10 نقاط حول تضخم البروستاتا الحميد

إرشادات توجيهية معدّلة حول وسائل معالجته الطبية

10 نقاط حول تضخم البروستاتا الحميد
TT

10 نقاط حول تضخم البروستاتا الحميد

10 نقاط حول تضخم البروستاتا الحميد

عرضت مجموعة أطباء استشاريين، من قسم المسالك البولية في «كليفلاند كلينك» بولاية أوهايو الأميركية، مراجعتهم العلمية لأحدث ما استقرت عليه الإرشادات الطبية حول كيفية إدارة تقديم «المعالجة الدوائية» لحالات تضخم البروستاتا الحميد، وذلك ضمن عدد مارس (آذار) 2024 من مجلة «كليفلاند كلينك» للطب (Cleveland Clinic Journal of Medicine).

وأفاد الباحثون في مقدمة عرضهم قائلين: «تطورت تدريجياً إدارة المعالجة الدوائية لتضخم البروستاتا الحميد في السنوات الأخيرة. ولا تزال المعالجة الدوائية غير الجراحية هي نقطة البداية لمعظم المرضى الذين يعانون من الأعراض ويبحثون عن العلاج».

إرشادات توجيهية معدّلة

ومما يدل على التطورات المتلاحقة في التعامل العلاجي مع حالات تضخم البروستاتا الحميد، اضطرار الرابطة الأميركية لجراحة المسالك البولية (AUA) إلى نشر تعديلات جديدة مهمة على إرشاداتها الخاصة بالتعامل مع الأعراض البولية الناجمة عن تضخم البروستاتا الحميد، وذلك ضمن عدد يناير (كانون الثاني) الماضي من مجلة طب المسالك البولية (The Journal of Urology). والإرشادات التي تم تعديلها وتحديثها كانت قد أصدرتها الرابطة الأميركية لجراحة المسالك البولية عام 2023، أي أنها كانت حديثة، وتم تحديثها، ولم يمضِ عليها عام واحد بعد.

وأفادت «الرابطة الأميركية لجراحة المسالك البولية» في تعليل لجوئها إلى تعديل إرشاداتها العلاجية، قائلة: «الغرض من تعديل الإرشادات التوجيهية للرابطة الأميركية لجراحة المسالك البولية هو توفير مرجع مفيد حول الإدارة الفعالة القائمة على الأدلة لأعراض المسالك البولية السفلية (LUTS) الناجمة عن تضخم البروستاتا الحميد». وذلك ما سيعمل على «تحسين قدرة الأطباء على تقييم وعلاج المرضى الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحميد (BPH) بناءً على الأدلة المتوفرة حالياً».

تضخم البروستاتا الحميد

وإليك النقاط الـ10 التالية التي تهم الرجل، مستخلصة من هذا المراجعة الإكلينيكية الحديثة، ومن إرشادات الرابطة الأميركية لجراحة المسالك البولية، وغيرهما من المصادر الطبية، حول التعامل الإكلينيكي مع حالات تضخم البروستاتا الحميد، وهي...

> يشير تضخم البروستاتا الحميد (BPH) إلى النمو غير الخبيث (غير السرطاني Nonmalignant Growth) للبروستاتا، الذي تتم ملاحظته بشكل شائع جداً عند الرجال، مع تقدمهم في السن. وتفيد المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة (NIH) قائلة: «الباحثون الطبيون غير متأكدين من سبب استمرار نمو البروستاتا. ويعتقد بعضهم أن التغيرات في الهرمونات مع التقدم في السن قد تؤدي إلى تضخم البروستاتا». وتضيف قائلة للرجل: «أنت أكثر عرضة للإصابة بتضخم البروستاتا الحميد إذا كنت تبلغ من العمر 40 عاماً أو أكثر، أو لديك أفراد من العائلة أصيبوا بتضخم البروستاتا الحميد، أو لديك أمراض القلب ومشكلات في الدورة الدموية، أو مرض السكري، أو الضعف الجنسي، أو لا تمارس النشاط البدني الكافي».

> معدل انتشار تضخم البروستاتا الحميد، الذي تم فحصه في كثير من الدراسات حول العالم وفق «النتائج الدقيقة» للفحص النسيجي بالميكروسكوب (Histologic Prevalence) لعينات مأخوذة من البروستاتا، يبلغ نحو 10 في المائة للرجال في الثلاثينات من العمر، و20 في المائة للرجال في الأربعينات من العمر، ويصل إلى ما بين 50 في المائة و60 في المائة للرجال في الخمسينات والستينات من العمر. ويتراوح من 80 في المائة إلى 90 في المائة عند الرجال في السبعينات والثمانينات من العمر.

ولكن وجود التضخم، وفق «المظاهر النسيجية» (Histologic Features) في داخل غدة البروستاتا، لا يعني تلقائياً أن أولئك الرجال يُعانون حالياً، أو سيعانون مستقبلاً، من مشكلات التبول أو غيرها من أعراض تضخم البروستاتا، بل إنها ستحصل لدى نسبة منهم، وحينها سيعانون مما يُعرف طبياً بـ«أعراض المسالك البولية السفلية» (LUTS).

أعراض المسالك البولية السفلية

> مجموعة «أعراض المسالك البولية السفلية» (LUTS Symptom Complex)، يمكن تقسيمها إلى «أعراض انسداد» (Obstructive) و«أعراض تهيّج» (Irritative). ومن بين «أعراض الانسداد» كل من التردد (عدم القدرة على بدء خروج مجرى البول) Hesitancy، والإجهاد أثناء عملية التبول (Straining)، وضعف تدفق جريان البول، وأخذ عملية الإفراغ خلال التبول فترة طويلة، واحتباس البول (Urinary Retention) الجزئي أو الكامل، وفي النهاية سلس البول الفيضي (Overflow Incontinence) (خروج البول لا إرادياً نتيجة امتلاء المثانة وعدم إتمام إفراغها إرادياً سابقاً).

وتشمل «أعراض التهيج» كلاً من التكرار (عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل) Frequency، والإلحاح Urgency (احتياج مفاجئ وقوي للتبول، ما يجعل من الصعب تأخير استخدام المرحاض)، مع سلس البول الإلحاحي Urge Incontinence (الشعور بحاجة مفاجئة وقوية للتبوّل يتبعها نزول البول لا إرادياً)، والحاجة إلى التبول أثناء الليل، والتبول المؤلم، بالإضافة إلى صغر حجم كمية البول التي يتم إخراجها.

> تفيد عدة مصادر طبية أن بعض الرجال لن ينزعج كثيراً من هذه الأعراض، وبالتالي لن يطلبوا الاستشارة الطبية، لأنهم يرون أن هذه الأعراض شيءٌ طبيعيٌ متوقعٌ مع تقدم السن، ويتعلمون التعايش معها. ومع ذلك في النهاية، عندما ينزعجون بشكل كبير من هذه الأعراض، فإنهم عادة ما يستشيرون الطبيب.

كما تجدر ملاحظة أن كثيراً من الرجال الذين يعانون «أعراض المسالك البولية السفلية» قد لا يكون بالفعل لديهم تضخم البروستاتا الحميد، بل لديهم حالات مرضية أخرى في البروستاتا (التهاب البروستاتا Prostatitis أو سرطان البروستاتا)، أو أسباب أخرى لانسداد مخرج المثانة (تضيق مجرى البول Urethral Stricture، وتصلب عنق المثانة Bladder Neck Sclerosis)، أو حالات مرضية في المثانة (سرطان في الموقع Carcinoma In Situ، أو التهاب، أو حصوات)، أو حالات أخرى.

تقييم شدة المعاناة

> ثمة مقياس طبي دولي يميز أعراض المريض عددياً، لتقييم مدى شدة معاناته من أعراض تضخم البروستاتا الحميد (International Prostate Symptom Score)، وهو استبيان مكون من 8 أسئلة، وبنتيجة أرقام تتراوح ما بين 1 إلى 35 نقطة. 3 أسئلة تتعلق بأعراض التخزين البولي (التكرار، التبول أثناء الليل، الإلحاح) و4 تتعلق بالإفراغ البولي (مشاعر عدم اكتمال الإفراغ، تدفق ضعيف، متقطع، إجهاد). أما السؤال الأخير فيقيم تأثير الأعراض المبلغ عنها ذاتياً، على نوعية حياة المريض.

والهدف من علاج أعراض المسالك البولية السفلية المرتبطة بتضخم البروستاتا الحميد هو تحقيق أقصى قدر من تحسين جودة الحياة، بتقليل وجود هذه الأعراض «المزعجة». وفي الآونة الأخيرة، تزايد التركيز على منع الآثار الجانبية للأدوية أو مضاعفات علاج هذه الحالات.

> المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة (ما بين 1 إلى 7 نقاط)، قد يكفيهم إجراء تعديلات في سلوكيات نمط الحياة، مثل خفض الوزن، وتقليل تناول السوائل في المساء، وكذلك تقليل تناول المواد ذات الخصائص المهيجة للمثانة أو المدرة للبول، كالمشروبات التي تحتوي على الكافيين (القهوة، الشاي، مشروبات الطاقة، الكولا)، المشروبات السكرية (المشروبات الغازية، العصائر)، المشروبات الكحولية، السوائل التي تحتوي على مواد التحلية الاصطناعية، الملونات الاصطناعية، النكهات الاصطناعية (غالباً ما تؤدي هذه المواد إلى تأثيرات مدرة للبول وتهيج المثانة).

ويجب أيضاً نصح المرضى بالعمل على ضبط تعاملهم مع المثانة، بما في ذلك ممارسة إفراغ المثانة الموقوت Timed Voiding (كل 2 - 3 ساعات)، والإفراغ المزدوج (Double - Voiding). ومما يمكن أن يكون له تأثير كبير أيضاً، القيام بتمارين استرخاء قاع الحوض - وليس تمارين كيجل (Kegel Exercises) للتقوية، وتجنب الإمساك. وسوف يجني بعض المرضى بهذا تحسناً تلقائياً مع مرور الوقت، دون الحاجة إلى تناول دواء.

> بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أعراض المسالك البولية السفلية بدرجة متوسطة (ما بين 8 إلى 19 نقطة) أو شديدة (ما بين 20 إلى 35 نقطة)، أو استمرت لديهم الأعراض برغم اتباع الخطوات السابقة، فإن بدء العلاج الدوائي والنظر في احتمال الحاجة إلى العلاج الإجرائي التدخلي (الجراحي وغيره)، هي خيارات مطروحة. ولكن يجب البدء في العلاج الدوائي لتضخم البروستاتا الحميد مع أعراض المسالك البولية السفلية، بعد تقييم الفوائد المحتملة والآثار الجانبية لأدوية محددة، ومناقشة المريض في تلك الخيارات. ويفيد أطباء «مايو كلينك» أنه بالإضافة إلى مدى خطورة الأعراض، فإن العلاج الأنسب للمريض يعتمد أيضاً على حجم البروستاتا، ومقدار العمر، والحالة الصحية العامة للشخص.

علاج دوائي

> يلخص أطباء «مايو كلينك» المعالجات الدوائية بقولهم: تناول الأدوية أكثر طرق العلاج شيوعاً لعلاج الأعراض البسيطة إلى المتوسطة لتضخم البروستاتا. وتتضمن الخيارات ما يلي...

- حاصرات مستقبلات ألفا. تعمل عن طريق إرخاء العضلات الملساء في عنق المثانة والبروستاتا، ما يجعل التبوُّل أسهل. وغالباً ما يكون مفعولها سريعاً مع الأشخاص الذين لديهم بروستاتا صغيرة نسبياً. وقد تشمل الآثار الجانبية الدوخة والقذف الراجع (عودة السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من التدفق للخارج).

- مثبطات مختزلة «الألفا - 5». تعمل هذه الأدوية على تقليص حجم البروستاتا، وذلك عن طريق منع التغيرات الهرمونية التي تسبب تضخم البروستاتا. وقد يستغرق مفعولها فترة تصل إلى 6 أشهر، لتبدأ فعاليتها. ويمكن أن تسبب آثاراً جانبية جنسية.

- العلاج المركّب. قد ينصحك طبيبك بتناول إحدى حاصرات مستقبلات ألفا وأحد مثبطات مختزلة «الألفا - 5» في وقت واحد، إذا كان تناول أي منهما منفرداً غير فعال.

- تادالافيل (Cialis). غالباً ما يُستخدم هذا الدواء لعلاج ضعف الانتصاب. وتشير الدراسات إلى أنه يمكنه أيضاً علاج تضخم البروستاتا.

علاج جراحي

> عندما لا تفلح الأدوية في تخفيف الأعراض، أو عدم رغبة المريض في استخدامها، أو عدم القدرة على التبول، أو وجود ضعف في الكلى، قد يلجأ الطبيب إلى النصيحة بالجراحة أو غيرها من المعالجات التدخلية.

وهي تشمل استئصال البروستاتا أو جزء منها جراحياً عبر الإحليل (TURP)، أو العلاج بالموجات الحرارية (ميكروويف) عبر الإحليل (TUMT) للعمل على انكماش البروستاتا وتسهيل تدفق البول. كما يمكن استخدام العلاج بالليزر لتفتيت أنسجة البروستاتا المتضخمة فقط، أي التي تعوق تدفق البول (التبخير الانتقائي الضوئي PVP)، أو إزالة كامل غدة البروستاتا بالليزر (ليزر هولميوم HoLEP).

وهناك أيضاً العلاج الحراري ببخار الماء (WVTT)، أي تحول الماء إلى بخار (عبر جهاز) في الإحليل، ما يؤدي إلى تآكل أنسجة البروستاتا الزائدة. وأيضاً ثمة العلاج الروبوتي بنفث الماء (RWT)، بتوجيه جهاز معين إلى داخل الإحليل وإطلاق نفثات صغيرة وقوية من الماء لإزالة وكشط النسيج الزائد من البروستاتا. وتتم المناقشة بين الطبيب والمريض حول مدى توفر هذه الخيارات العلاجية التدخلية، ودواعي تفضيل بعضها على بعض في حالة مريض معين، وآثارها الجانبية ومضاعفاتها، ونقاط أخرى عدة.

نباتات طبية

> أفاد أطباء «كليفلاند كلينك» قائلين: أصبحت النباتات الطبية والمنتجات الطبيعية المشتقة من النباتات أكثر شيوعاً لعلاج تضخم البروستاتا الحميد مع أعراض المسالك البولية السفلية. إن معرفة النباتات الطبية الشائعة المستهدفة للمرضى الذين يعانون من أعراض المسالك البولية السفلية من تضخم البروستاتا الحميد وكيفية تقديم المشورة بشأنها، أمر ضروري. وتحظى بذور اليقطين أو مستخلصها بشعبية كبيرة، وتحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات النشطة بيولوجياً، التي يُعتقد أنها تعمل مثل أدوية مثبطات مختزلة «الألفا - 5» (التي تقدم ذكرها). ومع ذلك، يمكن أن يسبب اليقطين أعراضاً معدية معوية، مثل عسر الهضم والإسهال.

ويجب إعلام المرضى بأن كثيراً من الدراسات التي أجريت على المكملات الغذائية والمغذيات والمستحضرات العشبية محدودة. وبالإضافة إلى ذلك، غالباً ما ينشر مصنعو المنتجات الطبيعية المشتقة من النباتات ادعاءات تتعلق بالفاعلية والتأثيرات التي لا يتم تنظيمها أو اعتمادها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.


مقالات ذات صلة

ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

صحتك تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)

ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

انقطاع الطمث هو المرحلة التي يتوقف فيها النشاط التناسلي لدى المرأة، وقد يتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)

دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

تشير دراسة حديثة أُجريت على الفئران إلى أن هذا المُحلِّي، حتى بجرعات منخفضة، قد يُؤثر سلباً على صحة القلب والدماغ على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق 2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي) play-circle 01:25

ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

من فحوص الدم المعمّقة إلى السيطرة على التوتر في العمل، مروراً بتمارين التنفس، والعضلات... صيحاتٌ صحية سترافق عام 2026.

كريستين حبيب (بيروت)
صحتك دراسة جديدة كشفت فوائد الشاي لصحة عظام النساء (رويترز)

شرب الشاي يساعد في تقوية عظام المرأة

كشفت دراسة علمية أجريت في أستراليا أن شرب الشاي يساعد في تقوية عظام المرأة، مقارنة بالنساء اللاتي يفضلن شرب القهوة.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
TT

ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)

انقطاع الطمث هو المرحلة التي يتوقف فيها النشاط التناسلي لدى المرأة، وقد يتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

ووفق تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث»، يشير خبراء إلى أن اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، قد يساهم في التخفيف من أعراض هذه المرحلة، إضافة إلى تقليل مخاطر بعض الحالات الصحية المرتبطة بها.

أطعمة قد تساعدك على الشعور بتحسن خلال انقطاع الطمث

تُظهر البحوث أن التركيز على أنواع معينة من الأطعمة خلال انقطاع الطمث قد يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين الشعور العام بالصحة.

الفواكه والخضراوات

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة. وقد يساعد تناول كميات أكبر منها في تقليل الالتهابات والسيطرة على بعض أعراض انقطاع الطمث.

الحبوب الكاملة

قد تكون زيادة استهلاك الحبوب الكاملة خلال انقطاع الطمث مفيدة لصحة القلب؛ إذ يرتبط استبدال الحبوب الكاملة بالحبوب المكررة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التي قد تصبح أكثر شيوعاً بعد انقطاع الطمث.

البروتينات الخالية من الدهون

تساعد البروتينات الخالية من الدهون -مثل الدجاج والديك الرومي والبروتينات النباتية ومنتجات الألبان قليلة الدسم- في الحفاظ على الكتلة العضلية التي قد تبدأ في التراجع خلال فترة انقطاع الطمث.

الدهون الصحية

مقارنة بالدهون المشبعة والمتحولة، فإن الدهون الصحية القادمة من مصادر الدهون غير المشبعة -مثل الأسماك الدهنية والأفوكادو والمكسرات والبذور- قد تكون واقية للقلب خلال انقطاع الطمث.

الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين «د»

قد يزداد فقدان العظام خلال انقطاع الطمث، ما يجعل هذه الأطعمة ضرورية للحفاظ على صحة العظام، وتقليل خطر الكسور وهشاشة العظام.

الصويا

تحتوي أطعمة الصويا على مركبات نباتية تعمل بطريقة مشابهة لهرمون الإستروجين، وقد تساعد في التخفيف من الهبَّات الساخنة وغيرها من أعراض انقطاع الطمث.

ماذا يحدث للهرمونات خلال انقطاع الطمث؟

تنخفض مستويات الهرمونات بشكل ملحوظ خلال انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى ظهور أعراض جانبية، وزيادة خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية.

ينخفض هرمون الإستروجين بشكل كبير، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام.

يؤدي انخفاض هرمون البروجستيرون إلى اضطرابات في النوم والمزاج.

يرتبط انخفاض هرمون التستوستيرون بانخفاض كثافة العظام وتراجع الرغبة الجنسية لدى بعض النساء.

ويمكن للغذاء -إلى جانب بعض العلاجات الدوائية- أن يساهم في تخفيف الأعراض.

أطعمة يُنصح بالحد منها أو تجنبها

قد تؤدي بعض الأطعمة إلى تفاقم أعراض انقطاع الطمث، أو زيادة خطر الإصابة بحالات صحية مختلفة.

السكريات المضافة

قد يؤدي الإفراط في تناول السكريات المضافة إلى زيادة حدة أعراض انقطاع الطمث. ونظراً لأن عملية الأيض تميل إلى التغيُّر خلال هذه المرحلة، فإن استهلاك كميات كبيرة من السكر المضاف قد يزيد أيضاً من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

الأطعمة فائقة المعالجة

قد يؤدي تناول الأطعمة فائقة المعالجة، وغيرها من الأطعمة الغنية بالصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم ومشكلات صحية أخرى. وتشير بعض الأدلة إلى أن استهلاك كميات من الصوديوم تفوق الحاجة قد يسبب أيضاً احتباس السوائل خلال فترة انقطاع الطمث.

الدهون المتحولة والمشبعة

يوصي الخبراء بتجنب الدهون المتحولة، والحد من استهلاك الدهون المشبعة، بحيث لا تتجاوز 10 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. وخلال فترة انقطاع الطمث، قد يؤدي الإفراط في تناول هذه الدهون إلى زيادة خطر زيادة الوزن والإصابة بأمراض القلب.

الكحول

على الرغم من تباين نتائج البحوث، تشير بعض الدراسات إلى أن الكحول قد يؤدي إلى تفاقم بعض أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبَّات الساخنة وتقلبات المزاج. كما أن الحد من استهلاك الكحول قد يساعد في إدارة الوزن، وهي مهمة قد تصبح أكثر صعوبة خلال أو بعد انقطاع الطمث.

طرق أخرى للمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث

قد تكون أعراض انقطاع الطمث أمراً لا مفرَّ منه؛ لكن إجراء تغييرات إضافية على نمط الحياة قد يساعد في التخفيف من هذه الأعراض.

الحصول على قدر كافٍ من النشاط البدني

تشير الأدلة إلى أن النساء اللواتي يمارسن نشاطاً بدنياً منتظماً يعانين من أعراض أقل حدة، مقارنة باللواتي لا يمارسن الرياضة خلال فترة انقطاع الطمث. وتُعد التمارين التي تعتمد على حمل الوزن مهمة بشكل خاص خلال هذه المرحلة، للحفاظ على صحة العظام.

إعطاء النوم أولوية

يُعد الأرق مشكلة شائعة خلال فترة انقطاع الطمث، لذا فإن إعطاء النوم أولوية وطلب المساعدة عند الحاجة قد يكون مفيداً في تحسين جودة الحياة.

التركيز على إدارة التوتر

ارتبط انقطاع الطمث بارتفاع مستويات التوتر والقلق لدى بعض النساء. ويعتقد الباحثون أن العلاج السلوكي المعرفي، إلى جانب الأدوية وعلاجات أخرى، قد يساعد في إدارة التوتر.

إدارة الوزن

قد تؤدي التغيرات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الطمث إلى تباطؤ عملية الأيض، ما يجعل التحكم في الوزن أكثر صعوبة. ويوصَى بممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي متوازن كوسيلتين للمساعدة في إدارة الوزن خلال مرحلة الانتقال إلى انقطاع الطمث.


دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)
أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)
أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)

يستخدم المُحلِّي الصناعي «الأسبارتام» في كثير من المنتجات، بدءاً من العلكة وصولاً إلى المشروبات الغازية ومُحليات المائدة. وتشير دراسة حديثة أُجريت على الفئران إلى أن هذا المُحلي، حتى بجرعات منخفضة، قد يُؤثر سلباً على صحة القلب والدماغ على المدى الطويل.

على مدار عام كامل، أضاف باحثون بقيادة فريق من مركز البحوث التعاونية في المواد الحيوية في إسبانيا كميات صغيرة من الأسبارتام إلى غذاء ذكور الفئران. هذه الجرعة التي أُعطيت لعدة أيام كل أسبوعين، تُعادل سدس الكمية اليومية المُعتمدة حالياً من قِبل منظمة الصحة العالمية.

فقدت هذه الفئران وزناً أكبر من الفئران الضابطة التي لم تُعالج؛ حيث انخفضت نسبة الدهون في أجسامها بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة في المتوسط ​​بنهاية الدراسة. إلا أنها أظهرت علامات مُقلقة على تدهور صحة القلب والدماغ، ما يستدعي إجراء مزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كانت هذه التأثيرات نفسها قد تحدث لدى البشر، وفقاً لما ذكره موقع «ساينس آليرت» المعني بالعلوم والصحة.

أثر المُحلِّيات الصناعية

أظهرت الدراسة أن التعرض طويل الأمد للمُحلِّيات الصناعية قد يُلحق ضرراً بوظائف الأعضاء حتى عند تناول جرعات منخفضة، ما يستدعي إعادة النظر بشكل دقيق في إرشادات الاستهلاك الحالية، كما ذكر الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة.

ولاحظ الباحثون انخفاض كفاءة ضخ الدم في قلوب الفئران التي أُعطيت الأسبارتام، إلى جانب تغيرات طفيفة في بنيتها ووظائفها. ويشير الباحثون إلى أن هذا يدل على ضعف الأداء وزيادة الإجهاد القلبي.

وأظهرت الدراسة أن التعرض طويل الأمد للمُحلِّيات الصناعية قد يُلحق ضرراً بوظائف الأعضاء حتى عند تناول جرعات منخفضة، مما يستدعي إعادة النظر بشكل دقيق في إرشادات الاستهلاك الحالية.

الأسبارتام والتغيرات الإدراكية

وتغير امتصاص الغلوكوز -وهو وقود أساسي- في دماغ الفئران المعالجة بالأسبارتام؛ إذ ارتفع بشكل حاد في البداية، ثم انخفض بشكل ملحوظ بنهاية التجربة التي استمرت عاماً كاملاً. قد يؤدي ذلك إلى استنزاف الطاقة اللازمة للدماغ لأداء وظائفه بشكل سليم.

وانعكس هذا في معاناة الفئران المعالجة بالأسبارتام من صعوبة أكبر في مهام الذاكرة والتعلم، مما يشير إلى تراجع معرفي. فعلى سبيل المثال، تحركت الحيوانات التي تناولت الأسبارتام ببطء، واستغرقت وقتاً أطول للخروج من المتاهات.

يقول الباحثون: «من المقلق أن النظام الغذائي الخفيف المطبق هنا، والذي يقل بكثير عن الحد الأقصى المسموح به للبشر، والذي يُعطى لثلاثة أيام فقط كل أسبوعين، يمكن أن يؤثر على وظائف القلب والدماغ، وبنية القلب».

ويشير الباحثون إلى أن التغيرات الإدراكية كانت «طفيفة نسبياً» مقارنة بدراسات سابقة أُجريت على فئران تناولت الأسبارتام يومياً، أو لفترة أقصر.

ويكتب الباحثون: «إما أن فترات الامتناع عن الأسبارتام قد خففت من حدة التغيرات السلوكية، أو أن الفئران البالغة أكثر تحملاً للأسبارتام من الفئران الأصغر سناً، أو أن الفئران تتكيف مع التعرض طويل الأمد للأسبارتام».

ويضيفون: «إلى حين فهم الآثار العصبية المترتبة على تناول الأسبارتام بشكل أفضل، يُنصح الأطفال والمراهقون بتجنب الأسبارتام قدر الإمكان؛ خصوصاً كجزء أساسي من نظامهم الغذائي».

مخاوف

لقد لاحظنا بالفعل ارتباط المُحلِّيات الصناعية بتغيرات بيولوجية مرتبطة بالخرف، وتصلب الشرايين، وسرطان الكبد، مع أنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على وجود علاقة سببية مباشرة.

وبينما يُمكن للأسبارتام والمنتجات المشابهة أن تُقلل من خطر السمنة وداء السكري من النوع الثاني، من خلال توفير الحلاوة دون أي سعرات حرارية، فإن هناك تساؤلات حول مستوى الاستهلاك الآمن.

ويخلص الباحثون إلى أن «هذه النتائج تُشير إلى أن الأسبارتام، بالجرعات المسموح بها، يُمكن أن يُؤثر سلباً على وظائف الأعضاء الرئيسية، ولذا يُنصح بإعادة تقييم حدود السلامة المُعتمدة للاستهلاك البشري».

وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة «الطب الحيوي والعلاج الدوائي».


شرب الشاي يساعد في تقوية عظام المرأة

دراسة جديدة كشفت فوائد الشاي لصحة عظام النساء (رويترز)
دراسة جديدة كشفت فوائد الشاي لصحة عظام النساء (رويترز)
TT

شرب الشاي يساعد في تقوية عظام المرأة

دراسة جديدة كشفت فوائد الشاي لصحة عظام النساء (رويترز)
دراسة جديدة كشفت فوائد الشاي لصحة عظام النساء (رويترز)

كشفت دراسة علمية أجريت في أستراليا أن شرب الشاي يساعد في تقوية عظام المرأة، مقارنة بالنساء اللاتي يفضلن شرب القهوة.

وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Nutrients، قام فريق بحثي بجامعة فليندرز الأسترالية بمتابعة الحالة الصحية لنحو 10 آلاف امرأة على مدار عشر سنوات، مع قياس التغيرات التي تطرأ على كثافة المعادن في عظام المشاركات في الدراسة بالنسبة لمن يشربن الشاي أو القهوة.

وتعتبر كثافة المعادن في العظام من المؤشرات الحيوية الرئيسية لقياس احتمالات الإصابة بمرض هشاشة العظم. وتشير الدراسات إلى أن واحدة من كل ثلاث سيدات فوق سن الخمسين تعاني من هشاشة العظام، وهو مرض يؤدي إلى حدوث ملايين الكسور كل عام.

ونظراً لأن ملايين البشر يجعلون من شرب الشاي والقهوة جزءاً من روتين حياتهم اليومي، يرى الباحثون ضرورة معرفة تأثير تناول مثل هذه المشروبات على العظام.

ووجد الباحثون أن الشاي يحتوي على مركب يحمل اسم كاتشين، وهو يساعد في إبطاء معدلات ضعف العظام، ويساهم في تكوينه. في حين أن الاختبارات المعملية أثبتت أن القهوة تتعارض مع امتصاص الكالسيوم في الجسم والتمثيل العذائي للعظم.

وقال إينو ليو الطبيب بكلية الطب والصحة العامة بجامعة فليندرز بأستراليا إن «أي تحسن في كثافة العظام يمكن أن يترجم في صورة كسور أقل للعظام»، مضيفاً في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني «هيلث داي» المتخصص في الأبحاث الطبية أن هذه النتائج لا تعني أن تقلع المرأة عن تناول القهوة تماماً، أو أن تشرب كميات كبيرة من الشاي.

وذكر أن تناوب كوب واحد من الشاي يومياً بالنسبة للنساء كبيرات السن ربما يكون أكثر من عادة يومية مريحة، بل قد يكون خطوة نحو اكتساب عظام قوية.