دراسة: المبيدات الحشرية قد ترفع خطر موت الأجنة

المبيدات الحشرية تشكّل خطراً على صحة الأجنة (جامعة أريزونا)
المبيدات الحشرية تشكّل خطراً على صحة الأجنة (جامعة أريزونا)
TT

دراسة: المبيدات الحشرية قد ترفع خطر موت الأجنة

المبيدات الحشرية تشكّل خطراً على صحة الأجنة (جامعة أريزونا)
المبيدات الحشرية تشكّل خطراً على صحة الأجنة (جامعة أريزونا)

أظهرت دراسة أميركية أن العيش بالقرب من مناطق استخدام المبيدات الحشرية، قبل الحمل وفي أثناء الأشهر الثلاثة الأولى منه، يمكن أن يزيد من خطر موت الأجنة.

وأوضح الباحثون في جامعة «أريزونا» أن النتائج تسلّط الضوء على أهمية إجراء مزيد من الدراسات؛ لفهم التأثيرات السلبية للمبيدات الحشرية في صحة الأجنة. ونُشرت النتائج، الأربعاء، في «المجلة الأميركية لعلم الأوبئة».

وتتعرّض الحوامل لمبيدات الحشرات من خلال عدة طرق، أبرزها النظام الغذائي؛ إذ يمكن أن تحتوي بعض الأطعمة على بقايا مبيدات حشرية تُستخدم في الزراعة لحماية المحاصيل من الآفات. وعند تناول هذه الأطعمة غير المغسولة جيداً يمكن أن تنتقل تلك البقايا من الحوامل عبر المشيمة إلى الجنين.

بالإضافة إلى ذلك، قد تتعرّض الحوامل للمبيدات من خلال الاستخدام المنزلي لهذه المواد في المنازل أو الحدائق لمكافحة الحشرات والآفات، أو من خلال انتقال المبيدات من الحقول الزراعية إلى المناطق المجاورة بفعل الرياح، ما يؤدي إلى تعرّض السكان القريبين، بمن في ذلك الحوامل، لهذه المواد؛ إذ يمكن استنشاق هذه المواد أو ملامستها للجلد، ما يزيد من خطر تأثيرها في الأم والجنين.

وخلال الدراسة، راجع الباحثون سجلات استخدام المبيدات في ولاية أريزونا لـ27 مبيداً مختلفاً، وسجلات المواليد الحكومية، التي شملت أكثر من مليون و237 ألف حالة ولادة، بينها 2290 حالة ولادة جنين ميت.

ووجد الباحثون أن بعض المبيدات؛ مثل: «السيبلفوثرين» و«المالاثيون» و«الآسيفيت»، تزيد من خطر حدوث ولادات أجنة ميتة.

كما وجدوا أن العيش على بُعد 500 متر من المناطق المعرّضة للمبيدات الحشرية خلال فترة التسعين يوماً قبل الحمل أو الثلث الأول منه كان مرتبطاً بزيادة خطر ولادة الجنين ميتاً.

ونوه الفريق بأن النساء الحوامل معرّضات بصفة خاصة للتأثيرات الضارة للمبيدات الحشرية، بسبب التغيّرات الفسيولوجية التي تحدث خلال فترة الحمل؛ مثل: زيادة معدل الأيض، والتغيّرات في مستويات الهرمونات، والتغيّرات في الجهاز المناعي. وقد يكون الجنين النامي أيضاً أكثر عرضة للتأثيرات السامة لمبيدات الآفات خلال هذه الفترة من النمو السريع والتطور.

ووفق الباحثين، فإن نتائج الدراسة تؤكد ضرورة تطوير استراتيجيات للحد من تعرّض الحوامل للمبيدات الحشرية لحماية صحة الأم والجنين.



«النيران الصديقة»... مصدر الالتهابات الخطيرة لدى الأطفال المصابين بـ«كوفيد»

يطلق «كوفيد-19» رد فعل مناعياً ذاتياً يسبب متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال (أ.ف.ب)
يطلق «كوفيد-19» رد فعل مناعياً ذاتياً يسبب متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال (أ.ف.ب)
TT

«النيران الصديقة»... مصدر الالتهابات الخطيرة لدى الأطفال المصابين بـ«كوفيد»

يطلق «كوفيد-19» رد فعل مناعياً ذاتياً يسبب متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال (أ.ف.ب)
يطلق «كوفيد-19» رد فعل مناعياً ذاتياً يسبب متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال (أ.ف.ب)

عندما يتعرض الجسم البشري لفيروس، يقوم الجهاز المناعي بتعبئة نفسه للدفاع عن الجسم ضد مصدر الخطر. ولكن في بعض الأحيان، يخطئ الدفاع ويهاجم الجسم نفسه بدلاً من المهاجم.

وفقاً لدراسة جديدة، هذا النوع من «النيران الصديقة» هو ما يسبب متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال، وهي حالة غامضة تصيب الأطفال في حالات نادرة بعد إصابتهم بحالة شديدة من «كوفيد-19».

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، كشفت دراسة نشرتها مجلة «نيتشر» العلمية، عن أول دليل مباشر على أن «كوفيد-19» يطلق رد فعل مناعياً ذاتياً يسبب متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال.

لطالما عرف العلماء أن العدوى يمكن أن تربك الجسم وتجعله يهاجم نفسه، لكن الدراسة الجديدة هي من أولى الدراسات التي تحدد سلسلة الأحداث وطبيعة المناعة.

يقول جوزيف دي ريسي، خبير الأمراض المعدية ورئيس مركز «تشان زوكربيرج» للعلوم الحيوية في سان فرنسيسكو، وهو المشرف على الدراسة، إن معظم الأطفال يتحملون «كوفيد» بشكل جيد، ولكن بعد بضعة أسابيع من الإصابة، يصاب نحو واحد من كل 10 آلاف طفل بمرض شديد بسبب رد فعل التهابي هائل، وكان هذا النوع من الالتهاب بعد العدوى لغزاً حقيقياً.

غالباً ما يصيب هذا الالتهاب القلب والدماغ والكلى والرئتين. وقد يحتاج الأطفال إلى دخول المستشفى والعناية المركزة أو حتى دعم الحياة، وقد يموت عدد قليل منهم.

وبهذا الشكل، تشبه متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال عدداً من الاضطرابات الطفولية النادرة التي تتميز بالتهاب واسع النطاق.

افترض الباحثون أن المتلازمة قد تكون نتيجة ما يسمى الأجسام المضادة الذاتية، أو الجزيئات المناعية التي تفقد القدرة على التمييز بين خلايا الجسم نفسها ومصدر الخطر.

وباستخدام تقنية طورها علماء آخرون منذ نحو اثني عشر عاماً، نظر الدكتور دي ريسي وزملاؤه إلى مجموعة كاملة من الأجسام المضادة المنتجة في 199 طفلاً مصاباً بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة و45 طفلاً أصيبوا بـ«كوفيد» الشديد.

وجد الباحثون ثلاثة بروتينات بارزة عند الأطفال المصابين بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة مقارنة بالمجموعة الضابطة.

ووجدوا أيضاً أن الأطفال المصابين بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لديهم استجابة مناعية غير عادية لفيروس «كورونا»؛ لقد صنعوا أجساماً مضادة لجزء من بروتين النوكليوكابسيد الفيروسي الذي لم يصنعه الأطفال الآخرون الذين أصيبوا بـ«كوفيد» الشديد.

في حين أن الوباء كان «شيئاً مروعاً ومخيفاً»، كما قال دي ريسي، فإنه أظهر جوانب مثيرة للاهتمام من البيولوجيا البشرية ستكون ذات صلة بحل الأمراض الأخرى.