الصورة النمطية للذكورة وأثرها النفسي على المراهقين

القيم الرجولية المجتمعية المتشددة تشجع الميول العدوانية

الصورة النمطية للذكورة وأثرها النفسي على المراهقين
TT

الصورة النمطية للذكورة وأثرها النفسي على المراهقين

الصورة النمطية للذكورة وأثرها النفسي على المراهقين

كشفت أحدث دراسة نفسية نُشرت في منتصف شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في مجلة علم التنمية Developmental Science عن الضغوط المجتمعية التي يتعرض لها المراهقون الذكور فيما يتعلق بالنظرة النمطية للذكورة stereotypically masculine وضرورة الحفاظ على السمات العامة للصورة المتخيلة عن الرجولة، وأثرها على الحالة النفسية والعاطفية للأولاد في بداية فترة المراهقة، خاصة للمراهقين الموجودين في بيئات معينة ذات معايير نمطية صارمة فيما يتعلق بالجنس.

قيم ذكورية مجتمعية

وجدت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في علم النفس بقيادة الدكتور آدم ستانالاند في جامعة نيويورك New York University بالولايات المتحدة أن الأولاد في الفترة العمرية من منتصف إلى أواخر سن البلوغ الذين يتعرضون لضغوط مجتمعية خارجية تدفعهم للتصرفات الذكورية أكثر عرضة لأن يصبحوا عدوانيين، وميالين إلى العنف في تصرفاتهم، خاصة عندما يشعرون بأن رجولتهم مهددة تبعاً لنظرة مجتمعهم.

وقال الباحثون إن الأولاد المراهقين ضحية المجتمعات ذات الصورة النمطية عن الذكورية مثلهم مثل الإناث. إذ في الكثير من الأحيان ربما تتعارض التصرفات الذكورية التي يقوم بها المراهق مع رغبته الحقيقية ولكن الخوف من النظرة المجتمعية يجعل تصرفاته تتسم بالقسوة والغلظة. وعلى سبيل المثال فإن المجتمعات التي ترى أن بكاء الطفل الذكر وتعبيره عن الحزن بشكل صريح نوعاً من الضعف لا يليق بالرجل، تدفع الطفل إلى كبت مشاعره ما يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب وصعوبة التواصل الإنساني مع الآخرين ويؤثر بالسلب على شخصيته.

خطر على المجتمع

أوضحت الدراسة أن القيم الذكورية تمثل خطراً على المجتمع بشكل كامل لأنها ترتبط بالعديد من السلوكيات السلبية والمعادية للآخرين بشكل عام تتجاوز التمييز على أساس الجنس وتمتد لتشمل التمييز العرقي والديني والعنف مع الفرد الأضعف على المستوى البدني. وهذه السلوكيات الخاطئة تكون متوارثة من الآباء وأفراد المجتمع جميعهم بما فيهم الإناث (رغم كونهن ضحايا لهذه القيم) لأن هذه المجتمعات تؤثر بالسلب على جميع أفرادها حتى الذين يعانون منها وبالتالي تكون الصورة المثالية للمراهق الذكر التي تنال رضا الفتيات وإعجابهن هي التي تتسم بالسلوك العدواني والقسوة في التعامل مع الأنثى.

وقام الباحثون بإجراء التجربة على أكثر من 200 مراهق في الولايات المتحدة وأحد والديهم. وتم سؤال الأولاد عن الأسباب التي تدفعهم ليكونوا ذكوريين وهل هي داخلية نابعة من رغبتهم في عمل فعل معين أو التحكم في شخص آخر أم نتيجة للرغبة في الحصول على موافقة الآخرين وإعجابهم أو العكس لتجنب الرفض المجتمعي والبعد عن الصورة الذهنية الضعيفة.

بعد ذلك قام العلماء بسؤال المراهقين خمسة أسئلة نمطية تتعلق بالتصور النمطي عن الذكورة -على سبيل المثال عرض بعض الأدوات الكهربائية والسؤال عن طبيعة الشخص الذي يمتهن هذه المهنة مثل المفك الكهربائي- وأيضاً تم سؤالهم خمسة أسئلة نمطية عن الأنوثة، على سبيل المثال طبيعة الشخص المحب للزهور.

وقام الباحثون بشكل عشوائي بإخبارهم بأن أجابتهم كانت إما غير نمطية بالنسبة لجنسهم بمعنى أنها تختلف عن معظم إجابات زملائهم الذكور وإلى حد ما تشبه إجابة الفتيات ما يمثل تهديداً لرجولتهم أو أن الإجابة تُعد نموذجية بالنسبة لجنسهم وتتوافق مع نفس إجابات الأولاد الآخرين وبالتالي لا يوجد تهديد لذكوريتهم كما سألوا أولياء الأمور المشاركين عن معتقداتهم المتعلقة بالفروق بين الجنسين.

قياس العدوانية

لجأ العلماء إلى مؤشر شائع الاستخدام لقياس مدى العدوانية لدى المراهقين وقاموا بالطلب منهم أن يكملوا كلمات معينة ينقصها بعض الحروف لمعرفة أول شيء يتبادر لذهن كل طالب (في الأغلب يكون معبراً عن التفكير بشكل عام).

وعلى سبيل المثال تم عرض حرفين باللغة الإنجليزية GU وهما حرفان مشتركان في عدة كلمات منها مثلاً كلمة (مسدس GUN) وأيضاً كلمة (رجل GUY) وأيضاً كلمة (القناة الهضمية GUT) وكان المؤشر الرئيسي لدرجة العنف هو نسبة إكمال الكلمات بعبارات عدوانية وعنيفة وقوية مثل المسدس.

حاول الباحثون معرفة هل لبداية البلوغ تأثير مباشر على السلوك العنيف الذي يتسم بالعدوانية ولذلك قاموا بسؤال الأولاد (بموافقة الوالدين) عن مقاييس قياسية معينة ترصد عملية البلوغ مثل: التغيرات في الصوت ونمو شعر الوجه والعانة.

وتم تصنيف البلوغ تبعاً لهذا المقياس إلى أربع درجات الأولى (الذين لم يبدأوا البلوغ بعد) والثانية (الذين بدأوا بالكاد) والثالثة (الذين بدأوا بالفعل) والرابعة (الذين وصلوا للبلوغ الكامل). ونظراً لحساسية هذا المقياس فقد سُمح للمشاركين باختيارات مثل (لا أعرف) أو (أفضل عدم الإجابة) لأي مقياس.

وأخذت الدراسة في الاعتبار التركيبة السكانية للأولاد المشاركين وطبيعة كل مجتمع والبيئة التي يمكن أن تضغط على المراهقين لدفعهم للسلوك الذكوري ومنها الضغط النفسي من الأقران وأولياء الأمور.

أظهرت النتائج أن الاستجابة العدوانية في سلوكيات المراهقين لاحتمالية التهديد الذكوري كانت بشكل أساسي في فترة منتصف وأواخر سن البلوغ (وليس قبل ذلك). ولاحظ الباحثون أن الدافع للسلوك العدواني لم يكن نابعاً من داخل المراهقين ولكن بسبب الضغوط المجتمعية الخارجية من الآخرين سواء الأقران أو تبعاً للتصورات الجمعية عن الذكورية.

وكان معظم الذكور الذين عبروا عن الضغوط المفروضة عليهم من الأسر التي تؤيد النظرة النمطية للذكورية كمعيار للتمييز بين الجنسين. وأكد الباحثون ضرورة توضيح مفاهيم الرجولة الحقيقية للأطفال في بداية فترة المراهقة وإيضاح الفرق الكبير بين الذكورية والرجولة والتخلص من المفاهيم المجتمعية المغلوطة عن التمييز على أساس جنسي.

• استشاري طب الأطفال



أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
TT

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

وجدت دراسة حديثة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد غالباً في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

وحسب الدراسة التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) ونُشرت في المجلة الدولية للسرطان، أنه كلما زاد انتشار دهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6» بدم المشاركين في الدراسة، انخفض احتمال إصابتهم بالسرطان بشكل عام، فيما أشارت جمعية السرطان الأميركية إلى 14 نوعاً مختلفاً من السرطان، بما في ذلك القولون والمعدة والرئة والدماغ والمثانة، وغيرها.

وأوضح مؤلف الدراسة، الدكتور كايكسونغ كالفين يي، من قسم علم الوراثة بجامعة جورجيا الأميركية، أن هذه النتائج تؤكد ما أشارت إليه الدراسات السابقة، وقال: «كانت هناك تقارير سابقة حول الفوائد المحتملة للأحماض الدهنية (أوميغا 3) و(أوميغا 6) في الحد من الإصابة بالسرطان والوفيات»، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ومع ذلك، أعلن يي أن البحث الجديد حاول تجنب بعض القيود التي فرضتها الدراسات السابقة، مثل الاعتماد على البيانات المبلغ عنها ذاتياً، واستخدام أحجام عينات صغيرة، والحد من عدد أنواع السرطان التي تم فحصها.

وأشار يي إلى أن «الأحماض الدهنية (أوميغا 3) تسهم بشكل أكبر في نمو الدماغ، والوظائف الإدراكية، وصحة القلب والأوعية الدموية»، أما «(أوميغا 6) فتسهم بشكل أكبر في وظائف المناعة وصحة الجلد».

ونظراً لأن الجسم لا ينتج دهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6» بشكل طبيعي، فلا يمكنك الحصول عليها إلا من مصدر خارجي مثل الطعام.

وتشمل قائمة الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 3»: سمك السلمون، الأنشوجة، السردين، الجوز، بذور الشيا، بذور الكتان وفول الصويا.

فيما تشمل الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 6»: زيت عباد الشمس، الجوز، بذور اليقطين، بذور عباد الشمس، صفار البيض واللوز.