور، فالنحت والرسم والنقش من أهم ملامح الحضارة المصرية القديمة. كما شهدت مصر نهضة فنية منذ بدايات القرن العشرين، شكّلت ملامح واضحة في حركة التشكيل المعاصرة.

وتعدّ مصر من أهم الدول التي تجتذب المهتمين بالفن التشكيلي، بما تمتلكه من مجموعة كبيرة من المتاحف التي تضم أعمالاً فنية من مختلف التوجهات التشكيلية لأشهر الفنانين المصريين والعالميين. فمع تواجدك في القاهرة، يمكنك زيارة العديد من المتاحف المتخصصة، والاستمتاع بما تضمه من إبداعات فنية.

كما يمكنك إضافة هذه المتاحف إلى جدول زيارتك، ليس فقط لإضافة بعد ثقافي وفني لها، بل ترفيهي كذلك، حيث تشهد المتاحف الكثير من الأنشطة الترفيهية والثقافية والفنية من معارض تشكيلية وأمسيات وندوات وحفلات موسيقية وعروض سينمائية وغيرها.

قصر عائشة فهمي (صفحة مجمع الفنون على «فيسبوك»)

 

- متحف الفن المصري الحديث

متحف الفن المصري الحديث مقصد دائم للأجانب (صفحة متحف الفن المصري الحديث على «فيسبوك»)

يعدّ المتحف الواقع داخل حرم دار الأوبرا المصرية، واحداً من أهم المتاحف الفنية في الشرق الأوسط، حيث يتكون من 10 قاعات موزعة على ثلاثة طوابق، بالإضافة إلى عرض في الهواء الطلق في مقدمة المتحف لأعمال النحت كبيرة الحجم، ويضم المتحف آلاف القطع الفنية التي تمثل شتى التيارات الفنية منذ أوائل القرن العشرين وحتى الآن، التي تنتمي إلى مدارس الفنون السيريالية والتجريدية والتكعيبية.

والمقتنيات في المتحف تعدّ من القطع المُصادرة من القصور الملكية، ويبلغ عددها نحو 4288 قطعة فنية، وهي تتمثل فى مجموعة كبيرة من الزجاج البوهيمي ذات طابع شرقي في التذهيب ومجموعة زجاج إسلامي ممّوه بالمينا صناعة مصر من القرنين الحادي عشر والثامن عشر الميلاديين ومجموعة من الزجاج الروماني والزجاج الفرنسي، ومجموعة متنوعة من الخزف الإسلامي (المصري والإيراني والدمشقي والبخاري) والخزف الإغريقي والروسي والتركي والبورسلين الصيني من مختلف العصور.

والمبنى الحالي للمتحف أنشئ عام 1936، وكان يسمى «السراي الكبرى»، ثم تم تطويره عام 1991، ومرة أخرى في 2005. مواعيد الزيار من 10 إلى 4 يومياً عدا الاثنين والجمعة، وتبلغ قيمة تذكرة الزيارة 20 جنيهاً مصرياً للأجانب (أقل من دولار أميركي).

من مقتنيات متحف محمود مختار (موقع قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة)

- متحف محمد محمود خليل وحرمه

 

يعدّ أكبر متحف فني في مصر؛ إذ يحتوي على روائع الفن العالمي من تصوير ونحت وخزف، بإجمالي مسطح 538.75م2 وتحيطه حديقة تصل مساحتها إلى 2400م2 ويطل على نيل مصر من الجهة الشرقية، وتعود ملكية القصر إلى محمد محمود بك خليل، رئيس مجلس الشيوخ ووزير الزراعة الأسبق في مصر، الذي شيّده عام 1915م على الطراز الفرنسي.

عام 1954 انتقلت تبعية المتحف بمقتنياته كافة إلى وزارة الثقافة وفقاً للوصية الصادرة من أميلين هكتور لوس، زوجة خليل. والمتحف أحد أهم المتاحف في المنطقة العربية؛ كونه يضم مجموعة هائلة من روائع الفن العالمي، لكن تبقى مجموعة الأعمال الخاصة بفناني القرن التاسع عشر في أوروبا هي الأهم والأشهر؛ إذ يبلغ عددها 876 عملاً لأبرز فناني المدرسة التأثيرية (إدوار مانيه - ألفريد سيسلي - إدغار ديغاس - بيير أوجست رينوار - كاميل بيسارو - كلود مونيه - تولوز لوتريك - بول سيزان)، بالإضافة إلى أعمال فناني المدرستين الرومانسية والكلاسيكية.

أعيد افتتاح المتحف عام 2021 عقب تطويره، ويتضمن قاعة للعروض المتحفية المتغيرة لرواد الفن التشكيلي المصري والعالمي، وهي من أكبر القاعات المتخصصة في الشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحتها 340م2.

مواعيد الزيارة من 10 إلى 4 يومياً عدا الاثنين والجمعة، وتبلغ قيمة تذكرة الزيارة 100 جنيه للأجانب (نحو 3 دولارات).

من مقتنيات متحف عفت ناجي وسعد الخادم (موقع قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة)

- متحف محمد ناجي

 

يضم مجموعة من أعمال الفنان المصري محمد ناجي، الذي ينتمي إلى جيل الرواد الذين وضعوا أساس النهضة الفنية الحديثة، درس الفن في فلورنسا بإيطاليا، وبعد عودته قبيل الحرب العالمية الأولى أصبح ثائراً على الأساليب المدرسية والأكاديمية في الفن وظهر تأثره بالمدرسة التأثيرية، وفي أعماله يميل إلى ربط ماضي مصر الفني القديم بحاضرها، مع شغف بالطبيعة والارتباط بها. كما استلهم الرسم الحائطي عند المصريين القدماء.

عام 1952 شيّد الفنان مرسمه بمنطقة حدائق الأهرام (الموقع الحالي للمتحف)، وفي عام 1962 اشترت وزارة الثقافة المصرية المرسم تمهيداً لتحويله متحفاً، وقامت شقيقته الفنانة عفت ناجى بإهداء الوزارة أربعين لوحة زيتية من أعماله، ومجموعة كبيرة من رسومه التحضيرية، بالإضافة إلى متعلقاته الشخصية.

افتتح المتحف في 1968، وفي عام 1987 اقتنت وزارة الثقافة مجموعة أخرى من اللوحات الزيتية الخاصة بناجي، كما أهدت شقيقته مجموعة أخرى من رسومه للمتحف. وفي عام 1991 تمت إعادة افتتاح المتحف بعد تطويره.

مواعيد الزيارة من 10 إلى 4 يومياً عدا الاثنين والجمعة، وتبلغ قيمة تذكرة الزيارة 100 جنيه للأجانب (نحو 3 دولارات).

 

- متحف عفت ناجي وسعد الخادم

 

يقع بحي الزيتون بالقاهرة على مساحة 520 متراً مربعاً، وجاء إنشاؤه لحفظ تراث الفنانَين، باعتبارهما اثنين من أعلام الفن في مصر في النصف الثاني من القرن العشرين ورائدين في مجال الفن الشعبي ودراساته. يضم مجموعة من الأعمال الفنية للفنانين، تبلغ 198 عملاً، ومجموعة من القطع الفخارية الشعبية، بالإضافة إلى مكتبة خاصة بالفنانين بها كتب نادرة، كما تضم عدداً من رسائل الماجستير والدكتوراه.

تم افتتاحه لأول مرة عام 2001، ثم خضع لعملية تطوير وافتتح عام 2013. ويمكن زيارته من 10 إلى 4 يومياً عدا الاثنين والجمعة، وتبلغ قيمة تذكرة الزيارة 10 جنيهات للأجانب.

 

- مجمع الفنون بالزمالك (عائشة فهمي)

 

على الطراز الأوروبي، وعلى صفحة مياه النيل بحي الزمالك بالقاهرة، بُني قصر «عائشة فهمي» عام 1907، الذي انضم إلى هيئة الفنون والآداب المصرية عام 1976، وأُطلِق عليه اسم (مجمع الفنون)، ليبدأ دوره الفني البارز، حيث قدم مئات المعارض لفنانين عالميين، إلى جانب الندوات والحفلات الموسيقية والعروض السينمائية، وهو الدور الذي يمارسه حتى اليوم، مجتذباً آلاف الزائرين من عشاق الأصالة والعمارة والفنون.

يتكون القصر من طابقين، وحديقة واسعة تطلّ على النيل، في الطابق الأول يوجد بهو كبير تتفرع على جانبيه 4 غرف صُمّمت لتشغلها صالونات الاستقبال، حيث تتزين جدران الغرف والصالات بالحرير الراقي، وأعمال فنية نحتية وتصويرية يعود بعضها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لفنانين عالميين. وتتمتع النوافذ الخارجية بفنّ الزجاج المعشَّق بالرصاص، أما الأرضيات فهي من الباركيه المشغول، بينما توجد في الطابع العلوي مجموعة من الغرف ذات الطابع الأثري وتضم زخارف بديعة على الجدران والأسقف.

تم تجهيز الغرف لاستقبال الأعمال الفنية التي يحتضنها القصر من حين إلى آخر بأحدث وسائل العرض الفني والمتحفي، بعد أن خضع القصر لعملية ترميم وتجديد شامله، وافتتاحه عام 2017.

من أهم الأحداث التي يحتضنها المجمع سلسلة معارض «كنوز متاحفنا الفنية»، التي تتيح الفرصة لإعادة اكتشاف الإبداعات التشكيلية التي تروي أجزاء من قصة التاريخ الفني للحضارة الإنسانية، وهي السلسلة التي تجذب آلاف المترددين من المصريين والأجانب. زيارة القصر من 10 حتى 1.30، ومن 5.30 حتى 9.30. والدخول مجاني.

متحف الفن المصري الحديث (صفحة متحف الفن المصري الحديث على «فيسبوك»)

- متحف محمود مختار

 

هو أول متحف لمثّال مصري، وأنشئ تكريماً وتخليداً لذكراه وتقديراً لفنه ونبوغه، حيث يعدّ مختار هو المثَّال الأول في العصر الحديث الذي عبّر في أعماله عن شخصية مصر، وأعاد فن النحت ثانية في ثوب جديد منذ أن توقف الفن المصري بانتهاء العصر الفرعوني، حيث يعد تمثال «نهضة مصر» الشهير الذي يعبّر عن تمثال أبو الهول تجاوره فلاحة مصرية، هو أبرز أعماله.

يحتوي المتحف على 175 من أعمال مختار المنفذة بمختلف الخامات، بالإضافة إلى أدواته الخاصة التي كان يستخدمها في النحت، وكذلك وثائق وصور نادرة له، وأهم الجوائز والأوسمة العالمية التي حصل عليها.

يقع المتحف في مواجهة دار الأوبرا المصرية، إلا أنه قد تأسس بداية في مبنى مؤقت بخلاف الحالي، لكن عملت وزارة الثقافة والإرشاد القومي بداية من عام 1958 في أعقاب ثورة 1952 على إقامة بناء جديد خاص للمتحف، وهو الموقع الحالي للمتحف، وقد افتتح عام 1962.

خضع المتحف لعملية تطوير لنظم العرض المتحفي والإضاءة والنظم الأمنية وتم افتتاحه للجمهور عام 2012. يستقبل المتحف زواره للتعرف على أعمال المثّال الراحل من 10 إلى 4 مساء، عدا الاثنين والجمعة. وبلغ سعر تذكرة الزيارة 10 جنيهات للأجانب.

 

- متحف حسن حشمت

 

أقيم متحف الفنان حسن حشمت داخل الفيلا الخاصة به بمنطقة عين شمس بالقاهرة منذ عام 1960؛ فهو رائد ومؤسس مدرسة فنية شديدة الخصوصية، وأول من أنتج التماثيل الصغيرة التي تعبّر عن روح مصر بحاضرها وماضيها من البورسلين.

تبلغ مساحة الفيلا 1200م2، ويضم المتحف 235 قطعة نحتية وخزفية من إنتاج الفنان، بالإضافة إلى أصول بعض تماثيله ولوحاته الحجرية والخزفية. وقام الفنان بإهداء متحفه إلى وزارة الثقافة عام 1998 ليكون متحفاً ومركزاً ثقافياً.

خضع المتحف لعملية تطوير لنظم العرض المتحفي والإضاءة والنظم الأمنية، وتم افتتاحه للجمهور عام 2018، مستقبلاً ذواقي الفن للتعرف على أعمال المثال الراحل من 10 صباحاً إلى 4 مساءً، فيما عدا الاثنين والجمعة. ويبلغ سعر تذكرة الزيارة 10 جنيهات للأجانب.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
TT

«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)

تعدّ الصحاري من أكثر المغامرات إثارةً في العالم، فبعيداً عن الاعتقاد بأنها مجرد مساحات من الفراغ الشاسع، تكشف هذه الوجهات عن سلاسل جبلية وحياة برية فريدة، وثقافات تقليدية، ومناظر طبيعية خلابة مطلية بألوان نقية متنوعة.

وترتبط مصر في الأذهان بمجموعة من الأماكن الأثرية المتفردة المختلفة، لكنها إلى جانب ذلك تحتضن أمكنة لا مثيل لها، فهي أيضاً موطن «الصحراء البيضاء»، التي تتميز بعجائب جيولوجية تقدم للزائر مغامرةً فريدةً، تشعرك عبر تفاصيلها وكأنك تطأ كوكباً آخر؛ لذلك فهي مثالية للذين يبحثون عن قضاء عطلة لا تسقط من الذاكرة.

اُختيرت «الصحراء البيضاء» من قبل موقع «Trip Advisor» المختص بشؤون «السياحة والسفر»، لتتصدر المركز الأول لأفضل وأغرب 20 موقعاً سياحياً فريداً على مستوى العالم؛ فتلك الصحراء الواقعة في «واحة الفرافرة» بمحافظة الوادي الجديد، على مسافة نحو 500 كيلومتر من القاهرة، من أفضل المقاصد السياحية في مصر.

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

وتُعدّ الصحراء البيضاء «محمية متنزه وطني» وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (LUCN)، وتتلخص خصائصها في أنها من المَعالم الطبيعية المهمة، كما تعدّ مصدر دخل مهماً لأهل الواحات، فضلاً عن كونها تمثل قيمةً تاريخيةً وأثريةً كبيرةً.

يُغيِّر لك هذا المكان، الذي يشغل مساحة نحو 3 آلاف كيلومتر مربع، مفهومَك التقليدي للصحراء بوصفها «مجرد» مكان من الكثبان الرملية والحرارة المرتفعة؛ فحين تزورها تُفاجأ بأن اللون الأبيض يغطي معظم أرجائها؛ وهو سر تسميتها، تستقبلك تكويناتها الصخرية التي تتخذ شكلا ًسريالياً، بعضها على هيئة أشكال مألوفة مثل عيش الغراب، وبعضها يتمتع بأشكال غير معروفة؛ ما جعلها تشبه المناظر الطبيعية الثلجية.

سيأخذك المكان إلى عصور قديمة، تمتد إلى آلاف السنين، وستتخيل تلك اللحظات التي هبَّت عليها الرياح القوية خلال هذه العصور، وأسهمت في إنشاء هذه التكوينات.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

وأنصحك بمشاهدة هذه التكوينات النحتية عند شروق الشمس أو غروبها خصوصاً، فعندما تضيئها الشمس بظلالٍ ورديةٍ برتقاليةٍ، أو عندما يكتمل القمر، يضفي ذلك على المناظر الطبيعية مظهراً قطبياً وكأنه شبح ضخم، فتشعر بمزيد من أجواء الإثارة والمغامرة.

ستستحوذ الرمال المحيطة بالنتوءات الصخرية على اهتمامك، إذ ستجدها مليئة بالكوارتز، وأنواع مختلفة من البيريت الحديدي الأسود العميق، بالإضافة إلى الحفريات الصغيرة.

على مقربة من هذه التكوينات يوجد جبلان مسطحان يطلق عليهما بعض المرشدين السياحيين اسم «القمتين التوأم»، وهما نقطة رئيسية للمسافرين، وتعدّ هذه المنطقة وجهةً مفضلةً لدى منظمي الرحلات السياحية المحليين، حيث يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة من أعلى التلال المتناظرة المحيطة، التي تتخذ جميعها شكل تلال النمل العملاقة.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

بعد ذلك مباشرة، ستجد طريقاً شديد الانحدار؛ وهو الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى منخفض الفرافرة، ويمثل نهاية «الصحراء البيضاء»، لكن هذا لا يعني أن رحلتك انتهت؛ فثمة أماكن ونشاطات أخرى يمكن أن تمارسها.

يستطيع عشاق الحياة البرية، أو الاختصاصيون الاستمتاعَ بمشاهدة الحيوانات البرية النادرة المُهدَّدة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والكبش الأروي، كما تضم المحمية بعض الأشجار الصحراوية.

لا ينبغي أن تفوتك زيارة جبل الكريستال، وهو في الواقع صخرة كبيرة مكونة بالكامل من الكوارتز، ويقع الجبل بجوار الطريق الرئيسي، ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال الفتحة الكبيرة في منتصفه.

الصحراء البيضاء (أدوب ستوك)

أيضاً لا ينبغي أن تفوّت متعة تأمل السماء ومراقبة النجوم، انغمس في عجائب هذا المكان الرائع ليلاً، فعندما تتحول السماء إلى اللون الوردي ثم أعمق درجات اللون البرتقالي الناري، بعد الغروب، ستتلاشى الأشكال الصخرية، ويحل الصمت في كل مكان، في هذه اللحظة ستجد البدو يدعونك إلى الجلوس حول نار مشتعلة، والاستمتاع بالدجاج المدفون، وكوب الشاي الساخن، في أثناء التخييم بالمكان.