«مركبات طبيعية» تحسّن جودة حياة المدمنين وتعزّز سرعة شفائهم

دراسة سعودية حديثة تفتح آفاقاً جديدة في علاج الإدمان

«مركبات طبيعية» تحسّن جودة حياة المدمنين وتعزّز سرعة شفائهم
TT
20

«مركبات طبيعية» تحسّن جودة حياة المدمنين وتعزّز سرعة شفائهم

«مركبات طبيعية» تحسّن جودة حياة المدمنين وتعزّز سرعة شفائهم

تُعد مشكلة الإدمان من أخطر التحديات التي تواجه جميع الدول، أفراداً ومجتمعات، على مستوى العالم. ويواجه العالم اليوم انتشاراً مزداداً لهذه الظاهرة التي لا تؤثر فقط على الأفراد؛ بل تكمن خطورتها في قدرتها على تدمير حياة الأفراد وإحداث خسائر جسيمة للمجتمعات إذا لم تُعالج بشكل صحيح. وتمتد آثارها الصحية لتشمل أبعاداً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية.

إن معظم الأدوية المستخدمة، حالياً، لعلاج الإدمان تركز على إدارة الأعراض أو تقليل الرغبة في التعاطي، كما أن لها آثاراً جانبية طويلة المدى، ما دفع الباحثين لاستكشاف بدائل طبيعية تكون عديمة أو قليلة الأضرار.

إحصاءات عالمية

وفقاً لتقارير الأمم المتحدة ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC):

- يُقدّر عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، خلال عام 2021، بنحو 296 مليون شخص في العالم، بزيادة تبلغ نحو 26 في المائة مقارنة بعام 2010.

- نحو 11.2 مليون شخص يستخدمون المواد المخدرة عبر الحقن، ما يعرّضهم لمخاطر صحية خطيرة مثل الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الدم، كفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV).

- يشمل الإدمان تعاطي المواد المخدرة مثل الكوكايين، والهيروين، والحشيش، كما أن شرب الكحول والتدخين يُصنفان أيضاً ضمن هذا النوع من الإدمان.

- يشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن 3 ملايين وفاة تُعزى إلى الإفراط في استهلاك الكحول سنوياً.

مضاعفات الإدمان

المضاعفات الجسدية تشمل:

- تلف الجهاز العصبي: يؤدي الإدمان إلى اضطرابات عصبية مثل ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز.

- مشاكل الجهاز التنفسي: تحدث خصوصاً مع التدخين والمخدرات المستنشقة.

- تأثيرات على القلب: ارتفاع خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب.

- ضعف المناعة: يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض.

أما المضاعفات النفسية فتشمل:

- الاعتماد النفسي: يصبح الفرد غير قادر على التوقف عن السلوك أو العادة.

- الاكتئاب والقلق: تزداد احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية مع تفاقم الإدمان.

-الأعراض الانسحابية: مثل التوتر، والأرق، والاكتئاب الحاد عند التوقف المفاجئ عن الإدمان.

وتشكل المضاعفات الاجتماعية:

- تفكك الأسرة: يؤدي الإدمان إلى زيادة الخلافات الأسرية، وقد يصل الأمر إلى الطلاق.

- العزلة الاجتماعية: يشعر المدمن بالخجل والرفض من المجتمع.

- ارتفاع معدلات الجريمة: يلجأ البعض إلى السرقة أو العنف لتأمين المواد المخدرة.

وتشمل المضاعفات الاقتصادية:

- الخسائر الفردية: استنزاف المدخرات والوقوع في الديون بسبب الإنفاق على الإدمان.

- الخسائر المجتمعية: ارتفاع تكاليف العلاج والتأهيل، وزيادة الإنفاق على برامج مكافحة الإدمان.

كيف نواجه الإدمان؟

الإدمان مشكلة متعددة الأوجه تتطلب تعاوناً مشتركاً بين الحكومات والمؤسسات الصحية والتعليمية والمجتمعات المحلية. وبالوعي والعلاج والدعم، يمكن تقليل آثار هذه الظاهرة والحد من تأثيرها السلبي على الأفراد والمجتمع ككل. ومن ذلك:

- التوعية والتثقيف: تنظيم حملات توعية مكثفة حول أضرار الإدمان، تستهدف المراهقين والشباب بشكل خاص. إدراج موضوعات عن الإدمان ومخاطره في المناهج الدراسية.

- العلاج الطبي والنفسي: توفير برامج علاجية شاملة تشمل إزالة السموم (Detox) والعلاج النفسي والسلوكي. دعم مراكز التأهيل وإعادة الدمج المجتمعي للمتعافين من الإدمان.

- دعم الأسرة والمجتمع: توفير دعم عاطفي من العائلة والمقربين. تشجيع الأنشطة البديلة مثل الرياضة والفنون لتنمية مهارات جديدة تبعد الفرد عن الإدمان.

- تعزيز القوانين: تطبيق قوانين صارمة لمكافحة الاتجار بالمخدرات والمواد المسببة للإدمان. توفير رقابة على بيع المواد الكحولية والسجائر ومنع بيعها للقُصَّر.

الدكتورة مها ابراهيم
الدكتورة مها ابراهيم

دراسة علمية حديثة

قدمت الدكتورة مها إبراهيم اختصاصية أمراض الدم - رئيسة وحدة الأبحاث في المؤسسة الطبية العلمية للأبحاث والتطوير (MSF)، وعضوة وباحثة في كرسي الطب النبوي بجامعة الملك عبد العزيز، دراسة علمية متعددة المحاور، حصلت منها على براءة اختراع أميركية برقم (US Patent No 11744869B1)، تؤكد إمكانية تحويل النتائج المخبرية في الدراسة إلى منتج يمكن استخدامه على نطاق واسع.

تستعرض هذه الدراسة الابتكارية تأثير مزيج مستخلص «الكافيار» (بيض السمك) Fish Roe (FR) وحبة البركة Nigella Sativa (NS) في علاج الإدمان، بناءً على التجارب المخبرية التي تُظهر فاعلية هذا النهج العلاجي في تحسين السلوكيات الإدمانية والنواقل العصبية في الدماغ.

تمثل هذه الدراسة أهمية بالغة في علاج الإدمان، فهي توفر بديلاً آمناً ومستداماً من الاستخدام المبتكر للمركبات الطبيعية، حيث يُعد «مزيج الكافيار» (بيض السمك) وحبة البركة مقاربة جديدة غير تقليدية لعلاج الإدمان، كما تركز الدراسة على النواقل العصبية، فهي تسلط الضوء على دور الدوبامين والسيروتونين، اللذين يلعبان دوراً رئيسياً في السلوك الإدماني.

وأوضحت الدكتورة مها إبراهيم منهجية تصميم الدراسة، بأنه تم تقسيم الفئران المستخدمة في مرحلة التجارب إلى 5 مجموعات: مجموعة ضابطة غير مدمنة، ومجموعة مدمنة غير معالجة، ومجموعة مدمنة عولجت بمستخلص الكافيار (FR). ومجموعة مدمنة عولجت بحبة البركة (NS)، وأخيراً مجموعة مدمنة عولجت بمزيج من الاثنين. (FR-NS)

وقد ركزت الفحوصات الرئيسية على الآتي:

- قياس السلوك الإدماني: حيث تم قياس عدد «النقرات بالأنف» (Nose-pokes) بوصفه مؤشراً على الرغبة في التعاطي، واستُخدم في ذلك نموذج علمي متكرر لمدة 7 أيام قبل العلاج، و7 أيام بعده لقياس التغيرات السلوكية.

- تحليل النواقل العصبية: حيث تم قياس تركيز الدوبامين والسيروتونين في الدماغ باستخدام تقنيات متقدمة مثل «HPLC».

- المعايير الفسيولوجية: حيث تم تحليل وظائف الكبد والكلى لضمان سلامة العلاج.

واستخدمت في تحليل نتائج الدراسة المخططات البيانية (Graphs) لعرض البيانات السلوكية والكيميائية، مع تحليل بياني لتوضيح الفروق بين المجموعات.

براءة اختراع الدكتورة مها ابراهيم
براءة اختراع الدكتورة مها ابراهيم

نتائج البحث

وأظهرت النتائج:

-تحسين السلوك الإدماني: فقد أظهرت الفئران المعالجة بالمزيج (FR-NS) انخفاضاً بنسبة 70 في المائة بعدد النقرات بالأنف، مقارنة بالمجموعة المدمنة غير المعالجة، مما يشير إلى تقليل الرغبة السلوكية للإدمان.

- تحسين التركيب الكيميائي للدماغ: حيث أظهرت النتائج ارتفاع تركيز هرمون الدوبامين بنسبة 45 في المائة مقارنة بالمجموعة المدمنة، ما يدل على تحسين نشاط النظام العصبي المركزي، وكذلك ارتفاع تركيز هرمون السيروتونين بنسبة 35 في المائة، مما يسهم في تحسين المزاج وتقليل القلق المرتبط بالإدمان.

- السلامة الفسيولوجية: لم يُظهر أي من المجموعات المعالجة أي تغيرات سلبية في وظائف الكبد أو الكلى، مما يعكس أمان استخدام المزيج الطبيعي.

وأشارت الدكتورة مها إبراهيم إلى أن نتائج هذه الدراسة توضح دور مستخلص «الكافيار» (بيض السمك) الذي يحتوي على أحماض أمينية أساسية و«أوميغا-3»، في تعزيز إنتاج النواقل العصبية وحماية الخلايا العصبية من التلف الناتج عن الإدمان. كما توضح دور مستخلص حبة البركة (NS) الذي يحتوي على «الثيموكينون»، أحد المكونات النشطة الرئيسية، الذي يعمل مضاداً قوياً للأكسدة والالتهابات، مما يقلل من تأثير الإجهاد العصبي.

مزيج غذائي يحمي الخلايا العصبية من التلف والإجهاد العصبي الناتجين عن الإدمان

مزيج علاجي

إن التكامل في المزيج المكون من مستخلص بيض السمك (FR) ومستخلص حبة البركة (NS) يوفر تأثيراً متكاملاً يشمل تعزيز التوازن الكيميائي في الدماغ، وتقليل الأضرار السلوكية الناتجة عن الإدمان. ويمكن تلخيص آثاره الإيجابية فيما يلي:

- أثبتت حبة البركة (Nigella Sativa) قدرتها على تقليل الرغبة في تعاطي المواد الأفيونية على مدى فترة طويلة، ما يجعلها مفيدة لإدارة الإدمان على المدى الطويل.

-كما أنها تساعد في تقليل شدة أعراض الانسحاب المرتبطة بالإدمان.

- يمكن أن تسهم تركيبة المزيج في تقليل الرغبة لدى الأفراد الذين يخضعون لعلاج الإدمان أو في مرحلة التعافي.

- قد يوفر دعماً خلال برامج التعافي من الإدمان بوصفه نهجاً تكميلياً.

- تحسين الصحة العامة والرفاهية، حيث يسهم المزيج المستخلص من مسحوق «الكافيار» وزيت حبة البركة في الحفاظ على الصحة العامة، ويفيد في عملية التعافي بشكل عام.

- يوفر الدعم بمضادات الأكسدة، حيث يحتوي زيت حبة البركة على مادة الثيموكينون، التي توفر خصائص مضادة للأكسدة قد تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي المرتبط بتعاطي المواد وأعراض الانسحاب.

- يدعم صحة القلب والأوعية الدموية، فقد تقدم الأحماض الدهنية «أوميغا-3» المستخلصة من مسحوق «الكافيار» فوائد لصحة القلب والأوعية الدموية، وهو ما يمكن أن يكون ذا قيمة، خصوصاً للأفراد الذين يتعافون من تعاطي المواد.

وبالمقارنة مع العلاجات التقليدية، نجد أن هذا المزيج الطبيعي، على عكس الأدوية مثل «الميثادون» و«البوبرينورفين»، يوفر خياراً من دون آثار جانبية، ويقلل من خطر الاعتماد عليه.

والجدير بالذكر أن لهذا المزيج تطبيقاً عملياً، حيث يمكن استخدامه منتجاً مكملاً غذائياً أو جزءاً من برنامج علاجي شامل للإدمان.

وتحتاج هذه الدراسة مثلها مثل باقي الدراسات العلمية، لإجراء دراسات أوسع تشمل عينات بشرية لتأكيد النتائج، إضافة إلى فهم الآليات الجزيئية بالتفصيل لتطوير أدوية تعتمد على المكونات النشطة.

ختاماً، تثبت هذه الدراسة فاعلية مزيج مستخلص «الكافيار» (بيض السمك) وحبة البركة في علاج الإدمان، ما يمثل تطوراً واعداً في العلاج بمركبات طبيعية خالية من المخاطر الجانبية. وتوفر النتائج أساساً قوياً لتطوير علاجات مبتكرة ومستدامة، وتفتح آفاقاً جديدة لعلاج الإدمان باستخدام المركبات الطبيعية، مما يسهم في تحسين جودة حياة الأفراد المدمنين وتقليل الأعباء الصحية.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

هل يساعد ارتداء الجوارب على النوم بشكل أفضل؟

صحتك سيدة نائمة (رويترز)

هل يساعد ارتداء الجوارب على النوم بشكل أفضل؟

يميل بعض الناس إلى ارتداء الجوارب بهدف النوم بشكل أفضل، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك من داخل إحدى صالات الألعاب الرياضية في الهند (رويترز)

احذر... التمارين قد تضر وضعية جسمك... فكيف تحمي نفسك؟

إذا كنتَ ترتاد صالة الألعاب الرياضية وتشعر بقوة أكبر، ولكنك تشعر أيضاً بقدر من التيبس والانحناء، فقد يعني ذلك أنك تغفل عن عناصر أساسية تُحقق التوازن في تمارينك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك النوع النادر من داء السكري يُصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم (رويترز)

بعد الاعتراف به رسمياً... ما هو السكري من النوع الخامس؟

اعترف العلماء رسمياً بنوع جديد من داء السكري، لا يرتبط بالسمنة بل بسوء التغذية، وذلك بعد عقود من رصده لأول مرة في الدول النامية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدة مصرية تُعدُّ قطعاً من الجبن القريش (أ.ف.ب)

لماذا أصبح الجبن القريش نجم الوصفات لدى المهتمين بلياقتهم البدنية؟

تكثر مؤخراً وصفات الطعام الصحية؛ خصوصاً تلك التي تهدف إلى زيادة نسبة البروتين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الخرف عادةً ما يرتبط بكبار السن إلا أن هذه الحالة لا تُميز بين الأعمار (رويترز)

الخرف المبكر... لماذا نتجاهله؟ وما أبرز الأعراض؟

يُعاني نحو 57 مليون شخص حول العالم من الخرف. وبينما تُشخَّص معظم حالات الخرف لدى كبار السن فإن نحو 7% من الحالات تحدث لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل يساعد ارتداء الجوارب على النوم بشكل أفضل؟

سيدة نائمة (رويترز)
سيدة نائمة (رويترز)
TT
20

هل يساعد ارتداء الجوارب على النوم بشكل أفضل؟

سيدة نائمة (رويترز)
سيدة نائمة (رويترز)

يميل بعض الناس إلى ارتداء الجوارب بهدف النوم بشكل أفضل، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟

قال خبراء في النوم لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن ارتداء الجوارب قد يساعد على خفض درجة حرارة الجسم الأساسية، مما يعزز النوم.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك نقصاً في الدراسات حول كيفية مساعدة ارتداء الجوارب في خفض درجة حرارة الجسم الأساسية، إلا أن هناك تفسيراً نظرياً مقبولاً، حيث يميل معظم الناس إلى النوم بشكل أفضل عندما يكونون أكثر برودة، وهذا ما يتفق عليه معظم خبراء النوم.

وتوصي المؤسسة الوطنية للنوم في الولايات المتحدة بالحفاظ على درجات حرارة منخفضة قدر الإمكان أثناء النوم.

وتشير دراسة أجريت عام 2023 إلى أن النوم بالنسبة لكبار السن يكون «أكثر فعالية وراحة» عند درجات الحرارة المنخفضة.

ارتداء الجوارب ليلاً يمكن أن يحسّن من جودة النوم (رويترز)
ارتداء الجوارب ليلاً يمكن أن يحسّن من جودة النوم (رويترز)

وكذلك تساعد أجسامنا أيضاً على الحفاظ على برودتها ليلاً، إذ تتأثر درجة حرارة الجسم بالإيقاع اليومي، فتميل إلى التغيير قليلاً على مدار النهار والليل.

وتُظهر الأبحاث أن درجة حرارة أجسامنا تنخفض إلى أقل مستوياتها قرابة الساعة 4 صباحاً، ثم ترتفع تدريجياً على مدار اليوم، حتى تبلغ ذروتها في المساء، لتعود بعدها إلى الانخفاض.

وقالت المتحدثة باسم الأكاديمية الأميركية لطب النوم، إنديرا جوروبها جافاتولا، إن العرق يمكن أن يُخفض درجة حرارة الجسم، وكذلك توسع الأوعية الدموية البعيدة، وهي عملية تتسع فيها الأوعية الدموية الدقيقة تحت الجلد، مما يسمح للحرارة بالخروج.

وأضافت: «عندما نُدفئ أقدامنا بارتداء الجوارب، تتمدد الأوعية الدموية تحت الجلد، ليس فقط في القدمين، بل في كل مكان ويسمح هذا التمدد للدم الدافئ بالصعود إلى السطح، ومع استمرار دورانه ووصوله إلى الجلد، تُفقد حرارة الجسم، وتنخفض درجة حرارة الجسم الأساسية في النهاية وانخفاض درجة حرارة الجسم يُشير إلى استعداد الدماغ للنوم».

وفي عام 2018، أفادت دراسة صغيرة بأن 6 رجال ارتدوا الجوارب في بيئة نوم باردة، فناموا أبكر بمتوسط ​​7.5 دقيقة، واستيقظوا مراتٍ أقل، كما زاد إجمالي نومهم بمقدار 32 دقيقة مقارنةً بنومهم من دون جوارب، لكن نظراً لصغر حجم الدراسة ومنهجيتها، يصعب استخلاص استنتاجات من النتائج يمكن تطبيقها على نطاق أوسع، وفقاً للخبراء.

وفقاً للخبراء، فإن الاستحمام بماء دافئ، أو تناول كمية صغيرة من مشروب دافئ خالٍ من الكافيين قبل النوم، قد يرفع درجة حرارة الجسم، وبالتالي، عند توسع الأوعية الدموية، قد يساعد الانخفاض السريع في درجة حرارة الجسم المرتفعة على تحسين النوم.

ومع ذلك، قالت ميشيل دريروب، من مركز اضطرابات النوم بعيادة كليفلاند، إن ارتداء الجوارب عند النوم «ليس توصية واحدة تناسب الجميع».

وذكرت أنه لا يُنصح بارتداء الجوارب لعلاج اضطرابات النوم مثل الأرق أو انقطاع النفس، ولا يُعد بديلاً عن العلاجات أو الأدوية التي يصفها الطبيب.

وبالإضافة إلى ذلك، قال الخبراء إنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة تعيق تنظيم درجة حرارة الجسم، أو يعانون من مشاكل في الدورة الدموية مثل داء السكري، أو معرضين لالتهابات القدم الفطرية، استشارة طبيب حول ما إذا كان من المستحسن ارتداء الجوارب أثناء النوم.

شخص نائم (د.ب.أ)
شخص نائم (د.ب.أ)

وقدم الخبراء نصائح يمكن لمن يرغب في تجربة النوم بالجوارب أن يراعيها، مثل اختيار جوارب نظيفة وجيدة التهوية، وتجنب الأقمشة التي لا تسمح بمرور الهواء، مثل المواد الاصطناعية، لأنها قد تزيد التعرق، مما يعزز فطريات القدم.

وقالت دريروب إن الجوارب المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن والكشمير والصوف «هي الأفضل، نظراً لدفئها وقدرتها على التنفس».

ويقول رافائيل بيلايو، الأستاذ في قسم طب النوم بجامعة ستانفورد: «في كل ليلة، ينام الناس بشكل أفضل أو أسوأ لأسباب متعددة، لذلك لا تتخذ قراراً بناءً على ليلة أو ليلتين. إذا كنت ستجربها، فافعل ذلك لمدة أسبوع تقريباً لمعرفة ما إذا كانت تُحدث فرقاً».