«لا تروح بعيد» تبرز تنوع الوجهات الصيفية في السعودية

منتجات سياحية متميزة وأنشطة نوعية تجذب الزوار

تملك السعودية وجهات جبلية بأجواء باردة تعزز تنافسية الصيف فيها (هيئة السياحة)
تملك السعودية وجهات جبلية بأجواء باردة تعزز تنافسية الصيف فيها (هيئة السياحة)
TT

«لا تروح بعيد» تبرز تنوع الوجهات الصيفية في السعودية

تملك السعودية وجهات جبلية بأجواء باردة تعزز تنافسية الصيف فيها (هيئة السياحة)
تملك السعودية وجهات جبلية بأجواء باردة تعزز تنافسية الصيف فيها (هيئة السياحة)

في وقت تشهد فيه البلاد حراكاً سياحياً كبيراً، أطلقت «هيئة السياحة»، الخميس، الحملة الموسمية لصيف السعودية، تحت شعار «لا تروح بعيد»؛ بهدف تقديم مجموعة واسعة من العروض والمنتجات السياحية المتميزة، التي تبرز تنوع الوجهات الصيفية الجبلية والبحرية في المملكة، وما تتضمنه من فعاليات وأنشطة نوعية لجذب الزوار من الداخل والخارج.

وقال وزير السياحة، أحمد الخطيب، إن السعودية أصبحت الوجهة السياحية الأسرع نمواً في العالم، وقد أثبتت قدرتها على أن تكون مقصداً للسياح من الداخل والخارج على مدار العام، مبيناً أن الحملة تبرز الميزات التنافسية للصيف في المملكة، التي تملك وجهات جبلية بأجواء باردة، وشواطئ ممتدة بأنشطة متنوعة على ساحل البحر الأحمر والخليج العربي، إضافة إلى تنظيم كثير من الفعاليات النوعية والمواسم الجاذبة.

تتيح السعودية أنشطة متنوعة في شواطئها الممتدة على ساحل البحر الأحمر والخليج العربي (هيئة السياحة)

وأضاف أن الموسم يشهد أكبر مشاركة من القطاع الخاص لتوفير أكثر من 1.8 مليون مقعد إضافي للرحلات الجوية، التي ستنطلق للوجهات الصيفية في السعودية، ولزيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية بما يزيد عن 15 ألف غرفة جديدة، وتقديم نحو 100 عرض ومنتج تم تصميمها خصيصاً لصيف هذا العام؛ لتلبية تطلعات مختلف شرائح الزوار من الداخل والخارج.

وتأتي حملة «لا تروح بعيد... روح السعودية» مع ترقب افتتاح المرحلة الأولى من المنتجعات السياحية بمشروع البحر الأحمر هذا العام، وتسارع إنجاز الأعمال في جزيرة سندالة بمدينة نيوم، واستقبال الدرعية التاريخية مليون زائر منذ افتتاحها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقضاء أيقونة كرة القدم العالمية ليونيل ميسي «سفير السياحة السعودية» إجازة عائلية في البلاد مؤخراً.

أثبتت السعودية قدرتها على أن تكون مقصداً للسياح من الداخل والخارج طوال العام (هيئة السياحة)

ويوفر الموقع الإلكتروني لمنصة «روح السعودية» تفاصيل برنامج الصيف، الذي يشمل الوجهات والمنتجات والتجارب والعروض والباقات المقدمة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».