«كشمير السياحية» في دائرة الضوء لقادة مجموعة العشرين

تتميز كشمير بالجمال الطبيعي والثقافة الغنية وكرم الضيافة التي تقدمها لزوارها (الشرق الأوسط)
تتميز كشمير بالجمال الطبيعي والثقافة الغنية وكرم الضيافة التي تقدمها لزوارها (الشرق الأوسط)
TT

«كشمير السياحية» في دائرة الضوء لقادة مجموعة العشرين

تتميز كشمير بالجمال الطبيعي والثقافة الغنية وكرم الضيافة التي تقدمها لزوارها (الشرق الأوسط)
تتميز كشمير بالجمال الطبيعي والثقافة الغنية وكرم الضيافة التي تقدمها لزوارها (الشرق الأوسط)

سلّط اجتماع السياحة لمجموعة العشرين (G20) الضوء على الإمكانات السياحية لولايتي جامو وكشمير من الجانب الهندي، وتفاؤل الشعب الكشميري بهذه الفرصة، في ظل استضافة قمة مجموعة العشرين في كشمير التي جذبت اهتماماً عالمياً كبيراً، في خطوة غير مسبوقة من ناحية الإمكانات السياحية غير المستغلة بالمنطقة.

ووضعت التغطية الإعلامية الدولية، وحضور قادة العالم في القمة، كشمير في دائرة الضوء، ومنحها فرصة للظهور الذي تحتاجه لجذب السياح من جميع أنحاء العالم، واستقطاب اهتمام الزوار ومحبي السياحة والترحال، لاستكشاف الجمال الطبيعي والثقافة الغنية وكرم الضيافة التي تقدمها كشمير لزوارها.

وذكر بيان صادر من الحكومة الهندية أنه من أجل الاستعداد لاستضافة قمة مجموعة العشرين وضمان نجاحها، قامت الحكومة الهندية بالاستثمار في تطوير البنية التحتية الشاملة في منطقة كشمير بالهند، مضيفاً أن بناء وإنشاء الطرق والفنادق ومرافق المؤتمرات جرى لإنجاح استضافة الحدث الكبير من جهة، وتمهيد الطريق لتعزيز السياحة بشكل كبير ودعم مستقبلها في المنطقة.

وأشار البيان إلى أن تطوير البنية التحتية سيوفر تجربة سفر سلسة للزوار، ما يشجعهم على استكشاف المعالم السياحية المتنوعة في كشمير، بما في ذلك المناظر الطبيعية المدهشة من قمم جبال الهيمالايا، والوديان الخضراء، والبحيرات الهادئة، والمروج الخضراء، التي تجذب المسافرين الباحثين عن الجمال الطبيعي والتمتع بمنطقة (جامو وكشمير) وطبيعتها التي لا تضاهى، مع جبالها المغطاة بالثلوج وبحيراتها النقية، والوديان الخضراء، التي تمكن المنطقة من تقديم تجربة ساحرة لعشاق الطبيعة.

وتحظى ولاية كشمير بتراث ثقافي غني، بفنّها النابض بالحياة والحرف اليدوية والمأكولات المميزة، بالإضافة إلى الفنون التقليدية والموسيقى والمأكولات الشعبية، مع العروض السياحية في المنطقة، فيما ساهمت الجهود المبذولة من الحكومة في الحفاظ على التراث الثقافي لكشمير وتعزيزه، من أجل جذب السياح، وتمكين المجتمعات المحلية والحرفيين. الأمر الذي سينعكس على تعزيز نمو السياحة المستدامة وتعزيز التبادل الثقافي، بالإضافة إلى ذلك تقدم جامو وكشمير مجموعة من أنشطة المغامرات، تشمل رحلات التسلق والتزلج على الجليد، وصولاً إلى التجديف في الأنهار، والطيران بالمظلات.

ومن المتوقع أن يساهم عقد قمة العشرين في كشمير في زيادة الإقبال السياحي، وتنامي دخل الشركات والأفراد على حد سواء، وبالتالي ستعزز هذه الفرصة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية لشعب كشمير، وفي إحياء صناعة السياحة في المنطقة، حيث يعد هذا الحدث بمثابة حافز لترويج كشمير كوجهة سياحية آمنة وجذابة للزوار حول العالم، وإظهار جمالها الطبيعي وثقافتها الغنية وكرم الضيافة، في حين تهدف الهند إلى إحياء قطاع السياحة في المنطقة، باعتبارها وجهة سياحية مرغوبة للجميع، من خلال الاستفادة من المنصة العالمية لهذا الحدث المرموق.

وأبدى أفراد من الشعب الكشميري سعادة غامرة وسروراً تجاه فرص السياحة الواعدة والمتاحة في منطقتهم، وقالت أسماء، التي تسكن في سريناغر، التابعة لكشمير: «ستكون قمة مجموعة العشرين (G20) مساراً جديداً نحو التقدم من خلال انتعاش قطاع السياحة الترفيهية والثقافية والسينمائية والروحانية والمغامرة والمناسك الدينية والصحة، لدمج إقليم اتحاد كشمير اقتصادياً على الصعيدين الوطني والعالمي».


مقالات ذات صلة

محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

الخليج محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

زار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، مشروع منتجع «شرعان» في محافظة العلا (شمال غربي السعودية)، والتقى بالعاملين فيه.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق «بلد بيست» سيتيح لمحبي الموسيقى والثقافة فرصة استكشاف الإرث العريق لمنطقة «البلد» في جدة (ميدل بيست)

مهرجان «بلد بيست»... مزيج إبداعي موسيقي في «جدة التاريخية» أواخر يناير

تطلق منصة «ميدل بيست» النسخة الثالثة من مهرجان «بَلَد بيست»، في قلب مدينة جدة التاريخية (غرب السعودية) يومي 30 و31 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد جانب من فعاليات «موسم الرياض 2024» (واس)

قطاع الترفيه السعودي يواصل الصعود مع استقبال «موسم الرياض» لـ12 مليون زائر

استقبل «موسم الرياض 2024» منذ انطلاقه في 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكثر من 12 مليون زائر، أي خلال 69 يوماً بمعدل يومي يصل إلى 174 ألف زائر تقريباً.

زينب علي (الرياض)
يوميات الشرق تُعد فالنسيا أحدث جبهة في معركة إسبانيا ضد سوق تأجير العطلات (موقع المدينة)

إسبانيا تحظر التأجير المفرط للعقارات السياحية

إسبانيا واحدة من كبرى الوجهات السياحية في العالم حيث تستقبل أكثر من 80 مليون زائر سنوياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق إقبال كبير شهده معرض جدة للكتاب طوال عشرة أيام (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة.

«الشرق الأوسط» (جدة)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».