كيف أحرزت مصر «المستوى الذهبي» لمواجهة فيروس «سي»؟

«الصحة العالمية» منحت القاهرة شهادة بـ«الإنجاز» منوّهة بدور السيسي

الرئيس المصري في القاهرة (الاثنين) يتسلم شهادة «المستوى الذهبي» من مدير «الصحة العالمية» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري في القاهرة (الاثنين) يتسلم شهادة «المستوى الذهبي» من مدير «الصحة العالمية» (الرئاسة المصرية)
TT

كيف أحرزت مصر «المستوى الذهبي» لمواجهة فيروس «سي»؟

الرئيس المصري في القاهرة (الاثنين) يتسلم شهادة «المستوى الذهبي» من مدير «الصحة العالمية» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري في القاهرة (الاثنين) يتسلم شهادة «المستوى الذهبي» من مدير «الصحة العالمية» (الرئاسة المصرية)

أثيرت تساؤلات في مصر بشأن دلالات جهود القاهرة في التصدي لفيروس «سي»، وذلك عقب حصولها على شهادة «المستوى الذهبي» من «منظمة الصحة العالمية» لمسارها في القضاء على التهاب الكبد (سي).

وتسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شهادة «المستوى الذهبي» من مدير عام «الصحة العالمية»، تيدروس أدهانوم، الاثنين، في حضور وزير الصحة والسكان المصري، خالد عبد الغفار، وكبار مسؤولي وقيادات المنظمة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، إن مدير عام «الصحة العالمية» تحدث عن «قصة نجاح مصر في التحول من كونها أعلى الدول من حيث ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس (سي) إلى أول دولة في العالم تصل لهذا المستوى المتميز في القضاء على الفيروس».

وأشار أدهانوم إلى أن «هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق من دون الالتزام الكامل الذي لمسه شخصياً من الرئيس السيسي تجاه هذا الملف، وملفات الصحة بشكل عام، وهو ما ظهر في المتابعة الشخصية الدقيقة والتخطيط السليم والعمل الجدي الذي قامت به المنظومة الصحية في مصر في هذا الصدد، من خلال المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس (سي)»، في حين أوضحت المنظمة في بيان لها أن «بلوغ (المستوى الذهبي) يعني أن مصر أوفت بالمتطلبات التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات إلى المستويات التي تؤهلها للقضاء على المرض».

السيسي مع وفد «منظمة الصحة العالمية» (الرئاسة المصرية)

رئيس الجمعية المصرية لسرطان الكبد، العضو السابق باللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أشرف عمر، قال إن «(المستوى الذهبي) شهادة نجاح لمصر، تعني أن المنظومة الصحية الخدمية، خاصة فيما يتعلق بفيروس (سي)، وصلت لمرحلة متقدمة».

وأضاف عمر لـ«الشرق الأوسط»، أن مصر كانت الدولة الأولى في عدد الإصابات بفيروس «سي» عالمياً، وكونها تتحول أيضاً إلى الدولة الأولى عالمياً في التخلص من المرض، فهذا «إنجاز كبير»، موضحاً أن «مصر تخلصت من مشكلة صحية يُمكن أن تصنف باعتبارها (أمناً قومياً)؛ لأنها لا تمس النواحي الصحية فقط، بل تطال الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وتؤثر على الإنتاج، وتكلف الدولة المليارات في التشخيص والعلاج والمتابعة لعلاج تبعات الفيروس».

عمر رأى أيضاً أن مصر «وصلت إلى هذا الإنجاز بفضل 3 عوامل هي: الإرادة السياسية التي وفرت الدعم اللازم، والبنية التحتية الصحية المنتشرة في ربوع البلاد، والكوادر الطبية التي أشرفت على التشخيص والعلاج عبر المنظومة الصحية بكفاءة شديدة».

ويلفت المتخصص المصري إلى ما وصفه بـ«كلمة السر» في الإنجاز المصري التي تتمثل في «التفاوض مع شركات الأدوية العالمية على توفير علاجات الفيروس محلياً»، منوهاً بأن هذه الخطوات جعلت مصر «توفر علاج فيروس (سي) لجميع المصريين المصابين بالمرض من دون مقابل، بالإضافة لإجراء مسح شامل للمصريين للتأكد من خلوهم من المرض، وكان هذا المسح هو الأكبر على مستوى العالم الذي تجريه دولة لاكتشاف مرض معين، ومكّن ذلك المنظومة الصحية من اكتشاف وعلاج المصابين مجاناً، وبذلك تخلصت من فيروس (سي)».

عالمياً، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد (سي) المزمنة، وعلى الرغم من عدم توفُّر لقاح مضاد للمرض؛ فإنه «يُمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفاعلية تستمر من 8 أسابيع حتى 12 أسبوعاً»، بحسب باحثين، لكن هناك 4 أشخاص من أصل 5 متعايشين مع «سي» في العالم، لا يدركون أنهم مصابون بالعدوى، ويُمكن أن تتسبب تلك العدوى في إصابة الكبد بمرض أو بسرطان، ما لم تُعالَج أو يُشفَ منها.

الرئيس المصري خلال لقاء وفد «الصحة العالمية» (الرئاسة المصرية)

وكشفت «الصحة العالمية» في بيانها أن «مصر شخصت 87 في المائة من المتعايشين مع (سي)، وقدمت العلاج لـ93 في المائة من المُشخصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، وهي تشخيص 80 في المائة على أقل تقدير من المتعايشين مع المرض، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70 في المائة من المُشخصين به».

ووفق المنظمة، فقد «نجحت مصر في الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بفيروس (سي) في العالم إلى بلد به أحد أقل المعدلات، من خلال خفض معدل انتشار الفيروس من 10 في المائة لأقل من واحد في المائة (0.38) في مدة تزيد قليلاً على عَقد من الزمان».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

صحتك طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، إن 226 عاملاً صحياً ومريضاً قُتلوا في لبنان، فيما أصيب 199 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا أطفال مصابون بجدري القرود في الكونغو عام 1970 (منظمة الصحة العالمية)

«الصحة العالمية» تعطي الترخيص لأول لقاح لجدري القردة للأطفال

أصدرت «منظمة الصحة العالمية» ترخيصاً لاستخدام أول لقاح ضد جدري القردة للأطفال.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية في ساحة مستشفى الأقصى في دير البلح بقطاع غزة 9 نوفمبر 2024 (أ.ب)

«الصحة العالمية»: إسرائيل رفضت 4 بعثات إمداد لـ«مستشفى كمال عدوان» في قطاع غزة

قالت منظمة الصحة العالمية إن إسرائيل رفضت «بشكل تعسفي» خلال الأيام العشرة الماضية دخول 4 بعثات من المنظمة لإرسال فرق طبية وإمدادات لـ«مستشفى كمال عدوان» في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك أبرز «إعلان جدة» دور المنظمات الرباعية في تقديم الدعم اللازم للحكومات (واس)

«إعلان جدة» يدفع قُدماً الأجندة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات

تعهَّدت الدول الأعضاء في «إعلان جدة» بتحقيق أهداف الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030.

إبراهيم القرشي (جدة)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.