أجهزة ذكاء اصطناعي جذّابة في 2024... قد لا تحتاجون إليها

مشبك يعلّق على الملابس وكومبيوترات الوجه والمعصم

مشبك "أيه آي بن"
مشبك "أيه آي بن"
TT

أجهزة ذكاء اصطناعي جذّابة في 2024... قد لا تحتاجون إليها

مشبك "أيه آي بن"
مشبك "أيه آي بن"

مشبك ملابس مدعوم بالذكاء الاصطناعي بسعر 700 دولار وخدمة اشتراك... صحيحٌ أنّه منتجٌ لا فائدة منه ولكنّ هذا الجنون يحمل في طيّاته بعض الأمل.

أجهزة عصر «ما بعد الجوال»

تلاحق شركات التقنية الكبرى منذ العقد المنصرم حلماً واحداً وهو اختراع جهاز يحلّ محلّ الهاتف الذكي.

ولهذا السبب، طوّرت هذه الشركات أجهزة كومبيوتر للوجه والمعصم، ومكبرات صوتية لغرفة المعيشة، ونظارات للواقع الافتراضي.

صحيحٌ أنّ ساعات «أبل» الذكية، ومكبرات الصوت «أليكسا»، وخوذ «ميتا كويست» للواقع الافتراضي نجحت في اجتذاب النّاس، إلا أنّه لم يتمكّن أي من هذه المنتجات من إزاحة الهاتف الذكي عن عرشه في الحياة الرقمية.

جهاز "آر 1" من شركة "رابيت" مدعوم بالذكاء الصناعي

ولكن للحلم بقية! إذ ينتظرنا في عام 2024 بروز أجهزة جديدة مصممة لتحقيق الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي، تماماً كما فعل «تشات جي بي تي».

ومن هنا، يجب أن تتوقّعوا سماع الكثير هذه السنة عن كومبيوتر الذكاء الاصطناعي الذي يعلّق على ملابسكم، وأجهزة الذكاء الاصطناعي التي تُرتدى كعقد، وروبوتات الذكاء الاصطناعي، ولابتوبات الذكاء الاصطناعي مع مفاتيح الذكاء الاصطناعي، وحتّى هواتف ذكية بالذكاء الاصطناعي – والمزيد من أجهزة الكومبيوتر لوجوهكم، ومعاصمكم، وغرف معيشتكم، وفقاً لما تقوله شيرا أوفيدي المحللة التكنولوجية في واشنطن.

قد تصبح هذه الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من التقنيات الأكثر حديثاً في 2024، ومع ذلك، قد تكون التقنيات الأقلّ جدوى هذا العام.

قد تدعونا أجهزة الذكاء الاصطناعي هذه للسخرية منها ومن الدعاية المحيطة بها، ولكنّنا في الوقت عينه، يجب أن نشجّع أنفسنا على ممارسة الفضول الحذر.

قد تسمعون الكثير من الأحاديث التي لا معنى لها، ولكنّنا نرى في هذا الضجيج بعض الوعود التي ستذهب ربّما أبعد من الهاتف الذكي.

قلادة تجريبية للاستماع للاصوات

أدوات ذكية جديدة

لنتحدّث فيما يلي عن أجهزة الذكاء الاصطناعي، وما هو المفيد وغير المفيد منها.

ما أجهزة الذكاء الاصطناعي؟ وهل نحتاج إليها؟ تنقسم «أجهزة الذكاء الاصطناعي» إلى قسمين:

تعوّل بعض الشركات التقنية على تطوير أشكال جديدة من الكومبيوتر – نظارات، ومجوهرات، وروبوتات، أو حتّى ما يُشبه جهاز «البيجر» ولكن مع لمسة من الذكاء الاصطناعي.

وتُقدّم هذه الأجهزة للمستهلكين أيضاً على أنّها أقلّ تطفّلاً من الهاتف عند التقاط الصور، ومراسلة الشريك، أو حتى سؤال روبوت المحادثة عن توصيات للتبضّع.

ستكون هذه الأجهزة على الأرجح ناقصة، ومريبة، أو مبنية على أفكار مريعة – أو كلّ ما سبق ذكره.

نظرات ميتا المطورة

• مشبك «أي آي بن» (Ai Pin). يستدعي هذا المشبك الذي تثبّتونه على ملابسكم روبوت محادثة، ويستطيع تزويدكم بتوقعات الأرصاد الجوية بتسليطها على راحة يدكم باستخدام الليزر. يصل سعر هذا الدبوس المزوّد بكومبيوتر الذي طوّرته شركة «هيومن» إلى 699 دولاراً مع اشتراك سنوي في خدماته بقيمة 288 دولاراً.

وهو يبدو أقرب إلى دبّوس مزخرف جميل لن يرغب أي إنسان عاقلٍ بشرائه.

• ينطبق هذا الأمر نفسه على العقد التجريبي، وهو قلادة تسجّل كلّ ما تقولونه وتسمعونه ليعيد تشغيل المقاطع الجيّدة.

• نظارات بروبوت محادثة. وسمعنا أيضاً حديثاً شيّقاً في «وادي السيليكون» عن الإصدار الجديد من نظارات «ميتا» المدعومة بروبوت محادثة.

• نظارات بديلة عن الهاتف. بدوره، يعمل مصمم «آيفون» السابق جوني آيفي على جهاز مدعوم بالذكاء الاصطناعي بالتعاون مع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي الذي جرى فصله وإعادة تعيينه في «أوبن أي آي».

يشعر ألتمان نفسه ببعض القلق من أجهزة الذكاء الاصطناعي. وكان الأخير قد وصف معظم أفكار أجهزة الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بـ«السيئة جداً» خلال مقابلة أجراها مع صحيفة «وول ستريت جورنال» في أكتوبر (تشرين الأول) الفائت.

إنّ المشكلة في أي شيء يحاول «التفوّق» على الهواتف الذكية هي أنّ هذه الأجهزة مألوفة، ومفيدة، وشائعة ومتجذّرة في حياتنا.

ولكن لا يمكننا أيضاً أن ننكر أنّ تقدّم الذكاء الاصطناعي والإنترنت يستوجب تقدّم الأجهزة التي نستخدمها للوصول إليهما. يعمل إيفان سبيغل، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة المالكة لمنصّة «سناب شات»، منذ نحو عشر سنوات، على تطوير نظارات تجمع ما ترونه حولكم مع صورٍ رقمية.

يلتزم سبيغل الوضوح عند الحديث عن المدّة التي سيتطلّبها تطوير جهاز رائع أفضل من الهاتف الذكي وعن استحقاق هذا المسعى.

وقال سبيغل، في رسالة إلكترونية: «على الرغم من أنّ الهواتف الذكية باتت موجودة في كلّ جزء من حياتنا، لا نزال نشعر بأنّها تعوقنا عن الاستمتاع بتجربة استكشاف العالم. حان الوقت لشيءٍ جديد».

يعتقد سبيغل أنّ نظارات شركته، التي شهدت تحسّناً بطيئاً خلال السنوات الماضية، «ستقدّم تجربة حوسبة أكثر حيويّة يسهل مشاركتها مع الأصدقاء وتجذّرها في العالم الحقيقي».

هواتف وكومبيوترات بذكاء اصطناعي

أما الفئة الثانية من أجهزة الذكاء الاصطناعي فهي الهواتف الذكية ومكبّرات الصوت الذكية واللابتوبات وغيرها من الأجهزة التي يُعاد تصميم هيكلها الداخلي لتتيح لكم التكلّم مع روبوت محادثة، وتحسين صوركم باستخدام الذكاء الاصطناعي أو ترجمة مقطع فيديو من اليابانية بسرعة وسهولة.

نتوقّع أن يشهد هذا العام أيضاً تباهي شركة «سامسونغ» بهواتفها «غالاكسي» المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي ستصدر هذا الشهر على الرغم من أنّ هواتف أبل وبيكسل (غوغل) تشهد تغييرات منذ سنوات للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي.

قد يكون هذا النوع من إعادة تصميم الأجهزة أقلّ بريقاً، ولكنّه على الأرجح سيكون أكثر جدوى وفائدة من اختراعات الذكاء الاصطناعي الجديدة.

ولكن ننصحكم وبصدق بألا تعطوا اهتماماً للضجيج المحيط بالهواتف الذكية واللابتوبات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

يكفي أن تعرفوا أنّ الهاتف أو الكومبيوتر التالي الذي ستشترونه سيحتوي على قدرات ذكاء اصطناعي أكثر من سلفه، وأنّ كلّ ضجيج آخر قد تسمعونه ليس إلا فقاعات لتسويق هاتف أو لابتوب جديد ليبدو وكأنّه خارق.

وأخيراً، نقول لكم إنّكم على موعد مع الكثير من أجهزة الذكاء الاصطناعي التي لا تستحق الشراء، ولكن يجب ألا نغضّ النظر عن الحلم الذي تمثّله لأنّكم تستحقّون أفكاراً جديدة تقدّم لكم تجارب رقمية أكثر غمراً وأقلّ تقييداً.


مقالات ذات صلة

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

الاقتصاد تصاعد الدخان عقب الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة 11 أكتوبر 2023 (رويترز) play-circle 05:35

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

لم يعد الاقتصاد الإسرائيلي بعد عام من الحرب كما كان، بل دخل مرحلة جديدة مليئة بالتحديات الاقتصادية المعقدة.

هدى علاء الدين (بيروت)
تكنولوجيا شعار شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» (رويترز)

«أوبن إيه آي» تطلق واجهة جديدة باسم «كانفاس» لمنصة «شات جي بي تي»

أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» طريقة جديدة للتفاعل مع منصة محادثة الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» بواجهة مستخدم تسمى «كانفاس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
تكنولوجيا شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

يستقطب الذكاء الاصطناعي التوليدي استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو )
تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)

آفاق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات

آفاق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات
TT

آفاق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات

آفاق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات

يوضح أحد المسؤولين التنفيذيين في «غولدمان ساكس»، من أشهر المؤسسات المصرفيَّة في الولايات المتَّحدة والعالم، كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات.

لقد شهدنا مع تطور ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي ظهور تطبيقاته المتنوعة مثل «مساعد الذكاء الاصطناعي AIcopilot»، و«زملاء فريق الذكاء الاصطناعي AI teammates»، بل وحتى مساعد ذكي أطلق عليه «الرؤساء التنفيذيون بدوام جزئي في مجال الذكاء الاصطناعي» part - time AI CEOs!.

الذكاء الاصطناعي يخترق نسيج المؤسسات

إن هذا الاختراق المتزايد للذكاء الاصطناعي في نسيج مؤسساتنا التجارية يثير التساؤل حول متى سنرى الذكاء الاصطناعي يؤسس وجوداً في مجالس إدارة الشركات. وفي حين أنه من الصعب تخيل عالم يحل فيه الذكاء الاصطناعي محل أعضاء مجلس الإدارة من البشر بشكل كامل، يبدو من الواضح أن الأدوات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي ستؤثر على مستقبل مجالس إدارة الشركات.

«متفرج محايد غير عاطفي»

وكتب جورج سي لي (*) الرئيس المشارك لمعهد غولدمان ساكس العالمي أنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تنمية ثقافة المساءلة والصراحة والحوكمة الفعالة. وهنا السبب:

* الذكاء الاصطناعي كمتفرج محايد. زعم زميلي ماركو أرجنتي أخيراً أن المزيد من الطلاب في عصر الذكاء الاصطناعي يحتاجون إلى دراسة الفلسفة. ومن بين الأعمال التي ينبغي لهم أن يطلعوا عليها كتاب آدم سميث الأقل شهرة «نظرية المشاعر الأخلاقية». وكان سميث كتب عن مفهوم «المتفرج المحايد»، وهو مراقب افتراضي مطلع يصفه بأنه «العقل والمبدأ والضمير... الرجل الداخلي، القاضي العظيم والمحكم لسلوكنا»... إنه مراقب موثوق به وموضوعي، ومحامي الشيطان، وصوت العقل.

قد يكون الذكاء الاصطناعي قادراً بشكل فريد على الوفاء بهذا الدور المنطقي غير العاطفي، بما في ذلك داخل قاعات مجالس إدارة الشركات. يفكر في مسؤوليات أعضاء مجلس إدارة الشركات - الإشراف الواسع، وضمان الحوكمة السليمة، والولاء.

شراكة ذكية لوزن الأدلة المتضاربة

إن هذه الالتزامات تتطلب تجميع كميات هائلة من المعلومات، والقدرة على وزن الأدلة المتضاربة، وطرح أسئلة صعبة، وتقديم التوجيه في بيئات معقدة. وقد أصبحت الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي اليوم قادرة بشكل متزايد على الوفاء بهذه الأدوار وإضافة «صوتها» إلى مداولات مجلس الإدارة. ويضيف جورج سي لي أنه يدرك أن فكرة إدخال الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى قاعة مجلس إدارة الشركة قد تبدو متناقضة، حيث تتألف المجالس من أفراد من ذوي الخبرة والخبرة المحددة ذات الصلة – أي نوع الأشخاص الذين قد تعتقد أنهم لا يمكن استبدال الآلات بهم.

ولكن، قد يكون من الأفضل التفكير في الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً لهذه القدرات، ولكن أداة لتعزيزها، وتمكين المجالس من أداء مسؤولياتها بمساعدة شريك لا يعرف الكلل وحريص وغير عاطفي.

يمكن أن تتخذ هذه الشراكة أشكالاً عديدة. تخيل تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية تجاه بعض التحديات الأكثر صعوبة التي تواجهها مجالس الإدارة اليوم، أولاً من خلال تنويع الرؤى التي يمكن لأي مجلس الوصول إليها. قد يستلزم هذا نظاماً يعمل بالذكاء الاصطناعي ويستند إلى الحقائق البارزة المحيطة بأي مسألة معينة تتعلق بالمجلس أو قرار تجاري، والذي يمكنه تحليل اتجاهات السوق ومراجعات العملاء والديناميكيات التنافسية في دقائق.

إن مثل هذه الأداة قادرة على توسيع سياق أي مناقشة، وتقديم رؤى جديدة، وربط النقاط عبر تحليلات السيناريوهات المعقدة - والقيام بذلك دون قيود بشرية من التذكر المحدود. يمكن لهذه القدرة أن تزود أعضاء مجلس الإدارة برؤى مدفوعة بالبيانات من شأنها أن تساعد في اتخاذ قرارات أكثر موضوعية تستند إلى الأدلة، بدلاً من الحدس أو وجهات النظر الجزئية.

طرح أسئلة جديدة يثري المؤسسات

* طرح أسئلة جديدة. يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أيضاً توسيع محيط وعي مجالس الإدارة، وطرح أسئلة لم تكن تعلم أنها بحاجة إلى طرحها. يمكن أن يعمل اتساع ونطاق الذكاء الاصطناعي المضبوط جيداً على إثراء مناقشات مجلس الإدارة من خلال طرح مجموعة واسعة من الأسئلة التي تساعد في تعزيز الرقابة واختبار القرارات.

وبينما يجلب أعضاء مجلس الإدارة من البشر مجموعة من الخبرات والرؤى، فإن تعقيدات بيئة اليوم تتطلب خبرة واسعة وعميقة. وهنا يمكن للذكاء الاصطناعي دمج مجموعة واسعة من المعرفة وطرح أسئلة مهمة تساعد في تحديد المخاطر الجديدة وتوسيع نطاق القضايا التي يجب مراعاتها.

تحدي الميول والحساسيات البشرية

هناك أيضاً ميول بشرية طبيعية، مثل ديناميكيات القوة الشخصية، والتي تمنع أحياناً ظهور رؤى جديدة أو طرح أسئلة جديدة. بالنسبة لمجالس الإدارات، يمكن لديناميكيات القوة هذه أن تخنق المناقشة، حيث غالباً ما تتحدى طبيعة بعض العلاقات الإنسانية غير المريحة أعضاء مجلس الإدارة في أداء واجباتهم في الصراحة.

كما يمكن للحساسيات الشخصية، والممارسات الدقيقة للسلطة، ودرجات متفاوتة من الحيازة والخبرة أن تمنع المناقشة المباشرة والموضوعية. يمكن للذكاء الاصطناعي، غير المثقل بهذه التأثيرات الطبيعية، أن يساعد في ضمان التعبير عن «المخاوف غير المعلنة».

تخطيط لأحوال غير متوقعة

* التخطيط للأمور غير المتوقعة. يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تساعد مجالس الإدارات في التخطيط للأمور غير المتوقعة.

عندما سُئل هارولد ماكميلان (رئيس الوزراء البريطاني الأسبق - المحرر) عن أصعب جزء في كونه رئيساً للوزراء، أجاب، «الأحداث، يا عزيزي، الأحداث».

في هذا العقد، واجهت الشركات سلسلة من الأحداث التي كان من الصعب تخيلها ذات يوم. على سبيل المثال، جائحة وظهور الذكاء الاصطناعي. ولمساعدتهم في الاستعداد لمستقبل غير مؤكد، يمكن لمجالس الإدارة أن تفكر في استخدام أدوات تخطيط السيناريوهات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدتهم على اجتياز تعقيدات العمليات العالمية.

يمكن للنظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي محاكاة تأثير التغيرات السياسية، أو اضطرابات سلسلة التوريد، أو الابتكارات التكنولوجية على عمليات الشركة. من خلال طرح أسئلة حاسمة مثل «إذا حدث هذا، فماذا بعد؟»، أو «ما هي المخاطر التي لم نفكر فيها بعد؟»، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة مجالس الإدارة في إجراء تقييمات ديناميكية للمخاطر وإنشاء استراتيجيات بديلة.

قيود الهلوسة

* حدود التطور وآفاقه. الذكاء الاصطناعي اليوم بعيد كل البعد عن الكمال، ولا بد من مراعاة مجموعة واسعة من الاعتبارات قبل تقديم نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى مجلس الإدارة. فهناك قيود على هذه التكنولوجيا، بما في ذلك الهلوسة، والافتقار إلى القدرة على التفسير، والميل إلى تقليد التحيزات البشرية الأخرى المعبر عنها في بيانات التدريب.

رفيق وليس عضواً كاملاً في المجلس

وينبغي لهذه العوامل أن تدفع أعضاء مجلس الإدارة إلى النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره رفيقاً لمجلس الإدارة، وليس كأعضاء مصوتين أو مفكرين مستقلين، وكذلك معالجة مدخلات ومخرجات الذكاء الاصطناعي بفهم صحي لحدودها الحالية والحاجة إلى التحسينات المستمرة.

ويقع على عاتق مجالس الإدارة التأكد من تقييم وتنفيذ الحواجز والآليات المناسبة حتى تتمكن من الاستفادة بأمان من قدرات الذكاء الاصطناعي. ولا ​​تغير هذه العيوب حقيقة مفادها بأن جزءاً من واجب مجلس الإدارة هو تسخير الابتكار لصالح الشركة ومساهميها.

وتتمثل مسؤولية أخرى بالغة الأهمية تقع على عاتق مجالس الإدارة في التعرف على السياق الذي تعمل فيه شركاتهم والتكيف مع التغيرات. ففي الشركات الأميركية، هناك حاجة إلى مثل هذه القدرة على التكيف الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث تتعامل مجالس الإدارة مع بيئة الأعمال المعقدة والمتغيرة اليوم، وتتنقل بين الحقائق الاقتصادية والجيوسياسية والاجتماعية والتكنولوجية المتطورة.

إن مهمة أفراد مجالس الإدارة هي رسم طريق للمضي قدماً لشركاتهم. وقد توفر الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي نفس النوع من المتفرج المحايد ووجهات النظر الجديدة التي كتب عنها سميث منذ أكثر من 200 عام.

وبذا يمكن للبشر والآلات، بالعمل معاً، تحويل المفهوم الفلسفي إلى حقيقة.

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»