الحزبان الكبيران ابتعدا عن «الوسطية»... وريغان غيّر توجه أميركا السياسي

رونالد ريغان مع حليفه الأقوى القس جيري فولويل زعيم جماعة "الغالبية الأخلاقية" المسيحية المتشددة (شاترستوك)
رونالد ريغان مع حليفه الأقوى القس جيري فولويل زعيم جماعة "الغالبية الأخلاقية" المسيحية المتشددة (شاترستوك)
TT

الحزبان الكبيران ابتعدا عن «الوسطية»... وريغان غيّر توجه أميركا السياسي

رونالد ريغان مع حليفه الأقوى القس جيري فولويل زعيم جماعة "الغالبية الأخلاقية" المسيحية المتشددة (شاترستوك)
رونالد ريغان مع حليفه الأقوى القس جيري فولويل زعيم جماعة "الغالبية الأخلاقية" المسيحية المتشددة (شاترستوك)

> يظهر تحليل لمركز «بيو» الأميركي أن تركيبة الكونغرس عام 1972 اختلفت عن الكونغرس الحالي، حيث ابتعد كلا الحزبين عن الوسط.

قبل خمسة عقود، كان 144 نائباً جمهورياً في مجلس النواب أقل محافظة (يمينية) من الديمقراطيين المحافظين، وكان 52 ديمقراطياً أقل ليبرالية من الجمهوريين الأكثر ليبرالية. إلا أن منطقة «التداخل الآيديولوجي» بدأت تتقلّص مع تقاعد الديمقراطيين المحافظين والجمهوريين الليبراليين، الذين أصبحوا على نحو متزايد غير متوافقين مع مؤتمراتهم الحزبية وناخبيهم، أو خسروا محاولات إعادة الانتخاب، أو في حالات قليلة، بدلوا أحزابهم. وبحسب التحليل، حدثت التحولات الآيديولوجية في الكونغرس جنباً إلى جنب، وربما بسببها إلى حد ما، مع التحولات الجغرافية والديموغرافية التي شهدتها الولايات المتحدة.

وفي حين يرفض المواطنون في البلدان المتقدمة تدخل رجال الدين في السياسة، بدا الأميركيون أكثر استعداداً لهذا التدخل، الذي يرجع في الأساس إلى تعدد وتشابك السياسة والدين داخل البلاد، حيث تعتمد كافة الفئات السياسية على الدين. واليوم، بدا أن التاريخ يعيد نفسه منذ اكتشف الإيفانجيليون الرئيس الأسبق رونالد ريغان، وذلك لدى النظر إلى تصاعد الدعوات اليمينية للتراجع عن التعديل الدستوري المتعلق بالمساواة في الحقوق المدنية، والمحافظة على العائلة والتقاليد العائلية، والدفاع عن القيم الأخلاقية والقيم الأميركية، الذي توج بتراجع المحكمة العليا عن الحق في الإجهاض.

لقد قاد ريغان «تغييرات» دينية كان من شأنها أن تغير التوجه السياسي في الولايات المتحدة. وبعد استمالته الأصوليين المسيحيين إلى داخل الائتلاف الحاكم، جرى دفع الحزب الجمهوري إلى الالتزام والتعهد بمحاربة الإجهاض والقبول بالعصمة التوراتية والردع الأخلاقي الحازم لكل سلوك سيئ مهما كان مصدره. وتحوّلت اليوم الحرب على المخدرات ومحاربة الجريمة إلى موضوعين رئيسين في التحريض السياسي. ولم تعد هناك أعذار للجريمة مثل الفقر نتيجة للعنصرية أو الأوضاع المعيشية الصعبة، بل ظهرت قناعات بأن على الأفراد - بغض النظر عن ظروفهم - تحمل عواقب أفعالهم... ما أدى إلى ارتفاع عدد من وضعوا خلف القضبان داخل السجون إلى خمسة أضعاف خلال الثمانينات والتسعينات فقط.

كذلك، شيد ريغان سياجاً من «الأطر الأخلاقية» ليحاصر ويهدد به برامج الخدمات الاجتماعية العامة التي احتفظت بتأثيرها حتى في عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، حين وضع حدّاً لبرنامج الإعانات الاجتماعية - الـ«ويلفير» - الذي رأى أعداؤه في حينه أن وجوده يشجع على الكسل والاختلاط الجنسي. ومع قدوم إدارة جورج بوش «الابن»، صارت التعابير والمواضيع الأخلاقية والدينية أكثر مباشرةً ووضوحاً، ولا سيما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.


مقالات ذات صلة

فريق ترمب ينظر إيجابياً إلى اتفاق وقف النار في لبنان

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في اجتماع مؤتمر الحزب الجمهوري 13 نوفمبر 2024 في واشنطن (أ.ب)

فريق ترمب ينظر إيجابياً إلى اتفاق وقف النار في لبنان

ذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» الإخبارية الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب اطلع على خطة وقف إطلاق النار في لبنان وينظر إليها بشكل إيجابي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مدرباً لإنتر ميامي (أ.ب)

الأرجنتيني ماسكيرانو مدرباً لإنتر ميامي

أعلن إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم تعيين الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مدرباً للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
العالم طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلّقان في تشكيل خلال عرض فوق الساحة الحمراء في موسكو بروسيا في 9 مايو 2018 (رويترز)

مقاتلتان روسيتان تعترضان قاذفتين أميركيتين قرب مدينة كالينينغراد الروسية

اعترضت مقاتلتان روسيتان من طراز «سوخوي 27» قاذفتين أميركيتين من طراز «بي - 52 ستراتوفورتريس» بالقرب من مدينة كالينينغراد الروسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعقد مؤتمراً صحافياً في ختام اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي بوسط إيطاليا في 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب) play-circle 01:03

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أنّ الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان «في مراحلها النهائية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جنود من الجيش الأميركي من الفرقة 82 يسيرون باتجاه قاعدة جوية أميركية بالقرب من أرلاموف في بولندا 5 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الأميركي يرصد طائرات مسيرة قرب قوات له في بريطانيا

قال الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، إنه تم رصد طائرات مسيرة فوق ثلاث منشآت عسكرية تستضيف قوات أميركية في بريطانيا وبالقرب منها منذ أسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وضع الليبراليين مُقلق في استطلاعات الرأي

 زارا فاغنكنيشت (رويترز)
زارا فاغنكنيشت (رويترز)
TT

وضع الليبراليين مُقلق في استطلاعات الرأي

 زارا فاغنكنيشت (رويترز)
زارا فاغنكنيشت (رويترز)

يحلّ حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف راهناً في المركز الثاني في استطلاعات الرأي للانتخابات الألمانية المقبلة، وتصل درجة التأييد له إلى 18 في المائة مقابل 33 في المائة للديمقراطيين المسيحيين، و15 في المائة للاشتراكيين، و11 في المائة لحزب «الخضر».

لكن اللافت أن الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي لا يحظى حتى الآن بنسبة كافية لدخوله البرلمان الفيدرالي، فتأييده يقف عند 4 في المائة فقط، علماً بأن القانون يشترط الـ5 في المائة حداً أدنى لدخول البرلمان. كذلك سقط حزب «دي لينكا» اليساري المتشدد دون عتبة الـ5 في المائة، إذ يسجل حالياً نسبة تأييد لا تزيد على 3 في المائة بعد انقسامه، وتأسيس زارا فاغنكنيشت حزبها الشعبوي الخاص، الذي لا يبدو أيضاً -حسب الاستطلاعات- أنه سيحصل على نسبة أعلى من 4 في المائة. بالتالي، إذا صدقت هذه الاستطلاعات، فإن أربعة أحزاب فقط ستدخل البرلمان المقبل من أصل سبعة ممثَّلة فيه اليوم. وسيقلص هذا الاحتمال الخليط المحتمل للمشاركة في الحكومة الائتلافية القادمة، بسبب رفض كل الأحزاب التحالف مع حزب «البديل لألمانيا» رغم النسبة المرتفعة من الأصوات التي يحظى بها. وعليه، قد يُضطر الديمقراطيون المسيحيون إلى الدخول في ائتلاف مع الاشتراكيين و«الخضر» مع أنهم يفضلون أصلاً التحالف مع الليبراليين الأقرب إليهم آيديولوجياً.